لماذا لم يعاقب حمدوك أردول؟؟؟ تقليب في إفادة هشام عباس!!!
علاء الدين أبومدين
17 August, 2022
17 August, 2022
بغض النظر عن صحة أو عدم صحة ما نشره الكاتب (هشام عباس) حسب ما ذكره عن رواية لمسؤول لم يتفضل بذكر اسمه وصفته؟ وتحت عنوان:
"لماذا انقلب مبارك اردول على الثورة ؟ وهل حقاً كان من اجل التصحيح كما ادعى ام حفاظاً على منصبه ؟" قال عباس (ما معناه) إن عدم معاقبة مبارك أردول وعدم إزاحته من منصبه، إنما يعود إلى طبيعة حمدوك، وكون حمدوك: "الرجل الطيب القلب"!!
ومع غض النظر عن مدى ملائمة مثل هذا الوصف في سياق مناقشة قرار سياسي للدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، وأول مسؤول في الموقع السياسي الأول في جهاز الدولة السوداني بعد النجاح الجزئي لثورة ديسمبر 2018 مقروءة مع صلاحياته التي نصت عليها الوثيقة الدستورية، تلك الوثيقة التي وصفها كثير من قادة قوى الحرية والتغيير (قحت) بأنها "معيبة" ومع ذلك مرروها مكرهين أم أبطال.. ما علينا الآن.. فإن وصف حمدوك ب "الرجل الطيب القلب" إنما تعمم وصفا سلبيا بحقه، حسب سياق وظيفة الرجل الأول في جهاز الدولة السودانية الذي وردت فيه..
ذلك لأن (طيبة القلب) التي ذكرها الكاتب أعلاه قد تكون أو/ لا تكون ممدوحة في سياق علاقاته الأسرية والشخصية أو حتى في سياق إدارة شركته العائلية.. وبالتالي قد تكون مقبولة (لحد ما) طالما تخدم أغراضا ومصالح أسرية بعيدة عن جهاز الدولة ووظيفة المسؤول الأول فيها، حسب تقديرات وظروف ومكان وزمان وواقع تاريخي معين للشركة الأسرية.. وبعيدا (بالطبع) عن إدارة جهاز الدولة!!!
أما في جهاز الدولة فهي مذمومة تماما.. لأنها (في جهاز الدولة) تعني أول ما تعني (ضمن السياق المذكور أعلاه) ضعف المسؤول وتنازله عن صلاحياته وكذلك ممارسته للمحسوبية، وتعني أيضا المجاملة في الحق على حساب المصالح الوطنية العليا لشعب السودان.. والأدهى والأمر أن يمارس هذا الضعف وذلك التنازل عن الصلاحيات وتلك المحسوبية والتهاون في حماية المصالح العليا للشعب السوداني عبر منصب رئيس الوزراء، وهو المنصب الأول في جهاز الدولة السوداني حسب الوثيقة الدستورية (سالفة الذكر)!!!
في الواقع الملموس، فإن الحقيقة المُرة التي لم يستطع بعض (الحمدوكيين) إبتلاعها حتى الآن ناهيك عن هضمها.. ربما حدثت أصلا جراء الانتظار الطويل لـ (مهدي القرن) أو لـ (غودوwaiting for Godot ).. فالحقيقة المجردة هنا، هي أن: حمدوك الضعيف والمجامل والميال للشلليات وعلاقات الصداقة والقرابة العائلية والجهوية التي جعلت بعض القوى السياسية وبعض رجال الأعمال الكبار (حسب تقديرهم لنجاعة مداخلهم إليه، يوافقون عليه).. حيث أثرت تلك العلاقات كثيرا على أداءه السياسي.. بما يجعلنا نقرر أن تلك العلاقات زادت من كيل الرماد على حماد.. لأن تقديرنا (أصلا) قادنا عبر مقارنة أقوال حمدوك مع أفعاله، إلى أن حمدوك: ضعيف وفقير للغاية فيما يتعلق بصفات ومواصفات رجل الدولة الأول، كما أنه افتقر لصفات القيادة السياسية.. وبالتالي لم يكن (رجل المرحلة) ولم يكن مناسبا لتلك المرحلة (الدقيقة) في تاريخ ثورة ديسمبر 2018 المستمرة أو/ في منصب رئيس وزراء أساسا.. واختياره ووجوده في ذلك المنصب هو في حد ذاته أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الراهنة، بل أحد تمثلات الصراع السلبي بين قوى قحت التي عمل حمدوك على تأجيجها.. إذ فشلت تلك القيادات في أن ترى بين قياداتها جميعا، من يصلح لقيادة المرحلة.. فسافر بعضها للقاء دكتور عبد الله حمدوك في أثيوبيا، أديس أبابا.. فهل حدث هذا لأن (مطرب الحي لا يطرب أحدا)؟ أم لأن تجمع المهنيين (الموحد حينها) وبسطوته البالغة حينذاك، قد دعمه؟ كما دعمته صفحات الجهاد الإلكتروني التي انقلبت فجأة على نظام البشير ودشنت حملة ترويجية مرتدية ثوبا ثوريا جديدا، ومنطلقة ومدعومة من دول ذات مصالح... لتضج الميديا الاجتماعية بعبارات تمجد حمدوك وتقدمه رئيسا للوزراء، وتحط من قدر وقيمة الأحزاب السودانية وقياداتها...؟
