في ذكرى ميلاد القائد عبد الخالق محجوب

 


 

حسن الجزولي
25 September, 2022

 

نقاط بعد البث
عملية محمد علي خوجلي الكبرى!
* مع حلول ذكرى ميلاده السادس والتسعين، كنت قد قرأت كتاب الأستاذ محمد علي خوجلي الكادر السابق بالحزب الشيوعي بعنوان ( عملية يوليو الكبرى في السودان) والتي أفسح فيها صفحات وأسطر متعددة تتعلق بوجود الشهيد عبد الخالق محجوب في أيامه الأخيرة بحي أبروف، وكذا متطرقاً لحيثيات الوصية التي قيل أنه تركها للحزب وانقسم حولها فريقان، كل فريق يعضد وجهة نظره حيث أحدهما ينفي وجودها في الأساس والآخر يؤكدها!.
* الكتاب في مجملة وبغض النظر عن السلبيات التي لازمته، نعتبره مساهمة ستغذي المكتبة السودانية ولا شك.
* نود التركيز على ما لفت نظرنا في كتاب خوجلي، والمتعلق بالمتن والحواشي، فقد لاحظنا أن بعض الافادات الواردة بالكتاب هي في الأصل والأساس مأخوذة من كتابنا (عنف البادية)، ولكنه للأسف لا يشير في أي موضع من المواضع إليه كمصدر، رغم المصادر المتعددة التي يركن إليها في إفادات كتابه!. الأمر الذي حيرنا كون أن الأمانة وصرامة البحوث تقتضي إبراز المصادر في موضعها!.
* ولكن زال عجبنا عندما تيقنا من مقصده المتعلق بمحاولاته إبعاد القارئ عن كتابنا الذي وردت به إفادات تدحض جملة وتفصيلاً ما سبق وكتبه في سلسلة مقالات بثلاثة أجزاء ونشره في صحيفة الأيام عام 2002!. ثم كرره في كتابه الحالي، لأسباب سنفصلها لاحقاً!.
* أشار أستاذ خوجلي لشهادة من الراحل مجذوب يحيى محمد وسماها (أم الشهادات) وتتعلق برسالة عبد الخالق الأخيرة والتي قال أنه استقاها من يحيي شخصياً، مشيراً إليه باعتباره (أول من شهد برسالة عبد الخالق الأخيرة)!. هذا ما قاله في كتابه المشار إليه ولم يفصل كثيراً.
* في حين أنه قد أسهب في الحديث بالجزء الأول من مقاله المعنون (الفصل الأخير في حياة القائد الوطني عبد الخالق محجوب 1ـ3) حول ما ذكره له الراحل مجذوب يحيي .
* وحسب ما ورد في كتابنا (عنف البادية) أشار إلى أنه وأحمد الحسين، أحد الضباط الذين شاركوا في تنفيذ انقلاب 19 يوليو، وبشرى الصائم مصطفى، قد بذلوا جهوداً لتقصي وجمع الحقائق حول الفترة التي قضاها، عبد الخالق محجوب في أبروف، مشيراً إلى (أن "م. ى. م" وهو أحد الشهود القلائل الذين التقوا عبد الخالق خلال فترة وجوده بحوش آلـ الكد هو الذي أفادنا بأن المرحوم، عبد الخالق محجوب ظل يكتب طيلة الوقت وقام بتسليم ما كتبه للمرحوم طه الكد مع وصايا، وسمعنا بذلك ـ أي كتابات، عبد الخالق ـ واهتماماً بالتفاصيل تابعنا البحث حتى عثرنا على الشاهد! وتأكدنا أن السيدة المحترمة والشيوعية (ث. أ) هي التي قامت بتسليم ما كتبه، عبد الخالق للسيد محمد إبراهيم نقد)!.
* ولكن (ث. أ) إستنكرت بشدة، في إفادتها للكاتب، المزاعم المنسوبة إليها في المقال أعلاه. هذه السيدة هي (ثريا الشيخ) زوجة محمد محجوب الشقيق الأصغر لعبد الخالق، والتي كانت ضمن القلة من الناس الذين قابلوه خلال تلك الأيام. وقد نفت نفياً قاطعاً أن تكون قد سلمت نقد أو أي شخص آخر أوراقاً من عبد الخالق
( وما عارفة من وين تحصل محمد علي خوجلي على معلومة زي دي؟!وأنا في زيارتي الأخيرة للسودان قريت المقال وزعلت شديد وسألت مجذوب يحيى بإعتبار إسمه ورد إختصاراً (م. ي. م)، وهو زوج سعدية شقيقتي وصديق للحزب، وقال لي بالحرف أن محمد علي خوجلي أشار لأحاديث كثيرة أنا ما قلتها بالطريقة دي وهو أضاف حاجات من عنده). وهي إفادة ثريا الشيخ للكاتب عن طريق الهاتف من مالمو بالسويد في 23/5/2005م. وننوه إلى أن خوجلي استبعد هذه الشهادة ولم يشر لها في كتابه!.
وجاء أيضاً في كتابنا (عنف البادية):ـ من جانبه أيضاً عزز مجذوب يحيى للكاتب ما ورد في حديث ثريا الشيخ، مؤكداً أنه لم يحدث أن ذكر مثل هذا الحديث لمحمد علي خوجلي ( قريت كلامو الكتبو وهو كلام كتير كتبو من راسو ساكت، أنا فعلاً قابلت المرحوم عبد الخالق في أيام وجوده في أب روف وطلب مني ومن المرحوم طه الإتصال بشخصين من أعضاء الحزب الشيوعي في أبروف وفعلاً إتصلنا بهما، وعبد الخالق في حديثه
مع طه كان يتحدث معه حول مواضيع ووصايا أسرية بحتة، ولا علم لي بوصايا مكتوبة أو خلافه أعطاها، عبد الخالق لطه ليقوم بتوصيلها للحزب)!. وهي الافادة التي استقيناها من مجذوب يحيي عن طريق الهاتف، من أم درمان، في 4/8/2005م.
***
وكنا قد بذلنا جهداً مضنياً لاتاحة الفرصة إلى خوجلي لكي يرد على كل ما ذكرته السيدة ثريا الشيخ ـ وهي حية ترزق ـ إضافة لما ذكره مجذوب يحيي، وكانت محاولاتنا للاتصال به تلفونياً من مقر إقامتنا ببريطانيا تتم عن طريق الصديق الراحل كمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة الرأي العام وقتها والذي قال لي في نهاية المحاولات أن محمد علي خوجلي (واضح إنو زايغ منك وما داير يقابلك)، فما كان منا إلا أن تركنا الرجل لشأنه!.
وبعد
غريبة جداً مسألة أن يأتي الأستاذ محمد علي خوجلي وبعد رحيل مجذوب يحي ليدعي بأن الأخير أفاد له بما ذكره!، ويسمي تلك الافادة بأنها (أم الشهادات)!.
ونكتفي بذلك.

hassanelgizuli45@gmail.com
///////////////////////

 

آراء