الانقلاب تمت هزيمته .. ولكن اسطورة ديمقراطية الحزبين الكبيرين وإدمان الفشل عائدة وراجحة .. ما العمل نقول !!

 


 

عمر الحويج
10 October, 2022

 

كبسولة : (1)
المجلس المركزي : يرفض التوقيع علناً على الميثاق الثوري لسلطة الشعب
المجلس المركزي : ألم يئن الأوان بعد الإعتراف بأنكم فارقتم ثورة الشعب
كبسولة : ( 2 )
مسرح العبث : الناظر ترك وجماعته مع الفلول ( يشترط) إذا لم ......سوف ننحركم ...!!!!مسرح العبث : الحركات المسلحة مع الفلول ( تشترط) إذا لم ......سوف ننحركم...!!!!
عنوان المسرحية : (جربوا .... انحروا .... لتنتحروا)
كبسولة : (3)
يا..الجبرين : يا أجهل الجهلاء قم للمعلم وفه التبجيلا
يا..الجبرين : فأنت لا تعطيه من مال أبيك كثيراً ولا التجليلا
***
أليس من الغريب ان تشكلوا من بعض الأحزاب المعروفة لدي الجميع ، بصراعكم الممتد معها سنين عددا ، كما الأحزاب الأخرى معكم في ساحات العمل السياسي ( الحجل بالرجل) لتصنعوا تكتلاً ، متدثراً ملتحفاً ومنتحلاً اسم الحرية والتغيير الأصل الذي قاد الثورة حتى انتصارها الأول .
كانت خطيئتكم الأولى ، حين تقييمكم المفارق للمنطق ولمسار الثورة ، حين غفلة منكم . يوم تسلقت اللجنة الأمنية للنظام البائد على أكتاف الثوار بدمائهم المراقة ، وحسبتموه انحيازاً إلى الثورة ، ولم تنظروا اليه في عمقه ودلالته ، لتكتشفوا أنه لعبة من ألاعيب الإسلاموينن ، فقد كان انقلاباً يا هؤلاء على مسار الثورة كامل الدسم ، ولذلك ارتكبتم الخطيئة الأولى ، بتوقيع الوثيقة الدستورية المعيبة ، التي كانت الطوق الذي اطبقوه وطوقوا به اعناقكم وساقوكم به من رقابكم ، وأنتم مستسلمين لهم ، ومارسوا معكم كل مكايدهم . التي بداؤها بإنقلابهم الثاني بفض الاعتصام وكانوا في عجلة من أمرهم ، لاستعادة نظامهم ، ولكن الثورة أوقفتهم عند حدهم ، بمسيرة 30 يونيو الحاسمة ، وكانت لكم اللحظة المناسبة لعودتكم لحضن الثورة ، ومواصلة مسيرتها ، ولكنكم واصلتم خيبتكم ، ولن نقول خيانتكم ، واستمرأتم النوم في عسل السلطة ، وكراسيها الدوارة ، فدارت بكم حتى اداخت منكم بوخة المرقة الدواخة . فأوصلتكم إلى إنقلابهم في 25 اكتوبر ، ولذتم بالثورة من جديد وحضنها الحار والفوار ، ومراقبكم يلحظكم ، وقد ظللتم تتحدثون بلسان التقية وفقه الضرورة مثلكم ، في تشبهكم بالإسلاموي في مراوغاته ، وقد نويتم المسير في لعبته ، فقررتم مثله التحدث بلسانين ، لسان اعوج يتحدث باسم الثورة ، وافعالكم تتحدث بلسان الثورة المضادة ، وظل ذلك ديدنكم ، حتى يوم الناس هذا ، حيث جاء دليل مفارقتكم للثورة حين اعلنت لجان المقاومة بقيادةنسيقياتها ، عن الميثاق الثوري لتاسيس سلطة الشعب ، وجاء ردكم الواضح ما فاضح ، برفضكم غير المبرر ، للتوقيع على الميثاق ، بدعوى أن دعوتكم جاءت موجهة لأحزابكم وليس لكم كتحالف ، وأنتم في النهاية تشكلون أحزاباً ، اسميت قبلها (بأربعة طويلة) ، ومن نعتكم بذلك هم الثوار قبل مؤيدي الإنقلاب .
الطبيعي كقوى ثورية كنتم تدَّعون وظللتم لحينها . كان بداية قبل الرفض القاطع ، أن توجهوا نقداً لمن دعوكم ، بأن تكون الدعوة قد تمت بعدالة ، أي تطالبونهم أن تكون الدعوة لمجمل قوى الثورة عن طريقين ، إما أن تقدم عن طريق أحزابها منفردة ، أو بتكتلاتها المكونة من قوى الثوربة الحية و قوى التغيير الجذري وهي تكتلات مثلكم بالمثل لا فرق بين عجمي وعربي ولا أسود من ابيض ، وقع ليكم الكلام .
ولكن ما العمل..نقول !! :-
