ود أم بعلو!!
أشرف عبدالعزيز
15 October, 2022
15 October, 2022
الصباح الجديد –
كل المؤشرات هذه الأيام تشير الى دنو التسوية السياسية بين العسكر والمدنيين ، ولم يكن الأمر يحتاج إلى إفادة عضو الآلية الثلاثية عن الاتحاد الأفريقي بلعيش بعد لقاءه البرهان بأن التسوية وشيكة.
التحولات الكبرى التي طرأت على موقف الدعم السريع منذ يوليو الماضي تجاه عودة المسار الديمقراطي والحوار مع القوى الثورية مروراً بتأييد حميدتي للاعلان الدستوري لنقابة المحامين قبل أن يجف مداده فضلاً عن نسفه لمبادرة نداء السودان التي يقودها الشيخ الطيب الجد وتحظى بتأييد المؤتمر المحلول ، كل هذه التحولات لم تأت عن فراغ وإن أنكر الدعم السريع أو بعض قيادات قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الوصول لتفاهمات مع حميدتي.
في المقابل تكاثفت الجهود الدولية إزاء إيجاد حل سياسي للأزمة في السودان ولم يقتصر الحراك على زيارات خاطفة للمبعوثين بل انعقدت اجتماعات مطولة بين السفراء والآلية الثلاثية من جهة وبين الاخيرة والوساطة الرباعية من جهة أخرى وسط تكتم شديد وضرب حائط من السرية على هذه الاجتماعات.
التحول الأكبر كان في موقف البرهان نفسه الذي بدأ بتعهداته أمام الأمم المتحدة بعودة الجيش للثكنات وتجديد وتكرار ذات الموقف في (كدباس) ويحمل حديث البرهان من منصة السجادة القادرية رسالة واحدة هو أنه لا يمانع من العودة للتفاوض مع الحرية والتغيير , لتشكيل حكومة مدنية.
الخلافات بين البرهان وحميدتي نفسه فرضت واقعاً جديداً جعل كل منهما يسرع خطواته نحو التسوية باعتبار أنها الضمانة الوحيدة للمستقبل وغض المجتمع الدولي عن الانتهاكات الفظيعة التي حدثت سابقاً وحالياً خاصة وسط المحيط الهادر من الثوار وأسر الشهداء المطالبة بضرورة القصاص.
كل هذه المؤشرات تؤكد بالفعل أن هناك ما يجري تحت الجسر ولقاءات انعقدت بين الأطراف التي ليست غامضة كما وصفها الناطق بحزب البعث الاستاذ عادل خلف الله ، لكن التحدي هو أن تتم هذه اللقاءات في العلن وليس في الظلام ليبقى السؤال لماذا الخوف؟
من الواضح أن الخوف هو من أن لا تحظى هذه التسوية بتأييد شعبي خاصة بعد توقيع لجان المقاومة على ميثاق سلطة الشعب وبالتالي مهما كانت الظروف مهيأة والمناخ ملائم يظل (الشارع) هو الشبح المخيف لكل من يتحرك خطوة تجاه الحل السياسي عبر التسوية.
ليس أمام القوى المتفاوضة غير أن تعلن حقيقة ما يجري تحت الأرض ومواجهة الشارع أو التوحد مع قوى التغيير الجذري لوضع حدا للانقلاب في ذكرى مرور عام على يوم اعلانه المشؤوم ، يجب أن تكون الأطراف على قدر من الشجاعة وتعلن عن خياراتها بوضوح ، وكما يقول أحد أصدقائنا أن للطفل المخيف في الخرافة السودانية أباً ، ويسميه (حسين) وينشد (ود أم بعلو هداك أبوكا حسين).
الجريدة
////////////////////////
كل المؤشرات هذه الأيام تشير الى دنو التسوية السياسية بين العسكر والمدنيين ، ولم يكن الأمر يحتاج إلى إفادة عضو الآلية الثلاثية عن الاتحاد الأفريقي بلعيش بعد لقاءه البرهان بأن التسوية وشيكة.
التحولات الكبرى التي طرأت على موقف الدعم السريع منذ يوليو الماضي تجاه عودة المسار الديمقراطي والحوار مع القوى الثورية مروراً بتأييد حميدتي للاعلان الدستوري لنقابة المحامين قبل أن يجف مداده فضلاً عن نسفه لمبادرة نداء السودان التي يقودها الشيخ الطيب الجد وتحظى بتأييد المؤتمر المحلول ، كل هذه التحولات لم تأت عن فراغ وإن أنكر الدعم السريع أو بعض قيادات قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الوصول لتفاهمات مع حميدتي.
في المقابل تكاثفت الجهود الدولية إزاء إيجاد حل سياسي للأزمة في السودان ولم يقتصر الحراك على زيارات خاطفة للمبعوثين بل انعقدت اجتماعات مطولة بين السفراء والآلية الثلاثية من جهة وبين الاخيرة والوساطة الرباعية من جهة أخرى وسط تكتم شديد وضرب حائط من السرية على هذه الاجتماعات.
التحول الأكبر كان في موقف البرهان نفسه الذي بدأ بتعهداته أمام الأمم المتحدة بعودة الجيش للثكنات وتجديد وتكرار ذات الموقف في (كدباس) ويحمل حديث البرهان من منصة السجادة القادرية رسالة واحدة هو أنه لا يمانع من العودة للتفاوض مع الحرية والتغيير , لتشكيل حكومة مدنية.
الخلافات بين البرهان وحميدتي نفسه فرضت واقعاً جديداً جعل كل منهما يسرع خطواته نحو التسوية باعتبار أنها الضمانة الوحيدة للمستقبل وغض المجتمع الدولي عن الانتهاكات الفظيعة التي حدثت سابقاً وحالياً خاصة وسط المحيط الهادر من الثوار وأسر الشهداء المطالبة بضرورة القصاص.
كل هذه المؤشرات تؤكد بالفعل أن هناك ما يجري تحت الجسر ولقاءات انعقدت بين الأطراف التي ليست غامضة كما وصفها الناطق بحزب البعث الاستاذ عادل خلف الله ، لكن التحدي هو أن تتم هذه اللقاءات في العلن وليس في الظلام ليبقى السؤال لماذا الخوف؟
من الواضح أن الخوف هو من أن لا تحظى هذه التسوية بتأييد شعبي خاصة بعد توقيع لجان المقاومة على ميثاق سلطة الشعب وبالتالي مهما كانت الظروف مهيأة والمناخ ملائم يظل (الشارع) هو الشبح المخيف لكل من يتحرك خطوة تجاه الحل السياسي عبر التسوية.
ليس أمام القوى المتفاوضة غير أن تعلن حقيقة ما يجري تحت الأرض ومواجهة الشارع أو التوحد مع قوى التغيير الجذري لوضع حدا للانقلاب في ذكرى مرور عام على يوم اعلانه المشؤوم ، يجب أن تكون الأطراف على قدر من الشجاعة وتعلن عن خياراتها بوضوح ، وكما يقول أحد أصدقائنا أن للطفل المخيف في الخرافة السودانية أباً ، ويسميه (حسين) وينشد (ود أم بعلو هداك أبوكا حسين).
الجريدة
////////////////////////