بانوراما ثقافية
حسن الجزولي
11 June, 2022
11 June, 2022
***
* مطلع حزين للسنة:ـ
ما أن بدأت هذه السنة ثم ما لبثت أن انتصفت، فإذا بأخبارها الحزينة تنقل رحيل عدد من المبدعين والكتاب في أوساط الثقافة السودانية، فقد اختطف الموت كل من الشاعر والمبدع المتكامل السر قدور، محمد إبراهيم عبده كبج الكاتب والاقتصادي البارز، أحمد عبد الباقي حمودة العازف في أوركسترا الاذاعة والتلفزيون، الموسيقار د. بشير صالح العازف في فرقة وردي، الدرامية القديرة فتحية محمد أحمد، المسرحي المغدور محمد يوسف احمد، الاعلامي والمخرج محمد طاهر، الموسيقار بشير عباس، التشكيلية والباحثة جيريزيلدا الطيب، إلى جانب كل من التشكليين البارزين الطاهر بشرى مراد، محمد حمزة والباقر موسى وسيف اللعوتة. وبذا نرفع الأكف ونتطلع للرحمن الرحيم أن تكون هذه الكوكبة العزيزة هي آخر أحزاننا لما تبقى من هذه السنة، فقد جرحنا ما يكفي في فقدنا الجلل لمبدعين وكتاب في سنواتنا الأخيرة!.
* ومع أنباء الرحيل المر من حقل الثقافة السودانية، يبدو أن المأساة خفت نحواً بأنباء أخرى مفرحة في ذات الحقل مع انطلاق الأشهر الأولى للعام الذي قطع شوقاً لمنتصفه.
ـ حيث تناقلت أنباء السينما اختيار السينمائي طلال عفيفي أحد مؤسسي سودان فيلم فاكتوري، ضمن أهم "101" شخصية في السينما العربية في مهرجان كان السينمائي خلال دورته الخامسة والسبعون في الفترة 17 ـ 28 مايو الماضي بفرنسا، وعفيفي المشتغل بقضايا السينما السودانية منذ فترة باكرة شارك في عدد من الأفلام السودانية وضمنها فيلم "ستموت في العشرين" الذي حاز على عدد من الجوائز الاقليمية والدولية.
ـ وفي مدينة سكل الايرلندية نقلت الأنباء المفرحة فوز فيلم شهداء_الخرطوم بجائزة (آن-صوفي فونتين) لحقوق الإنسان للأفلام الوثائقية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الأفلام (فاست نت) من انتاج وإخراج كل من سايمون مورتا ومارك ميرفي وهو الفيلم الذي يوثق لأحداث فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019 ، وهو الحدث الذي ةجد إحتفاءاً واسعاً في أوساط الثوار السودانيين مع مرور الذكرى الثالثة للحدث المأساوي الذي هز الضمير الانساني محليا وإقليمياً وعالمياً.
ـ الحدث المفرح الثالث يأتي من كوبانهاجن العاصمة الدنماركية والتي إحتفت بالمطربة السودانية ـ الدنماركية الراحلة ناتاشا ابنة السوداني أحمد قسم الله سعد المنتمي لقرية قندتو جنوب مدينة شندي، حيث ذاع صيت المطربة ناتاشا وأصبحت أشهر مطربات ومطربي الدنمارك، وما أن أصبحت تشق طريقها نحو العالمية حتى وقع لها حادث الحركة المروع المأساوي الذي أودى بحياتها الشبابية الشفيفة في العام 2007، وتقديراً لها وعرفاناً بما قدمته ناتشا في الحياة الفنية والثقافية الدنماركية فقد أصدرت ملكة الدنمارك مرسومها الملكي بإصدار الطابع البريدي الذي يحمل بروفايل صورتها، لتجد السودانية ناتاشا تمجيداً على أعلى مستويات العرفان من مملكة الدنمارك وملكتها المشتغلة بالفنون والتشكيل والنحت على المستوى المحلي والعالمي. (تفاصيل أوفى في أعدادنا القادمة).
