مسك العصا من النصف
كمال الهدي
31 May, 2022
31 May, 2022
تأمُلات
. مسك العصا من وسطها لا يساعد صاحبها في حماية نفسه ولا يمكنه من توجيه أي ضربة استباقية لخصمه.
. وهذا بالضبط ما يفعله الأهلة منذ سنوات، حالهم في ذلك حال غالبية أهل البلد.
. فنحن جميعاً كسودانيين وقعنا في عدد لا يُحصى من الأخطاء والتناقضات، وفي كل مرة نتوقع أن تُحل أزمات الوطن مع إننا لا نقوم من حفرة إلا لنوقع أنفسنا في أخرى.
. فنحن من قبلنا بالبرهان رئيساً للمجلس العسكري الإنتقالي بالرغم من رفضنا اللجنة الأمنية للبشير أيضاً.
. ونحن من وافقنا على تفاوض قحت مع القتلة بعد جريمة فض الاعتصام البشعة ومن رفعنا اللاءات الثلاثة بعد خراب سوبا.
. ونحن من ألهينا أنفسنا بعبارة " شكراً حمدوك" في وقت كانت (تُحمر فيها بصلتنا) في جوبا مع تجاهل قحت وحمدوك التام لهذا الملف الهام الذي كان من الطبيعي أن يُشكل حالياً حاضنة لإنقلاب البرهان ويتسبب في تفلتات أمنية لا نعلم إلى أين ستقودنا.
. ونحن من سكتنا على تولي حميدتي لمنصب غير منصوص عليه في الوثيقة الدستورية ووقفنا نتفرج على البرهان وهو يسمح له بالتمدد على حساب جيش الوطن لنعود بعد ذلك ونتكلم عن خطر قوات الدعم السريع على الوطن.
. ولأن الأهلة يشكلون جزءاً غالباً من مواطني هذا السودان فهم ليسوا استثناءً مما تقدم.
. كلما واجه ناديهم معضلة جأروا بالشكوى وأثاروا ضجيجاً كثيفاً ناسين أنهم السبب الرئيس في كل الأزمات التي تعصف بناديهم العريق.
. فحين تكتفي كهلالي بدخول المباريات واحداث الضجيج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليل نهار وتترك لغيرك شأن العضوية فمن الطبيعي أن يساعد بعض السماسرة رجال الأعمال في استجلاب ضعاف النفوس لكي يشكلوا لهم قواعد يستندوا عليها.
. وحين تُعين لجنة تسيير من غرباء ارتبط بعضهم بشكل أو بآخر بنظام ثارت غالبية هذا الشعب ضده فتصفق لهم الأكثرية لمجرد أنهم دشنوا عهدهم بالتعاقد مع عدد وافر من اللاعبين الجدد، فليس مستغرباً أن يأتيك منهم ما لا يعجبك.
. وحين يساند رئيس هذه اللجنة الإنقلابيين بالواضح الما فاضح لا يفترض أن تحدث الناس عن هلال الحركة الوطنية ما دمت قد صفقت لهذا الرئيس وأشدت به كدافع للمال وكأن هذا الهلال صار ضيعة لكل من يملك المال لنكتب ليل نهار عن سخائه وصرفه على النادي صرف من لا يخشى الفقر إلى آخر الإكليشيهات التي تعكس مدى تدهورنا أخلاقياً وقيمياً.
. بعد الإعلان عن لجنة السوباط كتبت مشككاً في نوايا بعض شخوصها وارتباطهم بالنظام القديم (المتجدد) ونوهت إلى خدعة ربما أرادها معسكر الكاردينال الذي بدأ بمهاجمة أعضاء اللجنة بإعتبارهم (كيزان) وكأن المحيطين بالكاردينال كانوا من خيرة شرفاء ووطنيي هذا البلد، أو دعاة ديمقراطية.
. لكن بعد نشر نحو ثلاثة مقالات بهذا الفهم لاحظت أن غالبية الأهلة قد التفوا حول هذه اللجنة وتعشموا فيها خيراً.
. وبوصفي مجرد فرد لا يملك سوى التعبير عن ما يراه والتنبيه لمخاطر قادمة لم أجد بداَ غير التعامل مع الواقع الماثل أمامي.
. والمؤسف أن الناس في بلدي لم يعودوا يفكرون فيما هو آتٍ ولا يبذلون جهداً لتفادي الخطر، وصار كل همهم أن يفرحوا اليوم فقط دون أدنى إعتبار لما قد يقود له هذا الفرح العابر.
