الحرية والتغيير: حاذروا الوقوع في مجهول ” الزول الكتل ثورتك” .. بقلم/ عمر الحويج
أخاطبكم المجلس المركزي للحرية والتغيير ، دون جماهير مكوناتكم الحزبية ، التي هي "منا وفينا " .
لقد تركتم أثر سئ في مسار الثورة السودانية ، منذ إنطلاقتها وبعد انتصارها الأول بإزاحة النظام الإسلاموي ، إلا أن قراءتكم كانت خاطئة منذ البداية ، ولم تلاحظوا في حينها، أن النظام الإسلاموي الخبيث والمتآمر كعادته ، قد قطع مسار الثورة السودانية للوصول إلى نهاياتها المبتغاة ، بتوجيه لجنته الأمنية بالإستيلاء على السلطة ، ولم يكن الأمر إنحيازاً كما ادعوا ، وإنما كان الإنقلاب الأول بعد الثورة ، تبعه الإنقلاب الثاني ، وهو الإنقلاب الدموي بمجزرة فض الإعتصام ، الذي أفشلته الثورة في عاصفة 30 يونيو الهادرة ، وتتابعت المؤامرات ، التي وجدتكم فيما بعد صيداً سهلاً لهم ، وسحبت منكم شئياً فشئياً كل الصلاحيات التي سلمتها لكم الثورة في طبق من دماء ودموع وجراح ، ولا تظنوا أنهم جازفوا بإنقلابهم في 25 اكتوبر ، لخطورتكم عليهم ، لا وألف كلا ، وإنما ظرفهم الخاص وزنقتهم الخانقة ، فرضت عليهم تلك المجازفة الكارثية ، بقرار الإنقلاب غير المحسوب عواقبه ، فلاحقتهم لعنته وكارثيته حتى الآن ، فحسب تكتياتهم التآمرية الإستيلاء على السلطة بكاملها ، عن طريق الإنقلاب كامل الدسم ، وأخذ الجمل بما حمل ، وكان ذلك هلعاً من الذي تقوم به ، نوارتكم الوحيدة ، التي لم تمدوا لها يدكم بإحسان ، وأعني لجنة إزالة التمكين ، التي كانت تمارس فعل الشرعية الثورية التي اقتضتها مطالب الثورة وأهدافها ، بجانب ذلك اقتراب موعد تسليم السلطة للمدنيين ، بجانب الدوافع الذاتية التي يكتنفها الخوف على مصائرهم ، لهذه الأسباب المجتمعة والعاجلة في نظرهم فقط ، قرروا التضحية بمكسبهم ، في استئناسكم ، ووضعكم تحت جلبابهم ، ولهوانكم في نظرهم ، لم يتصرفوا ، على طريقة جرادة في الكف ولا ألف طائر ، وقرروا أن يفلتوكم من كفهم , غير متحسرين ، فضحوا بكم ، بحثاً عن طائر أدسم منكم ، وهو طائر السلطة الكاملة نفسها . والملفت للنظر ، أن استخدامهم لكم -لنا نحن حد الغثيان والغضب منهم ومنكم - حين اتخذوكم تبريراً لإنقلابهم ، وأسموه تصحيحاً لمسار الثورة ، لخطايا وأخطاء "قحت" كما اسموكم قبلها ، ليس مختصراً لكم ، حين أجملوه في "القحاتة" إنما استهانة بكم ، فلا تظنوا الإنقلاب كان ، اسكاتاً لصوتكم الذي تلاشى بعد جلوسكم على كراسي السلطة الوثيرة ، وظلوا حتى انقلابهم الأخير ، لا يحسبون لكم حساباً ويا للمهانة التي ارتضيتموها لأنفسكم .