* أحداث فنية إنسانية أخرى طبعت الأنباء الثقافية السودانية ومنحتها بريقاً له مدلولات وطنية ذات قيمة عالية:ـ
+ الأول مشاركة المطربة نانسي عجاج بالغناء في مدينة بابل للثقافة والفنون العالمية بالعراق، الأثرية كممثلة للفن والطرب والموسيقى السودانية، حيث تأتي مشاركتها بعد نحو من سنوات طوال عجاف غابت فيها الموسيقى السودانية عن المشاركات الدولية الجادةّ في ظل حياة الجدب الثقافي والفني خلال سنوات الانقاذ!. وكانت نانسي كما العهد بها خير ممثل للسودان وأهله في هذا المجال، عندما حيت شعب العراق باسم الثورة السودانية ممجدة نضال الشعبين وشهدائهم بين الفرات والنيل. واستقبال الجمهور العراقي لما قدمته بمحبة وانفعال.
+ الحدث الآخر يتعلق بمواقف وطنية كبيرة لفرقة "راي" والتي الغت حفلها الغنائي الجماهيري بالمسرح القومي في 21 مايو الماضي، وذلك إنفعالاً بالقمع والتنكيل الذي لازم موكب ثوار أم درمان وسقوط الثائر محمد خالص شهيداً، حيث فوجئ الجمهور باعتلاء أعضاء الفرقة لخشبة المسرح وإعلانهم إلغاء حفلهم حزناً على الحدث وتضامناً مع الثوار والشعب السوداني، ووعدهم بتعويض جمهورهم لليلة أخرى في ظروف مناسبة، حيث استقبل الحضور القرار بصدر رحب وهتافهم " الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية"
وهو الموقف الوطني الذي أصبح ديدن عدد من المطربات والمطربين في الساحة مؤخراً، تضامناً مع ثورة السودانيين ودعماً لحراك الثوار والكنداكات في شوارع البلاد، فقد الغى عدد منهم حفلاتهم لرأس السنة واعتذروا عن ارتباطات فنية أخرى حداداً على أرواح الشهداء ومنهم على سبيل المثال كل من محمد الأمين أبو عركي البخيت وأولاد الصادق أحمد وحسين، ميادة قمر الدين، عقد الجلاد طه سليمان وانصاف فتحين وقد عبر عن هؤلاء الموسيقار هيثم سليمان تعبيراً وطنياً يجد التقدير حينما صرح لصحيفة الحراك (عزاؤنا الوحيد أن شباب السودان ينجز ثورة عظيمة وعلينا أن ندعم الحراك الثوري بقوة حتى إذا أدى ذلك إلى تعطل نشاطنا)!. وهي المواقف التي يمجدها شعب السودان في مقابل أولئك الذين اعتادوا الغناء للديكتاتورية ومصادقتها!.
( يحيي فضل الله عندما يطلق عنان إنشاد القصيدة لديه)!.
