ذكرى هبة سبتمبر وتصاعد المقاومة للانقلاب
تاج السر عثمان بابو
6 September, 2022
6 September, 2022
1
تمر في هذا الشهر الذكري التاسعة لهبة سبتمبر 2013، والبلاد تعيش أسوأ حالة من التدهور الاقتصادي الخارجي والتدخل الاستخباراتي العالمي والاقليمي المكشوف بهدف تصفية الثورة ، وتمكين العسكر للشراكة في الحكم لاستمرار نهب ثروات واراضي البلاد ، واقامة القواعد والموانئ علي ساحل البحر الأحمر.
كما يتصاعد نضال الحركة الجماهيرية ضد سياسات الانقلاب الدموي الاقتصادية والقمعية والتدهور المستمر في مستويات المعيشة، وضد خطوات التسوية الجارية لاعادة الشراكة مع العسكر ، والابقاء علي جوهر النظام والسياسات التي قادت للأزمة، والمزيد من الزيادات في أسعار الوقود والكهرباء و الخبز والخصخصة مثل : مخطط تحويل مشروع الجزيرة لهيئة تابعة لوزارة المالية ، والجبايات التي يفرضها وزير المالية جبريل ابراهيم ، وسياساته الاقتصادية الهادفة لتمويل اتفاق جوبا من جيب المواطن المرهق اصلا ، كما في زيادة السعر التأشيري للدولار(الدولار الجمركي) و الغاء التقسيط الجمركي الذي أدي للمزيد من ارتفاع الأسعار، وتراجع الإنتاج والركود في الأسواق ، وتوقف حوالي 80% من المصانع بسبب تراجع الإنتاجية، وارتفاع تكاليف الإنتاج ، اضافة الي تدهور خدمات المياه والكهرباء و الخدمات الصحية واتفجار مياه الصرف الصحي ،والفشل في مواجهة كوارث السيول والأمطار والفيضانات التي زادت الأوضاع المعيشية والانسانية والصحية تدهورا.
2
كانت هبة سبتمبر نقطة تحول مهمة في مقاومة نظام الانقاذ برفض الزيادات في الأسعار التي فرضها النظام ، التي كان الهدف منها :
- تمويل الصرف البذخي لنظام الطفيلية الإسلاموية.
- تمويل الحروب التي أشعلها النظام في دارفور وجنوب وشمال كردفان وجنوب النيل الأزرق.
- دعم ميزانية الأمن والدفاع التي تستحوذ علي 75 % من الميزانية العامة.
- وتمويل سداد ديون الدول المانحة وصندوق النقد الدولي والتي تقدر ب 43 مليار دولار ( عام 2013) والتي تزداد ضغوطها واشتراطاتها علي النظام الحاكم.
كما رفضت الجماهير الأكاذيب حول دعم المحروقات، حيث أنه لا يوجد دعم..
* بعد إعلان الزيادات في الأسعار كانت هبة سبتمبر 2013م ، التي شملت أغلب مدن السودان وامتدت لتشمل طلبة الجامعات والثانويات ومرحلة الأساس، وطرحت شعارات واضحة " الشعب يريد اسقاط النظام".
واجهت السلطة المظاهرات بالعنف المفرط والذي أدي إلي استشهاد عدد كبير وما زال التحقيق جاريا في تلك المجزرة باعتبارها جريمة لا تسقط بالتقادم، ومئات الجرحى ، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من ألف شخص، كما أحدثت الهبة هزة عميقة في السلطة الفاشية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم وشركائه في الحكم . وأصيبت السلطة بهلع شديد كما تجلي في العنف المفرط ، وإغلاق الانترنت والصحف والقنوات الفضائية مثل " العربية " و " اسكاي نيوز". الخ ، أصدرت كل الأحزاب والحركات والنقابات والتنظيمات الديمقراطية وسط المهنيين بياناتها التي استنكرت الزيادات والقمع المفرط، وطالبت بمحاسبة مرتكبي جرائم القتل. تم تشييع مهيب للشهداء ساهم في توسيع الحملة ضد النظام ، وحدثت وقفات احتجاجية قام بها الأطباء وأسر المعتقلين والصحفيين، وطلاب الطب بجامعة الخرطوم، وقوي المعارضة خارج السودان، ساهمت تلك الحملات في الضغط علي النظام من أجل اطلاق سراح المعتقلين وقف القمع المفرط للمظاهرات السلمية.
