هيثم جاب الرايحة 

 


 

كمال الهدي
20 March, 2022

 

تأمُلات


. بالأمس فرح الأهلة وهللوا للهزيمة الثقيلة التي تلقاها المريخ، وها هو الأزرق اليوم ينال علقة أسخن.


. الملامح هي ذاتها حيث كانت سذاجة وأخطاء المدافعين حاضرة أمام صنداونز وكأن مدافعي الهلال يقولون لنظرائهم في المريخ " كلنا في الهم سودانيين".


. ومثلما حدث مع المريخ بالأمس حيث تعشمت خيراً بعد هدف التعادل في أن ينتهي اللقاء بتلك النتيجة، فقد بعث هدف (المظلوم) ياسر مزمل في نفسي أملاً بأن يحصل الهلال على التعادل على الأقل.


. لكن ولأن كرة القدم السودانية تعاني من أخطاء المدافعين التي لا تنتهي رغم ما يُكتب عنها منذ سنوات، لم يهنأ الأهلة بهدف المزمل وباغتنا المنافس بتسجيل هدفين آخرين.


. الهزيمة جد ثقيلة مع إن موتا عدل في الأسابيع الأخيرة في تشكيلته التي إنتقده حولها الكثيرون.


. كثيراً ما كتبت في هذه الزاوية أننا نظلم المدربين الأجانب حين نكثر من التنظير حول اختياراتهم وتكتيكاتهم ناسين أن لدى لاعبينا قدرة عجيبة على تكرار الأخطاء وصعوبة بالغة في تحقيق الإنضباط.


. بدت نتيجة الأربعة منطقية رغم النقص العددي للمنافس لأن أزمة الدفاع أُضيف لها ضعف استثنائي لحارس المرمى.


. ولاحظت أن محلل بي إن المصري هيثم فاروق (جاب الرايحة) مرتين.


. في الأولى عندما قال أن الهلال يلعب بدون حارس مرمى، وبالفعل كان أداء أبوجا كارثياً جداَ.


. والثانية بقوله أن الهلال والمريخ دخلا البطولة بهدف وحيد هو أن يهزم كل منهما الآخر.


. وقد بدا لي الرجل وكأنه يعيش بيننا، فالحقيقة أن جماهير وجُل إعلاميي وربما إداريي الناديين لا هم لهم سوى النيل من بعضهم البعض.


. أكثر ما يستفزني في هذا الجانب أننا نتحدث عن ثورة وعي في وطن يكاد يفلت من أيدينا ونحن ما زلنا عاجزين عن قبول بعضنا البعض ولو في (الكورة) .


. أليس غريباً بالله عليكم أن ندخل بطولة قارية لا يهم كل معسكر فيها سوى خروج الآخر!


. وهل يمكننا أن نتقدم شبراً ونحن نحسد بعضنا البعض ولا نكف عن (التريقة) حتى عندما لا تصب هزيمة أحد الناديين في مصلحة الآخر!!


. وكيف نحلم بنجاح ثورة الوعي وتوحيد الجهود في وجه قتلتنا ونحن بمثل هذا الموقف!


. الرياضيون بالملايين في هذا البلد وجلهم ينقسمون بين الناديين، ومع عجز هذه الشريحة الكبيرة عن الترفع على الصغائر يبدو لي حل معضلة الوطن أمراً بالغ التعقيد.


. بنتيجة مباراة اليوم يكون التعيس قد اتلم على خائب الرجا، فهل يفرحنا ذلك!


. تمنيت أن يتمكن أحد الناديين من التأهل للمرحلة القادمة.


. وبالطبع ما تزال الفرصة قائمة لكن الوضع قد تعقد كثيراً، ولا أظن أن الأهلي سيفرط أمام الهلال بعدما شاهدوه اليوم.


. أتحفنا هيثم مصطفى مجدداً  بعبارة الأمس " الغياب الذهني وخروج اللاعبين عن التغطية"، مع اختلاف طفيف هذه المرة حيث قال أن تشكيلة الهلال بلا لاعبي وسط (أصحاب جودة).


. وللمرة الثانية أعبر عن استغرابي من عبارة البرنس وأسأله: ألا يملك أجاجون وحسين متوكل الجودة!


. فالأول في رأيي المتواضع يملك المهارة وروح القتال وقدم آداءً معقولاً هجوماً ودفاعاً.


. والثاني موهبته لا تخطئها العين.


. وإن لم يؤديان اليوم كما يجب فليس معنى ذلك أن نقول أن الهلال بلا لاعبي وسط أصحاب جودة.


. أما عبارة " الشرود.. وخارج التغطية" فقد تابعتم جميعاً سؤال (الفظ) هشام الخلصي لهيثم بشيء من السخرية عن ما يعنيه بالعبارة.


. لهذا فعندما يوجه لهيثم النقد يجب أن يتقبله بصدر رحب هو وبعض معجبيه العاطفيين، لكي يستفيد من الفرصة التي لاحت له ويطور نفسه.


. نغضب حقيقة حين نرى ممثلنا أضعف من رصفائه، ولا ينكر إلا مكابر الضعف البائن لهيثم أمام طارق وفاروق مع فارق الخبرات بالطبع.


. والتشجيع لا يعني التطبيل وإغفال نقاط الضعف لأنها ستبدو واضحة جداً عندما يتابع أي مشاهد غيرنا ويقارن بين من يستضيفهم مُقدم الإستديو التحليلي.


. أعود لسوء آداء أبوجا للتأكيد على حقيقة أن حراسة المرمى في السودان تواجه خطراً حقيقياً.


. ولا أدري ما إذا كان الأمر يتعلق بشح المواهب في هذا المركز، أم نرده لتقصير مدربي الحراس.


. لكن الشيء الأكيد أنه لا يوجد لدينا حارس مرمى ملفت في هذا السودان.



. ومسألة أن فلاناً يحتاج دعمكم يجب تجاوزها.


. فأنديتنا الكبيرة ليست لعبة حتى يُضم لكشوفاتها أنصاف المواهب لكي ندعمهم.


. اللاعب ضعيف المهارة مكانه الأندية الصغيرة وليس الهلال أو المريخ.


. فقد سئمنا وضعية تندر الآخرين بنا وبكورتنا.


. وأخيراً أتمني أن يكون بعضنا قد فهموا أن مقولة اللاعب المحطة كانت مجرد نظرية فاشلة أهدر فيها البعض الوقت والجهد.


. إبراهيما ليس بالمحترف الذي يستحق أن يلعب مكان أي موهبة شابة في الهلال.


. والطريقة التي سدد بها الصغير ميسي كرة الهدف الثاني تجعلنا نتمنى مشاركته بدل هذا النيجيري (المحطة).


. أما محمد عبد الرحمن فعليه أن يقف مع النفس ويراجع حساباته جيداً، فالفتى صار يكثر من اللف والدوران بالكرة وإرتكاب المخالفات مع فقدان حاسة التهديف، وأتمنى من مدربيه والأشخاص المقربين منه مناقشته بجدية حول هذا التراجع غير المفهوم.



kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء