البعد الرابع
صديق أبوفواز
29 September, 2022
29 September, 2022
١٥ أغسطس ٢٠٢٢م
"عندما يغضب أبوفواز"
"ان الله لن يغير ما بوطننا، حتى نغير ما بأنفسنا"
بالأمس في مستشفى علياء بالسلاح الطبي مرافقاً لأم فواز في زيارة لطبيبها المعالج اللواء طبيب /محمد بشير غالب أخصائي الباطنية والكلى، وبهذه المناسبة اود أن أشيد به لأنه انسان حقيقي قبل أن يكون طبيباً ماهراً، فهو رجل متواضع جداً ويجيد الاستماع للمرضى، وهو من الأخصائيين القلائل الذين لا يغلقون هواتفهم في وجه مرضاهم أو ذوي المرضى، له منا كل الحب والتقدير والاحترام.
في هذا الصباح سأروي لكم لماذا غضبت وشتمت ولعنت، واستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.
أم فواز أنهكها المرض ولا تقوى على الجلوس كثيرا في العيادات، أو في أي مكان أخر بسبب الإجهاد والضعف العام، نسأل الله لها الشفاء العاجل والتام وأن يمن عليها رب الكعبة بالصحة والعافية.
قبل يوم من الذهاب لمقابلة الطبيب اتصلت به واخبرته عن حالتها الصحية وعدم مقدرتها على الانتظار، فرتب لنا مع سكرتاريته أمر المقابلة وأوصى بادخالها فوراً عند حضورها.
ذهبنا الي مستشفى علياء وبدأنا في إجراءات المقابلة وكانت الساعة حوالي الثانية عشر والنصف منتصف النهار، يعني بعد آذان الظهر بحوالي ٣٥ دقيقة.
اخذت ورقة المقابلة ثم ذهبت إلى الخزينة لدفع رسوم المقابلة، وجدت أمامي حوالي ٤ أو خمسة أشخاص، ومع وصولي نهض موظف الخزينة وبدأ في إغلاق المكتب وأعلن انه ذاهب لأداء صلاة الظهر.
قلت له يا سيدي زوجتي مريضة ولا تستطيع الانتظار طويلا، فإذا سمحت قم بخدمتنا أولا، فصلاة الظهر وقتها طويلا ويمكن أدائها لاحقاً. لم يستجيب وأغلق المكتب ثم خرج.
خرجت عن وقاري وشتمته ولعنت أفكاره التي تقول له بأن صلاة الظهر أهم من أداء واجبه تجاه المرضى.
التجربة الثانية، وبعد مقابلة الطبيب، ذهبت إلى موظفة التأمينات لاخذ ورقة شركة التأمين لكي يكتب فيها الطبيب العلاج.
اعطتني الموظفة الورقة واحتفظت بالبطاقة وطلبت مني أن ارجع لها بعد أن يكتب الطبيب الروشة.
كتب الطبيب لنا الروشتة ورجعت للموظفة فلم أجدها، سألت منها فقيل لي انها ذهبت لتناول وجبة الإفطار، فغضبت للمرة الثانية ولعنت خاش الاستهتار.
البعد الرابع هذا الصباح هو؛ أن مشكلة السودان الكبرى ليست في البشير ولا في البرهان ولا حميدتي ولا في الحرية َالتغيير ولا مبادرة الجد الكيزانية ولا في تحالف الموز أو تحالف التغيير الجذري.
أزمتنا السودانية الشاملة ، أزمة مؤسسية وأخلاقية وتربوية ، وان الله لن يغير ما بوطننا حتى نغير ما بأنفسنا.
/////////////////////////
"عندما يغضب أبوفواز"
"ان الله لن يغير ما بوطننا، حتى نغير ما بأنفسنا"
بالأمس في مستشفى علياء بالسلاح الطبي مرافقاً لأم فواز في زيارة لطبيبها المعالج اللواء طبيب /محمد بشير غالب أخصائي الباطنية والكلى، وبهذه المناسبة اود أن أشيد به لأنه انسان حقيقي قبل أن يكون طبيباً ماهراً، فهو رجل متواضع جداً ويجيد الاستماع للمرضى، وهو من الأخصائيين القلائل الذين لا يغلقون هواتفهم في وجه مرضاهم أو ذوي المرضى، له منا كل الحب والتقدير والاحترام.
في هذا الصباح سأروي لكم لماذا غضبت وشتمت ولعنت، واستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.
أم فواز أنهكها المرض ولا تقوى على الجلوس كثيرا في العيادات، أو في أي مكان أخر بسبب الإجهاد والضعف العام، نسأل الله لها الشفاء العاجل والتام وأن يمن عليها رب الكعبة بالصحة والعافية.
قبل يوم من الذهاب لمقابلة الطبيب اتصلت به واخبرته عن حالتها الصحية وعدم مقدرتها على الانتظار، فرتب لنا مع سكرتاريته أمر المقابلة وأوصى بادخالها فوراً عند حضورها.
ذهبنا الي مستشفى علياء وبدأنا في إجراءات المقابلة وكانت الساعة حوالي الثانية عشر والنصف منتصف النهار، يعني بعد آذان الظهر بحوالي ٣٥ دقيقة.
اخذت ورقة المقابلة ثم ذهبت إلى الخزينة لدفع رسوم المقابلة، وجدت أمامي حوالي ٤ أو خمسة أشخاص، ومع وصولي نهض موظف الخزينة وبدأ في إغلاق المكتب وأعلن انه ذاهب لأداء صلاة الظهر.
قلت له يا سيدي زوجتي مريضة ولا تستطيع الانتظار طويلا، فإذا سمحت قم بخدمتنا أولا، فصلاة الظهر وقتها طويلا ويمكن أدائها لاحقاً. لم يستجيب وأغلق المكتب ثم خرج.
خرجت عن وقاري وشتمته ولعنت أفكاره التي تقول له بأن صلاة الظهر أهم من أداء واجبه تجاه المرضى.
التجربة الثانية، وبعد مقابلة الطبيب، ذهبت إلى موظفة التأمينات لاخذ ورقة شركة التأمين لكي يكتب فيها الطبيب العلاج.
اعطتني الموظفة الورقة واحتفظت بالبطاقة وطلبت مني أن ارجع لها بعد أن يكتب الطبيب الروشة.
كتب الطبيب لنا الروشتة ورجعت للموظفة فلم أجدها، سألت منها فقيل لي انها ذهبت لتناول وجبة الإفطار، فغضبت للمرة الثانية ولعنت خاش الاستهتار.
البعد الرابع هذا الصباح هو؛ أن مشكلة السودان الكبرى ليست في البشير ولا في البرهان ولا حميدتي ولا في الحرية َالتغيير ولا مبادرة الجد الكيزانية ولا في تحالف الموز أو تحالف التغيير الجذري.
أزمتنا السودانية الشاملة ، أزمة مؤسسية وأخلاقية وتربوية ، وان الله لن يغير ما بوطننا حتى نغير ما بأنفسنا.
/////////////////////////