* بعد هبة سبتمبر استمرت جذوة الثورة متقدة بمختلف أشكال المقاومة والاحتجاجات كما في هبة يناير 2018 ضد ميزانية الفقر الدمار والزيادات في الخبز والدواء والسلع والخدمات ، استمر التراكم النضالي حتى اندلاع ثورة ديسمبر 2018 التي اسقطت البشير ، والتي قطع انقلاب اللجنة الأمنية الطريق أمامها في 11 ابريل 2019 ، والذي تم استكماله بانقلاب 25 اكتوبر 2021 الذي اعاد التمكين واسترداد الأموال المنهوبة للفاسدين.
3
كما تتواصل المقاومة لسياسات الانقلاب الدموي كما في :
- في المليونيات التي تنظمها لجان المقاومة والتي اعلنت جدولا لها لشهر سبتمبر الحالي.
- الوقفات الاحتجاجية والمواكب في الخارج ضد سياسات الانقلاب ومحاصرة رموزه في الخارج وكشف فسادهم وانتهاكهم لحقوق الانسان.
- الإضرابات التي نظمها العاملون في قطاع الكهرباء لزيادة الأجور وتعديل الهيكل الراتبي ، واضرابات الأطباء في الخرطوم ودنقلا وبقية الأقاليم ضد تدهور بيئة العمل وهجوم العسكر علي المسنشفيات وفساد الادارات ، وتحسين الاوضاع المعيشية وبيئة العمل.
– الاضرابات والوقفات الاحتجاجية للمعلمين.
- انتزاع الصحفيين لنقابتهم، واتحاه بقية الفئات مثل : الأطباء لانتزاع نقابتهم.
- تنامي التظاهرات والاضرابات العمالية في القطاعين العام والخاص لزيادة الأجور وتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وبيئة العمل.
- الاعتصامات في مناطق التعدين ضد الآثار الضارة للتعدين والمدمر للبيئة والانسان والنبات والحيوان.
-الحملة لاطلاق سراح المعتقلين وضد التعذيب والاغتصاب.
- اعتصام معسكر زمزم للنازحين من أجل توفير الأمن والخدمات الأساسية للنازحين.
- انتفاضات المدن والاحياء من أجل توفير خدمات المياه الكهرباء والخبز والوقود. الخ.
- مقاومة الطلاب ضد ارتفاع رسوم التعليم، وتوفير ابسط مقومات التعليم، وتوفير السكن الصحي في الداخليات التى تدهورت البيئة فيها بتنفجار الصرف الصحي كما في داخليات حسيب والرازي. الخ.
- مقاومة المزارعين من أجل توفير مدخلات الإنتاج وتمويل الإنتاج الزراعي وتوفير الجازولين والكهرباء من أجل انقاذ الموسم الزراعي . الخ ، واستنكار عدم شراء وزارة المالية للقمح هذا العام ، وشرائه من التجار وتصديره لمصر، رغم شبح المجاعة الذي يهدد حوالي 18 مليون مواطن سوداني.
4 .
لاشك أن التراكم اليومي لتلك الانتفاضات الجزئية سوف يؤدي في النهاية إلي الانتفاضة الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني حتي اسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وتحقيق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية التي منها تحقيق العدالة والقصاص لشهداء هبة سبتمبر ، وشهداء مجازر نظام الانقاذ منذ انقلاب 1989 ، ومجزرة فض الاعتصام ، وشهداء ما بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الذي وصلوا حتى الآن الي (117) شهيدا، وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، ووقف الحرب والابادة الجماعية في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق، عودة النازحين لقراهم ، واعمار مناطقهم وتعويضهم ، وحل المليشيات ، وعودة المستوطنين لبلدانهم ، والحل الشامل والعادل والغاء اتفاق جوبا الذي وسع من دائرة الحرب والنهب ونسف الاستقرار الأمني، وتحول لمحاصصات ومنافع لتجار الحرب.
