كده over يا أهلة
كمال الهدي
2 September, 2022
2 September, 2022
تأمُلات
. لأول مرة تجري تغييرات في الهلال تسعد الكثيرين فيختلط عندي الفرح بإحساس آخر يفوق الأول قوة.
. ففي زمن مضى عندما تم تسجيل عدد من اللاعبين المميزين وكان من ضمنهم الراحل الفلتة يوهانس سعدنا أيما سعادة بلمسات ذلك الفنان وكنا نتابع دورة تنشيطية سبقت المنافسة الرسمية من داخل الإستاد.
. لكن ما يحدث هذه الأيام وبالذات ما تابعته بعد ودية الهلال الأولى أمام الاشانتي منحني إحساساً مخيفاً.
. الطبيعي أن يسعد المرء بضم بعض اللاعبين الجدد وتدشين الهلال لإعداده للموسم الجديد بمباراة كبيرة.
. لكن ما جري ويجري هذه الأيام يولد بداخلك الشعور بأن الأمر أكثر من كرة قدم.
. وسبب ذلك إنها مباريات ودية قُصد منها منح أكبر عدد من اللاعبين الفرصة للإحتكاك وإعداد أنفسهم بشكل جيد، لكن رأينا وما زلنا نتابع افراطاً في التفاؤل ومبالغة في الاحتفاء بالمحترفين الأفارقة وانشغالاً زائداً بالأمر لدرجة أن يمتليء البعض حماساً بعد تسجيل أول هدف للهلال ونسمع ترديداً للنشيد الحماسي " في السكة موج أزرق هدر.." وكأن الهلال قد تقدم بهدفه ذاك في مباراة نهائية على كأس الأندية الأبطال.
. كل ذلك أعطاني الانطباع بأن هناك حملة مقصودة الأهداف ترمي للمزيد من الإلهاء وشغل الأهلة بفكرة لاعبيهم الجدد وتغير شكل فريقهم وكأن مشكلة البلد كلها أُختزلت في هذا الهلال.
. نعم نعشق الهلال ونجد فيه الملاذ والملجأ، لكن ليس لدرجة أن نتجاهل نزيف كل شبر من الوطن الأكبر ونشغل أنفسنا بهذا الشكل المبالغ فيه بمباريات ودية.
. وحتى لا يتعجل البعض في الحكم على هذه السطور أذكرهم بأنني لست مختلفاً عنهم في شيء، وأعلم أن الحياة لابد أن تستمر رغم كل الأوجاع، وقد تابعت بنفسي قبل أيام أكثر من مباراة في الدوريات الأوروبية وشاهدت جزءاً من مباريات الهلال نفسه.
. ولست مستغرباً من متابعة الأهلة لوديات ناديهم المحبب سواءً من داخل الإستاد، أو عبر الشاشات، لكنني أعني بكلامي هذا الافراط والاحتفاء الزائد بلاعبين وبمباريات ودية وتصوير الأمر وكأن الهلال ما كان بخير إلا في هذا العهد.
. فقد قرأت الكثير من الكلام عن تقييم اللاعبين الجدد ولاحظت كيف أن بعضنا رفعهم للسماء منذ أول مشاهدة واعتبروهم نجوماً لا يحوم حولها أدنى شك وبصموا بالعشرة على حل مشاكل حراسة المرمى، وقلب الدفاع، والظهير الأيسر والارتكاز في الهلال.
. وبالغ آخرون في الاحتفاء بالمدرب وعمله الذي ما زال في بدايات لا يمكن لأي (كورنجي) أن يفتي من خلالها.
. ففنياً لا يزال هناك متسع من الوقت قبل أن نطلق أحكاماً من هذا النوع.
. أما الأهم من الجانب الفني فهو الخوف من أن يكون هناك مجموعة أو مجموعات جُندت لإطلاق حملات إعلامية تخدر محبي الكرة وعشاق الهلال وتنسيهم واقعهم المرعب وما يشهده وطنهم من أزمات قد تعصف بوجوده كاملاً.
. فما يحدث في الهلال يتزامن مع أحداث أخرى جسيمة لا تجد حظها من الاهتمام المتعاظم باللاعبين وبما يقوم به العليقي الذي صار أسطورة بين عشية وضحاها.
. شخصياً أوزن الأمور بميزان العقل ولا أطلق العنان لعاطفتي تحت أي ظرف من الظروف، لذلك لا تستهويني عبارات من شاكلة " فلان دفع دفع من لا يخشى الفقر" ولن يأتي يوم يمكن أن أقتنع فيه بأن أي رجل أعمال مهما عظمت ثروته يمكن أن ينفق على نادٍ مثل هذه المبالغ المهولة ( لله في الله).