. حتى النظام الأساسي الذي أثارت اجازته بالأمس الكثير من الجدل أهمله الكثيرون في وقت مضى عندما كان مقترحاً، ولم يركزوا مع الملاحظات التي قُدمت حوله.
. وبعد أن أُجيز هذا النظام خرج علينا بعض من (ضربوا الطناش) بالأمس محتجين على ما أسموها بمهزلة إجازته.
. المهزلة بدأت منذ سنوات عديدة يا أهلة وانتم تقبلون بكل من هب ودب كرئيس لناديكم لمجرد أنه يدفع، ليخرج عليكم سريعاً بعض حملة الأقلام الرخوة ويحدثونكم عن ضرورة احترام فلان لأن منصب رئيس الهلال مقدس.
. مثل هذا الكلام الهش يؤكد أن أصحابه يريدون أي شيء إلا مصلحة هذا الهلال.
. فلا قدسية لمنصب يتولاه عديمي الأخلاق وأصحاب الأموال مشبوهة المصادر.
. ولو كان حملة الأقلام الرخوة يقدسون المنصب حقيقة لسعوا لنشر الوعي وحثوا جماهير النادي على اكتساب العضوية الحرة الراشدة حتى يحافظوا على إرث النادي وقيم النادي التي يتشدقون بها، بدلاً من مسايرة من يحيطون بهذا الرئيس أو ذاك حتى تكبر أكوامهم ويصبح لهم الصيت الذي يجرون ورائه.
.ما حدث في عمومية إجازة مقترح النظام الأساسي يبدو لي أكثر من عادي ذلك لأننا لا نريد أن نتحمل أي مسئولية أو نساهم بشكل فاعل في دعم مؤسساتنا.
. إذاً من الطبيعي أن يُجاز النظام بطريقة لا تروق لكم.
. لا أعرف علي وجه الدقة المشكلة (مكانا وين) ، لأن كل شيء في هذا السودان صار مريباً ومربكاً، وما لم تكن حضوراً في بعض المناسبات يصعب عليك تحديد المشكلة بصورة دقيقة.
. لكن ما أعلمه هو أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يمكن أن نتوقع من لجنة السوباط ممارسة ديمقراطية راشدة وهو الداعم للإنقلابيين والمُكون لثروته هو وبعض رفاقه في اللجنة خلال واحدة من أسوأ فترات حُكم السودان وأكثرها فساداً.
. هناك من يعيبون على اللجنة عدم اطلاع أعضاء الجمعية العمومية على النظام قبل التصويت عليه.
. وهناك من يزعمون أنه عُرض على الأعضاء.
. وتقول فئة أخرى أن السبب هو ضعاف النفوس من الأعضاء المستجلبين، مع احجام بعض حملة العضوية الراشدة عن المشاركة.
. وثمة من يرى أن خطوة إجازة نظام أساسي للنادي كتقدم مطلوب بإعتبار أن المواد المختلف عليها يمكن أن تعدل لاحقاً.
. لا أتفق مع الرأي القائل بأن الهلال تخلص من تبعية الولاية والمفوضية والاتحاد ولم يبق لنا سوى قبضة رجال المال متوهمين أنها أسهل.
. ولو كان الأمر كذلك لتخلص الهلال من تبعيتهم منذ سنوات.
. هؤلاء أشد قبضة من أي جهة أخرى، سيما مع تزايد أعداد ضعاف النفوس وتفشي الفقر والعوز في بلدنا.
. ورأيي أن التغيير يمكن أن يحدث نعم لكنه سيكون للأسوأ دائماً ما لم نكف عن هذا التقاعس ونؤمن بقدرتنا على التغيير ونسعى له بمشاركة كل واحد فينا.
. وعموماً لن ينصلح حال الهلال ما لم يكمل الشعب ثورته وينهي هذا الوضع الشاذ ويتخلص من العملاء والخونة والقتلة والمفسدين (عسكريين ومدنيين)، وهي مهمة أصبحت جد شائكة لأننا تفرجنا على المهازل طويلاً واكتفينا بالتعبير عن الحزن على أرواح الشباب التي أُزهقت (وما تزال)، دون أن نرغم من وليناهم أمرنا على أن يخلصوا لقضية الثورة ويوفوا شعاراتها حقها.
kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////
. مسك العصا من وسطها لا يساعد صاحبها في حماية نفسه ولا يمكنه من توجيه أي ضربة استباقية لخصمه.