بالنتيجة، وضمن مهام المرحلة الانتقالية والسلطة الأعلى فيها التي وصلها حمدوك مدفوعا بأشواق الجماهير إلى مُخلِّص.. ضمن حالة فوران ثوري وقبول جماهيري كبير وآمال عظام.. أضاع حمدوك الكثير من وقت الثورة الثمين.. فقد كان حال حمدوك مثل غيره من الذين كان بيدهم (قلم قدرة السلطة عدالة العوج) وأساءوا التقدير حين قدموا مصالح شخصية وحزبية ضيقة على سلامة التوجه نحو الحرية والسلام والعدالة، بل حتى على الحفاظ على وحدة قوى الثورة عبر مؤتمر لقحت كانوا قد وافقوا عليه جميعا وباركه حمدوك، لكنهم في غالبيتهم ومعهم حمدوك نكصوا عن ذلك؟ وهكذا دعم حمدوك اتجاه وحدة القوى المكونة لحكومته من (بعض) قوى قحت، ولم يدعم الوحدة (الكبرى) لقوى قحت ولا وحدة حاضنته السياسية الجماهيرية الأوسع.. بل أشاح بوجهه بعيدا عن اعتصام جرحى الثورة أمامه بمجلس الوزراء، ولم يلتفت إلى تذمر شباب الثورة عبر لجان المقاومة ومطالب مذكراتهم ومواكبهم المليونية التي لم تنقطع والتي مات خلالها 3 ثوار، وحدث كل ذلك دون انتباه جدي من طرفه لآجال تحقيق المطالب ولا حتى تحقيق وعوده المتكررة.. وكان حمدوك قد بارك قيام المؤتمر الاقتصادي ووعد بتنفيذ مقرراته، ثم رفض تنفيذها عندما لم تأتي على هواه! ألم يصف حمدوك نفسه (وبعظمة لسانه) بأنه: "براقماتي".. ولا يوجد تفسير علمي وموضوعي لذلك النكوص حتى الآن سوى سوء التقدير وضغوط أصحاب المصالح الداخلية والخارجية، سواء تعلق الأمر بنكوص حمدوك أم بنكوص الآخرين.. الأمر الذي شجع الكيزان وكذلك أصحاب المصالح الإقليمية والدولية، ضمن متغيرات وموائمات إقليمية ودولية واسعة، واصطفافات وإعادة اصطفافات لتموضعات أفضل في مرحلة نشوء نظام دولي جديد (هو في طور التكوين).. شجع هذا الضعف والتنافس السلبي وضعف الوعي.. كل اولئك على الاصطياد في الماء العكر، بل زيادة الشقة بين رفاق الأمس وفرقاء اليوم لخدمة أغراضهم.. إلخ.
الخلاصة المهمة قد تكون في الإجابة على سؤالين، هما:
● هل تعلمنا (جميعا) مما جرى حتى الآن، بل مما ظل يجري منذ الاستقلال؟
● وهل سوف ينطبق علينا القول المأثور (العثرة تصلح المشية) أم لا؟؟؟
راجيا أن نكون قد تعلمنا (جميعا) مما جرى حتى الآن، وأن (تصلح العثرة المشية) وإلا فعلى السودان السلام حين بدأ وحيث انتهى.. ريثما نفعل ما بيدنا من قدرة الفعل الإنساني على إصلاح العوج.. وهو أمر ممكن حتى بين المتصوفة، ضمن نهج فلسفي يدعو إلى الإيمان بالقدر خيره وشره، ويدعو كذلك إلى ما أسماه فلاسفة التصوف ب (البداءة): في معنى جدلية الإيمان بالقدر خيره وشره، وكذلك الإيمان بقدرة الإنسان على دفعه ورده وتصحيح المسار.. وبما يضع أساسا موضوعيا لمفهوم وفكرة الحساب والعقاب في الدنيا والآخرة.
abumedian123@gmail.com
///////////////////////////
"لماذا انقلب مبارك اردول على الثورة ؟ وهل حقاً كان من اجل التصحيح كما ادعى ام حفاظاً على منصبه ؟" قال عباس (ما معناه) إن عدم معاقبة مبارك أردول وعدم إزاحته من منصبه، إنما يعود إلى طبيعة حمدوك، وكون حمدوك: "الرجل الطيب القلب"!!
ومع غض النظر عن مدى ملائمة مثل هذا الوصف في سياق مناقشة قرار سياسي للدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السابق، وأول مسؤول في الموقع السياسي الأول في جهاز الدولة السوداني بعد النجاح الجزئي لثورة ديسمبر 2018 مقروءة مع صلاحياته التي نصت عليها الوثيقة الدستورية، تلك الوثيقة التي وصفها كثير من قادة قوى الحرية والتغيير (قحت) بأنها "معيبة" ومع ذلك مرروها مكرهين أم أبطال.. ما علينا الآن.. فإن وصف حمدوك ب "الرجل الطيب القلب" إنما تعمم وصفا سلبيا بحقه، حسب سياق وظيفة الرجل الأول في جهاز الدولة السودانية الذي وردت فيه..
ذلك لأن (طيبة القلب) التي ذكرها الكاتب أعلاه قد تكون أو/ لا تكون ممدوحة في سياق علاقاته الأسرية والشخصية أو حتى في سياق إدارة شركته العائلية.. وبالتالي قد تكون مقبولة (لحد ما) طالما تخدم أغراضا ومصالح أسرية بعيدة عن جهاز الدولة ووظيفة المسؤول الأول فيها، حسب تقديرات وظروف ومكان وزمان وواقع تاريخي معين للشركة الأسرية.. وبعيدا (بالطبع) عن إدارة جهاز الدولة!!!
أما في جهاز الدولة فهي مذمومة تماما.. لأنها (في جهاز الدولة) تعني أول ما تعني (ضمن السياق المذكور أعلاه) ضعف المسؤول وتنازله عن صلاحياته وكذلك ممارسته للمحسوبية، وتعني أيضا المجاملة في الحق على حساب المصالح الوطنية العليا لشعب السودان.. والأدهى والأمر أن يمارس هذا الضعف وذلك التنازل عن الصلاحيات وتلك المحسوبية والتهاون في حماية المصالح العليا للشعب السوداني عبر منصب رئيس الوزراء، وهو المنصب الأول في جهاز الدولة السوداني حسب الوثيقة الدستورية (سالفة الذكر)!!!
في الواقع الملموس، فإن الحقيقة المُرة التي لم يستطع بعض (الحمدوكيين) إبتلاعها حتى الآن ناهيك عن هضمها.. ربما حدثت أصلا جراء الانتظار الطويل لـ (مهدي القرن) أو لـ (غودوwaiting for Godot ).. فالحقيقة المجردة هنا، هي أن: حمدوك الضعيف والمجامل والميال للشلليات وعلاقات الصداقة والقرابة العائلية والجهوية التي جعلت بعض القوى السياسية وبعض رجال الأعمال الكبار (حسب تقديرهم لنجاعة مداخلهم إليه، يوافقون عليه).. حيث أثرت تلك العلاقات كثيرا على أداءه السياسي.. بما يجعلنا نقرر أن تلك العلاقات زادت من كيل الرماد على حماد.. لأن تقديرنا (أصلا) قادنا عبر مقارنة أقوال حمدوك مع أفعاله، إلى أن حمدوك: ضعيف وفقير للغاية فيما يتعلق بصفات ومواصفات رجل الدولة الأول، كما أنه افتقر لصفات القيادة السياسية.. وبالتالي لم يكن (رجل المرحلة) ولم يكن مناسبا لتلك المرحلة (الدقيقة) في تاريخ ثورة ديسمبر 2018 المستمرة أو/ في منصب رئيس وزراء أساسا.. واختياره ووجوده في ذلك المنصب هو في حد ذاته أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الراهنة، بل أحد تمثلات الصراع السلبي بين قوى قحت التي عمل حمدوك على تأجيجها.. إذ فشلت تلك القيادات في أن ترى بين قياداتها جميعا، من يصلح لقيادة المرحلة.. فسافر بعضها للقاء دكتور عبد الله حمدوك في أثيوبيا، أديس أبابا.. فهل حدث هذا لأن (مطرب الحي لا يطرب أحدا)؟ أم لأن تجمع المهنيين (الموحد حينها) وبسطوته البالغة حينذاك، قد دعمه؟ كما دعمته صفحات الجهاد الإلكتروني التي انقلبت فجأة على نظام البشير ودشنت حملة ترويجية مرتدية ثوبا ثوريا جديدا، ومنطلقة ومدعومة من دول ذات مصالح... لتضج الميديا الاجتماعية بعبارات تمجد حمدوك وتقدمه رئيسا للوزراء، وتحط من قدر وقيمة الأحزاب السودانية وقياداتها...؟
