حوار بين متشائم ومتفائل حول بيان الجنرال البرهان .. رصد: عبد القادر محمد أحمد المحامي
عبد القادر محمد أحمد/المحامي
10 July, 2022
10 July, 2022
الجزء الأول
المتفائل للمتشائم : رأيك شنو في بيان السيد البرهان؟؟
المتشائم :- بيان البرهان وراهو الكيزان، ويراهن على الخلافات بين قوى الثورة، وهدفو محاصرة الحراك الثوري المتصاعد، ويصور الأزمة صراع بين المدنيين، وهو موجه للمؤيدين للإنقلاب عشان حوار المدنيين يفشل، ويتحقق حلم الكيزان في الانتخابات المبكرة، ويكسبوها بي كوادرم في الخدمة المدنية وأجهزة العدالة وقروش البلد المسروقة، ويحكمونا بإسم الديمقراطية ويفلتو من الحساب والعقاب.!
المتفائل :- كدي عشان نمشي لقدام خلينا نعترف بأنو الخلافات بين المدنيين والإقصاء والتجاوزات كانت من أسباب فشل الفترة الفاتت، وجا الوقت عشان نراجع نفسنا ونتجاوز خلافاتنا لمصلحة الوطن .
وحكاية البيان وراهو الكيزان كلام مكرر ما فيهو جديد، كلنا عارفين البرهان محتفظ بالدولة العميقة سراََ من بداية الفترة الانتقالية، وجهراََ بعد إنقلاب اكتوبر، وكلنا عارفين العسكر والكيزان منسقين مع بعض، لأنهم كلهم في ورطة ويفتشوا المخرج وفي نفس الوقت طمعانين في الحكم، لكن البيان ده فيهو اكتر من فهم، وفي كل حالة مناهضتو ما بالشتائم والرفض المطلق، لازم نفهمو كفعل سياسي محتاج لفعل سياسي مضاد.
ويبقى المهم ليه نديهم فرصة يراهنو على الخلافات ما دام حقيقية، ليه المدنيين ما ينهو خلافاتهم ويتحالفو في جسم وأحد ويتصدو للمشاكل بي فهم مشترك ويشكلو حكومة مدنية.؟!
المتشائم :- ياخي البرهان ده ما عندو شرعية تخليهو يطلب تشكيل حكومة، وبيانو ده كلو ألغام، ما استثني المؤتمر الوطني وما جاب سيرة الحركات قاصد يزرعا في رقبتنا خميرة عكننة، وعايز يحل مجلس السيادة ويجينا بي مجلس أعلى ! وكمان معاهو الدعم السريع!!
المتفائل :- كلامك صاح، لكن عايزك تركز معاي شوية : أولا الحوار والإتفاق بين المدنيين ضروري وتشكيل حكومة ضروري، وده بكون بأمر وشرعية الثورة وبي مهر دماء الشهداء والجرحى و تضحيات الشباب، ما عشان بيان البرهان، ليه نكرر نفس الغلطة لمن سقطنا البشير ومشينا نفتش ناس البرهان.!
تانيا البرهان استثني المؤتمر الوطني أو ما استثناهو ده ما يخصنا، انت شوف الصاح شنو و اعملو، والباقي بتحسم بالحوار والثورة مستمرة.
المتشائم :- شايفك عامل فيها متفائل وعايزنا نثق في البرهان ؟!
المتفائل :- التفاؤل هو قدرنا، لكن أنا ما قلت ليك نثق في البرهان بس ما نقطع شعرة معاوية معاهو، ودايما أتذكر بأنه في صراعو مع الثورة ما حيكون زول مثالي وما حيشتغل بالمحاذير الوطنية، هو متهم في جرائم وبحاول يفلت منها بالطريقة البشوفه صاح، وفي نفس الوقت الكيزان متلصقين فيهو من جنبه وحميدتي محاصرو من جنبه والحركات المسلحة من جنبه، وكل جهة عندها نوايا مختلفة بعيدة عن الهم الوطني ،،، لكن لأنك أنت حريص على البلد اتعامل معاهو بي صبر وحكمة، ما بي طريقتنا السودانية بالانفعال والشتيمة والتحدي وشخصنة المسائل الوطنية.
