وأصبح لقمان أحمد بوقا للانقلابيين القتلة
عبدالغني بريش فيوف
18 February, 2022
18 February, 2022
تُعتبر مهنة الصحافة من أصعب المهن، حيث تُحيط بها الكثير من المخاطر والمشاكل، كما أنها مهنة نبيلة في ذات الوقت.. فالصحفي، كالرقيب الذي يترصد الأحداث ويكتشف الحقائق لإيصالها إلى الرأي العام دون تشويه أو تزوير، ولتوصيل رسالته هذه، لا بدّ أن يكون الصحفي واعياً وحيادياً ونزيهاً ومحافظاً على شروط مهنته والالتزام بالمبادئ العامة لها ومعاييرها.
عزيزي القارئ..
لا ننكر ابدا ان السيد لقمان أحمد مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون، صحفي قدير، عمل لسنواتٍ عدة في مؤسسة "بي بي سي" الإعلامية العالمية، ولذا بعد الثورة، تم تعيينه من قبل عبدالله حمدوك رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، مديرا لهيئة الإذاعة والتلفزيون القومي، ليقوم بعملية الإصلاح للضرر الكبير والجسيم الذي احدثه النظام الساقط للهيئة.
لكن السؤال المهم هو: هل احدث السيد لقمان أي تغيير في الإذاعة والتلفزيون؟
السيد لقمان، لم يحدث أي تغيير في الإذاعة والتلفزيون، بل أصبح تابعا للنظام الأمني الانقلابي الحاكم، وبدأت الحكاية بعد انقلاب 25 أكتوبر الذي عزل فيه قائد الانقلاب الحكومة المدنية، حيث باتت الإذاعة والتلفزيون في قبضة الانقلابيين الذين استخدموا الأدوات الإعلامية الحكومية من بث إذاعي وتلفزيوني وصحافة ورقية في تلميع الانقلاب وزعيمه، وبات لقمان أحمد الذي لم يقال من منصبه، بوقاً يتصور الإعلام لا مهمة له غير التطبيل للنظام الانقلابي، ولا شرف له غير الرقص على انغام الانقلابيين، كل أمانيه ينحصر في أن يطرب للانقلابيين من برنامجه المسمى (حوار البناء الوطني)، يزمر على زمر النظام الصاخب، ويرقص على إيقاعاته النشاز.
الأسبوع الماضي، اجرى السيد لقمان، لقاءا صحفيا مع قائد الانقلاب في السودان، القاتل عبدالفتاح البرهان حول الوضع السياسي الراهن، حيث ظهر الرجل مرتجفا خائفا، غير قادر على إظهار الأحداث الدائرة في السودان بشكل كبير، وطرح الأسئلة بأمانة وإخلاص، إلى جانب تحري الحقيقة بضمير واعٍ كصحفي.
في ذاك اللقاء، لم يسم السيد لقمان الأشياء بأسمائها كصحفي، بل سمى الانقلاب الذي قام به البرهان بالإجراءات. وقال.. الإجراءات التي قمتم بها سيادتكم يوم 25 أكتوبر. يعني لقمان الصحفي الذي عمل لسنوات طويلة في مؤسسة "بي بي سي" الإعلامية العالمية، لم يكلف نفسه ليتحدى قائد الانقلاب على اكاذيبه، ولم يقم بدوره ومهمته كرقيب وعين وراصد لمسار الأحداث التي تجري في بلاده، بل وجدناه بوقا إعلاميا، أراد من لقاءه هذا، تسويق قائد الانقلاب وتقديمه للخارج والداخل، كقائد في قلب الأحداث.
1/ في لقاءه.. لم يتحدى قائد الانقلاب على ان ما قام به يوم 25 أكتوبر 2021، ليس تصحيحا للمسار كما ادعى قائد الانقلاب، بل انقلابا عسكريا، إذ ان تعريف الانقلاب هو: "الاستيلاء على السلطة في مركزها الرئيسي، بما يمكن من بسط النفوذ على كافة أرجاء الدولة".
2/في لقاءه الاستهبالي.. لم يتحدى الانقلابي برهان عندما قال ان هناك طرفاً ثالثاً هو الذي يقوم بعمليات القتل..
