الثورة عرت ناس كتار.!

 


 

 

مثلما الإستبداد غطى على وجوه كثيرة وأخرس ألسنة عديدة ودقون طويلة إدعت العفة والورع لكنها كانت في لبها فاسدة حتى النخاع.

الثورة عرت ناس كتار بعضهم كانوا منحازين للنظام من أجل مصالحهم الخاصة الضيقة، وبعضهم الآخر ظل على الحياد، ماسكين العصا من النص.!
بعد إنبثاق فجر الثورة وإتساع مساحات الوعي بين قطاعات الشعب لاسيما الشباب الثوري الذي إلتزم مواقف ثورية قوية، وقدم طرح فكري وسياسي متقدم عرى فيه الكثير طحالب السياسة.. لذلك لن أرهق نفسي بتعب التنقيب في وسط طبقات المجتمع السوداني حتى أتي بأسماء لهذا النوع من البشر، فهم موجودون في المجتمع بكثرة كالفطر الذي ينمو في الأجواء الرطبة..!

نظام الإنقاذ كان مثل كرش الفيل جمع في داخله كل الساقطين والإنتهازيين، كان نظاماً فاسداً ومتعفناً الشعب شاف فيه العجب العجاب من عناكب الفساد ووحوش الإستبداد وأبواق النفاق وهي تقرع طبول الحرب على الفقراء، وتقرع طبول الطرب للطاغية كي يرقص أمامها منتشياً بينما الشعب يعاني والوطن يتضاءل.!!!

أخطر ما رأيناها خلال سنوات الإنقاذ الكالحة برنامج في ساحات الفداء، الذي سوّق الأحزان للبسطاء بأنها أفراح..!
موهما الذين تم غسل أدمغتهم بأن من يسقط قتيلاً في أحراش الجنوب سيزف عريساً لحور العين في الآخرة .. بينما المشرفين على البرنامج البائس ومن خلفهم شيوخ النفاق والدجل، ناس علي عثمان طه، ونافع وغندور وبقية الحاشية الفاسدة كانوا يتمتعون بالمحاشي ونعيم الدنيا في قصورهم وفللهم التي بنوها من عرق كادحي وفقراء المدن والريف ودماء الجنود من أبناء الفقراء الذين إلتحقوا بالجيش بإعتباره عرين الأسود، أو مصدراً للعيش الكريم، وضحايا آخرين تم الزج بهم في أتون حرب النظام ضد الشعب تحت لافتة الخدمة الوطنية.!!

النفاق السياسي قصته طويلة في السودان، حتماً سنعود إلى ذلك بين الفينة والأخرى لشحن أقلامنا وتسليط الضوء على الثقوب والعيوب والتناقضات والمفارقات..!!
التي عرفها الشعب السوداني طوال ثلاث عقود من حكم الكيزان، التي كانت فترة مظلمة طفحت بالإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان..
تحت شعارات الدجل والنفاق بأسم الدين الذي أفترت عليه مجموعة من اللصوص والحرامية ونصبت نفسها وصية على شعب بطبعه متدين مؤمن أن الدين الحقيقي هو الحرية والنور والهدى.
شعب منذ الأزل ديمقراطي الهوى وإشتراكي السلوك.
مؤمن بنظرية أن الفقراء يمكن أن يتقاسموا النبقة.

ثقافة جسدتها ثورة عظيمة سدت الباب البيجيب الريح.!
ريح العنصرية والتفرقة والتشظي والإستبداد والفساد والفقر والمعاناة والتدخل الدولي والمنح والقروض سلاح الإستعمار الحديث.!!

ثورة رفعت شعار الحرية والإعتماد على الذات.

ثورة وحدت الوجدان الوطني منذ إنطلاقتها الأولى.
إذ هتف الثوار والثائرات: يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور.
وأثبتت الأحداث اللاحقة بالفعل والمواقف أن كل البلد دارفور.

كما كانت دارفور حاضرة في قلب النضال وكل صفحات الثورة وهكذا كانت كادقلي والأبيض وبورسودان وكسلا والدمازين وودمدني، والخرطوم العاصمة المثلثة وحلفا وعطبرة.

ثورة شكلت لوحة وطنية عسكت عظمة الوعي ودوره في وحدة الشعب وتفانيه وبطولاته وتضحياته التي سطرها الجرحى والمصابين والمعتقلين والشهداء حتى إنتصر الثوار في ثورة عظيمة عرت مثقفين وإعلاميين وفنانين وتنظيمات وأحزاب وحركات وجنرالات.!!!

كما عرت أعداء الديمقراطية في محيطنا الإقليمي والدولي.

هنيئاً لشعب سريلانكا البطل الذي سار في ذات الدرب الذي سارت فيه الثورة السودانية منذ ديسمبر 2018.

عاشت الثورة مرآة وطريقاً لخلاص الشعوب من الطغاة والنخب الفاسدة.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
///////////////////////////
/////////////////////////////

 

آراء