البرهان والحلم السراب
عمر الحويج
30 August, 2022
30 August, 2022
كبسولة :-
البرهان : يقول أضعنا في التشاكس الحزبي دون فائدة ثلاث سنوات من عمر السودان
البرهان : هل تعني أن انفجار الثورة هو السبب في ضياع ثلاث سنوات من عمر السودان
البرهان : أم أن إنقلابيك الأول والثاني هو الذي أضاع ثلاث سنوات من عمر السودان
البرهان : أغرقت العباد في سيول الدماء وسيول المياه ثلاث سنوات من عمر السودان
(فأصمت وغادر إلى منتهاك)
***
الرئيس المخدوع وقريباً المخلوع المدعو البرهان ، بفضل حلم أبيك ، حسن السيرة والسريرة والنية السليمة ، أتيتنا فجر ليلة ظلماء ظلومة ، أتيتنا وأنت أظلم من أفعى ، تأتي جحر الضب ، تأكل ولدها وتسكن جحرها ، كما تقول العرب قديماً ، أتيت وأنت ظالم جديد ، ولما يطل في فجرنا ظالم ، هكذا كان حظك السيئ مع شعبك والوصية التي حفظها شعبنا البطل ، عن ظهر قلب ، وعمل بها عند مقدمك غير المرغوب فيه ، حين دعانا منشداً ، شاعرنا هاشم صديق في زمان مماثل ، وردد صداها ملحمة مدوية ، صوت مغنينا الغريد وداللمين ورفقته من أفذاذ الغناء في الزمن الجميل خليل اسماعيل وأم بلينا السنوسي وعثمان مصطفى -يرحمهم الله- حين رددوا معاً هذا القسم وردده معهم شعبنا منذ ذلك الزمان وحتى فجر آخر ظالم .
(ولسه بنقسم يا أكتوبر/
لما يطل في فجرنا ظالم /
نحمي شعار الثورة نقاوم / )
كما لم تتعظ وتأخذ حذرك ، من إطلالة رفقتك في الظلم ومنتهاه ، حين أطل في فجرنا وجه ، الظالم نميري ، ولا حتى اَفادَتك ولا نَصحَتك ، ولاحَذَّرَتك ، مرمطة صديقك الصدوق رئيسك المخلوع ، في سجن كوبر المربوع ، ولا أرعبك فزعه الدائم من محكمة لاهاي ، ولا أنت نفسك ، ما ارعويت من مصيرك المشابه كمرافق له قريباً في مثواكما الأخير لذات المحكمة .. وكل هذا الطناش ، بفعل ارتدادات الحلم السراب . ووقف لك شعبنا بالمرصاد لما أطل في فجره ظالم .
أصارحك وتصدقني ، خطأك الأكبر ، يوم أرخيت أذانيك ، بفعل حلمك السراب ، لصحبك الأبالسة ، بوسواسهم الخناس ، الذين أوحوا لك ، لكي ينقذوا ذواتهم المجرمة من الزلزال المندفع ، كموج السيل العرمرم ، وكجلمود ال-صخر حطه السيل من علِِ ، فتصديت له بلا تدبر ، بإعلانك الكذوب ، بالأنحياز لثورة الشعب ، وأنت في داخلك تدغدغك رغبة حلمك السراب ، أقول لك ولا تغضب ممازحاً ومتلطفاً في الحكي ، احتراماً لنية الأب السليمة ، أنك أخطأت تفسير حلمه ، هل تعرف أن هذا الحلم (المَقلب) ، قد أدخلك في زقاق مسدود ، لا مخارج له ولا منافذ ، غير العودة لإعادة ، تفسير الحلم ، وقطعاً هذه الإعادة لاتفيد ، غير أن تزيد الطين بلة ، فالرئاسة لك مزلة ، ولأنه يجعلك تستعصم بهذا الحلم السراب ، حتى نهايته الدراماتيكية ، حين تقرر السير فيه حتى منتهاه ، أو الخيار الآخر ، إعادة الحلم من أول وجديد ، وهذا مستحيل ، لسوء حظك المتواصل ، فما حصل قد حصل ، فقد حلم الأب وقضي الأمر ، فلا مفر من تكملة الحلم السراب حتى نهايته ، مستمسكاً بالمرفعين من قرنيه ، حتى ملاقاة مصيرك المكتوب ، بما جناه عليك هذا المكذوب ، فمن هداك لامتطاء هذا الحلم السراب وتصديقه ، والسير والتخطيط على خطاه ، وفي النهاية المحتومة ، ذنبك على قفاك وما جنته يداك .