3/لقمان.. لم يرد على البرهان، عندما قال البرهان (لا انا ولا المؤسسة العسكرية نريد حكم السودان)؟
4/لقمان.. لم يضغط على قائد الانقلاب، لذكر العمليات الإرهابية التي اوقفتها حكومته في بلاده بمساعدة من دولة إسرائيل وأجهزتها الأمنية!!؟
يزعم لقمان أحمد أنه جاء لتغيير هيئة الإذاعة والتلفزيون السوداني ليتناسب مع عهد الثورة، لكنه ما عرف من التغيير شيئا، فعاد بالإذاعة والتلفزيون الى عهد المخلوع عمر البشير بل أسوأ منه، فأصبح ورقة رابحة للانقلابيين يخرجونها متى أرادوا، وبات يقرأ خطبهم المنبرية من أوراق معدة مسبقاً لكيلا يقع فيما لا يرضيهم.
أمثال لقمان أحمد، ينتسبون للنخبة السودانية "الجبانة" التي فضلت الفرار المذل على المقارعة والقتال من أجل التغيير والإصلاح وآثرت السكينة والصيغ الذليلة على التضحية وتقديم النموذج الحي لنخبة حية قادرة على صناعة التاريخ والمساهمة في حسم الخيارات، فاتجهت الى المساكنة حتى أضحت نخب مذلول، تحتاج الى "الوظيفة والمنصب" أكثر من حاجتها لوطن جريح يبحث عن من ينقذه من عبث العابثين.
نخب "عار"، لا تخرج للصيد إطلاقا، لأنها تفتقد للشجاعة في مقارعة الانقلابيين من عسكر السودان وجنجويدهم، ولا تملك الجرأة لمجابهة تجار "الحروب ومحاصصة جوبا" وأصحاب بيع الوهم.
نعم، كيف لنا ان نطلق على السيد لقمان صفة (الصحفي والإعلامي)، والرجل يسير في ركب الانقلابيين أينما ساروا، ويحل معهم حيث حلو، يرى في كبت أصوات المعارضة وقتل المتظاهرين السلميين، أمرا عاديا لا يستحق الوقوف عنده، ويقدم الانقلاب باعتباره إجراءات تصحيحية، ويرى حالة الطوارئ ضروريا لضبط الأمور -ويقصد بضبط الأمور، محاصرة الثورة والتظاهرات الشعبية المستمرة منذ انقلاب 25 أكتوبر المشؤوم.
لقمان أحمد انتفت عن صفة الصحفي والإعلامي، لأنه أصبح بوقا للانقلابيين الذين يسحلون الثوار في شوارع المدن السودانية ويقتلونهم دون رأفة ورحمة.
bresh2@msn.com
عزيزي القارئ..
لا ننكر ابدا ان السيد لقمان أحمد مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون، صحفي قدير، عمل لسنواتٍ عدة في مؤسسة "بي بي سي" الإعلامية العالمية، ولذا بعد الثورة، تم تعيينه من قبل عبدالله حمدوك رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، مديرا لهيئة الإذاعة والتلفزيون القومي، ليقوم بعملية الإصلاح للضرر الكبير والجسيم الذي احدثه النظام الساقط للهيئة.
لكن السؤال المهم هو: هل احدث السيد لقمان أي تغيير في الإذاعة والتلفزيون؟
السيد لقمان، لم يحدث أي تغيير في الإذاعة والتلفزيون، بل أصبح تابعا للنظام الأمني الانقلابي الحاكم، وبدأت الحكاية بعد انقلاب 25 أكتوبر الذي عزل فيه قائد الانقلاب الحكومة المدنية، حيث باتت الإذاعة والتلفزيون في قبضة الانقلابيين الذين استخدموا الأدوات الإعلامية الحكومية من بث إذاعي وتلفزيوني وصحافة ورقية في تلميع الانقلاب وزعيمه، وبات لقمان أحمد الذي لم يقال من منصبه، بوقاً يتصور الإعلام لا مهمة له غير التطبيل للنظام الانقلابي، ولا شرف له غير الرقص على انغام الانقلابيين، كل أمانيه ينحصر في أن يطرب للانقلابيين من برنامجه المسمى (حوار البناء الوطني)، يزمر على زمر النظام الصاخب، ويرقص على إيقاعاته النشاز.