الجزء الثاني
المتشائم :- في حاجات أساسية البرهان ما أتعرض ليها في بيانو، ذي المجلس التشريعي وإصلاح القوات النظامية والخدمة المدنية والأجهزة العدلية؟!
المتفائل :- بالنسبة لإصلاح الخدمة المدنية والأجهزة العدلية دي من اهداف الفترة الانتقالية، والمجلس التشريعي من آليات الحكم الانتقالي، ودي كلها ما بتخص البرهان، لكن موضوع القوات النظامية، لازم يتحسم بالحوار معاهو، لأنه ما ممكن تطلب منو يبتعد ويخلي ليك بلد كلها نزاعات ومشاكل أمنية وقوات نظامية معادية للمدنية وعندها شركات بتمص في موارد البلد، ده كلو عاوز حوار.
المتشائم :- تاني حوار.؟! ما الثوار قالوا مافي حوار، والبرهان في بيانو الما مفهوم ده انسحب من حوار الآلية !
المتفائل :- بيان البرهان مهما اختلفنا في فهمو هو اعتراف بالفشل في إدارة البلد، وإعلان عدم مشاركة الجيش في الحكم ده في ذاتو خط رجعه كبير من زول كان بقول القوات المسلحة هي الوصي على البلد والشعب.! وعلى كده رفضو للحوار يبقى قرار صحيح منو، هو شات ليك الكورة ومنتظرك تعمل شنو، وبعداك مافي طريقة ليهو ولينا الا الحوار .!
المتشائم :- هه يعني صدقتو انو ما عايز يحكم؟! الزول ده عايز يلغي المجلس السيادي ويدخل لينا بي باب المجلس الأعلى.!
المتفائل :- ياخي لازم نفهم إنو البرهان ما حيقوليك الروب وتعال اتفضل دي مفاتيح القصر الجمهوري، حيستمر يكنكش ويناور لغاية ما يلقى المخرج المناسب، لكن المهم أنو إعلان عدم المشاركة في الحكومة خطوة إيجابية، وبعد كدا شوف انت كيف تفكك الكنكشة دي براحا، بدون ما تهاجمو وتشتمو لأنو كده الكيزان بيلقو فرصة يبعدوهو منكم عشان يظل واجهة لمؤامراتهم، هو ما بحبهم لكن ما بقدر يتخارج منهم بسهولة.!
ياخي ما دام شات ليكم الكورة في ملعبكم، وصلو حدو لو صدق يبقى السودان هو الكسبان، ولو طلع ما صادق تكونو أحرجتو بدل ما هو عايز يحرجكم.! حتخسرو شنو ؟!
الجزء الثالث
المتشائم :-- وبي طريقتك المتفائلة دي تاني شنو الإيجابيات في بيان البرهان؟
المتفائل :- برضو في نقطة إيجابية مهمة، حل مجلس السيادة معناهو بداية خروج السيد حميدتي من المشهد السياسي، والعافية درجات، وحسم الموضوع ده حساباتو معقدة، ودي المشكلة الواقع فيها الجيش! لكن لازم الفترة الجاية تكون ما فيها مليشيات، الزول ده أكبر عقبة قدام المدنية، لكن ابعادو لازم يكون بالمباصرة والحوار .
المتشائم :- لكن البيان بتحدث عن مجلس أعلى للقوات المسلحة والدعم السريع؟! يعني سيك سيك معلق فيك.؟!
المتفائل :- ما تستعجل، واحدة واحده،.. ذي ما قلت ليك الكورة هسه عند المدنيين، وعليهم يسرعو في إنهاء الخلافات وتشكيل مجلس ثوري يمثل كل قوى الثورة بمختلف كياناتها ومكوناتها الحزبية و المهنية والاجتماعية ولجان المقاومة، عشان يكون مسؤول عن قيادة الحراك الميداني برؤية موحدة، وعن الفعل السياسي، مثل اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة، ويتولى الحوار مع المكون العسكري حول كل ترتيبات ومطلوبات إنهاء الإنقلاب وإبعاد الجيش عن السياسة والحكم، وتنفيذ الترتيبات الأمنية بما يضمن حل ودمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش، ولضمان إصلاح الأجهزة النظامية لتكون حارسة وحامية للدولة المدنية، وكل ما يلزم لبدأ فترة ناجحة تتحقق فيها كل اهداف ومهام الانتقال.
