قمر على يمناك يضحك مشرقا .. شعر: صديق ضرار

 


 

 

يا أختَ قاسم كاد قاسمُ من مآثره * * * العديدةِ أن يُحف إلى مصافِ المرسلين
فسماتُه على محياكِ ارتسمت مل * * * امحها ، نفسُ التوجهِ ، نفسه نحو اليقين
وديارُ أبيك مشرعةَ الأبواب نحو * * * مداخل التاريخ تزخم بالوفود المقبلين
يتقاطرُ العلماء من كلِّ فج صو * * * بها وتهش فى وجه الضيوف القادمين
فى الشـرق إنا أمــة معروفة التار * * * يخ قد دحـرت قوى الغزاة الطامعين
قمرٌ على يمناك يضحك مشرقاً * * * والشمس حطَّت فوق خاصرةِ الجبين
هتفوا بإسمك انك ابنتهم وشريحةً * * * من وعيهم ومن دمهم ومما يَأْملون
رفعوك فى صدر الزمان قلادةً إذ * * * أنت فخر كل قبيلة حسَباً ودين
تمشين واثقةَ الخطى نحو العلا و * * * المرجفون لما قد عدوتِ محجمون
زملاؤك انطلقوا إلى قَصْرِ التفا * * * وض فى نقاطٍ لا تشُدُّ و لا تلين
كانت عرى السودان نَصْب عيو * * * نهم متوحداً طلبوه فى نَصٍّ مُبين
كل الأكاسرة الكرام وكلُّ كوك * * * بة القبيلة من أماجِـدَ مُخلصين
يترفعون ويُمسكون زمامَ أنفسهم * * * عند الذمار كشأن من هُمْ قادرين
قد أُشـرِبوا قبَـس الحيـاة ونارهــا * * * وتشكلوا من جمْر محرقة اللجين
* * *
قلنا لهم للعقل إحتـكموا فـإن العقل * * * فى الإنسان أجملُ ما يزين
قلنا لهم بأن النار أولها شرارةُ غيِّ * * * كم لكنـهم فى الغــيىِّ كانوا سـادرين
قلنا لهم عُوجوا واستقيموا ما است * * * قام مطلبُنا فلسنا فيما طلبنا مُفحشين
قلنا بأن النار يضرم فى الهشيم * * * أوارُها، وكأنهم لم يسمعوا هذا الطنين
وتمترسوا خلف الرضى ومديدِ سـطوتهم وقوةِ بأسهم ومِنْعَتِها السجون
وتبجحوا بل واستخفوا نصح تحذ * * * يرى ، بل ولجُّوا فى عتُوٍّ نافرين
أبلغتهم عند منعرج اللوى أن القب * * * يـــــلة أفرخت للحرب فوج مقاتلين
لكنهم ركنوا إلى المداهنة الخسيسة * * * والتى تُردِى إلى مهاوى الهالكين
قلنا لهم عوجوا إلى الحق الوضيء * * * فإن الحق أبلجُ ، ليس تخطئه العيون
الحقُّ يسطع فى فضاء الكون متَّــقداً والعدل من شيمِ الرجال الصالحين
قلنا لهم وأعدنا لهم ما قد بدأناهُ * * * لكنَّهم كانوا من فرْطِ جبرتهم لا يَعدلون
كلٌّ إلى درك التراب مصيره عفواً * * * ً فلست أُعلن من مقام الناصحين
* * *
وكان القمىُّ يصنع أسورةً من الأ * * * جراس حول أعناق الخيول يُحكِمها كَمين
هى خطة للحرب خاسئة لتفزَّع * * * الإبلَ النجيبةَ فَرْطُ ضوضاء الرنين
هل عادت الطير الأبابيل لتَحصِب * * * الفلواتِ بالجمر المُوسَّم بالأُتُون
أم أنَّ حاضرة الخلافة طأطأتْ * * * رأساً وأرسلت زُمــرَ الغزاة الجائـرين
لكن أولبابا يقود مِفرزةً من الشجـعان يزحف نحو بابل فى سكون
بغدادُ حاضرةَ الخلافةِ أولَّ الغزو * * * ات ثم رصافةَ المأمون فى مطرِ الجنون
البحر ينشر موجه ألقاً على الرملِ * * * البهيِّ مُمهدا مسراه نحو أروقة الحجُون
يلتف أُولباب من الخلف يقطع ذ * * * يلَ حيتــهم ، ويُتبع رأسَــها حبلَ الوتين
قد أفهموه بأن أباهم العباس جدٌّ * * * له وأنه من قِبَلِ الخليفة ثَمَّ ولاه الأمين
بل ألبسوه عُمامة الخَزِّ الحرير وصــولجان الحكم قد وضعوه فى يده اليمين