الأسبوع الماضي، اجرى السيد لقمان، لقاءا صحفيا مع قائد الانقلاب في السودان، القاتل عبدالفتاح البرهان حول الوضع السياسي الراهن، حيث ظهر الرجل مرتجفا خائفا، غير قادر على إظهار الأحداث الدائرة في السودان بشكل كبير، وطرح الأسئلة بأمانة وإخلاص، إلى جانب تحري الحقيقة بضمير واعٍ كصحفي.
في ذاك اللقاء، لم يسم السيد لقمان الأشياء بأسمائها كصحفي، بل سمى الانقلاب الذي قام به البرهان بالإجراءات. وقال.. الإجراءات التي قمتم بها سيادتكم يوم 25 أكتوبر. يعني لقمان الصحفي الذي عمل لسنوات طويلة في مؤسسة "بي بي سي" الإعلامية العالمية، لم يكلف نفسه ليتحدى قائد الانقلاب على اكاذيبه، ولم يقم بدوره ومهمته كرقيب وعين وراصد لمسار الأحداث التي تجري في بلاده، بل وجدناه بوقا إعلاميا، أراد من لقاءه هذا، تسويق قائد الانقلاب وتقديمه للخارج والداخل، كقائد في قلب الأحداث.
1/ في لقاءه.. لم يتحدى قائد الانقلاب على ان ما قام به يوم 25 أكتوبر 2021، ليس تصحيحا للمسار كما ادعى قائد الانقلاب، بل انقلابا عسكريا، إذ ان تعريف الانقلاب هو: "الاستيلاء على السلطة في مركزها الرئيسي، بما يمكن من بسط النفوذ على كافة أرجاء الدولة".
2/في لقاءه الاستهبالي.. لم يتحدى الانقلابي برهان عندما قال ان هناك طرفاً ثالثاً هو الذي يقوم بعمليات القتل..
3/لقمان.. لم يرد على البرهان، عندما قال البرهان (لا انا ولا المؤسسة العسكرية نريد حكم السودان)؟
4/لقمان.. لم يضغط على قائد الانقلاب، لذكر العمليات الإرهابية التي اوقفتها حكومته في بلاده بمساعدة من دولة إسرائيل وأجهزتها الأمنية!!؟
يزعم لقمان أحمد أنه جاء لتغيير هيئة الإذاعة والتلفزيون السوداني ليتناسب مع عهد الثورة، لكنه ما عرف من التغيير شيئا، فعاد بالإذاعة والتلفزيون الى عهد المخلوع عمر البشير بل أسوأ منه، فأصبح ورقة رابحة للانقلابيين يخرجونها متى أرادوا، وبات يقرأ خطبهم المنبرية من أوراق معدة مسبقاً لكيلا يقع فيما لا يرضيهم.
أمثال لقمان أحمد، ينتسبون للنخبة السودانية "الجبانة" التي فضلت الفرار المذل على المقارعة والقتال من أجل التغيير والإصلاح وآثرت السكينة والصيغ الذليلة على التضحية وتقديم النموذج الحي لنخبة حية قادرة على صناعة التاريخ والمساهمة في حسم الخيارات، فاتجهت الى المساكنة حتى أضحت نخب مذلول، تحتاج الى "الوظيفة والمنصب" أكثر من حاجتها لوطن جريح يبحث عن من ينقذه من عبث العابثين.
نخب "عار"، لا تخرج للصيد إطلاقا، لأنها تفتقد للشجاعة في مقارعة الانقلابيين من عسكر السودان وجنجويدهم، ولا تملك الجرأة لمجابهة تجار "الحروب ومحاصصة جوبا" وأصحاب بيع الوهم.
نعم، كيف لنا ان نطلق على السيد لقمان صفة (الصحفي والإعلامي)، والرجل يسير في ركب الانقلابيين أينما ساروا، ويحل معهم حيث حلو، يرى في كبت أصوات المعارضة وقتل المتظاهرين السلميين، أمرا عاديا لا يستحق الوقوف عنده، ويقدم الانقلاب باعتباره إجراءات تصحيحية، ويرى حالة الطوارئ ضروريا لضبط الأمور -ويقصد بضبط الأمور، محاصرة الثورة والتظاهرات الشعبية المستمرة منذ انقلاب 25 أكتوبر المشؤوم.
لقمان أحمد انتفت عن صفة الصحفي والإعلامي، لأنه أصبح بوقا للانقلابيين الذين يسحلون الثوار في شوارع المدن السودانية ويقتلونهم دون رأفة ورحمة.
bresh2@msn.com