ورغم ما فعلت في سبيل انقاذ أصحابك وذاتك ، من المصير الكالح الذي في انتظاركم ، طيلة ثلاثة سنوات كاملات من تنفيذ كل ما أملوه عليك من مؤامرات ، وأنت تنفذ ، دون تردد ، ورغم امكاناتك الضخمة من الأجهزة الرسمية والقمعية ، لمعرفة مآلات هذه المؤامرات ، لم تكتشف أنها فاشلة .
ولكن تعرف يا البرهان لماذا فشل حلمك الكذوب ، لأنه كان هناك حلم آخر ، في الضفة الأخرى منك ، لم تتبين قدراته ، كان ينازع وينازل ويصارع بل يقاوم حلمك المشبوه ، أنه حلم الشفاتة والكنداكات ، ذلك الحلم الذي ظل في صدور أباء وأمهات أجداد وجدات ، هذا الجيل الراكب رأس ، متنقلاً بين جيناتهم ، من جيل إلى جيل ، منذ الأزل قديمه وحديثه .
أقول لك وتصدقني ، وأواصل معك الممازحة بلا غضب والتلطف في الحكي ، إحتراماً لنية الأب السليمة ، أن تنسى هذا الحلم الذي أوردك موارد التهلكة ، وأن تذهب لحال مصيرك وليس حال سبيلك . لقد أخطأ الأب لحظة الحلم ، اكشف لك سر الأحلام ، لأن الأب الكريم رأى العمل بالتفسير الغيبي وليس التفسير العلمي ، أما أصل التفسير الغيبي الذي يعمل به أهلنا في السودان ، وهم يقولون إذا كان الحلم مفرح أو مفجع ، وهي وصية جيدة ومفيدة ، موروثة من الأجداد ، مضمونها كما جاء في الأثر الشفاهي ، أن لا يحكي صاحب الحلم حلمه إلى الآخرين ، وإلا فإن الذي يحدث لبطل الحلم "وأنت حكيته لكل العالمين " يحدث له معكوس الحلم ، أو الإثنين معاً ، والأنكى وأمر أن يلتقي التفسيرين النقيضين ، المفرح والمفجع ، ويا لمصيبتك وإن تزامنا تفسيراً للحلم الغيبي ، الفرح والفجيعة في قصة حياتك ، إلتى أخذت بك ، إلى تحولات تراجيكوميدية ، سنختبرها في جانبها الكوميدي السعيد في فقرة تالية "عفواً هذه ليست لغة عسكر إنما هي لغة مَلَكَية ساكت" لا عليك منها .
كما وعدتك ، دعني مروراً عابراً ، أذكرك ، ماذا حدث لحلمك السراب هذا حين تم إنقاذك ، من مجزرة الثمانية وعشرين ضابطاُ ، أفرحك الحلم السراب حينها أكيد . لأن القدر أو الطبع والتطبع أو الخيانة ، أعطياك عمراً جديداً ، وعليه ومن فرح الحلم ، توكلت على الله وعلى الحلم أولاً وأخيراً ، ونفذت بعدها إنقلابيك المشهودين 11 /4 و 25 /10 ، ورغم ذلك غم عليك الحزن والهلع والفجيعة لورطتك الكبيرة التي لم تجد منها مخرجاً ولا فكاكاً ، ألم أقل لك أن حياتك وقعت في جُب مسرح العبث والتراجيكوميديا كذلك وسيسدل عليها الستار كامل المسرحية العبثية في قريبها العاجل .
دعني أهمس لك عن قرب ، ألم ترى وتستوعب حلم الجيل الراكب رأس ، الشفاتة والكندات البواسل ، كيف كان تفسيرهم العلمي ولن أقول العلماني (حتى لا أغضب شياطينك) لحلم أبائهم وأمهاتهم ، أجدادهم جداتهم ، ذاك الحلم الصادق في الحرية والسلام والعدالة ، حلم التغيير الجذري للسودان الجديد . وعمَّدوا حلمهم بثورة ملأوا بها الشوارع التي لاتخون ، بسالةً ونبالةً وثباتاً وإستشهاداً وتضحيةً ، وعمَّروا بها ثورتهم السلمية ، المستمرة ، وبالتصدي للردة المستحيلة ، أما أنت وجوقتك النشاذ ، فقد عَمَّر حلمك السراب ، غير القتل والخراب والدمار والإبادات الجماعية ، للبلاد والعباد ، ورحم الله الأب ، إن كان حياً أو ميتاً ، فقد كان سليم النية ، حسن المقصد ، ولكن النار تلد الرماد .