. وما زلت عند رأيي بأن الجوهرة التي (تسر الناظرين) قد أفادت الكاردينال أكثر مما أفاد بها الهلال، وأن الرجل حقق من وراء فترته بالهلال مكاسب ما كان يحلم بها، كما إنه ساهم في مد عمر سنوات نظام الطاغية بشكل أو بآخر.
. وما نتابعه حالياً أراه أكثر خطورة من فترة الكاردينال كتطور طبيعي لمجريات الأحداث السياسية في البلد.
. وسبق أن قلت أن طريقة إدارة صلاح إدريس وجمال الوالي سوف تؤدي بنا إلى ما لا يحمد عقباه، وأن ما بعدهما سيكون أسوأ.
. وقد رأينا كيف كانت فترة الكاردينال، وها نحن نعيش الآن فترة السوباط والعليقي التي يمكن أن تكون أسوأ من سابقتها رغم الفرح الزائد باللاعبين الجدد والمدرب المتمكن وغيره من تفاصيل يحدثني قلبي بأنها سوف تؤدي في النهاية لأمور سيندم عليها الأهلة كثيراً إن أصروا على هذا الافراط في التفاؤل والمبالغة في الأفراح.
. ولو كنا نتابع فرح مفرط لبعض البسطاء من مشجعي الهلال لمر الأمر مرور الكرام.
. لكن الملفت أن من تشغلهم هذه التفاصيل بصورة مبالغ فيها عقلاء وراشدين وواعين ومثقفين وثوريين يدركون جيداً حجم المخاطر التي يشهدها الوطن.
والأنكا والأمر أننا أصبحنا نتابع كتابات لزملاء يحتفون بشكل مبالغ فيه بفترة إعداد ومباريات ودية ربما يؤدي الإفراط في الإحتفاء بها لنتائج عكسية.
. كما أن مثل هذا الإفراط في تناول الشأن الهلالي وسط الظروف التي يمر بها الوطن لا يسرني اطلاقاً عندما يأتي من زملاء نفترض أنهم يختلفون عن المشجعين العاديين المنفعلين بأداء فريقهم بعد سنوات عجاف.
. ومعلوم أن للكرة سحرها وهذا ما يخيف المرء مما هو قادم.
. فمن غير المعقول أن يسلم الأهلة ناديهم تسليم مفتاح لكل رجل أعمال تظهر لهم وسائل الإعلام أنه يدفع بسخاء.
. مهما يكن لابد من التفكير بعقل والنظر لكل تطور بشيء من المنطق.
. عن نفسي أرى أن الموضوع أكبر من السوباط والعليقي، وأن الانقلابيين يجدون ضالتهم في مثل هذا الانشغال الزائد بأمور الكرة في وقت تمر فيه المؤآمرات على الوطن وثرواته وأهله في غفلة من الكثيرين.
. أعلم أن مثل هذا الكلام لن يعجب الكثيرين، لكنه رأيي وقراءتي التي لن أكف عن عكسها مهما يكن.
. وأنطلق في ذلك دائماً من أنك لو فقدت وطنك لن ينفعك لا هلال ولامريخ ولا غيرهما.
. والغريب أن شعار الهلال نفسه يسبق فيه الوطن الهلال، لكن المؤسف أنك تشعر هذه الأيام بأن الهلال صار الهم الأول. .
. حالم جداً من يتحدث عن شفافية ومؤسسية وصورة مختلفة للهلال في مثل هذه الظروف التي يعيشها الوطن وفي وجود إداريين لا يحركهم قتل شبابنا أو المآسي التي يعيشها معظم أهلنا بمختلف أنحاء الوطن.
. الوطنية والمباديء لا تتجزأ يا أهلة، فمن غير المعقول أن تتباهى بنادي الحركة الوطنية، وفي ذات الوقت تسعد أيما سعادة بتسجيلات وتحسينات في الملعب تنسيك كل شيء وتدفعك لأن تغض الطرف عن الأهم في غمرة احتفائك وتفاؤلك بما يصعب تحقيقه في ظل ما نحن فيه.
. الاعتدال مطلوب في كل خطوة، ولا يمكنك أن تسود أفريقيا بمجرد إضافة عدد من المحترفين الجيدين والتعاقد مع مدرب صاحب إمكانيات.
