إنتبه البرهان في أمريكا !!
صباح محمد الحسن
13 September, 2022
13 September, 2022
أطياف -
قد يعتقد البعض أن زيارة رئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان الى امريكا ستمنح السلطة الانقلابية الشريعية المفقودة والإعتراف بها ، تلك الفرصة التي يبحث عنها قادة الإنقلاب في السودان منذ اعلانهم لقراراتهم في أكتوبر الماضي التي أعادت السودان الى مربع العزلة الدولية لما يقارب العام.
وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هيدسون إن مشاركة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ستمثل إقرارًا واعترافًا بأن الجيش هو صاحب السلطة الوحيد في السودان.
وأضاف في لقاء مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن هذه الزيارة لا يمكنها أن تقود إلى إضفاء الشرعية على النظام العسكري في السودان، وعلى ما قام به خلال الأشهر التسعة الماضية).
والمدهش في الأمر أن مشاركة رئيس المجلس الانقلابي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تتعارض مع كل أهداف الجمعية التي يصب عملها في احترام حقوق الانسان، لذلك ان وجود البرهان ربما يجلب له حرجاً كبيراً من داخل قاعة الجمعية التي تضم الدول الأعضاء في نيويورك، ناهيك عن سوء الإستقبال والترحاب الذي سيكون خارجها.
لكن في حقيقة الأمر إن أمريكا لن تسطيع ان تمنح البرهان شرعية نزعها منه شعبه في الداخل والذي يحاصره منذ إعلان انقلابه وحتى هذه اللحظة، ولو كانت زيارة امريكا تمنح طوق النجاة لحظي به البشير الذي عندما زارها نزعت منه الجماهير هناك كل مشاعر الامل والتفاؤل التي كان يتلفح بها.
وقدمت له جرائمه التي ارتكبها على طبق الحقيقة المٌرة وعلى المنبر الذي صعد عليه ليخاطب الجالية السودانية هناك وفر البشير هرباً وعاد يتأبط الخيبة والندم على هذه الزيارة التي لم تكن موفقة بكل المقايس وصفرية النتائج، وظلت المحكمة الجنائية تلاحقه اثناء حكمه وبعد زواله.
وذات الخطأ يقع فيه الآن رئيس المجلس الانقلابي الذي ستلاحقه ذات الاتهامات التي لاحقت البشير فالمخلوع ذهب بعد أن ارتكب نظامه أكبر المجازر في اقليم دارفور والبرهان يذهب بعد ارتكابه ذات الجرائم في الاقليم ومعها قتل ١١٧ شاباً من الثوار في الخرطوم وعدد من الأقاليم الأخرى.
لذلك ان كتاب البرهان الذي سيحمله يحتوي على صفحات سوداء، فالرجل قبل ان يكمل عامه في الحكم رصيده به مئات من جرائم القتل والانتهاك الواضح لحقوق الإنسان ، والإعتداءت التي خلفت آلاف الإصابات وسط المواطنين الذين خرجوا في تظاهرات رافضة له ولحكمه.
ويتزامن سفر البرهان الي أمريكا مع دعوات لجان المقاومة لهبة سبتمبر ، لكنه سيجد الثورة في كل مكان أينما ذهب وحل تنتظره وتشهر سلاح سلميتها في وجهه هتافاً يذكره ان مافعله في السودان لا يستقيم مع مشاركته في هذه الفعالية ويتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة، ففي امريكا يتأهب الثوار لوضع لافتة تحذيرية على طرق الدولة الديمقراطية تقول (إنتبه البرهان في امريكا).
فهذا الحدث العالمي المهم سيكون خصماً على رئيس المجلس الإنقلابي على عكس كل قادة وزعماء وملوك الدول الأعضاء المشاركين، الذين سيشكل لهم قيمة مضافة !! .
طيف أخير:
ليتنا نستطيع أن نسأل الطرقات عن نهايتها قبل أن نسلكها.
الجريدة
قد يعتقد البعض أن زيارة رئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان الى امريكا ستمنح السلطة الانقلابية الشريعية المفقودة والإعتراف بها ، تلك الفرصة التي يبحث عنها قادة الإنقلاب في السودان منذ اعلانهم لقراراتهم في أكتوبر الماضي التي أعادت السودان الى مربع العزلة الدولية لما يقارب العام.
وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هيدسون إن مشاركة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ستمثل إقرارًا واعترافًا بأن الجيش هو صاحب السلطة الوحيد في السودان.
وأضاف في لقاء مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن هذه الزيارة لا يمكنها أن تقود إلى إضفاء الشرعية على النظام العسكري في السودان، وعلى ما قام به خلال الأشهر التسعة الماضية).
والمدهش في الأمر أن مشاركة رئيس المجلس الانقلابي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تتعارض مع كل أهداف الجمعية التي يصب عملها في احترام حقوق الانسان، لذلك ان وجود البرهان ربما يجلب له حرجاً كبيراً من داخل قاعة الجمعية التي تضم الدول الأعضاء في نيويورك، ناهيك عن سوء الإستقبال والترحاب الذي سيكون خارجها.
لكن في حقيقة الأمر إن أمريكا لن تسطيع ان تمنح البرهان شرعية نزعها منه شعبه في الداخل والذي يحاصره منذ إعلان انقلابه وحتى هذه اللحظة، ولو كانت زيارة امريكا تمنح طوق النجاة لحظي به البشير الذي عندما زارها نزعت منه الجماهير هناك كل مشاعر الامل والتفاؤل التي كان يتلفح بها.
وقدمت له جرائمه التي ارتكبها على طبق الحقيقة المٌرة وعلى المنبر الذي صعد عليه ليخاطب الجالية السودانية هناك وفر البشير هرباً وعاد يتأبط الخيبة والندم على هذه الزيارة التي لم تكن موفقة بكل المقايس وصفرية النتائج، وظلت المحكمة الجنائية تلاحقه اثناء حكمه وبعد زواله.
وذات الخطأ يقع فيه الآن رئيس المجلس الانقلابي الذي ستلاحقه ذات الاتهامات التي لاحقت البشير فالمخلوع ذهب بعد أن ارتكب نظامه أكبر المجازر في اقليم دارفور والبرهان يذهب بعد ارتكابه ذات الجرائم في الاقليم ومعها قتل ١١٧ شاباً من الثوار في الخرطوم وعدد من الأقاليم الأخرى.
لذلك ان كتاب البرهان الذي سيحمله يحتوي على صفحات سوداء، فالرجل قبل ان يكمل عامه في الحكم رصيده به مئات من جرائم القتل والانتهاك الواضح لحقوق الإنسان ، والإعتداءت التي خلفت آلاف الإصابات وسط المواطنين الذين خرجوا في تظاهرات رافضة له ولحكمه.
ويتزامن سفر البرهان الي أمريكا مع دعوات لجان المقاومة لهبة سبتمبر ، لكنه سيجد الثورة في كل مكان أينما ذهب وحل تنتظره وتشهر سلاح سلميتها في وجهه هتافاً يذكره ان مافعله في السودان لا يستقيم مع مشاركته في هذه الفعالية ويتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة، ففي امريكا يتأهب الثوار لوضع لافتة تحذيرية على طرق الدولة الديمقراطية تقول (إنتبه البرهان في امريكا).
فهذا الحدث العالمي المهم سيكون خصماً على رئيس المجلس الإنقلابي على عكس كل قادة وزعماء وملوك الدول الأعضاء المشاركين، الذين سيشكل لهم قيمة مضافة !! .
طيف أخير:
ليتنا نستطيع أن نسأل الطرقات عن نهايتها قبل أن نسلكها.
الجريدة