الأمة القومي والاتحادي الأصل والحنين لعودة اسطورة الحزبين الكبيرين ، منتهية الصلاحية

 


 

عمر الحويج
1 September, 2022

 

كبسولة:-
الأتحادي الأصل : لماذا يريد حزب الأمة أن يحيي عظام هذا الجسد الإنقاذي البائد وهو رميم ..؟؟
الإتحادي الأصل : هل يريد حزب الامة العودة للسودان القديم بإحياء هذا الجسد وهو رميم ..؟؟
( أم هو حنين العودة لأسطورة الحزبين الكبيرين .. ؟؟)

***
عدد من المكونات الحزبية داخل الحرية والتغيير المجلس المركزي ( خاصة حزب الأمة القومي) ومعها الحرية والتغيير الوفاق الوطني ومن خلفهم أصحاب مبادرة نداء أهل السودان بمائدته المستديرة التي يقف خلفها ويديرها الإسلامويين وتدعمها أحزاب الفكة وبعض المهوسيين الدينيين ، ومن خلفهم وبمباركته ، مجلس السيادة بتشكيلته من أعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع .

يلاحظ المراقب لتحركات هذه المكونات ، التى كانت الشحمة والنار فيما بينها ، أنهم إتجهوا وجهة أخرى ، ربما رأوا أنها ستقربهم من تشكيل الحكومة القادمة ، والتي هي غاب قوسين أو أدنى من التشكل والولادة التي تعسرت كثيرا ، وآن الآن أوان إعلانها ، بواسطة هذا التحالف ، خاصة وأن المجتمع الدولي والأقليمي مع الإستقرار ، وليس مع التغيير الثوري بأية حال .
بداية ، هناك مجموعة يقودها حزب الأمة ، داخل المجلس المركزي ، تقاعسوا بل تخلوا عن تعريفهم السابق للصراع ، أنه بين الذين هم مع الإنقلاب والذين هم ضد الإنقلاب . أنظر بدون تجني لما يدور داخل حزب الأمة القومي، الذي توحد بجناحي انقسامه الصامت ، بين من هو مع الإنقلاب ومن كان ، شعاره المرفوع ضد الإنقلاب ، أنظر كيف توحدت تصريحات صديق اسماعيل وكان من الداعمين للإنقلاب ومريم الصادق التي كانت ضد الأنقلاب ، الآن توحدا ، ليس مع أو ضد الإنقلاب ، إنما أصبحت رؤيتهم ، من مع السودان القديم ، ومن هو الذي مع السودان الجديد ، لذلك أخرجوا كل قوى الثورة الحية وأولها تنسيقيات لجان المقاومة ، من حساباتهم ، وهذا الإصطفاف الجديد حول إعادة السودان القديم ، أدي لتوحد كافة هذه المكونات لتلتقي في هدف واحد وهو الإلتفاف في تحالف جديد ، لإرساء دعائم هذا السودان المرغوب والمطلوب لها جميعاً ، والمتوافق مع اتجاهاتها الفكرية ، بغرض إحيائه من جديد ، لذلك سعى حزب الأمة بكل جهده لترميم جثة الإتحادي الأصل الرميم ، لإلحاقه بدعم ركب السودان القديم ، وتجاهل عن عمد حتى ذكر اسم الثورة والثوار على لسانهم ، وإن أدرجوها في بياناتهم لرفع الحرج ليس إلا . وهي ذات الثورة التي ظلوا يرفعون راياتها وشعاراتها ، وبها كانوا يتشدقون بذكرها وإدعاء قيادتها ليلهم ونهارهم ، وها هم جاء إليهم أو جاءوا به ، المؤتمر الشعبي ، وقريباً سيكون الباب مفتوحاً لأجنحة حزبهم المنشقة ، فهم وأجنحتهم المتعددة كافة يعرفون ويعلمون ، كجوع أصلابهم لكراسي الحكم ، وكجوع بطونهم في حبهم وعشقهم الأكول لإلتهام جاه السلطة ، وللسودان القديم ، الضامن الأكيد لعودتهم إليها ، وهذه لن يتأتى لهم وصولها ، إلا بصحبة راكب مع الاتحادي الأصل ، والمؤتمر الشعبي رفيق دربهم القديم ، بعباءته الجديدة ، رغم علمهم بأن هذين الحزبين شاركا سلطة الإسلامويين حتى لحظة سقوطها ، ولم ينتظرا اعتذاراً مما جنته ايديهم من جريمة المشاركة ، حتى لو كان اعتذاراً على شاكلة "الإضينة دقوا واتعضرلو" ، مما يجعلهم على استعداد تام للتقدم خطوات أخرى بما