دبابات الفلول السواي ما حداث!!
صباح محمد الحسن
20 September, 2022
20 September, 2022
أطياف -
لم تستطع عناصر النظام المخلوع وقياداته فهم واستيعاب الدرس الذي يتحدث عن أن الشعب السوداني ما عاد هو الشعب الذي كانت تحكمه حكومة الإنقاذ، التي كانت تستخدم التهديد والوعيد في خطاباتها السياسية، وتمارس أسلوب القمع والترهيب لتكميم الأفواه واخراس الأصوات، ومصادرة الحقوق.
وأكثر ما جعل هذا النظام يظل مشلولاً ومُقعداً بالرغم من تحركات عناصره المستمرة هو انه كان وما زال يستخدم عقليته البائدة التي تؤمن باستخدام العنف اللفظي في الخطاب السياسي لإسكات الآخر، ويسخر من معارضيه ويحاول أن يقلل من تأثيرهم على المشهد السياسي.
لذلك عندما جاءت ثورة ديسمبر المجيدة وازالت عرشه، شكلت صدمة كبيره لقياداته وقواعده، الأمر الذي جعلهم يرفضون حقيقة إبعادهم من الحكم بالرغم من أنها تظهر بينه وواضحة أمام أعينهم.
ودرج القيادي في التيار الإسلامي العريض محمد علي الجزولي، على استخدام أسلوب التهديد وقال في لقاء بثته قناة طيبة الفضائية، إن مسودة الدستور الإنتقالي الذي أعدته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، عبارة عن مشروع علماني عنصري متطرف يمثل وجهة نظر قوى إعلان الحرية والتغيير ولا يعبّر عن توجهات غالبية أهل السودان. وأضاف أن تنفيذ مشروع الدستور لن يتم في أرض السودان طالما نحن أحياء وهدد بمواجهتهم كتيارات إسلامية للمشروع بقوة عبر المظاهرات أو على ظهر دبابات.
وأكثر ما يجعلك تجزم على هوان الفلول وضعفها وتلاشيها وعدم قدرتها على فعل شيء هو اللجوء لأسلوب التهديد والوعيد، في وقت لا يستحق جرعة زائدة من الانفعال والتطرف والتهور فطرح مسودة دستور هي خطوة سياسية نحو الحل رفضها وقبولها يحتاج إلى الحجة والمنطق ولا يحتاج إلى (دبابات)!! والسواي ما حداث.
ومسودة الدستور وبعدها تصريحات حميدتي بضرورة تسليم السلطة للمدنيين، شكلت ازعاجاً كبيراً وسط عناصر النظام المخلوع، وجعلتها تتحسس وجودها وسلاحها ودباباتها، فمن قبل قال القيادي أمين حسن عمر يوجد نحو ٥٠٠ ألف من الدفاع الشعبي جاهزون، وقبله أيضاً قالها علي عثمان عندما هدد بكتائب الظل، ولكن كل هذه التهديدات أكدت أن لا وجود لهذا النظام ولا قوة له، وأن كل ما يستطيع فعله هو التخريب والتهريج، فكل الظروف السياسية التي مرت بها البلاد من ضعف للقيادة وهشاشة أمنية وغياب للسلطة المدنية كانت في صالحهم لكنهم لم يتمكنوا من العودة لأنهم لن يستطيعوا أن يحكموا هذه البلاد إلا من خلف واجهات عسكرية أو يسخروا طاقتهم لمحاربة كل حكومة قادمة، الحرب الاقتصادية الخجولة المعروفة بتخزين الدقيق وسرقة الوقود وتزييف العملة.
ويفوت على الجزولي وغيره أن الشعب الذي خرج في ثورة ديسمبر وما زال يسيطر على شوارع الخرطوم حتى آخر موكب في مدينة بحري، لن تخيفه الدبابات لأنه أصبح لا يخشى ولا يخاف الموت واجه دبابات الدعم السريع ودبابات الجيش وفتح صدره عارياً لطلقات الشرطة والأجهزة الأمنية، كل هذا وأنتم تجلسون على منابركم بذات الطلة القديمة العقيمة تتحدثون عن ظهر الدبابة، هذا الحديث الذي كل ما سمعه الشباب سخروا منه ورفعوا له السبابة والوسطى (أي كوز ندوسو دوس) هذه العبارة وحدها شافية وكافية وقادرة أن تجعلكم غرقى في بحور الغيظ والغضب.
وشقي هذا الشعب الذي ابتلاه ربه بمجموعة من المهددين لأمنه وسِلمه فكلما خطى خطوة نحو حلمه هددته الفلول بدباباتها، وكلما شرقت فيه شمس رغبة نحو التغيير حاصرته السلطات الانقلابية بشرطتها وجهاز أمنها، و كلما انتقد الحاضر لوحت له الحركات المسلحة ولمحت له بتمردها، وكل ما طالب بجيش واحد غضب منه الدعم السريع وقواته، هذا الشعب يجب أن يكرم من كافة الشعوب على صبره وعلى جلده وعلى كفاحه ليس لأنه كان وما زال يصرخ في وجه الظلم أن حيا على النضال، ولكن لأنه يتحمل كل هذا الكم من أعداء الحرية والديمقراطية حوله.
طيف أخير:
كل عام والجريدة فريدة
الجريدة
لم تستطع عناصر النظام المخلوع وقياداته فهم واستيعاب الدرس الذي يتحدث عن أن الشعب السوداني ما عاد هو الشعب الذي كانت تحكمه حكومة الإنقاذ، التي كانت تستخدم التهديد والوعيد في خطاباتها السياسية، وتمارس أسلوب القمع والترهيب لتكميم الأفواه واخراس الأصوات، ومصادرة الحقوق.
وأكثر ما جعل هذا النظام يظل مشلولاً ومُقعداً بالرغم من تحركات عناصره المستمرة هو انه كان وما زال يستخدم عقليته البائدة التي تؤمن باستخدام العنف اللفظي في الخطاب السياسي لإسكات الآخر، ويسخر من معارضيه ويحاول أن يقلل من تأثيرهم على المشهد السياسي.
لذلك عندما جاءت ثورة ديسمبر المجيدة وازالت عرشه، شكلت صدمة كبيره لقياداته وقواعده، الأمر الذي جعلهم يرفضون حقيقة إبعادهم من الحكم بالرغم من أنها تظهر بينه وواضحة أمام أعينهم.
ودرج القيادي في التيار الإسلامي العريض محمد علي الجزولي، على استخدام أسلوب التهديد وقال في لقاء بثته قناة طيبة الفضائية، إن مسودة الدستور الإنتقالي الذي أعدته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، عبارة عن مشروع علماني عنصري متطرف يمثل وجهة نظر قوى إعلان الحرية والتغيير ولا يعبّر عن توجهات غالبية أهل السودان. وأضاف أن تنفيذ مشروع الدستور لن يتم في أرض السودان طالما نحن أحياء وهدد بمواجهتهم كتيارات إسلامية للمشروع بقوة عبر المظاهرات أو على ظهر دبابات.
وأكثر ما يجعلك تجزم على هوان الفلول وضعفها وتلاشيها وعدم قدرتها على فعل شيء هو اللجوء لأسلوب التهديد والوعيد، في وقت لا يستحق جرعة زائدة من الانفعال والتطرف والتهور فطرح مسودة دستور هي خطوة سياسية نحو الحل رفضها وقبولها يحتاج إلى الحجة والمنطق ولا يحتاج إلى (دبابات)!! والسواي ما حداث.
ومسودة الدستور وبعدها تصريحات حميدتي بضرورة تسليم السلطة للمدنيين، شكلت ازعاجاً كبيراً وسط عناصر النظام المخلوع، وجعلتها تتحسس وجودها وسلاحها ودباباتها، فمن قبل قال القيادي أمين حسن عمر يوجد نحو ٥٠٠ ألف من الدفاع الشعبي جاهزون، وقبله أيضاً قالها علي عثمان عندما هدد بكتائب الظل، ولكن كل هذه التهديدات أكدت أن لا وجود لهذا النظام ولا قوة له، وأن كل ما يستطيع فعله هو التخريب والتهريج، فكل الظروف السياسية التي مرت بها البلاد من ضعف للقيادة وهشاشة أمنية وغياب للسلطة المدنية كانت في صالحهم لكنهم لم يتمكنوا من العودة لأنهم لن يستطيعوا أن يحكموا هذه البلاد إلا من خلف واجهات عسكرية أو يسخروا طاقتهم لمحاربة كل حكومة قادمة، الحرب الاقتصادية الخجولة المعروفة بتخزين الدقيق وسرقة الوقود وتزييف العملة.
ويفوت على الجزولي وغيره أن الشعب الذي خرج في ثورة ديسمبر وما زال يسيطر على شوارع الخرطوم حتى آخر موكب في مدينة بحري، لن تخيفه الدبابات لأنه أصبح لا يخشى ولا يخاف الموت واجه دبابات الدعم السريع ودبابات الجيش وفتح صدره عارياً لطلقات الشرطة والأجهزة الأمنية، كل هذا وأنتم تجلسون على منابركم بذات الطلة القديمة العقيمة تتحدثون عن ظهر الدبابة، هذا الحديث الذي كل ما سمعه الشباب سخروا منه ورفعوا له السبابة والوسطى (أي كوز ندوسو دوس) هذه العبارة وحدها شافية وكافية وقادرة أن تجعلكم غرقى في بحور الغيظ والغضب.
وشقي هذا الشعب الذي ابتلاه ربه بمجموعة من المهددين لأمنه وسِلمه فكلما خطى خطوة نحو حلمه هددته الفلول بدباباتها، وكلما شرقت فيه شمس رغبة نحو التغيير حاصرته السلطات الانقلابية بشرطتها وجهاز أمنها، و كلما انتقد الحاضر لوحت له الحركات المسلحة ولمحت له بتمردها، وكل ما طالب بجيش واحد غضب منه الدعم السريع وقواته، هذا الشعب يجب أن يكرم من كافة الشعوب على صبره وعلى جلده وعلى كفاحه ليس لأنه كان وما زال يصرخ في وجه الظلم أن حيا على النضال، ولكن لأنه يتحمل كل هذا الكم من أعداء الحرية والديمقراطية حوله.
طيف أخير:
كل عام والجريدة فريدة
الجريدة