وأمير الشرق فى هَندوب كان ملا * * * زماً ورجاله حول قطعان الفرنجة جائلون ( 1 )
يتصيدون من القطيع عِلُوجه التى * * * إلى الأطراف مالت تسائل عن معين
يتسقِّط الأخبار عن أبناءٍ له عند * * * دَلتا القاش ، بل وفى كل المواقعِ صامدين
لعمر أبيك هذا من تسميه المجا * * * هد يعمل سيفه فى عنق النصارى الكافرين
هَمشكُوريبُ مفخرةٌ لنا فى العصر * * * قد قُدنا رَحَاها باقتدارٍ ، وإنا قادرون
أضـرمنا نارها فذميمـةً بُعثت وما * * * كنـا عن المـوت المُجنِّــح مُزورين
لكأنها كانت فى قِلاع الأَمْنِ قد * * * بدأت وكُنتم فى إثارتها الجناة البادئين
كانت مُجالدة النظام قضية أورد * * * تمونا مُرَّ حِياضـها كـرْها وما كنا راغبــين
فلَكَم جنود الأمن قد غَالَوْا فى اغتـيال شبابنا،هم جنودك فى التعامل ظالمين
من يدفع الإيذاء عنهم ؟ أم من * * * حرضُّو هم ثم عند الضرب ولَّووْا مسرعين ؟!
كانت أجندتهم من بعد استلاب * * * الحكم مجزرة من بعدها تُغضى العيون
عن نهبهم واستئثارهم بكل ما على * * * البسيطة من موارد أو خزون
يتحلق الناجون حول ما يأتى به * * * الغرباء حتى وفى هذا تراهم يقسمون
لم يتركونا من خشاش الأرض نأ * * * كل وإن خشاشها لأكْرم من أكُفِّ المانحين
بل أفرغوها من مصادر خيرها * * * وتقاســم الشركاء غَلتها وكنز باطنها الدفين .
* * *
ها قد تعاركنا وأفحشنا ؛ وانهزمتم * * * وانهزمنا وانتصرتم وانتصرنا لكن لحين
كانت الأحقاد تدفعنا نحو كَار المــوت أين رجاحة العقل والرُشد الرصين
وبدت محصلةُ القتال رهيبة فالقتل * * * يعلو سقفُه فوق سارية التخيُّلِ والظنون
* *
للقصرَ سيدةٌ تحُضُّ على التسا * * * محِ تشـــرع الأبواب فى وجه الحفاةِ الداخلين
للقصر أولُّ الشهداء يأتيها فتجمع * * * شملَ أخوان له وتكفكف الدمع الحزين
يأتى النساءُ الأمهاتُ إلى مَدار * * سَاحِ القصر يسألن عن بعض الرجال الغائبين
قد هاجروا نحو الشمال وكان البـحر يرمى بهم إلى مدن الصقيع مشردين
متَلفعين ثباتَ مبدأهم وأخلاقا لهم * * * قد أُورِثوها ويشُدهم لديارهم دفقُ الحنين
يأتى الأمهاتُ ويفترشن بساطَ ساح * * * القصر وتجلس الشابات فى صمت رزين
يجلسن فى ظل الضحى يصنعن * * * قهوتهن ويُدِرنَ هذا البيت فى رفقٍ ولين
يترعرع الأطفالُ تحت سماء هذا * * * الحب تُزهر غابةٌ من لازوردَ وياسمين
تتكاثر الأنعـام تخضَـلُّ المواعـــيد * * * يَطلـع نسـلُها وتَهُــزُّ بالضـرع اللَّبــين
فى مُحْكم التنزيلِ أوصانا بهذا اللهُ * * * ثم رســوله أوصى بهـنَّ و بالبنــين
يتفرغ الآباء فى استعراض قوتهم * * * صالح الأعمال لا فى سفاسيف الشئون
للقصر سيدة تعودت الزراعة فى * * * دهاليز السياسة غير ما كانت نفاقا أو طَحِين
للقصر سيدة أنْ تضمنَ الحقَّ لنا * * * فإننا للكَـفِّ عما قد قَليْـناكُم ضامنـون
وأعين الشهداء ترصد الأبواب من * * * دَهاقنة السياسة أن يدخلوا القصر الحصين
للقصر سيدة تحسن الإصغاء تحـمل همَّ آلافٍ من الأقوام فى النواحى مهمشين

( 1 ) هو أمير أمراء الشرق الأمير عثمان أبوبكر دقنة

صديق صالح ضرار
تلفون : 966563695092
E-MAIL : sad19431@hotmail.com
///////////////////////////

 

آراء