خزعبلات الناظر ترك .. ضرورة المجالس الأهلية المنتخبة
د. حامد برقو عبدالرحمن
6 October, 2022
6 October, 2022
(1)
أحد اعمامي كان أستاذاً منذ الأربعينات و تقاعد في الستينات ، بينما عمي الآخر سلك طريقاً غير طريق إبن عمه، كان ذكياً بالفطرة كما الأخ محمد حمدان دقلو الا ان حظه العاثر أو الطيب لا أدري لم يسعفه ليعاصر في شبابه الرئيس عمر البشير حتي يستأجره لقتل الأبرياء و حرق قراهم ليمنحه رتبة الفريق دون أي مرجعية أكاديمية أو عسكرية).
بعد تغيير المناهج الدراسية من قبل الدكتور محي الدين صابر و التوسع الافقي في التعليم؛ افتتحت مدرسة أخرى في منطقتنا . كانت المدرسة في الحاجة الي حارس (خفير)، تقدم للوظيفة عدد من الناس ، كان ضمنهم الأستاذ السابق وابن عمه. بطبيعة الحال تم توظيف من كان أستاذاً من قبل. هنا ضحك عمي الآخر ساخراً ثم قال " الذي اعرفه ان الناس يتعلمون ليتقدموا ، لكن ان يتراجعوا لينافسوا الاُميين في وظائف الحراس شيء عجيب). فأصبح حديث "عمي عبدالكريم" مثالاً في الجزء الذي نسكنه نحن من تراب بلدكم السودان .
(2)
في السودان المفارقات وحده يحدث ان يخلف خريج الجامعات البريطانية ، و احد أركان حزب الأمة و المثقف الوطني و ابن السودان القح الناظر محمد الأمين ترك ناظر عموم الهدندوة إبنه المتقلب و (المتحول سياسياً) و خريج مرحلة الوسطى (سيد محمد الأمين ترك) الناظر الحالي لقبيلة الهدندوة.
حجم الظلم الذي تعرض له اقليم شرق السودان منذ الإستقلال حتى تاريخ يومنا هذا كان كبير للغاية.
المؤسف ان حكومة قحت التي أدارت الفترة الانتقالية بكل صبيانية( رغم جهود دولة رئيس وزراء الثورة الدكتور عبدالله حمدوك)؛ أستمرت في نهج الحكومات السابقة في إهمال شرق السودان.
برغم أنني لست من أنصار دولة المحاصصات و الجهويات لكن دهشت لحجم غباء القائمين على الأمر عندما خلت عضوية مجلس السيادة من اي ممثل لشرق السودان.
(3)
مازلت على رأيي ان إتفاق جوبا للسلام أعتبره مكسباً وطنياً تاريخياً يستوجب الحفاظ عليه و العمل على تنفيذه ، رغم أي عيب صاحبه أو افرز عنه.
أتصور ان المسارات التي أقحمت في إتفاق جوبا للسلام لم تكن خطوة موفقة ، و خاصة مسار الشرق - هذا برغم ان أعتراض بعض مكونات الشرق على المسار كان بدوافع قبلية و حزازات عشائرية داخل البيت البجاوي.
(4)
من المحزن ان يمتطي حزب المؤتمر الوطني و الذي حكم البلاد لثلاث عقود (دون ان يتكرم حتى بتوفير مياه الشرب أو الدواء لأهلنا في الشرق و الذين يقتلهم العطش و يفتك بهم السل الرئوي) الناظر ترك للعودة الي رقاب السودانيين أو تفتيت الوطن الي دويلات متناحرة متحاربة .
الناظر ترك و بتواضع تعليمه و ضحالة تفكيره يظن بأنه يملك شرق السودان، على غرار الكيانات التي تقع شرق البحر الاحمر.
و هو لا يدري ان بور سودان أو كسلا ملك لجميع السودانيين، كما جبل مرة ، الدمازين ، بربر ، الدلنج و النهود.
فهو مجرد ناظر قبيلة كغيره من النظار و السلاطين في السودان، مهمته تنحصر في الجوانب الإجتماعية لقبيلته، و لا ينبغي له ممارسة اي دور سياسي تحت اسم قبيلة الهدندوة العظيمة و التي نعتز بها و نتفاخر ببطولاتها و إرثها النضالي و الجهادي الناصع.
