صفقات عربية على وقع الغزو الروسي؟ الكرملين هو “أكبر لاعب” في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان، و«عراب» هذه العمليات هو (حميدتي)
رئيس التحرير: طارق الجزولي
4 March, 2022
4 March, 2022
رأي القدس
نقلا القدس العربي
اختلفت آثار الهجوم الروسي على أوكرانيا على الدول العربية، ففي حين تضررت بعض الدول العربية غير النفطية ضررا كبيرا، فقد استفادت أخرى.
مصر، مثلا، التي تعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم، تعتمد على كل من روسيا وأوكرانيا كأكبر مصدّرين للحبوب لها، وإلى أنها تعتمد، في اقتصادها السياحي، على السياح الروس والأوكرانيين، فإن كونها مستوردة للنفط سيزيد تضررها نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الحرب، لكن القاهرة، ستستفيد، من جهة أخرى من دورها كمصدّر ومركز لتسييل الغاز، قد ساهم هذا الأمر، على ما يبدو، في تحفيز إنتاج الغاز في لبنان (الذي سيتأثر، بدوره، من نقص إمدادات الحبوب)، وقد يسهم في إحياء مشروعات الإنتاج والتصدير لغاز شرق المتوسط. يوفر ارتفاع أسعار الغاز والنفط الحالي، وحاجة أوروبا لبديل عن الغاز والنفط الروسيين، فوائد كبيرة للدول العربية المنتجة للنفط والغاز، وأصبح إنتاج دول عربية كقطر والجزائر لهاتين المادتين معا سببا لزيادة الثروة والتأثير السياسي، وقد استدعت الظروف الدولية المتسارعة دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، للتباحث في شأن المساهمة في تعويض الغاز الروسيّ الفاقد، وتبعت ذلك قمة في الدوحة لأهم الدول المصدّرة للغاز لتنسيق المواقف.
مقابل هذه التأثيرات المتوقعة على الأمن الغذائي والأوضاع الاقتصادية المتضاربة في أحوال دول عربية، فإن دولا أخرى وجدت في الغزو الروسي فرصا لفوائد سياسية أو مالية.
حسب صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية فإن استعدادات إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب تضمنت حيازة أكبر كمية ممكنة من الذهب، وأن السودان كان المصدر الرئيسي لـ«صندوق حرب» روسيا الذهبي. كشف تحقيق الصحيفة معلومات جديدة في هذا الخصوص، منها أن الكرملين هو “أكبر لاعب” في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان، وأن الكمّ الأكبر من الذهب تم تهريبه لروسيا عبر طائرات صغيرة من المطارات العسكرية المنتشرة في البلاد، وذلك على مدى سنوات، وأن «عراب» هذه العمليات هو محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، وهو ما يفسّر أن «حميدتي» كان حاضرا في موسكو مع بداية الغزو الروسيّ لأوكرانيا، في إعلان واضح عن الجانب الماليّ للعلاقة السياسية – العسكرية بين قادة الانقلاب السوداني وروسيا.
إحدى الصفقات الأخرى التي توضّحت تفاصيلها على وقع الغزو الروسي كانت امتناع الإمارات (التي هي أيضا شريكة في موضوع توريد وتهريب الذهب السوداني)، العضو في «مجلس الأمن» الدولي، في 25 الشهر الماضي، بالإضافة إلى الصين والهند، عن إدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وما كان تبرير مندوبة أبو ظبي الدائمة، لانا نسيبة، للامتناع عن التصويت بدعوى «تأييد لوقف تصعيد العنف واستئناف الحوار»، فإن حقيقة الصفقة تبدّت، حين قامت روسيا في يوم الاثنين الماضي، بـ«دفع ثمن» امتناع أبو ظبي عن التصويت عبر تأييد قرار لمجلس الأمن، باعتبار حركة «أنصار الله» (الحوثيين) «جماعة إرهابية».
الطريف في الموضوع أنه بعد انتهاء هذه الصفقة الأخيرة قامت الإمارات بتأييد قرار جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة يدين الحرب الروسية على أوكرانيا، فكسبت ودّ موسكو في المرة الأولى، واستفادت من قرار تجريم الحوثيين في المرة الثانية، ثم انقلبت على روسيا لتكسب ودّ أمريكا من جديد!