المجد والخلود للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحي ، وعودا حميدا للمفقودين ، والحرية لكل المعتقلين السياسيين..
alsirbabo@yahoo.co.uk
تمر في هذا الشهر الذكري التاسعة لهبة سبتمبر 2013، والبلاد تعيش أسوأ حالة من التدهور الاقتصادي الخارجي والتدخل الاستخباراتي العالمي والاقليمي المكشوف بهدف تصفية الثورة ، وتمكين العسكر للشراكة في الحكم لاستمرار نهب ثروات واراضي البلاد ، واقامة القواعد والموانئ علي ساحل البحر الأحمر.
كما يتصاعد نضال الحركة الجماهيرية ضد سياسات الانقلاب الدموي الاقتصادية والقمعية والتدهور المستمر في مستويات المعيشة، وضد خطوات التسوية الجارية لاعادة الشراكة مع العسكر ، والابقاء علي جوهر النظام والسياسات التي قادت للأزمة، والمزيد من الزيادات في أسعار الوقود والكهرباء و الخبز والخصخصة مثل : مخطط تحويل مشروع الجزيرة لهيئة تابعة لوزارة المالية ، والجبايات التي يفرضها وزير المالية جبريل ابراهيم ، وسياساته الاقتصادية الهادفة لتمويل اتفاق جوبا من جيب المواطن المرهق اصلا ، كما في زيادة السعر التأشيري للدولار(الدولار الجمركي) و الغاء التقسيط الجمركي الذي أدي للمزيد من ارتفاع الأسعار، وتراجع الإنتاج والركود في الأسواق ، وتوقف حوالي 80% من المصانع بسبب تراجع الإنتاجية، وارتفاع تكاليف الإنتاج ، اضافة الي تدهور خدمات المياه والكهرباء و الخدمات الصحية واتفجار مياه الصرف الصحي ،والفشل في مواجهة كوارث السيول والأمطار والفيضانات التي زادت الأوضاع المعيشية والانسانية والصحية تدهورا.
2
كانت هبة سبتمبر نقطة تحول مهمة في مقاومة نظام الانقاذ برفض الزيادات في الأسعار التي فرضها النظام ، التي كان الهدف منها :
- تمويل الصرف البذخي لنظام الطفيلية الإسلاموية.
- تمويل الحروب التي أشعلها النظام في دارفور وجنوب وشمال كردفان وجنوب النيل الأزرق.
- دعم ميزانية الأمن والدفاع التي تستحوذ علي 75 % من الميزانية العامة.
- وتمويل سداد ديون الدول المانحة وصندوق النقد الدولي والتي تقدر ب 43 مليار دولار ( عام 2013) والتي تزداد ضغوطها واشتراطاتها علي النظام الحاكم.
كما رفضت الجماهير الأكاذيب حول دعم المحروقات، حيث أنه لا يوجد دعم..
* بعد إعلان الزيادات في الأسعار كانت هبة سبتمبر 2013م ، التي شملت أغلب مدن السودان وامتدت لتشمل طلبة الجامعات والثانويات ومرحلة الأساس، وطرحت شعارات واضحة " الشعب يريد اسقاط النظام".
واجهت السلطة المظاهرات بالعنف المفرط والذي أدي إلي استشهاد عدد كبير وما زال التحقيق جاريا في تلك المجزرة باعتبارها جريمة لا تسقط بالتقادم، ومئات الجرحى ، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من ألف شخص، كما أحدثت الهبة هزة عميقة في السلطة الفاشية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم وشركائه في الحكم . وأصيبت السلطة بهلع شديد كما تجلي في العنف المفرط ، وإغلاق الانترنت والصحف والقنوات الفضائية مثل " العربية " و " اسكاي نيوز". الخ ، أصدرت كل الأحزاب والحركات والنقابات والتنظيمات الديمقراطية وسط المهنيين بياناتها التي استنكرت الزيادات والقمع المفرط، وطالبت بمحاسبة مرتكبي جرائم القتل. تم تشييع مهيب للشهداء ساهم في توسيع الحملة ضد النظام ، وحدثت وقفات احتجاجية قام بها الأطباء وأسر المعتقلين والصحفيين، وطلاب الطب بجامعة الخرطوم، وقوي المعارضة خارج السودان، ساهمت تلك الحملات في الضغط علي النظام من أجل اطلاق سراح المعتقلين وقف القمع المفرط للمظاهرات السلمية.
