الما بتلقى في بيت أبوك بخلعك
محمد زاهر أبوشمة
2 November, 2022
2 November, 2022
بدايةً دعوني أسرح بخيالي قليلاً وأسترجع ذكريات ذاك اليوم المشئوم واسأل نفسي ؟؟
أين انا وإخواني في بلاد المهجر الذين سلبهم الكيزان عزمهم وقوتهم وايمانهم وتضحياتهم فيما مضي من أيام الإنقاذ الأولى حينما كُنا وابناء جيلي اطفالاً لانعي معني ان تُهدر كرامة الإنسان ، وتستبيح الحكومات حقوق المواطن المغلوب علي أمرة بالضغط علية حتي في أبسط الحقوق الدنيوية التي كفلها له الله عزوجل وحرمتها منه الإنقاذ!!
أي إنقاذ هذا الذي يتحدثون عنه هؤلاء الفاسدين ؟؟
وعن إي إصلاح ونحن نشاهدهم وهم لايحركون ساكناً منذ أن قدموا للسلطة في 30 يونيو 1989م لم يقدموا شيئاً للوطن ولا للمواطن وإنما رأينا كل ماهو خبيث وفاسد من مواقفهم التي أخجلت الشيطان نفسه ، كل تلك المواقف السالبة ماهي إلا تأكيداً على سوء نواياهم ، وماهي إلا مدلول على أن هؤلاء القوم الفاسدين قد تفاجأوا من هول السلطة وعلو شأنها وشدة عظمتها ومحاسنها وما اصبحوا عليه بين ليلةٍ وضحاها من جاهٍ و مال و بيوت و سيارات فارهة وزوجاتٍ حسناوات وما إلي ذلك من مغريات السلطة وتبعاتها التي لاتصيب إلا المعدومين حديثي العهد بالنعمة الذين يقال في وصفهم.
((الما بتلقي في بيت ابوك بخلعك ))
هكذا هم الكيزان عديمي الوفاء للوطن والمواطن فمنذ أن جاءوا للسلطة وهم ينهبون ويسرقون المال العام كما ولو أن هذا المال هو حق من حقوقهم يفعلون به مايفعلون ولا دخل لهم بالمواطن السوداني إن جاع أو ضاق من الوضع الإقتصادي السيئ الذي ادخلوا فيه المواطن عنوةً دون أدني مسئوليةً قد تقع علي عاتقهم، فعاثوا في الأرض مفسدين لا مصلحين وإني لأراهم كافرين ، هذا السودان الوطن القارة الذي كان سلة غذاء العالم في يوم من الايام اصبح الان وبفضلهم من افقر بقاع الارض يعيش علي المنح والمعونات الخارجية من دول كنا في يوم من الايام نحن من نوفر لهم ما يشبع جوعهم فصرنا الان ننتظرهم بفارغ الصبر حتي يمنون علينا من خيراتهم التي كنا السبب الرئيسي فيها.
الوطن الذي هاجر منه شباب في مقتبل العمر لكل بلدان العالم بحثاً عن رزق حلال يغنيهم السؤال بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة في وطنهم ولم يستطيعوا فعل شيئ وهم هائمون علي وجوههم التي تلونت بلون التراب الذي يمشون علية رهقاً وتعباً وضيقاً من واقع مرير الم بهم دون سابق إنذار فلم تعد تعنيهم الوسيلة التي تمكنهم من الوصول لمبتغاهم ولكن كانت الفكرة الاساسية الا وهي الهروب من هذا الواقع ولسان حالهم يقول كما قال ميكافيللي ((الغاية تبرر الوسيلة))
فلم يخافوا امواج البحار وهم يركبون علي زوارق لا تستطيع حمل نفسها ناهيك عن حمل الذين يركبون علي متنها من شباب في عمر الزهور لم يستطيعون تحقيق احلامهم في وطنهم فقرروا الذهاب إلي المجهول اي كان هذا المجهول فمنهم من وصل ومنهم من قضي نحبة في سبيل ان يصل لبلاد تحترم كرامتة وآدميتة بعيدا عن طاعون الم بهم في السودان يسمي ((الكيزان )) هذا هو مشهد من مشاهد المسلسل الإنقاذي الممل إن الشباب او الذين يستطيعون الخروج من هذا المعترك قد خرجوا دون الإلتفات إلي الوراء خرجوا وقد بكتهم امهاتهم وابائهم دماً وهم لايعلمون لأي طريق مجهول قد ذهب ابنائهم وهل سيرونهم في يوم ما ام قد تكون هذه آخر اللحظات التي سيرونهم فيها !!
