طرد ياسر عرمان من مواكب يوم السبت كان مستحقاً
عبدالغني بريش فيوف
2 April, 2022
2 April, 2022
ليست ثمة حالة أسوأ من حالة غموض المواقف السياسية الواضحة لدى من يدعون وقوفهم مع الثورة والثوار، لأن الضبابية في المواقف المصيرية والكبيرة، تعبرّ بالضرورة عن الانتهازية السياسية -أي الأخذ في الاعتبار حسابات الربح والخسارة.
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت 26 مارس مقطعا مسجلا يظهر طرد ياسر عرمان من قبل الثوار في موكب من مواكب العاصمة الخرطوم، والسبب هو ان الشباب الثوري واعي، ويعمل على تنقية ساحات العمل السياسي من أدران ومتقمصي الأقنعة والمتلونين كالحرباء والمتشبعين بغريزة الذئاب والثعالب.
بعد طرده من مواكب يوم السبت، ظهر الرجل على شاشة مسائية الجزيرة، وسئل عن واقعة الطرد المهين من مواكب يوم السبت، لكنه تجنب الرد المباشر على السؤال، ليرد بكلام مايع وضبابي من قبيل: (على النظام القائم بالسودان التراجع خطوة للوراء والاستجابة للشعب)، وأنه “بإمكان قائد المجلس العسكري أن ينخرط في تبنّي الحل السياسي، ويقود التغيير بمعية القوى السياسية السودانية قبل فوات الأوان”.
بالله شوفو الضبابية والميوعة في مواقف ياسر عرمان، إذ ان الرجل بكل فضاحة وميوعة يطالب البرهان ان ينخرط في تبنّي الحل السياسي، ويقود التغيير، والبرهان انقلب للتّو على القوى السياسية التي كانت تشاركه السلطة ومزق الوثيقة الدستورية الحاكمة؟
ثم ماذا يقصد عرمان ب(على النظام القائم بالسودان التراجع خطوة للوراء والاستجابة للشعب)؟
هل يقصد بالتراجع خطوة للوراء، ان يتراجع عبدالفتاح البرهان عن انقلابه، وإعادة الحكومة المحلولة بقيادة حمدوك ومن كان معه وهي الخطوة التي رفضها الشارع السوداني وما زال يرفضها، أم ما المقصود بالتراجع خطوة للوراء؟
مقدم برنامج الجزيرة مسائية، وجه أسئلة كثيرة جدا للمدعو ياسر عرمان حول المشهد السياسي الغامض في السودان، وكان من ضمن الأسئلة المطروحة -سؤال عن اللقاءات السرية التي تجريها قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان وباقي قيادة المكون العسكري، لكن الرجل اعطى كالعادة، إجابات مبهمة ومايعة (كنفيه وجود مفاوضات رسمية بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري، مع التأكيد عن وجود اتصالات بينه وبين أحد قادة الجيش).
كما اعطى السيد عرمان جوابا غير مفهوم عندما سأله مقدم البرنامج أحمد ماهر عن معارضته للانقلاب بينما رئيسه مالك عقار مؤيدا للانقلاب، حيث أقر ياسر عرمان بتباين وجهات النظر بينه ورئيس الحركة مالك عقار حول الموقف من انقلاب البرهان وتمسك بوحدة الشعبية.. قائلا "أنا من مؤسسي التنظيم بعد انفصال الجنوب رفقة الحلو وعقار وان للحركة مستقبل يجب ان تتوحد وان تقف مع الشعب".
عزيزي القارئ..
هذا هو ياسر عرمان كما عرفه الشعب السوداني في الماضي والحاضر، انتهازي يجد دائما شيئا لتبرير انتهازيته، كأن يقول أن المرحلة تتطلب ذلك، وهو يقصد بذلك مصلحته بطبيعة الحال، وإلا كيف لنا أن نفسر زعمه بمعارضة الانقلاب بينما رئيسه وتنظيمه يؤيدان الانقلاب؟
إذا كان ياسر عرمان شخصا مبدئيا ورافضا للانقلاب حقا وحقيقة، لقدم استقالته من عضوية تنظيمه لدعمه الانقلاب، لكن لأنه انتهازي، دائما ما تجده يمسك العصا من النصف، يرى نفسه فلتة من فلتات زمننا العفن هذا، لتبرير الميوعة وضبابية مواقفه.
نفي عرمان موافقة الحرية والتغيير على التفاوض مع المكون العسكري قائلاً ”الحرية والتغيير لم تتفاوض مع أي جهة ولكن هناك اتصالات تجري مع بعض قياداتها مع قبل أشخاص على صلة بالمكون العسكري وهي اتصالات شخصية وتتم بصورة غير رسمية ولكنها لم توافق على أي حوار مع الانقلابيين".
