دا شنو يا كمرد سلفاكير ميارديت!! 

 


 

 

أمعقول هذا الكلام الذي تناولته الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، بإقدام حكومة كمرد سلفاكير ميارديت على اعتقال قيادات الحزب الشيوعي السوداني التي زارت العاصمة جوبا مؤخرا ومنها الى كاودا -عاصمة الكفاح والصمود الثوري؟

تم تداول هذا الخبر يوم الأربعاء 18 مايو 2022، في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات عدد كبير من الصحف والمواقع الالكترونية السودانية. في البداية اعتبرت الخبر ملفقا وجزء من التشويش على حكومة جوبا. لكن تأكد الخبر بعد البيان الذي أصدره الحزب الشيوعي السوداني.

وقد جاء نص بيان الشيوعي على النحو التالي:

سبق ونشرنا، أن وفداً من قيادة الحزب الشيوعي السوداني التقى  بوفد من حركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية بقيادة الأستاذ عبد العزيز الحلو لمناقشة وثيقة الحزب (السودان: الأزمة وطريقة استرداد الثورة)، في اتجاه مواصلة الحملة حول توحيد القوى الثورية سياسياً من أجل اسقاط الانقلاب العسكري وقيام الدولة المدنية الديمقراطية تحقيقاً للسلام الشامل والعادل.

إلا أن الحزب الشيوعي علم من وفده في مدينة جوبا في دولة جنوب السودان، أنه وبعد عودتهم من كاودا قد تم إيقافهم واحتجازهم والحد من حريتهم والتحقيق معهم من قبل جهاز الأمن الخارجي التابع لحكومة جنوب السودان، حول سفرهم إلى كاودا دون اخطار السلطات في دولة جنوب السودان. ويؤكد الحزب أن الوفد تمت معاملته بطريقة لائقة من قبل السلطات.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي يستنكر هذا الاحتجاز والتحقيق الذي لا مبرر له لقيادة حزب شرعي قانوني له شخصيته الاعتبارية السياسية.

عليه قرر المكتب السياسي إطلاع الجماهير بما حدث وسوف يتابع ذلك.

الحزب الشيوعي السوداني

المكتب السياسي

18 مايو 2022م

عزيزي القارئ..

دولة جنوب السودان منذ نيل استقلالها في 2011، أظهرت دعمها الواضح للجماعات السودانية المعارضة، بل أصبحت ملاذا آمنا حتى للحركات السودانية المسلحة التي رفضت التوقيع على ما سمي بسلام جوبا الذي لعب فيه سلفاكير دور الوسيط.

إذن، ليس جديدا ان تتخذ الحركات المعارضة للنظام الانقلابي في الخرطوم من جوبا ملاذ آمن لها -سيما الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، لاعتبارات يعرفها الجميع. لكن الجديد في الأمر، هو خبر اعتقال سلطات دولة جنوب السودان لقيادات الحزب الشيوعي عقب عودتها من زيارة قامت بها الى مدينة كاودا.

حكومة كمرد سلفاكير ميارديت، سمحت لقيادات الحزب الشيوعي بدخول جوبا دون أية مضايقات أمنية، وسمحت لها ايضا بعقد اجتماع مع عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، وسمحت لها كمان بالسفر الى مدينة كاودا لمقابلة قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال. لكن الشيء المحير هو، لماذا اوقفت حكومة كمرد سلفاكير قيادات الشيوعي بعد عودتهم من كاودا واحتجازهم والحد من حريتهم والتحقيق معهم من قبل جهاز الأمن الخارجي التابع لحكومة جوبا، حول سفرهم إلى كاودا بزعم عدم اخطارها السلطات بالسفر الى كاودا؟.

حول المضايقات التي تعرضت لها قيادة الشيوعي في جوبا بعد عودتها من كاودا -يجب توضيح الأتي:

1/زيارة قيادة الحزب الشيوعي لمنطقة كاودا، ليست الأولى، بل سبقتها زيارات أخرى لوفود دوليين واقليميين وحتى من شمال السودان.

2/موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، من الذي يحدث في الخرطوم منذ 2019، من استهبال وقرف سياسي. معروف لحكومة كمرد سلفاكير ميارديت وللانقلابيين ولكل العالم، وليس لها ما تخفيه حتى يعتقل قيادات الشيوعي بزعم اجتماعها بها.

إن ما تعرضت لها قيادات الشيوعي في جوبا من اهانات واستفزاز ومضايقات، انما تؤكد على ان:

1/هناك طابور خامس داخل حكومة كمرد سلفاكير ميارديت، تعمل لصالح الانقلابيين في الخرطوم.

2/هناك عناصر داخل حكومة كمرد كير، تعمل ليل نهار لدق كل الاسافين، لغرض تخريب العلاقة الاستراتيجية بين الحركة الشعبية وجوبا.

على كل حال، نتمنى ان يكون حادث التضييق على قيادات الحزب الشيوعي، مجرد سحابة عارضة، ولو لم يكن كذلك، يُطلب من الرفيق سلفاكير ميارديت، وضع حدا لهذا العبث -أي عبث التحرش بالمعارضة الشمالية التي تتخذ من جوبا ملاذا لها، ذلك ان تكرار هذا العبث مرة ومرتين وثلاث وولخ دون تدخل كمرد سلفا، سيعتبر موقفا رسميا لحكومته، وهذا الموقف انما يتعارض مع تطلعات الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية والمساواة.

حكومة الانقلاب في الخرطوم ساقطة يا كمرد كير، عاجلا أو آجلا، بإرادة لجان المقاومة وقوى الثورة الحية التي انطلقت مع انقلاب البرهان وحميددتاه، ولن تتوقف حتى تحقيق هذا الهدف السامي، ولتدرك حكومتك هذه الحقيقة، وتبتعد عن مساندة الانقلابيين الذين ابطلوا مسيرة التحول الديمقراطي المدني في السودان بانقلاب 25 أكتوبر 2021.

شعب جنوب السودان الذي ثمنا غاليا للحصول على استقلاله، لا يقبل ان يهان أبناء الشمال الذين يلجأؤن الى جوبا هربا من المضايقات السياسية والأمنية، وما حدث لقيادات الحزب الشيوعي في جوبا سواء بعلم كمرد سلفاكير ميارديت او دونه -عيب عيب عيب ووصمة عار على جبين حكومة جوبا.


bresh2@msn.com

 

آراء