أسئلة ليست للاجابة
شعر:ـ يحيي فضل الله
***
ما معني أن نحيا
و ﻻ ندري بأن العشق
قد يبقي سجيناً في الخلايا؟
ما معني أن نشهد موات الأغنيات؟
ما معني هذا الصمت الذي ﻻ ينتهي
برغم حاجتنا الصراخ؟
هل يختفي الظل الذي ﻻ ينتمي
إلا معرفتي و جهلي؟
هل نودع بعضنا ونذهب
في سراب الذكريات؟
كيف تبدو الذكريات؟
كيف يبدو طعم أيام الشجن؟
من يعلم ذكرياتي
كل أشكال التداعي
و الرحيل المر دوماً
حين يصطدم المدى
بالمأسي و المخاوف
و احتضار الأمنيات؟
تعب هو البرق
الذي ﻻ يضئ أقبية الخفايا
ﻻ ينتمي للسحب
و العشب الذي ﻻ يرتوي
إﻻ بطعمك
يا عصيراً من خليط الدهشة الأولي
و احتراف الأغنيات
hassanelgizuli3@gmail.com
/////////////////////////
* مطلع حزين للسنة:ـ
ما أن بدأت هذه السنة ثم ما لبثت أن انتصفت، فإذا بأخبارها الحزينة تنقل رحيل عدد من المبدعين والكتاب في أوساط الثقافة السودانية، فقد اختطف الموت كل من الشاعر والمبدع المتكامل السر قدور، محمد إبراهيم عبده كبج الكاتب والاقتصادي البارز، أحمد عبد الباقي حمودة العازف في أوركسترا الاذاعة والتلفزيون، الموسيقار د. بشير صالح العازف في فرقة وردي، الدرامية القديرة فتحية محمد أحمد، المسرحي المغدور محمد يوسف احمد، الاعلامي والمخرج محمد طاهر، الموسيقار بشير عباس، التشكيلية والباحثة جيريزيلدا الطيب، إلى جانب كل من التشكليين البارزين الطاهر بشرى مراد، محمد حمزة والباقر موسى وسيف اللعوتة. وبذا نرفع الأكف ونتطلع للرحمن الرحيم أن تكون هذه الكوكبة العزيزة هي آخر أحزاننا لما تبقى من هذه السنة، فقد جرحنا ما يكفي في فقدنا الجلل لمبدعين وكتاب في سنواتنا الأخيرة!.
* ومع أنباء الرحيل المر من حقل الثقافة السودانية، يبدو أن المأساة خفت نحواً بأنباء أخرى مفرحة في ذات الحقل مع انطلاق الأشهر الأولى للعام الذي قطع شوقاً لمنتصفه.
ـ حيث تناقلت أنباء السينما اختيار السينمائي طلال عفيفي أحد مؤسسي سودان فيلم فاكتوري، ضمن أهم "101" شخصية في السينما العربية في مهرجان كان السينمائي خلال دورته الخامسة والسبعون في الفترة 17 ـ 28 مايو الماضي بفرنسا، وعفيفي المشتغل بقضايا السينما السودانية منذ فترة باكرة شارك في عدد من الأفلام السودانية وضمنها فيلم "ستموت في العشرين" الذي حاز على عدد من الجوائز الاقليمية والدولية.
ـ وفي مدينة سكل الايرلندية نقلت الأنباء المفرحة فوز فيلم شهداء_الخرطوم بجائزة (آن-صوفي فونتين) لحقوق الإنسان للأفلام الوثائقية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الأفلام (فاست نت) من انتاج وإخراج كل من سايمون مورتا ومارك ميرفي وهو الفيلم الذي يوثق لأحداث فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019 ، وهو الحدث الذي ةجد إحتفاءاً واسعاً في أوساط الثوار السودانيين مع مرور الذكرى الثالثة للحدث المأساوي الذي هز الضمير الانساني محليا وإقليمياً وعالمياً.
ـ الحدث المفرح الثالث يأتي من كوبانهاجن العاصمة الدنماركية والتي إحتفت بالمطربة السودانية ـ الدنماركية الراحلة ناتاشا ابنة السوداني أحمد قسم الله سعد المنتمي لقرية قندتو جنوب مدينة شندي، حيث ذاع صيت المطربة ناتاشا وأصبحت أشهر مطربات ومطربي الدنمارك، وما أن أصبحت تشق طريقها نحو العالمية حتى وقع لها حادث الحركة المروع المأساوي الذي أودى بحياتها الشبابية الشفيفة في العام 2007، وتقديراً لها وعرفاناً بما قدمته ناتشا في الحياة الفنية والثقافية الدنماركية فقد أصدرت ملكة الدنمارك مرسومها الملكي بإصدار الطابع البريدي الذي يحمل بروفايل صورتها، لتجد السودانية ناتاشا تمجيداً على أعلى مستويات العرفان من مملكة الدنمارك وملكتها المشتغلة بالفنون والتشكيل والنحت على المستوى المحلي والعالمي. (تفاصيل أوفى في أعدادنا القادمة).