(5)
ثمة أيادي خارجية آثمة( بجانب فلول النظام البائد) وراء خطوة إغلاق الموانيء و التي قام بها الناظر ترك، إلا ان عدم ردعه من قبل حكومة الثورة حفزه للذهاب بعيداً عندما خير السودانيين قبل أسبوع تقريبا بين القبول بمحمد الطاهر إيلا رئيساً للوزراء أو المطالبة بحق تقرير المصير لشرق السودان!!
الذي ينبغي على الاخ الناظر ترك و الآخرين ان يفهموه ان لا قوة أو قوى تحت الشمس تستطيع فرض إرادتها على الأحرار السودانيين.
و على حكام كيانات العبودية ان يدركوا بانهم يتعاطون مع شعب يختلف عن شعوبهم.
إنصاف جميع السودانيين لا يمكن تحقيقه دون حكومة مدنية ديمقراطية.
لذا دعونا نعمل من أجل الدولة المدنية.
(6)
و لبناء أمة ذات وجدان مشترك ؛ فلابد من إحلال ما يسمى بالإدارة الأهلية بالمجالس الأهلية المحلية المنتخبة ، لكن بشكل تدريجي.
أي ان المواطنين الذين يقطنون في رقعة جغرافية معينة و من مختلف القبائل ينتخبون من يدير المهام الإجتماعية لسكان تلك الرقعة الجغرافية ( و الشخص المنتخب ديمقراطياً يمكن ان يكون السلطان أو الناظر نفسه أو غيره و لفترة زمنية محددة و لمهام اجتماعية محكمة بالقانون).
تُترك الإدارة الاهلية دون الإلغاء أو المساس بها من قبل الحكومة ، لكن توكل جميع مهامها الي المجلس الأهلي المحلي المنتخب. بذلك تضمحل الإدارة الاهلية و تندثر تلقائيا خلال سنوات معدودة .
بهذا يمكننا إستئصال القبلية و الجهوية من جزورها لبناء وطن معافى ، متنوع ، لكن منسجم في وجدانه !!.
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
أحد اعمامي كان أستاذاً منذ الأربعينات و تقاعد في الستينات ، بينما عمي الآخر سلك طريقاً غير طريق إبن عمه، كان ذكياً بالفطرة كما الأخ محمد حمدان دقلو الا ان حظه العاثر أو الطيب لا أدري لم يسعفه ليعاصر في شبابه الرئيس عمر البشير حتي يستأجره لقتل الأبرياء و حرق قراهم ليمنحه رتبة الفريق دون أي مرجعية أكاديمية أو عسكرية).
بعد تغيير المناهج الدراسية من قبل الدكتور محي الدين صابر و التوسع الافقي في التعليم؛ افتتحت مدرسة أخرى في منطقتنا . كانت المدرسة في الحاجة الي حارس (خفير)، تقدم للوظيفة عدد من الناس ، كان ضمنهم الأستاذ السابق وابن عمه. بطبيعة الحال تم توظيف من كان أستاذاً من قبل. هنا ضحك عمي الآخر ساخراً ثم قال " الذي اعرفه ان الناس يتعلمون ليتقدموا ، لكن ان يتراجعوا لينافسوا الاُميين في وظائف الحراس شيء عجيب). فأصبح حديث "عمي عبدالكريم" مثالاً في الجزء الذي نسكنه نحن من تراب بلدكم السودان .
(2)
في السودان المفارقات وحده يحدث ان يخلف خريج الجامعات البريطانية ، و احد أركان حزب الأمة و المثقف الوطني و ابن السودان القح الناظر محمد الأمين ترك ناظر عموم الهدندوة إبنه المتقلب و (المتحول سياسياً) و خريج مرحلة الوسطى (سيد محمد الأمين ترك) الناظر الحالي لقبيلة الهدندوة.
حجم الظلم الذي تعرض له اقليم شرق السودان منذ الإستقلال حتى تاريخ يومنا هذا كان كبير للغاية.