الجزء الرابع
المتشائم :- والمجلس الأعلى ده ما خازوق في نظرك؟!
المتفائل :- ناس البرهان بقولو في توترات أمنية في البلاد، عشان كده يعملو مجلس أعلى للجيش، والحكومة المدنية ما بتقدر تحمي البلد.
لكن الكلام ده واضح وراهو كلام! وذي كأنو الجيش وباقي الأجهزة النظامية ما تابعة للحكومة، فلو رجعت لقانون الجيش تلقاهو خاضع لرئيس الوزراء المختص بالأهداف السياسية العسكرية، وتحتو وزير دفاع وتحت الوزير رئاسة أركان، ومجلس وزارة للدفاع.
كذلك حسب قانون الأمن في مجلس للأمن الوطني، رئيسو هو رئيس الوزراء وعضوية وزراء الدفاع والخارجية والعدل والداخلية التابعه ليهو الشرطة ..، والمجلس ده مسؤول عن التنسيق بين الجيش والشرطة والأمن، واجازة الاستراتيجيات والخطط والسياسات الأمنية،
يبقى شنو الحوجة لجسم عسكري أعلى عشان يجي يتقلد مهام رئيس الوزراء الواردة في قوانين الأجهزة النظامية؟!! ، ده براهو وبدون أي سلطات تانية، يعتبر تدخل واضح في العمل السياسي، ومناقض لكلام البرهان بإبعاد الجيش عن السياسة.! وغير كده اصلاََ وجود المكون العسكري داخل الجيش وتحت اي مسمى مرفوض، فشعار العودة للثكنات لا يعنيهم لكنو يخاطب الجيش كمؤسسة، فلازم المكون العسكري يتنحى تماما وبالحوار الناس تشوف ليهم الضمانات الممكنة.
الجزء الخامس
المتشائم :- كدي نرجع لي الحركات المسلحة، تفتكر ليه البرهان ما جاب سيرتم في بيانو .؟!
المتفائل :- ياخي عشان ما تشغل بالك، شيل من البيان الحاجة المفيدة للثورة والباقي خليهو للحوار، لكن في كل حالة ما تفتكر البرهان عايز يتخلى عن الحركات المسلحة، العكس هو محتاج ليهم وما بيقدر يتخلى عنهم، ما شايفو طرد ناس نيكولا وبرطم وخلا ناس الحركات قعدين معاهو في السيادي!
واضح هو يعتبرهم تبع القوى المدنية الموجه ليها بيانو، وده لغم مزروع في البيان ولخبطة كيمان، فلو كانت الترتيبات الأمنية اتنفذت وجيوش الحركات تم استيعابه في الجيش، ممكن نقول زعماء الحركات بقو مدنيين ومن حقهم يكونو مع القوى المدنية، لكن ما ممكن يكونو حركات مسلحة يقمعو الثوار ويحمو الإنقلاب، وكمان مدنيين مع القوى المطلوب منها تشكل حكومة.!.
المتشائم :- يعني تقصد لو الحركات دمجت جيوشا في الجيش ممكن يجو يكونو مع قوى الثورة؟!
المتفائل :- البيمنع شنو؟!
المتشائم :- ياخي ديل بتاعين اعتصام القصر الهللو للإنقلاب ودعموهو، إذا ممكن يكونو قوى ثورة، بعد شوية حتقول لينا المؤتمر الوطني ذاتو قوى ثورة !
المتفائل :- المؤتمر الوطني دا كان تنظيم حاكم ظلم الناس وفسد وأفسد وضيع البلد، وقامت ضده ثورة عظيمة واسقطتو، وتاني ناسو رجعو بالشباك، وهسه شغالين بجهضو الثورة، وبزرعو الفتن بين الأحزاب وبحاولو يشوهو صورة الثوار، لكن مصيرهم السقوط تاني وتالت، لأنهم ما وعو الدرس وما راجعو نفسهم، وما بهمهم الوطن، مشكلتهم المال والسلطة ...