. طريق البطولات شائك وطويل ويحتاج للكثير مما نفتقده فبلاش افراط في التفاؤل حتى لا تعانوا من صدمات وخيبات أمل (انتو ما ناقصنها أصلاً).
kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////
. لأول مرة تجري تغييرات في الهلال تسعد الكثيرين فيختلط عندي الفرح بإحساس آخر يفوق الأول قوة.
. ففي زمن مضى عندما تم تسجيل عدد من اللاعبين المميزين وكان من ضمنهم الراحل الفلتة يوهانس سعدنا أيما سعادة بلمسات ذلك الفنان وكنا نتابع دورة تنشيطية سبقت المنافسة الرسمية من داخل الإستاد.
. لكن ما يحدث هذه الأيام وبالذات ما تابعته بعد ودية الهلال الأولى أمام الاشانتي منحني إحساساً مخيفاً.
. الطبيعي أن يسعد المرء بضم بعض اللاعبين الجدد وتدشين الهلال لإعداده للموسم الجديد بمباراة كبيرة.
. لكن ما جري ويجري هذه الأيام يولد بداخلك الشعور بأن الأمر أكثر من كرة قدم.
. وسبب ذلك إنها مباريات ودية قُصد منها منح أكبر عدد من اللاعبين الفرصة للإحتكاك وإعداد أنفسهم بشكل جيد، لكن رأينا وما زلنا نتابع افراطاً في التفاؤل ومبالغة في الاحتفاء بالمحترفين الأفارقة وانشغالاً زائداً بالأمر لدرجة أن يمتليء البعض حماساً بعد تسجيل أول هدف للهلال ونسمع ترديداً للنشيد الحماسي " في السكة موج أزرق هدر.." وكأن الهلال قد تقدم بهدفه ذاك في مباراة نهائية على كأس الأندية الأبطال.
. كل ذلك أعطاني الانطباع بأن هناك حملة مقصودة الأهداف ترمي للمزيد من الإلهاء وشغل الأهلة بفكرة لاعبيهم الجدد وتغير شكل فريقهم وكأن مشكلة البلد كلها أُختزلت في هذا الهلال.
. نعم نعشق الهلال ونجد فيه الملاذ والملجأ، لكن ليس لدرجة أن نتجاهل نزيف كل شبر من الوطن الأكبر ونشغل أنفسنا بهذا الشكل المبالغ فيه بمباريات ودية.
. وحتى لا يتعجل البعض في الحكم على هذه السطور أذكرهم بأنني لست مختلفاً عنهم في شيء، وأعلم أن الحياة لابد أن تستمر رغم كل الأوجاع، وقد تابعت بنفسي قبل أيام أكثر من مباراة في الدوريات الأوروبية وشاهدت جزءاً من مباريات الهلال نفسه.
. ولست مستغرباً من متابعة الأهلة لوديات ناديهم المحبب سواءً من داخل الإستاد، أو عبر الشاشات، لكنني أعني بكلامي هذا الافراط والاحتفاء الزائد بلاعبين وبمباريات ودية وتصوير الأمر وكأن الهلال ما كان بخير إلا في هذا العهد.
. فقد قرأت الكثير من الكلام عن تقييم اللاعبين الجدد ولاحظت كيف أن بعضنا رفعهم للسماء منذ أول مشاهدة واعتبروهم نجوماً لا يحوم حولها أدنى شك وبصموا بالعشرة على حل مشاكل حراسة المرمى، وقلب الدفاع، والظهير الأيسر والارتكاز في الهلال.
. وبالغ آخرون في الاحتفاء بالمدرب وعمله الذي ما زال في بدايات لا يمكن لأي (كورنجي) أن يفتي من خلالها.
. ففنياً لا يزال هناك متسع من الوقت قبل أن نطلق أحكاماً من هذا النوع.
. أما الأهم من الجانب الفني فهو الخوف من أن يكون هناك مجموعة أو مجموعات جُندت لإطلاق حملات إعلامية تخدر محبي الكرة وعشاق الهلال وتنسيهم واقعهم المرعب وما يشهده وطنهم من أزمات قد تعصف بوجوده كاملاً.
. فما يحدث في الهلال يتزامن مع أحداث أخرى جسيمة لا تجد حظها من الاهتمام المتعاظم باللاعبين وبما يقوم به العليقي الذي صار أسطورة بين عشية وضحاها.
. شخصياً أوزن الأمور بميزان العقل ولا أطلق العنان لعاطفتي تحت أي ظرف من الظروف، لذلك لا تستهويني عبارات من شاكلة " فلان دفع دفع من لا يخشى الفقر" ولن يأتي يوم يمكن أن أقتنع فيه بأن أي رجل أعمال مهما عظمت ثروته يمكن أن ينفق على نادٍ مثل هذه المبالغ المهولة ( لله في الله).
