مصادرة الديمقراطية تمر بطريق العداء لحزبنا!.

 


 

 

نقاط بعد البث
يكتبه اليوم: حسن الجزولي
* ما حدث في ندوة الحزب الشيوعي أمسية الجمعة الماضية، نقيمه ضمن ظواهر التفلت الأمني والاجتماعي الذي تشهده شوارع العاصمة وبقية بلادنا منذ الانقلاب الغادر في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، والذي زادت وتائره مؤخراً.
* وهو يعتبر بالنسبة لنا محاولة لتكملة ما تبقى من انجاز الفصول الأخيرة للانقلاب، والذي كان يمكن المضي فيه بواسطة جنود الانقلاب لو لا المواجهة الجريئة والشجاعة التي اجترحها شعبناً وأبطل بها بقية انجاز الفصول، فلجأ الانقلابيون لطوابيرهم الخلفية المساندة لهم وتركوا لها الحبل على الغارب لتنفيذ ما تبقى من فصول في محاولات عقيمة لفرض سياسة الامر الواقع بالقوة ونشر الفوضى خارج القانون إن دعى الداعي!.
* وما قامت به بقايا فلول النظام الذين تمثلهم ثلة من جماعات الانقاذ والحركة الاسلامية والأخوان المجرمين ضد ندوة الحزب، إنما يعبر عن هذا التوجه.
* فما حدث في تلك الندوة ليس بالأمر الجديد الذي يواجهه الحزب الشيوعي، كما لن يكون الأخير، حيث الصراع تاريخياً هو بين قوى الخير وقوى الشر، بين القوى الديمقراطية والقوى الديكتاتورية مدنية كانت أم عسكرية، بين طريق الحريات العامة والسلام المستدام والعدالة وقوانينها المنصفة وبين سياسات الطريق الذي جربه شعبنا وأدمى به تاريخه منذ ما قبل استقلال بلادنا!.
* وخلال هذا الصراع التاريخي تبرز قضية وجود الحزب الشيوعي والقوى الاجتماعية والسياسية الساعية للدفاع عن قضايا الشعب والوطن، كحق لا يمكن لأي قوى مناوءة لهم أن تنتزعه عنهم، وبأي وسيلة من الوسائل.
* حيث جربت القوى الظلامية ذلك عبر كثير من المعارك التي خرجت منها خاسرة وهي تلعق جراحاتها، بينما بقيت راية الحزب الشيوعي السوداني خفاقة ترفرف من فوق وجوده المستقل وممارسته لحقه في التواجد وسط الممارسة السياسية في البلاد.
* تم ذلك منذ سنوات ما قبل الاستقلال وقوانين (النشاط الهدام) التي سنتها السلطة الاستعمارية لتحد بها نشاط الحزب الشيوعي، وحدث بعد استقلال بلادنا عندما أبقت القوى اليمينية على تلك القوانين لتناصرها في إبعاد حزبنا من الحياة السياسية، وحدث عند تنكيل جنرالات الحكم العسكري الأول بالشيوعيين والقوى المناصرة لهم، وحدث عند لجوئهم لحل الحزب وطرد نوابه من البرلمان، وكذا سنوات مايو الديكتاتورية التي ورغم حمامات الدم والمشانق التي نصبتها لقادته الشهداء الأبطال ولكنها فوجئت بأن الحزب ما يزال باقي ويتنفس برئة الجماهير التي حمته، وكذا في حقبة الانقاذ التي استطاع فيها الحزب ورغم التنكيل والمطاردة أن يبقى ويصمد ويساهم بما استطاع مع جماهير شعبنا لاقتلاع ملالي السودان وتدينهم الكذوب من أرض بلادنا والهيمنة على مقدراته، فما بالكم بتهجم صبية محرضين من الحارات المجاورة لافشال ندوة للشيوعيين!.
* فما تم لاننظر إليه بمعزل عن ما يجري، وما يجري ليس سوى حلقة من حلقات محاولات القوى المناوءة والمعادية لأماني وآمال شعبنا، وهذه القوى تمثلها تحديداً (اللجنة الأمنية) التي حلت كبديل لنظام الديكتاتور البشير حماية لمصالح 30 عاماً عجافاً.
* وإن ما يجري حالياً تحت شعارات وفرية (تصحيح) المسار ليس سوى ديكتاتورية عسكرية تفصح عن وجهها الكالح في كل حين.
* قلناها ونكررها أن بوابة الهجوم على الديمقراطية في بلادنا تمر دوماً بمحاولات التهجم ومصادرة حق الحزب الشيوعي في الوجود المستقل والدفاع عن قضايا الناس!.
* ثم قلنا ونقولها ونكررها أن الحاكم الذي يتوهم مجرد توهم بأنه قادر على إبادة الشيوعيين ومصادرة منابرهم وحرمانهم من ممارسة حقهم الديمقراطي في الوجود، لم تلده أمه بعد!.
* فماذا أنتم فاعلون؟!.
ـــــــــــــــــــــــ
* لجنة تفكيك التمكين كانت تمثلني وتمثلني لاحقاً أيضاً!.

hassanelgizuli3@gmail.com
///////////////////////

 

آراء