خلينا هسه في الحركات، وحكاية انهم غلطو ودعمو الإنقلاب، ياخي ناس قحت برضو غلطو وشاركو العسكر معاهم وتاني غلطو واتسببو في الإنقلاب، في زول قال إنهم ما قوى ثورة! وفي ناس كتار اكلو وشربو مع الإنقاذ ولمن الثورة قامت بقو ثوار وكمان قعدو في مواقع حساسة.! وتصريحاتهم الثورية هسه تملا الدنيا.! عشان كده خلينا نكبر كوم الثورة بدل ما نخلق عداوات، ياخي خلونا من الغباين عشان نمشي بالبلد لقدام ..
المشكلة هسه ناس الحركات ما عارفين مصلحتهم وين، هم عايزين يكونو مع الانقلاب حرصا على المكاسب اللقوها في اتفاقية السلام، وعايزين يكونو مع الثورة، لانو الشعوب البتكلمو بإسمها كلها مع الثورة وشبابهم في قيادة المواكب والاعتصامات .!
قادة الحركات مفروض يعرفو أنو المواقف المذبذبة دي خصمت منهم كتير، وعليهم يلحقو نفسهم لأنو الثورة لا بد منتصرة .. منتصرة.
الجزء الأخير
المتشائم :- غايتو خليتنا نتفائل معاك.
المتفائل :- هي ما مسألة تشاؤم أو تفاؤل، الثوار أصبح القمع لا يزيدهم إلا اصراراََ على بلوغ الهدف، ومحاولات زرع الفتن بيناتهم، وبينهم وقوى الثورة الأخرى أصبحت مكشوفة، والآن هم وبقية قوى الثورة بيتنادو لتشكيل مجلس ثوري يمثلهم كلهم، عشان يقود ويوحد كل العمل الثوري في المرحلة الحاسمة الجاية، وفعلاََ في خطوات عملية بدت.. باختصار الشواهد كلها قدامك بتقول، بإذن الله، الثورة حتماََ منتصرة بالسلمية وبالحوار .. وكل عام السودان وانتم جميعا بخير.
aabdoaadvo2019@gmail.com
المتفائل للمتشائم : رأيك شنو في بيان السيد البرهان؟؟
المتشائم :- بيان البرهان وراهو الكيزان، ويراهن على الخلافات بين قوى الثورة، وهدفو محاصرة الحراك الثوري المتصاعد، ويصور الأزمة صراع بين المدنيين، وهو موجه للمؤيدين للإنقلاب عشان حوار المدنيين يفشل، ويتحقق حلم الكيزان في الانتخابات المبكرة، ويكسبوها بي كوادرم في الخدمة المدنية وأجهزة العدالة وقروش البلد المسروقة، ويحكمونا بإسم الديمقراطية ويفلتو من الحساب والعقاب.!
المتفائل :- كدي عشان نمشي لقدام خلينا نعترف بأنو الخلافات بين المدنيين والإقصاء والتجاوزات كانت من أسباب فشل الفترة الفاتت، وجا الوقت عشان نراجع نفسنا ونتجاوز خلافاتنا لمصلحة الوطن .
وحكاية البيان وراهو الكيزان كلام مكرر ما فيهو جديد، كلنا عارفين البرهان محتفظ بالدولة العميقة سراََ من بداية الفترة الانتقالية، وجهراََ بعد إنقلاب اكتوبر، وكلنا عارفين العسكر والكيزان منسقين مع بعض، لأنهم كلهم في ورطة ويفتشوا المخرج وفي نفس الوقت طمعانين في الحكم، لكن البيان ده فيهو اكتر من فهم، وفي كل حالة مناهضتو ما بالشتائم والرفض المطلق، لازم نفهمو كفعل سياسي محتاج لفعل سياسي مضاد.
ويبقى المهم ليه نديهم فرصة يراهنو على الخلافات ما دام حقيقية، ليه المدنيين ما ينهو خلافاتهم ويتحالفو في جسم وأحد ويتصدو للمشاكل بي فهم مشترك ويشكلو حكومة مدنية.؟!