* بعد هبة سبتمبر استمرت جذوة الثورة متقدة بمختلف أشكال المقاومة والاحتجاجات كما في هبة يناير 2018 ضد ميزانية الفقر الدمار والزيادات في الخبز والدواء والسلع والخدمات ، استمر التراكم النضالي حتى اندلاع ثورة ديسمبر 2018 التي اسقطت البشير ، والتي قطع انقلاب اللجنة الأمنية الطريق أمامها في 11 ابريل 2019 ، والذي تم استكماله بانقلاب 25 اكتوبر 2021 الذي اعاد التمكين واسترداد الأموال المنهوبة للفاسدين.
3
كما تتواصل المقاومة لسياسات الانقلاب الدموي كما في :
- في المليونيات التي تنظمها لجان المقاومة والتي اعلنت جدولا لها لشهر سبتمبر الحالي.
- الوقفات الاحتجاجية والمواكب في الخارج ضد سياسات الانقلاب ومحاصرة رموزه في الخارج وكشف فسادهم وانتهاكهم لحقوق الانسان.
- الإضرابات التي نظمها العاملون في قطاع الكهرباء لزيادة الأجور وتعديل الهيكل الراتبي ، واضرابات الأطباء في الخرطوم ودنقلا وبقية الأقاليم ضد تدهور بيئة العمل وهجوم العسكر علي المسنشفيات وفساد الادارات ، وتحسين الاوضاع المعيشية وبيئة العمل.
– الاضرابات والوقفات الاحتجاجية للمعلمين.
- انتزاع الصحفيين لنقابتهم، واتحاه بقية الفئات مثل : الأطباء لانتزاع نقابتهم.
- تنامي التظاهرات والاضرابات العمالية في القطاعين العام والخاص لزيادة الأجور وتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وبيئة العمل.
- الاعتصامات في مناطق التعدين ضد الآثار الضارة للتعدين والمدمر للبيئة والانسان والنبات والحيوان.
-الحملة لاطلاق سراح المعتقلين وضد التعذيب والاغتصاب.
- اعتصام معسكر زمزم للنازحين من أجل توفير الأمن والخدمات الأساسية للنازحين.
- انتفاضات المدن والاحياء من أجل توفير خدمات المياه الكهرباء والخبز والوقود. الخ.
- مقاومة الطلاب ضد ارتفاع رسوم التعليم، وتوفير ابسط مقومات التعليم، وتوفير السكن الصحي في الداخليات التى تدهورت البيئة فيها بتنفجار الصرف الصحي كما في داخليات حسيب والرازي. الخ.
- مقاومة المزارعين من أجل توفير مدخلات الإنتاج وتمويل الإنتاج الزراعي وتوفير الجازولين والكهرباء من أجل انقاذ الموسم الزراعي . الخ ، واستنكار عدم شراء وزارة المالية للقمح هذا العام ، وشرائه من التجار وتصديره لمصر، رغم شبح المجاعة الذي يهدد حوالي 18 مليون مواطن سوداني.
4 .
لاشك أن التراكم اليومي لتلك الانتفاضات الجزئية سوف يؤدي في النهاية إلي الانتفاضة الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني حتي اسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وتحقيق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية التي منها تحقيق العدالة والقصاص لشهداء هبة سبتمبر ، وشهداء مجازر نظام الانقاذ منذ انقلاب 1989 ، ومجزرة فض الاعتصام ، وشهداء ما بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الذي وصلوا حتى الآن الي (117) شهيدا، وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، ووقف الحرب والابادة الجماعية في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق، عودة النازحين لقراهم ، واعمار مناطقهم وتعويضهم ، وحل المليشيات ، وعودة المستوطنين لبلدانهم ، والحل الشامل والعادل والغاء اتفاق جوبا الذي وسع من دائرة الحرب والنهب ونسف الاستقرار الأمني، وتحول لمحاصصات ومنافع لتجار الحرب.
المجد والخلود للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحي ، وعودا حميدا للمفقودين ، والحرية لكل المعتقلين السياسيين..
alsirbabo@yahoo.co.uk