مذكرة حول إستمرار إنتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري لشعب سلطنة دار مساليت

 


 

 

مذكرة جمعية درجيل بدولة فرنسا للأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الفرنسية .
الحرية المساواة الإخاء

السيد/ وزير الخارجية الفرنسية / الموقر
السيد/ رئيس وأعضاء البرلمان الأوربي / الأجلاء
السيد/ رئيس وأعضاء مجلس حقوق الإنسان / المحترمون
السيد/ رئيس المفوضية السامية لشئون اللاجئين / الموقر
السيد/ رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي / الموقرون

الموضوع / مذكرة حول إستمرار إنتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري لشعب سلطنة دار مساليت بهدف الإستيلاء على الأراضي والموارد .

السادة والسيدات الأكارم

نحيطكم علماً بأن سلطنة دار مساليت تقع بين سلطنتي ( الفور ووداي )
في الحدود السودانية التشادية ، وقد أبرمت سلطنة دار مساليت إتفاقية قلاني في العام 1919م مع كل من بريطانيا العظمى والإمبراطورية الفرنسية ، منحت بموجبها سلطنة دار مساليت حكماً ذاتياً وقضاءً مستقلاً انضمت بعدها دار مساليت إلي السودان الإنجليزي فيما تنازلت سلطنة دار مساليت عن منطقة أدرى للإمبراطورية الفرنسية شريطة أن تكون لسلطنة دار مساليت الإشراف الإداري فيها ولسكانها المساليت حق تقرير المصير متى شاؤا ، وبموجب إتفاقية قلاني انضمت سلطنة دار مساليت للسودان البريطاني ولكن منحت الإتفاقية لسلطنة دار مساليت الحق لتقرير مصيرها بعد مرور مئة عام .
ومنذ إنضمام دار مساليت إلي السودان لم تنعم بالأمن والإستقرار، حيث مارست الحكومات المتعاقبة على الدولة السودانية منذ الإستقلال عام 1956م الإضطهاد والظلم والقهر والتهميش ضد شعب دار مساليت وبعد مجيء حكومات الإنقاذ في العام 1989م مارست أبشع أنواع الإنتهاكات ضد حقوق الإنسان المتمثلة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري تحت مشروع الإسلام والعروبة ، فمُحيت على إثر ذلك مئات القرى من على ظهر الأرض وأجبر ساكنيها إلي النزوح واللجوء طلباً للحماية من هجمات المليشيات العربية المسلحة المدعومة من أجهزة الدولة ، نتج عن ذلك نزوح ولجوء آلاف الأسر لمعسكرات النازحين واللاجئين الأمر الذي إستمر لأكثر من عقدين من الزمان ، وحتى الآن لم تتوفر الظروف المواتية للعودة إلي قراهم ومزارعهم وممارسة حياتهم بالصورة الطبيعية ، ما يؤسفنا عقب عودة بعض النازحين واللاجئين إلي مناطقهم وقراهم الأصلية في ظل إتفاقية السلام الموقعة في جوبا يتعرضون للمجازر واستباحت معسكراتهم قتلاً ونهباً وسلباً.