سنوات وسنوات مرت ولم تستطيع هذة الاسر رؤية ابنائها مرةً اخري فمنهم من لفظتة امواج البحار إلي شواطئ اكثر بؤساً من التي كانوا يتمنونها ومنهم من أكلتة اسماك البحار ومنهم من وصل لمبتغاه ولكن لم يستطيع العودة نسبةً لنشاطه السياسي الذي جعل منه مجرماً يلاحقه القانون الكيزاني وممنوعا من دخول البلاد التي يحمل عشقها وحبها قبل ان يحمل جنسيتها.
إن ضيق وشظف العيش الذي مرت به هذه البلاد منذ أن جاء هؤلاء كان السبب الرئيسي في إنعدام الاخلاق وإنتشار الفساد الإداري والاخلاقي وكان تأثير الفساد الإداري واضحا وجلياً بتأثيره علي إقتصاد البلاد الذي من شأنه ان يؤثر علي المواطن وعلي ظروفه المعيشية فلم تعد الرواتب تسد فجوة الإحتياجات الحياتية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتعليم وعلاج فماذا سيفعل القوم في ظل كل هذه الإحتياجات فأما ان تجد حلاً لهذه الإشكالية وإما أن تنتحر وتموت كافراً وإما ان تغض الطرف عن كثير من الاشياء وتلتزم الصمت وعدم السؤال عنها .
كل الذي ذكرت ما هو إلا واقع معاش عاشة الشعب السوداني ومازال يعيشه حتى هذه اللحظات اوليس الذي ذكرت بكفيل حتي نخرج إلي الشارع مطالبين بحقوقنا التي استباحوها هؤلاء اللصوص اوليس كل الذي ذكرت والذي لم اذكر والذي اعلمه وتعلمونه تمام العلم بقادر علي ان يفك الأثر الذي دام لثلاثون عام .
ومازلت ابكي وانا اكتب ويفيض الدمع مني وانا اتحسر علي حال بلادي وأنا أرى مشهد هذا الطفل وهو بين المتظاهرين يحمل كيساً من ساندوتشات كان اولي بها هو وإخوانه في المنزل حتي يستطيعون سد جوعهم بالرغم من شح الخبز إلا إنة آثر علي نفسه وإخوته وشارك هؤلاء الابطال الشجعان الذين خرجوا من بيوتهم مطالبين بإسقاط هذا النظام البغيض الذي جسم علي صدورهم والذي ولدوا في عهده فلم ولن يروا النور ولا الحياة الكريمة إلا بسقوطه وذهابه عن هذا الشعب العظيم الذي انجب مثل هذا البطل الصغير الذي اجبرني علي البكاء وحرك فيني روح الثورة وذكرني حينما كنا صغاراً ونحن نخرج للتظاهر علي نفس القوم الذين لم يستطيعوا حتي توفير الخبز لمثل هذا الصغير الذي لم استطيع معة تمالك نفسي وانا اكتب ومازلت ابكي حتي الان.
ترس..
وطن الجدود نفديك بألارواح نجود وطني
ترس تاني ..
#مدن_السودان_تنتفض
#الثورة_خيار_الشعب
#الثورة_مستمرة
#الأضراب السياسي
#العصيان_المدني
أين انا وإخواني في بلاد المهجر الذين سلبهم الكيزان عزمهم وقوتهم وايمانهم وتضحياتهم فيما مضي من أيام الإنقاذ الأولى حينما كُنا وابناء جيلي اطفالاً لانعي معني ان تُهدر كرامة الإنسان ، وتستبيح الحكومات حقوق المواطن المغلوب علي أمرة بالضغط علية حتي في أبسط الحقوق الدنيوية التي كفلها له الله عزوجل وحرمتها منه الإنقاذ!!
أي إنقاذ هذا الذي يتحدثون عنه هؤلاء الفاسدين ؟؟
وعن إي إصلاح ونحن نشاهدهم وهم لايحركون ساكناً منذ أن قدموا للسلطة في 30 يونيو 1989م لم يقدموا شيئاً للوطن ولا للمواطن وإنما رأينا كل ماهو خبيث وفاسد من مواقفهم التي أخجلت الشيطان نفسه ، كل تلك المواقف السالبة ماهي إلا تأكيداً على سوء نواياهم ، وماهي إلا مدلول على أن هؤلاء القوم الفاسدين قد تفاجأوا من هول السلطة وعلو شأنها وشدة عظمتها ومحاسنها وما اصبحوا عليه بين ليلةٍ وضحاها من جاهٍ و مال و بيوت و سيارات فارهة وزوجاتٍ حسناوات وما إلي ذلك من مغريات السلطة وتبعاتها التي لاتصيب إلا المعدومين حديثي العهد بالنعمة الذين يقال في وصفهم.