نقلا القدس العربي
اختلفت آثار الهجوم الروسي على أوكرانيا على الدول العربية، ففي حين تضررت بعض الدول العربية غير النفطية ضررا كبيرا، فقد استفادت أخرى.
مصر، مثلا، التي تعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم، تعتمد على كل من روسيا وأوكرانيا كأكبر مصدّرين للحبوب لها، وإلى أنها تعتمد، في اقتصادها السياحي، على السياح الروس والأوكرانيين، فإن كونها مستوردة للنفط سيزيد تضررها نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الحرب، لكن القاهرة، ستستفيد، من جهة أخرى من دورها كمصدّر ومركز لتسييل الغاز، قد ساهم هذا الأمر، على ما يبدو، في تحفيز إنتاج الغاز في لبنان (الذي سيتأثر، بدوره، من نقص إمدادات الحبوب)، وقد يسهم في إحياء مشروعات الإنتاج والتصدير لغاز شرق المتوسط. يوفر ارتفاع أسعار الغاز والنفط الحالي، وحاجة أوروبا لبديل عن الغاز والنفط الروسيين، فوائد كبيرة للدول العربية المنتجة للنفط والغاز، وأصبح إنتاج دول عربية كقطر والجزائر لهاتين المادتين معا سببا لزيادة الثروة والتأثير السياسي، وقد استدعت الظروف الدولية المتسارعة دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، للتباحث في شأن المساهمة في تعويض الغاز الروسيّ الفاقد، وتبعت ذلك قمة في الدوحة لأهم الدول المصدّرة للغاز لتنسيق المواقف.
مقابل هذه التأثيرات المتوقعة على الأمن الغذائي والأوضاع الاقتصادية المتضاربة في أحوال دول عربية، فإن دولا أخرى وجدت في الغزو الروسي فرصا لفوائد سياسية أو مالية.
حسب صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية فإن استعدادات إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب تضمنت حيازة أكبر كمية ممكنة من الذهب، وأن السودان كان المصدر الرئيسي لـ«صندوق حرب» روسيا الذهبي. كشف تحقيق الصحيفة معلومات جديدة في هذا الخصوص، منها أن الكرملين هو “أكبر لاعب” في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان، وأن الكمّ الأكبر من الذهب تم تهريبه لروسيا عبر طائرات صغيرة من المطارات العسكرية المنتشرة في البلاد، وذلك على مدى سنوات، وأن «عراب» هذه العمليات هو محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، وهو ما يفسّر أن «حميدتي» كان حاضرا في موسكو مع بداية الغزو الروسيّ لأوكرانيا، في إعلان واضح عن الجانب الماليّ للعلاقة السياسية – العسكرية بين قادة الانقلاب السوداني وروسيا.
إحدى الصفقات الأخرى التي توضّحت تفاصيلها على وقع الغزو الروسي كانت امتناع الإمارات (التي هي أيضا شريكة في موضوع توريد وتهريب الذهب السوداني)، العضو في «مجلس الأمن» الدولي، في 25 الشهر الماضي، بالإضافة إلى الصين والهند، عن إدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وما كان تبرير مندوبة أبو ظبي الدائمة، لانا نسيبة، للامتناع عن التصويت بدعوى «تأييد لوقف تصعيد العنف واستئناف الحوار»، فإن حقيقة الصفقة تبدّت، حين قامت روسيا في يوم الاثنين الماضي، بـ«دفع ثمن» امتناع أبو ظبي عن التصويت عبر تأييد قرار لمجلس الأمن، باعتبار حركة «أنصار الله» (الحوثيين) «جماعة إرهابية».
الطريف في الموضوع أنه بعد انتهاء هذه الصفقة الأخيرة قامت الإمارات بتأييد قرار جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة يدين الحرب الروسية على أوكرانيا، فكسبت ودّ موسكو في المرة الأولى، واستفادت من قرار تجريم الحوثيين في المرة الثانية، ثم انقلبت على روسيا لتكسب ودّ أمريكا من جديد!