المؤسف ان حكومة قحت التي أدارت الفترة الانتقالية بكل صبيانية( رغم جهود دولة رئيس وزراء الثورة الدكتور عبدالله حمدوك)؛ أستمرت في نهج الحكومات السابقة في إهمال شرق السودان.
برغم أنني لست من أنصار دولة المحاصصات و الجهويات لكن دهشت لحجم غباء القائمين على الأمر عندما خلت عضوية مجلس السيادة من اي ممثل لشرق السودان.
(3)
مازلت على رأيي ان إتفاق جوبا للسلام أعتبره مكسباً وطنياً تاريخياً يستوجب الحفاظ عليه و العمل على تنفيذه ، رغم أي عيب صاحبه أو افرز عنه.
أتصور ان المسارات التي أقحمت في إتفاق جوبا للسلام لم تكن خطوة موفقة ، و خاصة مسار الشرق - هذا برغم ان أعتراض بعض مكونات الشرق على المسار كان بدوافع قبلية و حزازات عشائرية داخل البيت البجاوي.
(4)
من المحزن ان يمتطي حزب المؤتمر الوطني و الذي حكم البلاد لثلاث عقود (دون ان يتكرم حتى بتوفير مياه الشرب أو الدواء لأهلنا في الشرق و الذين يقتلهم العطش و يفتك بهم السل الرئوي) الناظر ترك للعودة الي رقاب السودانيين أو تفتيت الوطن الي دويلات متناحرة متحاربة .
الناظر ترك و بتواضع تعليمه و ضحالة تفكيره يظن بأنه يملك شرق السودان، على غرار الكيانات التي تقع شرق البحر الاحمر.
و هو لا يدري ان بور سودان أو كسلا ملك لجميع السودانيين، كما جبل مرة ، الدمازين ، بربر ، الدلنج و النهود.
فهو مجرد ناظر قبيلة كغيره من النظار و السلاطين في السودان، مهمته تنحصر في الجوانب الإجتماعية لقبيلته، و لا ينبغي له ممارسة اي دور سياسي تحت اسم قبيلة الهدندوة العظيمة و التي نعتز بها و نتفاخر ببطولاتها و إرثها النضالي و الجهادي الناصع.
(5)
ثمة أيادي خارجية آثمة( بجانب فلول النظام البائد) وراء خطوة إغلاق الموانيء و التي قام بها الناظر ترك، إلا ان عدم ردعه من قبل حكومة الثورة حفزه للذهاب بعيداً عندما خير السودانيين قبل أسبوع تقريبا بين القبول بمحمد الطاهر إيلا رئيساً للوزراء أو المطالبة بحق تقرير المصير لشرق السودان!!
الذي ينبغي على الاخ الناظر ترك و الآخرين ان يفهموه ان لا قوة أو قوى تحت الشمس تستطيع فرض إرادتها على الأحرار السودانيين.
و على حكام كيانات العبودية ان يدركوا بانهم يتعاطون مع شعب يختلف عن شعوبهم.
إنصاف جميع السودانيين لا يمكن تحقيقه دون حكومة مدنية ديمقراطية.
لذا دعونا نعمل من أجل الدولة المدنية.
(6)
و لبناء أمة ذات وجدان مشترك ؛ فلابد من إحلال ما يسمى بالإدارة الأهلية بالمجالس الأهلية المحلية المنتخبة ، لكن بشكل تدريجي.
أي ان المواطنين الذين يقطنون في رقعة جغرافية معينة و من مختلف القبائل ينتخبون من يدير المهام الإجتماعية لسكان تلك الرقعة الجغرافية ( و الشخص المنتخب ديمقراطياً يمكن ان يكون السلطان أو الناظر نفسه أو غيره و لفترة زمنية محددة و لمهام اجتماعية محكمة بالقانون).
تُترك الإدارة الاهلية دون الإلغاء أو المساس بها من قبل الحكومة ، لكن توكل جميع مهامها الي المجلس الأهلي المحلي المنتخب. بذلك تضمحل الإدارة الاهلية و تندثر تلقائيا خلال سنوات معدودة .
بهذا يمكننا إستئصال القبلية و الجهوية من جزورها لبناء وطن معافى ، متنوع ، لكن منسجم في وجدانه !!.
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com