نحن نقول ذلك ليس ، جلداً للذات الثورية ،في أحد أطرافها، التي نعرف أن جماهيركم كانت وظلت وستظل ، جزاءاً أصيلاً من حراكها الثوري ، بل أكثر فإن وجودهم الثوري داخل معمعة الثورة ، هو الذي ساعدكم ، عفواً هو الذي أجبركم على اتخاذ الموقف السليم ، بعد حدوث الإنقلاب ، وإعادتكم سالمين لمقاعد الثورة ، من جديد ، وسُمح لكم بتبني شعارها "لاتفاوض لاشراكة لا شرعية " وها أنتم في أول خشخشة "مكسب" أمام أعينكم الزائغة دائماً ، حين يطل بالقرب المقعد الوزاري منكم حتى وإن كان غير مضمون العواقب ، حتى سال لعابكم إليه ، ودون حتى مشاورة لجمهوركم الكريم، أو قراءة رغباته ومطلوباته السياسية- وذلك واضح حين منعوكم من إقامة مؤتمركم الصحفي التوضيحي لفعلتكم المشينة - وبادرتم مهرولين ، غير هيابين وبالعين القوية،بالجلوس إلى المكون الإنقلابي العسكري ، ولحستم في لحظة كامل الشعارات التي عدتم إليها مرغمين ، بدعوى أنكم تودون ، أخذ الفرصة ، تُقرأ إنتهاز الفرصة، لرفع مطالب الثورة بشروط حواركم ، لهذا اللقاء الغير رسمي ، كما أعلنتم ، "وهو على فكرة أم الرسميه وأبوها بشكله وموضوعه .. !!" بالغاء الإنقلاب العسكري ومترتباته.
ما هكذا تورد الإبل ، يا أعضاء المجلس المركزي ، فقد كانت لكم فرصة ، فرض شروطكم المسنودة بثورتكم ، الحاضرة لحظتها، المخضبة بالدماء والجروح ، والعنف المفرط ، في شوارعها التي لا تخون ، الذي يطالب بوقفه " العنف المفرط" اولئك الذين دعوكم للإجتماع بهم ، فقد كان الأحرى بكم ، وأنتم وافقتكم للجلوس ، مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ، للشئون الأفريقية ، مولي في ، والسفير السعودي ، والذي لا اعتراض علي الإجتماع بهم في حد ذاته ، بل الإعتراض على موافقتكم ،أن يكون الطرف الثاني في الإجتماع ، هم ممثلوا الإنقلاب بذاتهم وصفاتهم ، الذين تريدونهم أن يوافقوا على طلبكم بالغائه في هكذا اجتماع ،معقول بس ..!! وهذا أمر بالنسبة لهم دونه خرط القتات .
الأسلم كان لكم يا مجلس يا مركزي وللثورة ، أن يكون شرطكم لحضور إجتماع مهم كهذا :
اولاً أن يكون شاملاً لكل قوى الثورة الحية ، وهي قوى معرفة ومعروفة بالاسم وبالصفة لكم وللداعين للإجتماع ،
ثانياً : وبداهة أن يكون طلبكم الثاني ، أن يتم الإجتماع منفرداً بينكم ودعاته دون ممثلين للإنقلاب عسكريين كانوا أو مدنيين .
أما شرطكم لأجندة الإجتماع ، فالبند الأول والأوحد . هو طلبكم الثوري ، بازاحة العسكر من السلطة ، والغاء ، كل ماترتب على إنقلابهم من قرارات ،وأنكم تريدون من الداعين لهذا الإجتماع ومن المجتمع الدولي والإقليمي مساعدتكم على تحقيق مطالب الشعب السوداني وثورته القرنعالمية الجبارة . فهل هذا صعب عليكم ، لا أظن .. إذا خَلُصت نواياكم ، وحرصتم على إنقاذ أنفسكم من التلاشي ، فحاذروا أن تقعوا في مجهول الزول الكتل ثورته ، فلا زلنا نثمن موقفكم من رفعكم لمطالب الثورة وعلى رأسها الغاء الأنقلاب ، وماترتب عليه من قرارات . تمسكوا بهذا الموقف الثوري الذي اتخذتموه شعاراً ، هادياً لكم في مسيرتكم ، وأبنوا قراراتكم على ضوئه ، وإلا بغير ذلك نقطونا يا مجلس يا مركزي ليس بسكاتكم فقط كما تردد المسلسلات المصرية ، وإنما بانسحابكم من المشهد السياسي، تلاشياً كاملاً وتاماً ، وأتركوا مكوناتكم الحزبية منفردة ، وبصوتها المعلوم ، تواصل مسيرتها الثورية ، إذا رغبت في وصول الثورة لأهدافها النهائية ، بتغيير جذري خلاق ، لإعلان سودان جديد ، سودان الحرية والسلام والعدالة .