فيها ، التوحد حتى مع احزابهم الفكة الهالكة ، أمثال حزب مبارك الفاضل وحزب مسار وحزب الصادق الهادي المهدي ، ومن لفه لفهم من شركاء الإنقاذ الإسلاموية ، وهذا ما سيحدث ، بعد إجبار نوارتهم الدكتور أبراهيم الأمين على الاستقالة ، وسيتبعون ذلك أيضاً وباريحية تامة قبول حتى عودة عبد الرحمن الصادق المهدي ، مساعد المخلوع ومستشاره ، في كيفية إبادة الشعب السوداني ، أما مقولة ما عدا المؤتمر الوطني المضافة قسراً ، فهي ذراً للتضليل والرماد في العيون .
أما فيما يخص الحرية والتغيير المجلس المركزي ، والذي في طريقه للإنقسام المرتقب والمتوقع ، مع كل هذه المعطيات الجديدة في الساحة السياسية ، وإن لم تتضح صورة هذا الإنقسام الجديد بعد ، ولكن ما سيربك الإصطفاف الجديد ، من هو الذي سوف يقف ويستميت ، في الدفاع عن ، الصراع الدائر بين من هم مع الإنقلاب ، ومن هم ضد الإنقلاب المغدور من رفاق دربهم ، أم الإستسلام لمن يفضلون الوقوف مع الإتجاه الجديد في الصراع ، وهو دأب السير والمسير ، في درب العودة للسودان القديم ، بديمقراطيته الشكلية ، والعودة كذلك الى الصراع الهش الذى لا معنى له ، بين الحزبين الكبيرين ، وعودة حليمة لي عادتها القديمة ، ومن ثم العودة للدائرة الشريرة مرة أخرى ، بساقية جحا المدورة من الماء وإلى الماء ، ومن إنقلاب لديمقراطية مشوهة وبالعكس ، ومن هناك ، وساقية صديقنا الراحل عمر الدوش ، بدورها لسة مدورة في الشوارع التي لاتخون .
وهذا الإنقسام المتوقع ، وإن كنا لا نتمناه إذا كان الكل مع الثورة ، وهذا مستبعد ، وإن كنا نؤمل خيراً ، على أحزاب الوسط في المجلس المركزي ، خاصة حزب المؤتمر السوداني وحزب الاتحادي الموحد ، ونسألهم هل سيكررون خطأ الوسط القديم ، ويتحالفون مجدداً مع اليمين في حزب الأمة والإتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي والقادمين الجدد الداعمين للسودان القديم الإنقلابي ، من جماعة الموزاب المسلحة ، وتلك غير المسلحة هجو وجوقته ، أم سيختارون التمترس خلف الثورة في شعاراتها وأحلامها بسودان جديد ، ننتظر لنرى .
أما حزب البعث الأصل الذي شارك في كل أخطاء المركزي أظنه فارق مواقفه منذ قيام الثورة ، ومشاركته في السلطة ببريقها الخُلب ، والبركة في الأجنحة الأخرى ، من حزب البعث اذا ما واصلت صمودها مع الثورة .
ويبقى الرفيق ياسر عرمان ،فبعد رئاسته للحركة الشعبية شمال ، نهمس في أذنه ، أن مكانك الشاغر ، هو مع الثورة ومع الثوار مع التغيير الجذري ومع السودان الجديد ، فلا داعي لأن تلبس ما لايشبهك وما ليس مقاسك ، والثوار والثورة في انتظارك .
وكلمة أخيرة لمن تجمعوا لعودة سودانهم القديم ، أقول لهم لقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر ، وما عاد السودان القديم كما عهدتموه ، خافوا على أنفسكم وأحزابكم من الضياع تحت الرجلين ، والإنقراض بفعل عوامل التعرية التوعوية التي انتظمت واجتاحت البلاد والعباد ، فأول من سيسْقِط اتجاهاتكم وتخطيطاتكم لعودة السودان القديم ، ليس هم الثوار وحدهم والثورة الكاسحة ، إنما معهم جماهيركم التي هي في قلب معمعة الثورة مع الثوار ، تأكدوا أنها هي التي ستقف في وجهكم هذه المرة .. فأنتبهوا ، وتجنبوا السقوط في دائرة الإنحدار الناعم .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والشعب أقوى وأبقى .

omeralhiwaig441@gmail.com
/////////////////////////////

 

آراء