السادة والسيدات الأكارم

نحن في جمعية درجيل بدولة فرنسا نخاطبكم اليوم لنعرب عن قلقنا وحزننا العميق إزاء الإنتهاكات والمجازر البشعة التي تمارسها مليشيات الجنجويد ضد الإنسانية تجاه السكان الأصليين من قتل ونهب وحرق المنازل والمؤسف أنها مدعومة بواسطة الدولة السودانية ، حيث شاركة هذه المليشيات الإرهابية في قتل المدنيين العزل في منطقة مسترى ، وجبل مون ، واديكونق ، وسربا ، وتنجكي ، وأحياء الجبل بمدينة الجنينة ، وبير دقيق ، وقيلوا ، ومعسكرات كريندنق وأبو ذر للنازحين في العام الماضي والحالي 2021م — 2022م وهذه الأحداث خلفت مئات من المدنيين الذين فقدوا أرواحهم وهناك مئات الجرحى تم حرق قراهم بأكملها.
وبتاريخ 22 أبريل إلي 24 أبريل 2022م
شهدت منطقة كرينك التي تقع على بعد 50 كيلو متر شرق مدينة الجنينة حاضرة عاصمة سلطنة دار مساليت هجوماً إرهابياً يعد من أبشع المجازر في القرن الحادي والعشرون خلف عدد 206 شهيداً
بينهم أطفال ونساء وعجزة و 132 جريحاً كما تم حرق المنطقة بأكملها
حيث تعرض السكان للإبادة الجماعية والتطهير العرقي لم يسلم منهم حتى النساء والأطفال والعجزة من ذلك الهجوم الإرهابي المدعوم من حكومة المركز في الخرطوم وبرعاية مباشرة من قوات الدعم السريع التي يقودها النائب الأول للمجلس السيادي الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو ( حميدتي ).

علية :
١— نطالب الأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن الدولي وضع سلطنة دار مساليت تحت الحماية الدولية وبموجب أحكام البند السابع من الميثاق لمنع إبادة المدنيين في السلطنة الذين هم الآن يقفون على حافة الإنقراض بفعل القتل المستمر على مضى السنوات العشرين الماضية وما يزال.
٢— نرفض تدخل الشركات الروسية للعمل على تنقيب موارد باطن الأرض مثل اليورانيوم والذهب والحديد وغيرها حيث يقومون بتشريد الآلاف من المواطنين من مناطقهم الغنية بالموارد بواسطة مليشيات الدعم السريع .
٣— فتح تحقيق عاجل وفوري شفاف لمليشيات الدعم السريع التي إرتكبت المجازر في محلية كرينك ومدينة الجنينة عاصمة سلطنة دار مساليت وجبل مون ومسترى .
٤— الإبعاد الفوري لقوات الدعم السريع من دار مساليت لتورطها في جميع المجازر .
٥— ضبط ومراقبة الحدود الدولية السودانية التشادية لمحاربة تسلل المليشيات العابرة للحدود التي تشارك في الهجمات الإرهابية ضد شعب دار مساليت .
٦— الضغط على الحكومة السودانية لتسرع في تفكيك وتسريح ودمج قوات الدعم السريع في جيش وطني موحد بعقيدة وطنية .
٧— نناشد سيادتكم تحريك كل المنظمات الإنسانية لتقديم خدمات الإغاثة لضحايا الأحداث الدامية في سلطنة دار مساليت حيث تفيد الأرقام الأولية بعدد ٥٩٠٠٠ أسرة بلا مأوى وفي أشد الحاجة لمساكن طارئة والخريف على الأبواب ، منهم ٢٥،١٠٢ أسرة في محلية كرينك وحدها والباقي في محلية الجنينة وجبل مون .
٨— مراقبة الوضع الإنساني بسلطنة دار مساليت والعمل على توقيف المجرمين وتقديمهم لمحاكمات عادلة وكذلك الضغط على حكومة الخرطوم
لتسليم المطلوبين لدي المحكمة الجنائية بجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وغيرهم لمحاكمتهم إحقاقاً للعدل ومنعاً للإفلات من العقاب ولمنع استمرار المجرمين في إرتكاب جرائمهم ضد شعب دار مساليت .
٩— نطالب بالحماية الدولية لشعب دار مساليت لعجز وعدم رغبة الحكومة السودانية في تقديم الحماية لهم ولأن شعب سلطنة دار مساليت يقف الآن على حافة الإنقراض ، فنرجوا توفير الحماية لهم بموجبة مبدأ مسؤولية الحماية .

مقدم المذكرة / جمعية درجيل بدولة فرنسا
بتاريخ : ٧/٥/٢٠٢٢

 

آراء