. وهذا بالضبط ما يفعله الأهلة منذ سنوات، حالهم في ذلك حال غالبية أهل البلد.
. فنحن جميعاً كسودانيين وقعنا في عدد لا يُحصى من الأخطاء والتناقضات، وفي كل مرة نتوقع أن تُحل أزمات الوطن مع إننا لا نقوم من حفرة إلا لنوقع أنفسنا في أخرى.
. فنحن من قبلنا بالبرهان رئيساً للمجلس العسكري الإنتقالي بالرغم من رفضنا اللجنة الأمنية للبشير أيضاً.
. ونحن من وافقنا على تفاوض قحت مع القتلة بعد جريمة فض الاعتصام البشعة ومن رفعنا اللاءات الثلاثة بعد خراب سوبا.
. ونحن من ألهينا أنفسنا بعبارة " شكراً حمدوك" في وقت كانت (تُحمر فيها بصلتنا) في جوبا مع تجاهل قحت وحمدوك التام لهذا الملف الهام الذي كان من الطبيعي أن يُشكل حالياً حاضنة لإنقلاب البرهان ويتسبب في تفلتات أمنية لا نعلم إلى أين ستقودنا.
. ونحن من سكتنا على تولي حميدتي لمنصب غير منصوص عليه في الوثيقة الدستورية ووقفنا نتفرج على البرهان وهو يسمح له بالتمدد على حساب جيش الوطن لنعود بعد ذلك ونتكلم عن خطر قوات الدعم السريع على الوطن.
. ولأن الأهلة يشكلون جزءاً غالباً من مواطني هذا السودان فهم ليسوا استثناءً مما تقدم.
. كلما واجه ناديهم معضلة جأروا بالشكوى وأثاروا ضجيجاً كثيفاً ناسين أنهم السبب الرئيس في كل الأزمات التي تعصف بناديهم العريق.
. فحين تكتفي كهلالي بدخول المباريات واحداث الضجيج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليل نهار وتترك لغيرك شأن العضوية فمن الطبيعي أن يساعد بعض السماسرة رجال الأعمال في استجلاب ضعاف النفوس لكي يشكلوا لهم قواعد يستندوا عليها.
. وحين تُعين لجنة تسيير من غرباء ارتبط بعضهم بشكل أو بآخر بنظام ثارت غالبية هذا الشعب ضده فتصفق لهم الأكثرية لمجرد أنهم دشنوا عهدهم بالتعاقد مع عدد وافر من اللاعبين الجدد، فليس مستغرباً أن يأتيك منهم ما لا يعجبك.
. وحين يساند رئيس هذه اللجنة الإنقلابيين بالواضح الما فاضح لا يفترض أن تحدث الناس عن هلال الحركة الوطنية ما دمت قد صفقت لهذا الرئيس وأشدت به كدافع للمال وكأن هذا الهلال صار ضيعة لكل من يملك المال لنكتب ليل نهار عن سخائه وصرفه على النادي صرف من لا يخشى الفقر إلى آخر الإكليشيهات التي تعكس مدى تدهورنا أخلاقياً وقيمياً.
. بعد الإعلان عن لجنة السوباط كتبت مشككاً في نوايا بعض شخوصها وارتباطهم بالنظام القديم (المتجدد) ونوهت إلى خدعة ربما أرادها معسكر الكاردينال الذي بدأ بمهاجمة أعضاء اللجنة بإعتبارهم (كيزان) وكأن المحيطين بالكاردينال كانوا من خيرة شرفاء ووطنيي هذا البلد، أو دعاة ديمقراطية.
. لكن بعد نشر نحو ثلاثة مقالات بهذا الفهم لاحظت أن غالبية الأهلة قد التفوا حول هذه اللجنة وتعشموا فيها خيراً.
. وبوصفي مجرد فرد لا يملك سوى التعبير عن ما يراه والتنبيه لمخاطر قادمة لم أجد بداَ غير التعامل مع الواقع الماثل أمامي.
. والمؤسف أن الناس في بلدي لم يعودوا يفكرون فيما هو آتٍ ولا يبذلون جهداً لتفادي الخطر، وصار كل همهم أن يفرحوا اليوم فقط دون أدنى إعتبار لما قد يقود له هذا الفرح العابر.