وقد عملتم على تجاهل هذه المكونات الثورية ، منذ مولد اعلانها ، وكأنه ما بعدكم بعد . وخاصة تكتل قوى التغيير الجذري ، وعمداً عملتم على اغتياله وافشاله ، وهو في المهد يصارع وجوده .
ولكن ما العمل..نقول !! :-
وأنتم الحزبية لازالت تعشعش في العقول وفي نفوسكم المسكونة بادمان الفشل الموروث ، وأنتم تعرفون كجوع بطونكم الملهوفة للجلوس على كراسي السلطة الوثيرة . ولا تعرفون أن هذا الصراع ظل قائماً ومتواصلاً ، في اصله وفصله ، منذ ظهور الحركة السياسية والحزبية ، قبل الاستقلال ، وهو في حقيقته ، صراع مجتمعي ، طبقي بين اليمين والوسط واليسار ، ولم يستطع مساره الطويل ، حسمه بالإقصاء أو بالعزل أو بالإبعاد أو حتى بالتجاهل ، كان محتدماً طوال الأزمان الممتدة .
كانت مسألة التوقيع على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب ، يتم حلها بأيسر الطرق وافيدها للوطن وللديمقراطية ، وللحرية والسلام والعدالة ، فلو كان رفضكم مبرراُ لمصلحة الثورة ومبنياً على تحليل سليم ، لكان لكم أن تلزموا لجان المقاومة ، وتضعوهم بين خيارين ، إما دعوة الجميع كأحزاب ، ويشملكم هذا الخيار ، أو الدعوة للكتل الأخرى ككتل ، وكانت فرصة للجلوس الزاما عليكم ، و على الكتل الأخرى ، وأولاها قوى التغيير الجذري ، الإجتماع تحت راية قيادة الثورة الحقيقية ، الممثلة في لجان المقاومة .
ولكن ما العمل.. نقول !! :-
وأنتم مسبقاُ قد قررتم ، النظر بعين المكايدات الحزبية القديمة فنظرتم إليه بعين الريبة وهي كليلة ، بأن هذا الميثاق ، قد تمت صياغته من قِبل الكتلة الأخرى التي يقودها الحزب الشيوعي .
ولكن ما العمل..نقول !! :-
وقد عدنا لجرثومة المكايدة الحزبية القديمة ، قدم ادمان الفشل ، وباعدتم بينكم والذين أدمنوا النجاح ، علما بأن كل من اطلع على هذا الميثاق ، يتأكد له ، أنه خرج من رحم أهداف الثورة ومراميها ، وأنه سيفتح الباب واسعاً للتغيير الجذري ، ولسودان جديد سيصب في مصلحة الجميع بيمينه ويساره ووسطه ، وللمجتمع السوداني بكافة طبقاته وفئاته وتنوعاته ، راسمالية كانت وطنية وليست طفيلية ، أو طبقة وسطى ، أو مسحوقي بلادنا ، من عماله ومزارعيه وكادحيه من كل فج ينتظرون الفرج والنهوض .
ولكن ما العمل نقول !! :-
وجرثومة المكايدة ، وحب السلطة ، جعلتم بقراركم ، الصريح بمعاداة لجان المقاومة والثورة ، أن التفت الجميع وراءهم بغضب ، ورأوا ليس بأم أعينهم ، وانما ببطونهم الجوعى أن النظام البائد ، يتحكر في قلب السلطة ، ويمدد رجليه ولسانه وشعر رأسه ، شامتاً على جميع الذين ساهموا في الثورة وعملوا لها وضحوا من أجلها بالغالي والنفيس من "أطفالنا أكبادنا" "أكبادنا شبابنا" من الجنسين ، قتلاً وسجناً وتعذيباً واغتصاباً واختفاءاً قسرياً وما خفي كان أعظم .
ولكن ما العمل..نقول !! :-
إذن استيقظوا يا هؤلاء وضعوا التناقضات الثانوية بينكم جانباً ، وأَجِلُوها ليوم تَجْلُوها ، وأعملوا لحل التناقض الأساسي بين من هو مشارك فاعل في الإنقلاب ومن شايعه ، وبين قوى الثورة الحية بقيادة لجان المقاومة ، كما تفعيل وهزيمة ، التناقض الاساسي بين الثورة والثورة المضادة ، التي يقودها التنظيم الإسلاموي الشرير ، الذي أعاد سلطته اليه عياناً بياناً ، وانتم تتكايدون بجرثومتكم المستوطنة ، مزمنة زماناً طويلاً في أحشائكم المريضة منذ الإستقلال وحتى لحظة يوم الناس هذا .
ومع ذلك وكل ذلك نقول :
الثورة مستمرة والردة مستحيلة والشعب أقوى وأبقى
وفي شأن ذلك نقول:
الثورة منتصرة ، شاء من شاء وأبى من أبى .

omeralhiwaig441@gmail.com

 

آراء