المتشائم :- ياخي البرهان ده ما عندو شرعية تخليهو يطلب تشكيل حكومة، وبيانو ده كلو ألغام، ما استثني المؤتمر الوطني وما جاب سيرة الحركات قاصد يزرعا في رقبتنا خميرة عكننة، وعايز يحل مجلس السيادة ويجينا بي مجلس أعلى ! وكمان معاهو الدعم السريع!!
المتفائل :- كلامك صاح، لكن عايزك تركز معاي شوية : أولا الحوار والإتفاق بين المدنيين ضروري وتشكيل حكومة ضروري، وده بكون بأمر وشرعية الثورة وبي مهر دماء الشهداء والجرحى و تضحيات الشباب، ما عشان بيان البرهان، ليه نكرر نفس الغلطة لمن سقطنا البشير ومشينا نفتش ناس البرهان.!
تانيا البرهان استثني المؤتمر الوطني أو ما استثناهو ده ما يخصنا، انت شوف الصاح شنو و اعملو، والباقي بتحسم بالحوار والثورة مستمرة.
المتشائم :- شايفك عامل فيها متفائل وعايزنا نثق في البرهان ؟!
المتفائل :- التفاؤل هو قدرنا، لكن أنا ما قلت ليك نثق في البرهان بس ما نقطع شعرة معاوية معاهو، ودايما أتذكر بأنه في صراعو مع الثورة ما حيكون زول مثالي وما حيشتغل بالمحاذير الوطنية، هو متهم في جرائم وبحاول يفلت منها بالطريقة البشوفه صاح، وفي نفس الوقت الكيزان متلصقين فيهو من جنبه وحميدتي محاصرو من جنبه والحركات المسلحة من جنبه، وكل جهة عندها نوايا مختلفة بعيدة عن الهم الوطني ،،، لكن لأنك أنت حريص على البلد اتعامل معاهو بي صبر وحكمة، ما بي طريقتنا السودانية بالانفعال والشتيمة والتحدي وشخصنة المسائل الوطنية.
الجزء الثاني
المتشائم :- في حاجات أساسية البرهان ما أتعرض ليها في بيانو، ذي المجلس التشريعي وإصلاح القوات النظامية والخدمة المدنية والأجهزة العدلية؟!
المتفائل :- بالنسبة لإصلاح الخدمة المدنية والأجهزة العدلية دي من اهداف الفترة الانتقالية، والمجلس التشريعي من آليات الحكم الانتقالي، ودي كلها ما بتخص البرهان، لكن موضوع القوات النظامية، لازم يتحسم بالحوار معاهو، لأنه ما ممكن تطلب منو يبتعد ويخلي ليك بلد كلها نزاعات ومشاكل أمنية وقوات نظامية معادية للمدنية وعندها شركات بتمص في موارد البلد، ده كلو عاوز حوار.
المتشائم :- تاني حوار.؟! ما الثوار قالوا مافي حوار، والبرهان في بيانو الما مفهوم ده انسحب من حوار الآلية !
المتفائل :- بيان البرهان مهما اختلفنا في فهمو هو اعتراف بالفشل في إدارة البلد، وإعلان عدم مشاركة الجيش في الحكم ده في ذاتو خط رجعه كبير من زول كان بقول القوات المسلحة هي الوصي على البلد والشعب.! وعلى كده رفضو للحوار يبقى قرار صحيح منو، هو شات ليك الكورة ومنتظرك تعمل شنو، وبعداك مافي طريقة ليهو ولينا الا الحوار .!
المتشائم :- هه يعني صدقتو انو ما عايز يحكم؟! الزول ده عايز يلغي المجلس السيادي ويدخل لينا بي باب المجلس الأعلى.!
المتفائل :- ياخي لازم نفهم إنو البرهان ما حيقوليك الروب وتعال اتفضل دي مفاتيح القصر الجمهوري، حيستمر يكنكش ويناور لغاية ما يلقى المخرج المناسب، لكن المهم أنو إعلان عدم المشاركة في الحكومة خطوة إيجابية، وبعد كدا شوف انت كيف تفكك الكنكشة دي براحا، بدون ما تهاجمو وتشتمو لأنو كده الكيزان بيلقو فرصة يبعدوهو منكم عشان يظل واجهة لمؤامراتهم، هو ما بحبهم لكن ما بقدر يتخارج منهم بسهولة.!