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////////////
لقد تركتم أثر سئ في مسار الثورة السودانية ، منذ إنطلاقتها وبعد انتصارها الأول بإزاحة النظام الإسلاموي ، إلا أن قراءتكم كانت خاطئة منذ البداية ، ولم تلاحظوا في حينها، أن النظام الإسلاموي الخبيث والمتآمر كعادته ، قد قطع مسار الثورة السودانية للوصول إلى نهاياتها المبتغاة ، بتوجيه لجنته الأمنية بالإستيلاء على السلطة ، ولم يكن الأمر إنحيازاً كما ادعوا ، وإنما كان الإنقلاب الأول بعد الثورة ، تبعه الإنقلاب الثاني ، وهو الإنقلاب الدموي بمجزرة فض الإعتصام ، الذي أفشلته الثورة في عاصفة 30 يونيو الهادرة ، وتتابعت المؤامرات ، التي وجدتكم فيما بعد صيداً سهلاً لهم ، وسحبت منكم شئياً فشئياً كل الصلاحيات التي سلمتها لكم الثورة في طبق من دماء ودموع وجراح ، ولا تظنوا أنهم جازفوا بإنقلابهم في 25 اكتوبر ، لخطورتكم عليهم ، لا وألف كلا ، وإنما ظرفهم الخاص وزنقتهم الخانقة ، فرضت عليهم تلك المجازفة الكارثية ، بقرار الإنقلاب غير المحسوب عواقبه ، فلاحقتهم لعنته وكارثيته حتى الآن ، فحسب تكتياتهم التآمرية الإستيلاء على السلطة بكاملها ، عن طريق الإنقلاب كامل الدسم ، وأخذ الجمل بما حمل ، وكان ذلك هلعاً من الذي تقوم به ، نوارتكم الوحيدة ، التي لم تمدوا لها يدكم بإحسان ، وأعني لجنة إزالة التمكين ، التي كانت تمارس فعل الشرعية الثورية التي اقتضتها مطالب الثورة وأهدافها ، بجانب ذلك اقتراب موعد تسليم السلطة للمدنيين ، بجانب الدوافع الذاتية التي يكتنفها الخوف على مصائرهم ، لهذه الأسباب المجتمعة والعاجلة في نظرهم فقط ، قرروا التضحية بمكسبهم ، في استئناسكم ، ووضعكم تحت جلبابهم ، ولهوانكم في نظرهم ، لم يتصرفوا ، على طريقة جرادة في الكف ولا ألف طائر ، وقرروا أن يفلتوكم من كفهم , غير متحسرين ، فضحوا بكم ، بحثاً عن طائر أدسم منكم ، وهو طائر السلطة الكاملة نفسها . والملفت للنظر ، أن استخدامهم لكم -لنا نحن حد الغثيان والغضب منهم ومنكم - حين اتخذوكم تبريراً لإنقلابهم ، وأسموه تصحيحاً لمسار الثورة ، لخطايا وأخطاء "قحت" كما اسموكم قبلها ، ليس مختصراً لكم ، حين أجملوه في "القحاتة" إنما استهانة بكم ، فلا تظنوا الإنقلاب كان ، اسكاتاً لصوتكم الذي تلاشى بعد جلوسكم على كراسي السلطة الوثيرة ، وظلوا حتى انقلابهم الأخير ، لا يحسبون لكم حساباً ويا للمهانة التي ارتضيتموها لأنفسكم .