. حتى النظام الأساسي الذي أثارت اجازته بالأمس الكثير من الجدل أهمله الكثيرون في وقت مضى عندما كان مقترحاً، ولم يركزوا مع الملاحظات التي قُدمت حوله.
. وبعد أن أُجيز هذا النظام خرج علينا بعض من (ضربوا الطناش) بالأمس محتجين على ما أسموها بمهزلة إجازته.
. المهزلة بدأت منذ سنوات عديدة يا أهلة وانتم تقبلون بكل من هب ودب كرئيس لناديكم لمجرد أنه يدفع، ليخرج عليكم سريعاً بعض حملة الأقلام الرخوة ويحدثونكم عن ضرورة احترام فلان لأن منصب رئيس الهلال مقدس.
. مثل هذا الكلام الهش يؤكد أن أصحابه يريدون أي شيء إلا مصلحة هذا الهلال.
. فلا قدسية لمنصب يتولاه عديمي الأخلاق وأصحاب الأموال مشبوهة المصادر.
. ولو كان حملة الأقلام الرخوة يقدسون المنصب حقيقة لسعوا لنشر الوعي وحثوا جماهير النادي على اكتساب العضوية الحرة الراشدة حتى يحافظوا على إرث النادي وقيم النادي التي يتشدقون بها، بدلاً من مسايرة من يحيطون بهذا الرئيس أو ذاك حتى تكبر أكوامهم ويصبح لهم الصيت الذي يجرون ورائه.
.ما حدث في عمومية إجازة مقترح النظام الأساسي يبدو لي أكثر من عادي ذلك لأننا لا نريد أن نتحمل أي مسئولية أو نساهم بشكل فاعل في دعم مؤسساتنا.
. إذاً من الطبيعي أن يُجاز النظام بطريقة لا تروق لكم.
. لا أعرف علي وجه الدقة المشكلة (مكانا وين) ، لأن كل شيء في هذا السودان صار مريباً ومربكاً، وما لم تكن حضوراً في بعض المناسبات يصعب عليك تحديد المشكلة بصورة دقيقة.
. لكن ما أعلمه هو أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يمكن أن نتوقع من لجنة السوباط ممارسة ديمقراطية راشدة وهو الداعم للإنقلابيين والمُكون لثروته هو وبعض رفاقه في اللجنة خلال واحدة من أسوأ فترات حُكم السودان وأكثرها فساداً.
. هناك من يعيبون على اللجنة عدم اطلاع أعضاء الجمعية العمومية على النظام قبل التصويت عليه.
. وهناك من يزعمون أنه عُرض على الأعضاء.
. وتقول فئة أخرى أن السبب هو ضعاف النفوس من الأعضاء المستجلبين، مع احجام بعض حملة العضوية الراشدة عن المشاركة.
. وثمة من يرى أن خطوة إجازة نظام أساسي للنادي كتقدم مطلوب بإعتبار أن المواد المختلف عليها يمكن أن تعدل لاحقاً.
. لا أتفق مع الرأي القائل بأن الهلال تخلص من تبعية الولاية والمفوضية والاتحاد ولم يبق لنا سوى قبضة رجال المال متوهمين أنها أسهل.
. ولو كان الأمر كذلك لتخلص الهلال من تبعيتهم منذ سنوات.
. هؤلاء أشد قبضة من أي جهة أخرى، سيما مع تزايد أعداد ضعاف النفوس وتفشي الفقر والعوز في بلدنا.
. ورأيي أن التغيير يمكن أن يحدث نعم لكنه سيكون للأسوأ دائماً ما لم نكف عن هذا التقاعس ونؤمن بقدرتنا على التغيير ونسعى له بمشاركة كل واحد فينا.
. وعموماً لن ينصلح حال الهلال ما لم يكمل الشعب ثورته وينهي هذا الوضع الشاذ ويتخلص من العملاء والخونة والقتلة والمفسدين (عسكريين ومدنيين)، وهي مهمة أصبحت جد شائكة لأننا تفرجنا على المهازل طويلاً واكتفينا بالتعبير عن الحزن على أرواح الشباب التي أُزهقت (وما تزال)، دون أن نرغم من وليناهم أمرنا على أن يخلصوا لقضية الثورة ويوفوا شعاراتها حقها.
kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////