ياخي ما دام شات ليكم الكورة في ملعبكم، وصلو حدو لو صدق يبقى السودان هو الكسبان، ولو طلع ما صادق تكونو أحرجتو بدل ما هو عايز يحرجكم.! حتخسرو شنو ؟!
الجزء الثالث
المتشائم :-- وبي طريقتك المتفائلة دي تاني شنو الإيجابيات في بيان البرهان؟
المتفائل :- برضو في نقطة إيجابية مهمة، حل مجلس السيادة معناهو بداية خروج السيد حميدتي من المشهد السياسي، والعافية درجات، وحسم الموضوع ده حساباتو معقدة، ودي المشكلة الواقع فيها الجيش! لكن لازم الفترة الجاية تكون ما فيها مليشيات، الزول ده أكبر عقبة قدام المدنية، لكن ابعادو لازم يكون بالمباصرة والحوار .
المتشائم :- لكن البيان بتحدث عن مجلس أعلى للقوات المسلحة والدعم السريع؟! يعني سيك سيك معلق فيك.؟!
المتفائل :- ما تستعجل، واحدة واحده،.. ذي ما قلت ليك الكورة هسه عند المدنيين، وعليهم يسرعو في إنهاء الخلافات وتشكيل مجلس ثوري يمثل كل قوى الثورة بمختلف كياناتها ومكوناتها الحزبية و المهنية والاجتماعية ولجان المقاومة، عشان يكون مسؤول عن قيادة الحراك الميداني برؤية موحدة، وعن الفعل السياسي، مثل اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة، ويتولى الحوار مع المكون العسكري حول كل ترتيبات ومطلوبات إنهاء الإنقلاب وإبعاد الجيش عن السياسة والحكم، وتنفيذ الترتيبات الأمنية بما يضمن حل ودمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش، ولضمان إصلاح الأجهزة النظامية لتكون حارسة وحامية للدولة المدنية، وكل ما يلزم لبدأ فترة ناجحة تتحقق فيها كل اهداف ومهام الانتقال.
الجزء الرابع
المتشائم :- والمجلس الأعلى ده ما خازوق في نظرك؟!
المتفائل :- ناس البرهان بقولو في توترات أمنية في البلاد، عشان كده يعملو مجلس أعلى للجيش، والحكومة المدنية ما بتقدر تحمي البلد.
لكن الكلام ده واضح وراهو كلام! وذي كأنو الجيش وباقي الأجهزة النظامية ما تابعة للحكومة، فلو رجعت لقانون الجيش تلقاهو خاضع لرئيس الوزراء المختص بالأهداف السياسية العسكرية، وتحتو وزير دفاع وتحت الوزير رئاسة أركان، ومجلس وزارة للدفاع.
كذلك حسب قانون الأمن في مجلس للأمن الوطني، رئيسو هو رئيس الوزراء وعضوية وزراء الدفاع والخارجية والعدل والداخلية التابعه ليهو الشرطة ..، والمجلس ده مسؤول عن التنسيق بين الجيش والشرطة والأمن، واجازة الاستراتيجيات والخطط والسياسات الأمنية،
يبقى شنو الحوجة لجسم عسكري أعلى عشان يجي يتقلد مهام رئيس الوزراء الواردة في قوانين الأجهزة النظامية؟!! ، ده براهو وبدون أي سلطات تانية، يعتبر تدخل واضح في العمل السياسي، ومناقض لكلام البرهان بإبعاد الجيش عن السياسة.! وغير كده اصلاََ وجود المكون العسكري داخل الجيش وتحت اي مسمى مرفوض، فشعار العودة للثكنات لا يعنيهم لكنو يخاطب الجيش كمؤسسة، فلازم المكون العسكري يتنحى تماما وبالحوار الناس تشوف ليهم الضمانات الممكنة.
الجزء الخامس
المتشائم :- كدي نرجع لي الحركات المسلحة، تفتكر ليه البرهان ما جاب سيرتم في بيانو .؟!