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////////
البرهان : يقول أضعنا في التشاكس الحزبي دون فائدة ثلاث سنوات من عمر السودان
البرهان : هل تعني أن انفجار الثورة هو السبب في ضياع ثلاث سنوات من عمر السودان
البرهان : أم أن إنقلابيك الأول والثاني هو الذي أضاع ثلاث سنوات من عمر السودان
البرهان : أغرقت العباد في سيول الدماء وسيول المياه ثلاث سنوات من عمر السودان
(فأصمت وغادر إلى منتهاك)
***
الرئيس المخدوع وقريباً المخلوع المدعو البرهان ، بفضل حلم أبيك ، حسن السيرة والسريرة والنية السليمة ، أتيتنا فجر ليلة ظلماء ظلومة ، أتيتنا وأنت أظلم من أفعى ، تأتي جحر الضب ، تأكل ولدها وتسكن جحرها ، كما تقول العرب قديماً ، أتيت وأنت ظالم جديد ، ولما يطل في فجرنا ظالم ، هكذا كان حظك السيئ مع شعبك والوصية التي حفظها شعبنا البطل ، عن ظهر قلب ، وعمل بها عند مقدمك غير المرغوب فيه ، حين دعانا منشداً ، شاعرنا هاشم صديق في زمان مماثل ، وردد صداها ملحمة مدوية ، صوت مغنينا الغريد وداللمين ورفقته من أفذاذ الغناء في الزمن الجميل خليل اسماعيل وأم بلينا السنوسي وعثمان مصطفى -يرحمهم الله- حين رددوا معاً هذا القسم وردده معهم شعبنا منذ ذلك الزمان وحتى فجر آخر ظالم .
(ولسه بنقسم يا أكتوبر/
لما يطل في فجرنا ظالم /
نحمي شعار الثورة نقاوم / )
كما لم تتعظ وتأخذ حذرك ، من إطلالة رفقتك في الظلم ومنتهاه ، حين أطل في فجرنا وجه ، الظالم نميري ، ولا حتى اَفادَتك ولا نَصحَتك ، ولاحَذَّرَتك ، مرمطة صديقك الصدوق رئيسك المخلوع ، في سجن كوبر المربوع ، ولا أرعبك فزعه الدائم من محكمة لاهاي ، ولا أنت نفسك ، ما ارعويت من مصيرك المشابه كمرافق له قريباً في مثواكما الأخير لذات المحكمة .. وكل هذا الطناش ، بفعل ارتدادات الحلم السراب . ووقف لك شعبنا بالمرصاد لما أطل في فجره ظالم .
أصارحك وتصدقني ، خطأك الأكبر ، يوم أرخيت أذانيك ، بفعل حلمك السراب ، لصحبك الأبالسة ، بوسواسهم الخناس ، الذين أوحوا لك ، لكي ينقذوا ذواتهم المجرمة من الزلزال المندفع ، كموج السيل العرمرم ، وكجلمود ال-صخر حطه السيل من علِِ ، فتصديت له بلا تدبر ، بإعلانك الكذوب ، بالأنحياز لثورة الشعب ، وأنت في داخلك تدغدغك رغبة حلمك السراب ، أقول لك ولا تغضب ممازحاً ومتلطفاً في الحكي ، احتراماً لنية الأب السليمة ، أنك أخطأت تفسير حلمه ، هل تعرف أن هذا الحلم (المَقلب) ، قد أدخلك في زقاق مسدود ، لا مخارج له ولا منافذ ، غير العودة لإعادة ، تفسير الحلم ، وقطعاً هذه الإعادة لاتفيد ، غير أن تزيد الطين بلة ، فالرئاسة لك مزلة ، ولأنه يجعلك تستعصم بهذا الحلم السراب ، حتى نهايته الدراماتيكية ، حين تقرر السير فيه حتى منتهاه ، أو الخيار الآخر ، إعادة الحلم من أول وجديد ، وهذا مستحيل ، لسوء حظك المتواصل ، فما حصل قد حصل ، فقد حلم الأب وقضي الأمر ، فلا مفر من تكملة الحلم السراب حتى نهايته ، مستمسكاً بالمرفعين من قرنيه ، حتى ملاقاة مصيرك المكتوب ، بما جناه عليك هذا المكذوب ، فمن هداك لامتطاء هذا الحلم السراب وتصديقه ، والسير والتخطيط على خطاه ، وفي النهاية المحتومة ، ذنبك على قفاك وما جنته يداك .
