خطاب البرهان العنصري خطر على وحدة السودان

 


 

 

لم أصدق نفسي وأنا أستمع لخطابه في ولاية نهر النيل بمناسبة عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء.
قال: سيدنا إبراهيم لأبنه يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فما كان من أبنه سيدنا إسماعيل أن قال: يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاءالله من الصابرين.
هذا يؤكد عظمة العيد ومعانيه العظيمة.

خطاب البرهان جاء مجافياً ومنافياً للمعاني الكبيرة والعظيمة لعيد الأضحى المبارك، كما إنه لا يليق بشخص يتولى مسؤولية القائد العام للجيش السوداني.

البرهان الذي رفع عقيرته وتبجح بخطاب عنصري بغيض، أكد حقيقة ربما تكون غائبة على الكثير، لكنها ليست غائبة على من يربطون الأقوال بالأفعال.
ما قاله البرهان، لن ينطلي على لبيب، أو قارئي حصيف للتاريخ، أو ومراقب دقيق لمجريات الأحداث ومدرك لخفايا الأمور وما يحاك من مؤامرات ضد السودان.!
لذلك نقول بإطمنئان أن ما قاله البرهان لا يعبر عن وعي ومواقف أهلنا في ولاية نهر النيل، الذين قدموا كوكبة من الشرفاء والثوار والشهداء من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة والوحدة الوطنية، ودحر الإنقلاب.
حديث البرهان هو نسخة جديدة من خطاب قديم ظل يلوكه الطاغية عمر البشير.
خطاب إنسان جاهل فاقد للبوصلة والوعي والحس الوطني.
خطاب إنسان عميل يضطلع بدور قذر الهدف من ورائه تمزيق النسيج الوطني وتغذية عوامل التشظي والتناحر وإنكشاف الوطن أمنياً وسياسياً تمهيداً للحرب الأهلية وضياع أهداف الثورة في لجة الحرب الأهلية اللعينة.
خطاب البرهان هو محاولة بائسة الهدف من ورائها إرباك المشهد السياسي وتشتيت الوعي العام وتمزيق اللحمة الوطنية.

الثورة تجازوت هكذا نفايات وسموم
إذ هتفت: يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور.

الجيل الجديد في بلادنا كفر بهكذا خطابات وتوجهات.
سواء صدرت من البرهان أو حميدتي أو مناوي أو الفكي جبريل أو التوم هجو أو عسكوري، أو الدكتورة حياة أو مبارك أردول.!
الثورة كوعي وموقف وهدف قد تخطت خطاب التحشيد العنصري البغيض.
الثورة رفعت شعارات واضحة: حرية سلام وعدالة مدنيا خيار الشعب.
إي كلام آخر لا يعبر عن المستقبل الذي يتطلع إليه الشعب السوداني الذي عانى كثيراً من العنصرية والدكتاتورية والإستبداد والفساد.

الشعب السوداني يتطلع لمستقبل مشرق أساسه، إستكمال خطوات التحول الديمقراطي، الذي ينقل المجتمع السوداني إلى مرحلة التعددية السياسية والمشاركة الحقيقية عن طريق الديمقراطية، وليس الإنقلابات العسكرية التي تقود بالنتيجة إلى الحرب والتشظي والإستبداد والفساد وإنسداد الأفق.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////////////

 

آراء