المتفائل :- ياخي عشان ما تشغل بالك، شيل من البيان الحاجة المفيدة للثورة والباقي خليهو للحوار، لكن في كل حالة ما تفتكر البرهان عايز يتخلى عن الحركات المسلحة، العكس هو محتاج ليهم وما بيقدر يتخلى عنهم، ما شايفو طرد ناس نيكولا وبرطم وخلا ناس الحركات قعدين معاهو في السيادي!
واضح هو يعتبرهم تبع القوى المدنية الموجه ليها بيانو، وده لغم مزروع في البيان ولخبطة كيمان، فلو كانت الترتيبات الأمنية اتنفذت وجيوش الحركات تم استيعابه في الجيش، ممكن نقول زعماء الحركات بقو مدنيين ومن حقهم يكونو مع القوى المدنية، لكن ما ممكن يكونو حركات مسلحة يقمعو الثوار ويحمو الإنقلاب، وكمان مدنيين مع القوى المطلوب منها تشكل حكومة.!.
المتشائم :- يعني تقصد لو الحركات دمجت جيوشا في الجيش ممكن يجو يكونو مع قوى الثورة؟!
المتفائل :- البيمنع شنو؟!
المتشائم :- ياخي ديل بتاعين اعتصام القصر الهللو للإنقلاب ودعموهو، إذا ممكن يكونو قوى ثورة، بعد شوية حتقول لينا المؤتمر الوطني ذاتو قوى ثورة !
المتفائل :- المؤتمر الوطني دا كان تنظيم حاكم ظلم الناس وفسد وأفسد وضيع البلد، وقامت ضده ثورة عظيمة واسقطتو، وتاني ناسو رجعو بالشباك، وهسه شغالين بجهضو الثورة، وبزرعو الفتن بين الأحزاب وبحاولو يشوهو صورة الثوار، لكن مصيرهم السقوط تاني وتالت، لأنهم ما وعو الدرس وما راجعو نفسهم، وما بهمهم الوطن، مشكلتهم المال والسلطة ...
خلينا هسه في الحركات، وحكاية انهم غلطو ودعمو الإنقلاب، ياخي ناس قحت برضو غلطو وشاركو العسكر معاهم وتاني غلطو واتسببو في الإنقلاب، في زول قال إنهم ما قوى ثورة! وفي ناس كتار اكلو وشربو مع الإنقاذ ولمن الثورة قامت بقو ثوار وكمان قعدو في مواقع حساسة.! وتصريحاتهم الثورية هسه تملا الدنيا.! عشان كده خلينا نكبر كوم الثورة بدل ما نخلق عداوات، ياخي خلونا من الغباين عشان نمشي بالبلد لقدام ..
المشكلة هسه ناس الحركات ما عارفين مصلحتهم وين، هم عايزين يكونو مع الانقلاب حرصا على المكاسب اللقوها في اتفاقية السلام، وعايزين يكونو مع الثورة، لانو الشعوب البتكلمو بإسمها كلها مع الثورة وشبابهم في قيادة المواكب والاعتصامات .!
قادة الحركات مفروض يعرفو أنو المواقف المذبذبة دي خصمت منهم كتير، وعليهم يلحقو نفسهم لأنو الثورة لا بد منتصرة .. منتصرة.
الجزء الأخير
المتشائم :- غايتو خليتنا نتفائل معاك.
المتفائل :- هي ما مسألة تشاؤم أو تفاؤل، الثوار أصبح القمع لا يزيدهم إلا اصراراََ على بلوغ الهدف، ومحاولات زرع الفتن بيناتهم، وبينهم وقوى الثورة الأخرى أصبحت مكشوفة، والآن هم وبقية قوى الثورة بيتنادو لتشكيل مجلس ثوري يمثلهم كلهم، عشان يقود ويوحد كل العمل الثوري في المرحلة الحاسمة الجاية، وفعلاََ في خطوات عملية بدت.. باختصار الشواهد كلها قدامك بتقول، بإذن الله، الثورة حتماََ منتصرة بالسلمية وبالحوار .. وكل عام السودان وانتم جميعا بخير.
aabdoaadvo2019@gmail.com