نعم، إذا كان عرمان، يعارض انقلاب البرهان فعلا.. فلماذا يقابل ويجتمع بالانقلابيين أصلاً.. ألا يعبّر هذا السلوك عن الانتهازية ولعب كل الأدوار باسم الواقعية والبراغماتية؟
الشباب الذين يقودون الشارع والاحتجاجات اليوم، لا يحتاجون لمساعدة من احد -وهم بالطبع لا يحتاجون لفلتات ياسر عرمان، لأنهم على قدر كاف من الوعي السياسي، فضلا عن نضوجهم الذي برز ضمن مستويات متعددة، بدأت بقدرتهم على الاستقلال في تكوين آرائهم ومواقفهم السياسية، بعيدا عن التقليد أو التلقين أو التأثر. فهم واعين ومدركين لآرائهم التي تحوي قدرا كافيا من الانسجام والتوافق، وبناءا عليها يتخذون مواقف محددة من القضايا السياسية..
الشارع السوداني منذ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر، رفع شعار "لا تفاوض لا شراكة لا شرعية".. فما الذي لا يفهمه ياسر عرمان حتى يقول انه يجب على البرهان التراجع خطوة للوراء؟
طرد عرمان من مواكب السبت 26 مارس 2022، هو الأسلوب المناسب للتعامل مع كل مرتد عن مبادئ الثورة، والعار كل العار للمتحدثين عن احترام الحريات العامة والرأي الآخر، ذلك ان الحريات العامة لا تعني السماح للماسكين العصا من نصفه التشويش على الثوار وثورتهم المجيدة.
أمثال ياسر عرمان وكل الذين أصبح النضال في صفوفهم مجرد شعارات، لا مكان لهم في الثورة المستمرة منذ ديسمبر 2018، لأنهم في كل مكان -في اليسار وفي اليمين وفي الوسط، يتأرجحون بين كل المواقع والموازين.. يتراقصون كيفما اتفق.. يخدمون أنفسهم، كلما ناداهم "البرهان وحميدتاه".
الثورة ثورة الشباب، وهذا الزمان هو زمانهم، ويفترض الا يزحمهم فيه أمثال ياسر عرمان. انه شباب واعي ويجب ان يمنح فرصة قيادة الوطن ورسم مستقبله دون تدخل من الديناصورات السياسية.
التمسك بسلمية المظاهرات الشعبية ضد الانقلاب، في جميع ساحات التظاهر، يدل على وعي سياسي ووطني عالي لدى الشباب ولجان المقاومة، أدى إلى مشاركة جميع الشرائح المجتمعية في التظاهرات اليومية المستمرة منذ انقلاب البرهان، وستصل تلك التظاهرات إلى نهاياتها المحتومة وهي تحقيق كل اهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
عرمان لا يستحق الطرد فقط من مواكب التظاهرات.. بل يجب طرده من السودان، تجنبا لشروره ومؤامراته على الثورة..
bresh2@msn.com
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت 26 مارس مقطعا مسجلا يظهر طرد ياسر عرمان من قبل الثوار في موكب من مواكب العاصمة الخرطوم، والسبب هو ان الشباب الثوري واعي، ويعمل على تنقية ساحات العمل السياسي من أدران ومتقمصي الأقنعة والمتلونين كالحرباء والمتشبعين بغريزة الذئاب والثعالب.
بعد طرده من مواكب يوم السبت، ظهر الرجل على شاشة مسائية الجزيرة، وسئل عن واقعة الطرد المهين من مواكب يوم السبت، لكنه تجنب الرد المباشر على السؤال، ليرد بكلام مايع وضبابي من قبيل: (على النظام القائم بالسودان التراجع خطوة للوراء والاستجابة للشعب)، وأنه “بإمكان قائد المجلس العسكري أن ينخرط في تبنّي الحل السياسي، ويقود التغيير بمعية القوى السياسية السودانية قبل فوات الأوان”.
بالله شوفو الضبابية والميوعة في مواقف ياسر عرمان، إذ ان الرجل بكل فضاحة وميوعة يطالب البرهان ان ينخرط في تبنّي الحل السياسي، ويقود التغيير، والبرهان انقلب للتّو على القوى السياسية التي كانت تشاركه السلطة ومزق الوثيقة الدستورية الحاكمة؟
ثم ماذا يقصد عرمان ب(على النظام القائم بالسودان التراجع خطوة للوراء والاستجابة للشعب)؟
هل يقصد بالتراجع خطوة للوراء، ان يتراجع عبدالفتاح البرهان عن انقلابه، وإعادة الحكومة المحلولة بقيادة حمدوك ومن كان معه وهي الخطوة التي رفضها الشارع السوداني وما زال يرفضها، أم ما المقصود بالتراجع خطوة للوراء؟
مقدم برنامج الجزيرة مسائية، وجه أسئلة كثيرة جدا للمدعو ياسر عرمان حول المشهد السياسي الغامض في السودان، وكان من ضمن الأسئلة المطروحة -سؤال عن اللقاءات السرية التي تجريها قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان وباقي قيادة المكون العسكري، لكن الرجل اعطى كالعادة، إجابات مبهمة ومايعة (كنفيه وجود مفاوضات رسمية بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري، مع التأكيد عن وجود اتصالات بينه وبين أحد قادة الجيش).
