قراءة في خطاب حميدتي

 


 

 

بيان حميدتي المكتوب، وضّح ثلاث أمور، الأول فشل مسرحية الإنقلاب السخيفة، والثاني فشل آليات العنف المفرط التي مارستها السلطة الإنقلابية ضد الثوار.
والثالث فشل خيار المراهنة على الإدارة الأهلية، الذي أجج الفتن، وبات يهدد وحدة الجيش وقوات الدعم السريع لأن الحريق ذات الطابع القبلي في بلد رزح ثلاث عقود مظلمة تحت حكم نظام دكتاتوري كرس القبلية والجهوية والعنصرية، لهيبه لن يقف في القرى النائية، بل سيطال المدن وكل مكونات المجتمع والدولة، وخير شاهد كارثة النيل الأزرق التي خلفت مئات الضحايا بين قتيل وجريح ومفقود.!
هذه العوامل وغيرها جعلت حميدتي يدرك أن حالة الفراغ التي أوجدها الإنقلاب، لن تحقق له آحلامه وتطلعاته بحكم السودان، بل شكلت خطراً حقيقياً، يُمكَن أن ينقل لهيب الحريق إلى داخل مكونات السلطة الإنقلابية،
لذا، لجأ إلى إصدار بيان مكتوب حتى يتفادى الوقوع في زلات لسان تزيد الطين بلة، وتكشف حالة التشظي والإنكسار التي تعيشها قوى الردة من كيزان وإنتهازيين وقادة مليشيات.

الوضع الطبيعي هو أن يلقي حميدتي، خطابه بنفسه، لكن حالة الإنكسار التي يعيشها جعلته يلوذ إلى مستشاريه لكتابة بيان يغطي به عوراته.

بعد فشل مسرحية الإنقلاب، الذي عمل على تفكيك قوى الثورة، لكن المدهش أن الثورة ظلت مستمرة بفضل إتساع دائرة الوعي السياسي بين مكونات الشعب السوداني التي أدركت أن المستقبل الواعد بالأمن والإستقرار والتنمية والوحدة الوطنية، رهين بإستعادة مسار التحول الديمقراطي، وإستكمال مؤسسات الفترة الإنتقالية.

لذا، علينا ألا نقع في الفخ، مرة أخرى لأن مطبخ المؤامرات ما زال يعمل بكامل طاقته في الخفاء.
هؤلاء القوم مجرد قَتَلة وتُجار حروب تربوا في أحضان الإستبداد والطغيان والفساد، لا يهمهم إستقرار وطن ولا ترسيخ ديمقراطية ولا إيمان بحرية ولا إحترام لحقوق الإنسان، فقط تهمهم مصالحهم الخاصة.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
///////////////////////////

 

آراء