. وما زلت عند رأيي بأن الجوهرة التي (تسر الناظرين) قد أفادت الكاردينال أكثر مما أفاد بها الهلال، وأن الرجل حقق من وراء فترته بالهلال مكاسب ما كان يحلم بها، كما إنه ساهم في مد عمر سنوات نظام الطاغية بشكل أو بآخر.
. وما نتابعه حالياً أراه أكثر خطورة من فترة الكاردينال كتطور طبيعي لمجريات الأحداث السياسية في البلد.
. وسبق أن قلت أن طريقة إدارة صلاح إدريس وجمال الوالي سوف تؤدي بنا إلى ما لا يحمد عقباه، وأن ما بعدهما سيكون أسوأ.
. وقد رأينا كيف كانت فترة الكاردينال، وها نحن نعيش الآن فترة السوباط والعليقي التي يمكن أن تكون أسوأ من سابقتها رغم الفرح الزائد باللاعبين الجدد والمدرب المتمكن وغيره من تفاصيل يحدثني قلبي بأنها سوف تؤدي في النهاية لأمور سيندم عليها الأهلة كثيراً إن أصروا على هذا الافراط في التفاؤل والمبالغة في الأفراح.
. ولو كنا نتابع فرح مفرط لبعض البسطاء من مشجعي الهلال لمر الأمر مرور الكرام.
. لكن الملفت أن من تشغلهم هذه التفاصيل بصورة مبالغ فيها عقلاء وراشدين وواعين ومثقفين وثوريين يدركون جيداً حجم المخاطر التي يشهدها الوطن.
والأنكا والأمر أننا أصبحنا نتابع كتابات لزملاء يحتفون بشكل مبالغ فيه بفترة إعداد ومباريات ودية ربما يؤدي الإفراط في الإحتفاء بها لنتائج عكسية.
. كما أن مثل هذا الإفراط في تناول الشأن الهلالي وسط الظروف التي يمر بها الوطن لا يسرني اطلاقاً عندما يأتي من زملاء نفترض أنهم يختلفون عن المشجعين العاديين المنفعلين بأداء فريقهم بعد سنوات عجاف.
. ومعلوم أن للكرة سحرها وهذا ما يخيف المرء مما هو قادم.
. فمن غير المعقول أن يسلم الأهلة ناديهم تسليم مفتاح لكل رجل أعمال تظهر لهم وسائل الإعلام أنه يدفع بسخاء.
. مهما يكن لابد من التفكير بعقل والنظر لكل تطور بشيء من المنطق.
. عن نفسي أرى أن الموضوع أكبر من السوباط والعليقي، وأن الانقلابيين يجدون ضالتهم في مثل هذا الانشغال الزائد بأمور الكرة في وقت تمر فيه المؤآمرات على الوطن وثرواته وأهله في غفلة من الكثيرين.
. أعلم أن مثل هذا الكلام لن يعجب الكثيرين، لكنه رأيي وقراءتي التي لن أكف عن عكسها مهما يكن.
. وأنطلق في ذلك دائماً من أنك لو فقدت وطنك لن ينفعك لا هلال ولامريخ ولا غيرهما.
. والغريب أن شعار الهلال نفسه يسبق فيه الوطن الهلال، لكن المؤسف أنك تشعر هذه الأيام بأن الهلال صار الهم الأول. .
. حالم جداً من يتحدث عن شفافية ومؤسسية وصورة مختلفة للهلال في مثل هذه الظروف التي يعيشها الوطن وفي وجود إداريين لا يحركهم قتل شبابنا أو المآسي التي يعيشها معظم أهلنا بمختلف أنحاء الوطن.
. الوطنية والمباديء لا تتجزأ يا أهلة، فمن غير المعقول أن تتباهى بنادي الحركة الوطنية، وفي ذات الوقت تسعد أيما سعادة بتسجيلات وتحسينات في الملعب تنسيك كل شيء وتدفعك لأن تغض الطرف عن الأهم في غمرة احتفائك وتفاؤلك بما يصعب تحقيقه في ظل ما نحن فيه.
. الاعتدال مطلوب في كل خطوة، ولا يمكنك أن تسود أفريقيا بمجرد إضافة عدد من المحترفين الجيدين والتعاقد مع مدرب صاحب إمكانيات.
. طريق البطولات شائك وطويل ويحتاج للكثير مما نفتقده فبلاش افراط في التفاؤل حتى لا تعانوا من صدمات وخيبات أمل (انتو ما ناقصنها أصلاً).
kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////