كما اعطى السيد عرمان جوابا غير مفهوم عندما سأله مقدم البرنامج أحمد ماهر عن معارضته للانقلاب بينما رئيسه مالك عقار مؤيدا للانقلاب، حيث أقر ياسر عرمان بتباين وجهات النظر بينه ورئيس الحركة مالك عقار حول الموقف من انقلاب البرهان وتمسك بوحدة الشعبية.. قائلا "أنا من مؤسسي التنظيم بعد انفصال الجنوب رفقة الحلو وعقار وان للحركة مستقبل يجب ان تتوحد وان تقف مع الشعب".
عزيزي القارئ..
هذا هو ياسر عرمان كما عرفه الشعب السوداني في الماضي والحاضر، انتهازي يجد دائما شيئا لتبرير انتهازيته، كأن يقول أن المرحلة تتطلب ذلك، وهو يقصد بذلك مصلحته بطبيعة الحال، وإلا كيف لنا أن نفسر زعمه بمعارضة الانقلاب بينما رئيسه وتنظيمه يؤيدان الانقلاب؟
إذا كان ياسر عرمان شخصا مبدئيا ورافضا للانقلاب حقا وحقيقة، لقدم استقالته من عضوية تنظيمه لدعمه الانقلاب، لكن لأنه انتهازي، دائما ما تجده يمسك العصا من النصف، يرى نفسه فلتة من فلتات زمننا العفن هذا، لتبرير الميوعة وضبابية مواقفه.
نفي عرمان موافقة الحرية والتغيير على التفاوض مع المكون العسكري قائلاً ”الحرية والتغيير لم تتفاوض مع أي جهة ولكن هناك اتصالات تجري مع بعض قياداتها مع قبل أشخاص على صلة بالمكون العسكري وهي اتصالات شخصية وتتم بصورة غير رسمية ولكنها لم توافق على أي حوار مع الانقلابيين".
نعم، إذا كان عرمان، يعارض انقلاب البرهان فعلا.. فلماذا يقابل ويجتمع بالانقلابيين أصلاً.. ألا يعبّر هذا السلوك عن الانتهازية ولعب كل الأدوار باسم الواقعية والبراغماتية؟
الشباب الذين يقودون الشارع والاحتجاجات اليوم، لا يحتاجون لمساعدة من احد -وهم بالطبع لا يحتاجون لفلتات ياسر عرمان، لأنهم على قدر كاف من الوعي السياسي، فضلا عن نضوجهم الذي برز ضمن مستويات متعددة، بدأت بقدرتهم على الاستقلال في تكوين آرائهم ومواقفهم السياسية، بعيدا عن التقليد أو التلقين أو التأثر. فهم واعين ومدركين لآرائهم التي تحوي قدرا كافيا من الانسجام والتوافق، وبناءا عليها يتخذون مواقف محددة من القضايا السياسية..
الشارع السوداني منذ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر، رفع شعار "لا تفاوض لا شراكة لا شرعية".. فما الذي لا يفهمه ياسر عرمان حتى يقول انه يجب على البرهان التراجع خطوة للوراء؟
طرد عرمان من مواكب السبت 26 مارس 2022، هو الأسلوب المناسب للتعامل مع كل مرتد عن مبادئ الثورة، والعار كل العار للمتحدثين عن احترام الحريات العامة والرأي الآخر، ذلك ان الحريات العامة لا تعني السماح للماسكين العصا من نصفه التشويش على الثوار وثورتهم المجيدة.
أمثال ياسر عرمان وكل الذين أصبح النضال في صفوفهم مجرد شعارات، لا مكان لهم في الثورة المستمرة منذ ديسمبر 2018، لأنهم في كل مكان -في اليسار وفي اليمين وفي الوسط، يتأرجحون بين كل المواقع والموازين.. يتراقصون كيفما اتفق.. يخدمون أنفسهم، كلما ناداهم "البرهان وحميدتاه".
الثورة ثورة الشباب، وهذا الزمان هو زمانهم، ويفترض الا يزحمهم فيه أمثال ياسر عرمان. انه شباب واعي ويجب ان يمنح فرصة قيادة الوطن ورسم مستقبله دون تدخل من الديناصورات السياسية.
التمسك بسلمية المظاهرات الشعبية ضد الانقلاب، في جميع ساحات التظاهر، يدل على وعي سياسي ووطني عالي لدى الشباب ولجان المقاومة، أدى إلى مشاركة جميع الشرائح المجتمعية في التظاهرات اليومية المستمرة منذ انقلاب البرهان، وستصل تلك التظاهرات إلى نهاياتها المحتومة وهي تحقيق كل اهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
عرمان لا يستحق الطرد فقط من مواكب التظاهرات.. بل يجب طرده من السودان، تجنبا لشروره ومؤامراته على الثورة..
bresh2@msn.com