بالنتيجة، وضمن مهام المرحلة الانتقالية والسلطة الأعلى فيها التي وصلها حمدوك مدفوعا بأشواق الجماهير إلى مُخلِّص.. ضمن حالة فوران ثوري وقبول جماهيري كبير وآمال عظام.. أضاع حمدوك الكثير من وقت الثورة الثمين.. فقد كان حال حمدوك مثل غيره من الذين كان بيدهم (قلم قدرة السلطة عدالة العوج) وأساءوا التقدير حين قدموا مصالح شخصية وحزبية ضيقة على سلامة التوجه نحو الحرية والسلام والعدالة، بل حتى على الحفاظ على وحدة قوى الثورة عبر مؤتمر لقحت كانوا قد وافقوا عليه جميعا وباركه حمدوك، لكنهم في غالبيتهم ومعهم حمدوك نكصوا عن ذلك؟ وهكذا دعم حمدوك اتجاه وحدة القوى المكونة لحكومته من (بعض) قوى قحت، ولم يدعم الوحدة (الكبرى) لقوى قحت ولا وحدة حاضنته السياسية الجماهيرية الأوسع.. بل أشاح بوجهه بعيدا عن اعتصام جرحى الثورة أمامه بمجلس الوزراء، ولم يلتفت إلى تذمر شباب الثورة عبر لجان المقاومة ومطالب مذكراتهم ومواكبهم المليونية التي لم تنقطع والتي مات خلالها 3 ثوار، وحدث كل ذلك دون انتباه جدي من طرفه لآجال تحقيق المطالب ولا حتى تحقيق وعوده المتكررة.. وكان حمدوك قد بارك قيام المؤتمر الاقتصادي ووعد بتنفيذ مقرراته، ثم رفض تنفيذها عندما لم تأتي على هواه! ألم يصف حمدوك نفسه (وبعظمة لسانه) بأنه: "براقماتي".. ولا يوجد تفسير علمي وموضوعي لذلك النكوص حتى الآن سوى سوء التقدير وضغوط أصحاب المصالح الداخلية والخارجية، سواء تعلق الأمر بنكوص حمدوك أم بنكوص الآخرين.. الأمر الذي شجع الكيزان وكذلك أصحاب المصالح الإقليمية والدولية، ضمن متغيرات وموائمات إقليمية ودولية واسعة، واصطفافات وإعادة اصطفافات لتموضعات أفضل في مرحلة نشوء نظام دولي جديد (هو في طور التكوين).. شجع هذا الضعف والتنافس السلبي وضعف الوعي.. كل اولئك على الاصطياد في الماء العكر، بل زيادة الشقة بين رفاق الأمس وفرقاء اليوم لخدمة أغراضهم.. إلخ.
الخلاصة المهمة قد تكون في الإجابة على سؤالين، هما:
● هل تعلمنا (جميعا) مما جرى حتى الآن، بل مما ظل يجري منذ الاستقلال؟
● وهل سوف ينطبق علينا القول المأثور (العثرة تصلح المشية) أم لا؟؟؟
راجيا أن نكون قد تعلمنا (جميعا) مما جرى حتى الآن، وأن (تصلح العثرة المشية) وإلا فعلى السودان السلام حين بدأ وحيث انتهى.. ريثما نفعل ما بيدنا من قدرة الفعل الإنساني على إصلاح العوج.. وهو أمر ممكن حتى بين المتصوفة، ضمن نهج فلسفي يدعو إلى الإيمان بالقدر خيره وشره، ويدعو كذلك إلى ما أسماه فلاسفة التصوف ب (البداءة): في معنى جدلية الإيمان بالقدر خيره وشره، وكذلك الإيمان بقدرة الإنسان على دفعه ورده وتصحيح المسار.. وبما يضع أساسا موضوعيا لمفهوم وفكرة الحساب والعقاب في الدنيا والآخرة.
abumedian123@gmail.com
///////////////////////////