ورغم ما فعلت في سبيل انقاذ أصحابك وذاتك ، من المصير الكالح الذي في انتظاركم ، طيلة ثلاثة سنوات كاملات من تنفيذ كل ما أملوه عليك من مؤامرات ، وأنت تنفذ ، دون تردد ، ورغم امكاناتك الضخمة من الأجهزة الرسمية والقمعية ، لمعرفة مآلات هذه المؤامرات ، لم تكتشف أنها فاشلة .
ولكن تعرف يا البرهان لماذا فشل حلمك الكذوب ، لأنه كان هناك حلم آخر ، في الضفة الأخرى منك ، لم تتبين قدراته ، كان ينازع وينازل ويصارع بل يقاوم حلمك المشبوه ، أنه حلم الشفاتة والكنداكات ، ذلك الحلم الذي ظل في صدور أباء وأمهات أجداد وجدات ، هذا الجيل الراكب رأس ، متنقلاً بين جيناتهم ، من جيل إلى جيل ، منذ الأزل قديمه وحديثه .
أقول لك وتصدقني ، وأواصل معك الممازحة بلا غضب والتلطف في الحكي ، إحتراماً لنية الأب السليمة ، أن تنسى هذا الحلم الذي أوردك موارد التهلكة ، وأن تذهب لحال مصيرك وليس حال سبيلك . لقد أخطأ الأب لحظة الحلم ، اكشف لك سر الأحلام ، لأن الأب الكريم رأى العمل بالتفسير الغيبي وليس التفسير العلمي ، أما أصل التفسير الغيبي الذي يعمل به أهلنا في السودان ، وهم يقولون إذا كان الحلم مفرح أو مفجع ، وهي وصية جيدة ومفيدة ، موروثة من الأجداد ، مضمونها كما جاء في الأثر الشفاهي ، أن لا يحكي صاحب الحلم حلمه إلى الآخرين ، وإلا فإن الذي يحدث لبطل الحلم "وأنت حكيته لكل العالمين " يحدث له معكوس الحلم ، أو الإثنين معاً ، والأنكى وأمر أن يلتقي التفسيرين النقيضين ، المفرح والمفجع ، ويا لمصيبتك وإن تزامنا تفسيراً للحلم الغيبي ، الفرح والفجيعة في قصة حياتك ، إلتى أخذت بك ، إلى تحولات تراجيكوميدية ، سنختبرها في جانبها الكوميدي السعيد في فقرة تالية "عفواً هذه ليست لغة عسكر إنما هي لغة مَلَكَية ساكت" لا عليك منها .
كما وعدتك ، دعني مروراً عابراً ، أذكرك ، ماذا حدث لحلمك السراب هذا حين تم إنقاذك ، من مجزرة الثمانية وعشرين ضابطاُ ، أفرحك الحلم السراب حينها أكيد . لأن القدر أو الطبع والتطبع أو الخيانة ، أعطياك عمراً جديداً ، وعليه ومن فرح الحلم ، توكلت على الله وعلى الحلم أولاً وأخيراً ، ونفذت بعدها إنقلابيك المشهودين 11 /4 و 25 /10 ، ورغم ذلك غم عليك الحزن والهلع والفجيعة لورطتك الكبيرة التي لم تجد منها مخرجاً ولا فكاكاً ، ألم أقل لك أن حياتك وقعت في جُب مسرح العبث والتراجيكوميديا كذلك وسيسدل عليها الستار كامل المسرحية العبثية في قريبها العاجل .
دعني أهمس لك عن قرب ، ألم ترى وتستوعب حلم الجيل الراكب رأس ، الشفاتة والكندات البواسل ، كيف كان تفسيرهم العلمي ولن أقول العلماني (حتى لا أغضب شياطينك) لحلم أبائهم وأمهاتهم ، أجدادهم جداتهم ، ذاك الحلم الصادق في الحرية والسلام والعدالة ، حلم التغيير الجذري للسودان الجديد . وعمَّدوا حلمهم بثورة ملأوا بها الشوارع التي لاتخون ، بسالةً ونبالةً وثباتاً وإستشهاداً وتضحيةً ، وعمَّروا بها ثورتهم السلمية ، المستمرة ، وبالتصدي للردة المستحيلة ، أما أنت وجوقتك النشاذ ، فقد عَمَّر حلمك السراب ، غير القتل والخراب والدمار والإبادات الجماعية ، للبلاد والعباد ، ورحم الله الأب ، إن كان حياً أو ميتاً ، فقد كان سليم النية ، حسن المقصد ، ولكن النار تلد الرماد .
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////////