تهليل وضجيج

 


 

 

تأمُلات
. عندما كتبت مقالي السابق بعنوان " أتركوا الخبز لخبازه"، ما كنت أعلم بأن الهلال سوف يؤدي بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من نشر المقال واحدة من أروع مبارياته وأغزرها أهدافاً.

. لكن مؤشرات أن موتا يعمل بطريقة لم نتعود عليها منذ زمن بدت واضحة منذ أولى مباريات الهلال معه، ولذلك ظللت أناشد الأهلة عبر هذه الزاوية للصبر وعدم اطلاق الأحكام النهائية في أمور ليست من اختصاص الكل.

. صحيح أن بعضنا يفهم في الكرة جيداً وربما مارسوها ومن الطبيعي أن يكون لهؤلاء البعض رؤاهم حول ما يتابعونه، لكن ما قصدته من المقال السابق هو ألا يتوقع كل منا أن تأتمر الإدارة بأمره.

. أن يعجبك لاعب أو لا يروق لك عمل مدرب فهذا أمر طبيعي، لكن ما هو غير طبيعي أن تطالب ككاتب رأي أو مشجع بشطب لاعب لا يعجبك، أو إقالة مدرب تفترض أن ( كيسو فاضي)، سيما عندما لا تكون من العارفين بفنيات وظروف اللعبة ولم تمارسها طوال حياتك.

. وعموماً نحمد الله على أن غالبية الأهلة سعدوا بالأداء والأهداف الغزيرة في آخر مباراة للهلال.

. كل من مارس الكرة ويفهم فيها جيداً أدرك منذ وقت باكر أن موتا سيفيد الهلال إن استمر لأطول فترة ممكنة.

. ولو ركزنا قليلاً سنلاحظ أن مدافعي الهلال صاروا يخرجون الكرة من مناطقهم بصورة اختلفت كثيراً عن ما كانوا عليه في الماضي، كما أشار الكثيرون.

. هذه ملاحظة بدت واضحة منذ بدايات مشاهدتنا لهلال موتا.

. َإذاً ليس مطلوباً من الأهلة أكثر من الصبر علي المدرب.

. والعبرة ليست بفوز تحقق على الأمل، أو الأهداف التي ولجت مرمى هذا المنافس، إنما المهم هو الطريقة والأسلوب المختلف.

. لكن، ومع دعمي الكامل للمدرب موتا، إلا أن اللغة التهليلية التي سادت بعد مباراة الأمل لم ترق لي أيضاً.

. المبالغة في الإطراء بعد ذلك الفوز أكدت لي مجدداً أن بعضنا استمرأوا الاستهبال والعزف على وتر العاطفة لدى الجماهير.

. يغضب المشجعون من موتا فنبدأ في انتقاده بأقسى العبارات، يسعد المناصرون بفوز وأهداف عديدة فنبدأ في التطبيل وإعداد المانشيتات الجاذبة وتدبيج المقالات التي تفرط في مديح لاعب أو الثناء على الجهاز الفني الذي كنا حتى الأمس ننتقده.

. لا يزال الطريق شائكاً وتغيير عقلية لاعبينا وهضمهم للتكتيكات وطرائق اللعب الحديثة يتطلب وقتاً وصبراً وهدوءاً.

. لم تكن غاية المنى أن يسجل رماة الهلال ستة أو سبعة أو عشرة أهداف في مرمي الأمل، أو غيره من أندية دورينا المُسمى مجازاً ب (الممتاز).

. وما تعشمنا فيه مع موتا هو أن يتعلم لاعبونا لعب الكرة بالطريقة الصحيحة حتى يصبح الهلال فريقاً مُنافساً خارجياً.

. فكفاكم تطبيلاً ولا تظنوا أن هذه الجماهير لا تزال على (عماها) القديم.

. فقد تعلم الكثيرون وعرفوا وتابعوا لذلك صار لعبكم مكشوفاً لديهم، فرجاءً غلبوا المصلحة العامة على منافعكم الشخصية ومساعيكم الدائمة لزيادة قاعدة القراء بأي شكل.

. لم نخلص من الضجيج الذي أعقب مباراة الأمل، فبدأنا صخباً جديداً حول خطف لاعب المريخ عمار طيفور.

. لست معنياً بالتقييم الفني الدقيق لمدى حاجة الهلال لهذا اللاعب في وجود العديد من اللاعبين الذين يشاركونه ذات المركز، لكن السؤال الذي أود طرحه هو: إلى متي سنظل نعقد الآمال على لاعب محدد ونتوهم أن جُل مشاكل الهلال سوف تُحل بمجرد تعاقد الإدارة معه!

. يطالب البعض بدفع أي مبلغ تتطلبه صفقة طيفور لكونه يستحق ذلك في نظرهم، والغريب في الأمر هو أن بعض هؤلاء ربما كانوا من أكثر منتقدي المدرب موتا قسوة.

. طيب قولوا دفعت اللجنة ملايين الدولارات وضمت طيفور، فماذا تتوقعون من اللاعب في وجود (الممرن) موتا حسب رأيكم!

. أليس هناك من المشاكل والأزمات التي تستحق اهتمامكم اليوم يا أهلة أكثر من تسجيل طيفور، تيري أو غيرهما!

. مشكلة جمهور الكرة عندنا أنهم يبدون كمن يقولون لإدارات الأندية " خدرونا، أوهمونا بأي شيء ولا يهم أن نفوز ببطولة قارية أو يكون لنادينا وضعه المحترم حقيقة".

. فناديكم يا أهلة يعاني حالياً من مشاكل لا حصر لها تبدأ بهذه اللجنة غير المتجانسة التي يهيم رئيسها في وادٍ غير واديكم تماماً.

. ولو حولتم القليل من اهتمامكم للقضايا الأساسية في النادي مع نصف المجهود الذي تبذلونه حالياً فيما لا طائل منه لما صار المدرب موتا شماعة للأخطاء ولا تم التعويل على لاعب بعينه.

////////////////////////////////

 

آراء