* أحداث فنية إنسانية أخرى طبعت الأنباء الثقافية السودانية ومنحتها بريقاً له مدلولات وطنية ذات قيمة عالية:ـ
+ الأول مشاركة المطربة نانسي عجاج بالغناء في مدينة بابل للثقافة والفنون العالمية بالعراق، الأثرية كممثلة للفن والطرب والموسيقى السودانية، حيث تأتي مشاركتها بعد نحو من سنوات طوال عجاف غابت فيها الموسيقى السودانية عن المشاركات الدولية الجادةّ في ظل حياة الجدب الثقافي والفني خلال سنوات الانقاذ!. وكانت نانسي كما العهد بها خير ممثل للسودان وأهله في هذا المجال، عندما حيت شعب العراق باسم الثورة السودانية ممجدة نضال الشعبين وشهدائهم بين الفرات والنيل. واستقبال الجمهور العراقي لما قدمته بمحبة وانفعال.
+ الحدث الآخر يتعلق بمواقف وطنية كبيرة لفرقة "راي" والتي الغت حفلها الغنائي الجماهيري بالمسرح القومي في 21 مايو الماضي، وذلك إنفعالاً بالقمع والتنكيل الذي لازم موكب ثوار أم درمان وسقوط الثائر محمد خالص شهيداً، حيث فوجئ الجمهور باعتلاء أعضاء الفرقة لخشبة المسرح وإعلانهم إلغاء حفلهم حزناً على الحدث وتضامناً مع الثوار والشعب السوداني، ووعدهم بتعويض جمهورهم لليلة أخرى في ظروف مناسبة، حيث استقبل الحضور القرار بصدر رحب وهتافهم " الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية"
وهو الموقف الوطني الذي أصبح ديدن عدد من المطربات والمطربين في الساحة مؤخراً، تضامناً مع ثورة السودانيين ودعماً لحراك الثوار والكنداكات في شوارع البلاد، فقد الغى عدد منهم حفلاتهم لرأس السنة واعتذروا عن ارتباطات فنية أخرى حداداً على أرواح الشهداء ومنهم على سبيل المثال كل من محمد الأمين أبو عركي البخيت وأولاد الصادق أحمد وحسين، ميادة قمر الدين، عقد الجلاد طه سليمان وانصاف فتحين وقد عبر عن هؤلاء الموسيقار هيثم سليمان تعبيراً وطنياً يجد التقدير حينما صرح لصحيفة الحراك (عزاؤنا الوحيد أن شباب السودان ينجز ثورة عظيمة وعلينا أن ندعم الحراك الثوري بقوة حتى إذا أدى ذلك إلى تعطل نشاطنا)!. وهي المواقف التي يمجدها شعب السودان في مقابل أولئك الذين اعتادوا الغناء للديكتاتورية ومصادقتها!.
( يحيي فضل الله عندما يطلق عنان إنشاد القصيدة لديه)!.
أسئلة ليست للاجابة
شعر:ـ يحيي فضل الله
***
ما معني أن نحيا
و ﻻ ندري بأن العشق
قد يبقي سجيناً في الخلايا؟
ما معني أن نشهد موات الأغنيات؟
ما معني هذا الصمت الذي ﻻ ينتهي
برغم حاجتنا الصراخ؟
هل يختفي الظل الذي ﻻ ينتمي
إلا معرفتي و جهلي؟
هل نودع بعضنا ونذهب
في سراب الذكريات؟
كيف تبدو الذكريات؟
كيف يبدو طعم أيام الشجن؟
من يعلم ذكرياتي
كل أشكال التداعي
و الرحيل المر دوماً
حين يصطدم المدى
بالمأسي و المخاوف
و احتضار الأمنيات؟
تعب هو البرق
الذي ﻻ يضئ أقبية الخفايا
ﻻ ينتمي للسحب
و العشب الذي ﻻ يرتوي
إﻻ بطعمك
يا عصيراً من خليط الدهشة الأولي
و احتراف الأغنيات
hassanelgizuli3@gmail.com
/////////////////////////