نحن نقول ذلك ليس ، جلداً للذات الثورية ،في أحد أطرافها، التي نعرف أن جماهيركم كانت وظلت وستظل ، جزاءاً أصيلاً من حراكها الثوري ، بل أكثر فإن وجودهم الثوري داخل معمعة الثورة ، هو الذي ساعدكم ، عفواً هو الذي أجبركم على اتخاذ الموقف السليم ، بعد حدوث الإنقلاب ، وإعادتكم سالمين لمقاعد الثورة ، من جديد ، وسُمح لكم بتبني شعارها "لاتفاوض لاشراكة لا شرعية " وها أنتم في أول خشخشة "مكسب" أمام أعينكم الزائغة دائماً ، حين يطل بالقرب المقعد الوزاري منكم حتى وإن كان غير مضمون العواقب ، حتى سال لعابكم إليه ، ودون حتى مشاورة لجمهوركم الكريم، أو قراءة رغباته ومطلوباته السياسية- وذلك واضح حين منعوكم من إقامة مؤتمركم الصحفي التوضيحي لفعلتكم المشينة - وبادرتم مهرولين ، غير هيابين وبالعين القوية،بالجلوس إلى المكون الإنقلابي العسكري ، ولحستم في لحظة كامل الشعارات التي عدتم إليها مرغمين ، بدعوى أنكم تودون ، أخذ الفرصة ، تُقرأ إنتهاز الفرصة، لرفع مطالب الثورة بشروط حواركم ، لهذا اللقاء الغير رسمي ، كما أعلنتم ، "وهو على فكرة أم الرسميه وأبوها بشكله وموضوعه .. !!" بالغاء الإنقلاب العسكري ومترتباته.
ما هكذا تورد الإبل ، يا أعضاء المجلس المركزي ، فقد كانت لكم فرصة ، فرض شروطكم المسنودة بثورتكم ، الحاضرة لحظتها، المخضبة بالدماء والجروح ، والعنف المفرط ، في شوارعها التي لا تخون ، الذي يطالب بوقفه " العنف المفرط" اولئك الذين دعوكم للإجتماع بهم ، فقد كان الأحرى بكم ، وأنتم وافقتكم للجلوس ، مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ، للشئون الأفريقية ، مولي في ، والسفير السعودي ، والذي لا اعتراض علي الإجتماع بهم في حد ذاته ، بل الإعتراض على موافقتكم ،أن يكون الطرف الثاني في الإجتماع ، هم ممثلوا الإنقلاب بذاتهم وصفاتهم ، الذين تريدونهم أن يوافقوا على طلبكم بالغائه في هكذا اجتماع ،معقول بس ..!! وهذا أمر بالنسبة لهم دونه خرط القتات .
الأسلم كان لكم يا مجلس يا مركزي وللثورة ، أن يكون شرطكم لحضور إجتماع مهم كهذا :
اولاً أن يكون شاملاً لكل قوى الثورة الحية ، وهي قوى معرفة ومعروفة بالاسم وبالصفة لكم وللداعين للإجتماع ،
ثانياً : وبداهة أن يكون طلبكم الثاني ، أن يتم الإجتماع منفرداً بينكم ودعاته دون ممثلين للإنقلاب عسكريين كانوا أو مدنيين .
أما شرطكم لأجندة الإجتماع ، فالبند الأول والأوحد . هو طلبكم الثوري ، بازاحة العسكر من السلطة ، والغاء ، كل ماترتب على إنقلابهم من قرارات ،وأنكم تريدون من الداعين لهذا الإجتماع ومن المجتمع الدولي والإقليمي مساعدتكم على تحقيق مطالب الشعب السوداني وثورته القرنعالمية الجبارة . فهل هذا صعب عليكم ، لا أظن .. إذا خَلُصت نواياكم ، وحرصتم على إنقاذ أنفسكم من التلاشي ، فحاذروا أن تقعوا في مجهول الزول الكتل ثورته ، فلا زلنا نثمن موقفكم من رفعكم لمطالب الثورة وعلى رأسها الغاء الأنقلاب ، وماترتب عليه من قرارات . تمسكوا بهذا الموقف الثوري الذي اتخذتموه شعاراً ، هادياً لكم في مسيرتكم ، وأبنوا قراراتكم على ضوئه ، وإلا بغير ذلك نقطونا يا مجلس يا مركزي ليس بسكاتكم فقط كما تردد المسلسلات المصرية ، وإنما بانسحابكم من المشهد السياسي، تلاشياً كاملاً وتاماً ، وأتركوا مكوناتكم الحزبية منفردة ، وبصوتها المعلوم ، تواصل مسيرتها الثورية ، إذا رغبت في وصول الثورة لأهدافها النهائية ، بتغيير جذري خلاق ، لإعلان سودان جديد ، سودان الحرية والسلام والعدالة .
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////////////