((الما بتلقي في بيت ابوك بخلعك ))
هكذا هم الكيزان عديمي الوفاء للوطن والمواطن فمنذ أن جاءوا للسلطة وهم ينهبون ويسرقون المال العام كما ولو أن هذا المال هو حق من حقوقهم يفعلون به مايفعلون ولا دخل لهم بالمواطن السوداني إن جاع أو ضاق من الوضع الإقتصادي السيئ الذي ادخلوا فيه المواطن عنوةً دون أدني مسئوليةً قد تقع علي عاتقهم، فعاثوا في الأرض مفسدين لا مصلحين وإني لأراهم كافرين ، هذا السودان الوطن القارة الذي كان سلة غذاء العالم في يوم من الايام اصبح الان وبفضلهم من افقر بقاع الارض يعيش علي المنح والمعونات الخارجية من دول كنا في يوم من الايام نحن من نوفر لهم ما يشبع جوعهم فصرنا الان ننتظرهم بفارغ الصبر حتي يمنون علينا من خيراتهم التي كنا السبب الرئيسي فيها.
الوطن الذي هاجر منه شباب في مقتبل العمر لكل بلدان العالم بحثاً عن رزق حلال يغنيهم السؤال بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة في وطنهم ولم يستطيعوا فعل شيئ وهم هائمون علي وجوههم التي تلونت بلون التراب الذي يمشون علية رهقاً وتعباً وضيقاً من واقع مرير الم بهم دون سابق إنذار فلم تعد تعنيهم الوسيلة التي تمكنهم من الوصول لمبتغاهم ولكن كانت الفكرة الاساسية الا وهي الهروب من هذا الواقع ولسان حالهم يقول كما قال ميكافيللي ((الغاية تبرر الوسيلة))
فلم يخافوا امواج البحار وهم يركبون علي زوارق لا تستطيع حمل نفسها ناهيك عن حمل الذين يركبون علي متنها من شباب في عمر الزهور لم يستطيعون تحقيق احلامهم في وطنهم فقرروا الذهاب إلي المجهول اي كان هذا المجهول فمنهم من وصل ومنهم من قضي نحبة في سبيل ان يصل لبلاد تحترم كرامتة وآدميتة بعيدا عن طاعون الم بهم في السودان يسمي ((الكيزان )) هذا هو مشهد من مشاهد المسلسل الإنقاذي الممل إن الشباب او الذين يستطيعون الخروج من هذا المعترك قد خرجوا دون الإلتفات إلي الوراء خرجوا وقد بكتهم امهاتهم وابائهم دماً وهم لايعلمون لأي طريق مجهول قد ذهب ابنائهم وهل سيرونهم في يوم ما ام قد تكون هذه آخر اللحظات التي سيرونهم فيها !!
سنوات وسنوات مرت ولم تستطيع هذة الاسر رؤية ابنائها مرةً اخري فمنهم من لفظتة امواج البحار إلي شواطئ اكثر بؤساً من التي كانوا يتمنونها ومنهم من أكلتة اسماك البحار ومنهم من وصل لمبتغاه ولكن لم يستطيع العودة نسبةً لنشاطه السياسي الذي جعل منه مجرماً يلاحقه القانون الكيزاني وممنوعا من دخول البلاد التي يحمل عشقها وحبها قبل ان يحمل جنسيتها.
إن ضيق وشظف العيش الذي مرت به هذه البلاد منذ أن جاء هؤلاء كان السبب الرئيسي في إنعدام الاخلاق وإنتشار الفساد الإداري والاخلاقي وكان تأثير الفساد الإداري واضحا وجلياً بتأثيره علي إقتصاد البلاد الذي من شأنه ان يؤثر علي المواطن وعلي ظروفه المعيشية فلم تعد الرواتب تسد فجوة الإحتياجات الحياتية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتعليم وعلاج فماذا سيفعل القوم في ظل كل هذه الإحتياجات فأما ان تجد حلاً لهذه الإشكالية وإما أن تنتحر وتموت كافراً وإما ان تغض الطرف عن كثير من الاشياء وتلتزم الصمت وعدم السؤال عنها .
كل الذي ذكرت ما هو إلا واقع معاش عاشة الشعب السوداني ومازال يعيشه حتى هذه اللحظات اوليس الذي ذكرت بكفيل حتي نخرج إلي الشارع مطالبين بحقوقنا التي استباحوها هؤلاء اللصوص اوليس كل الذي ذكرت والذي لم اذكر والذي اعلمه وتعلمونه تمام العلم بقادر علي ان يفك الأثر الذي دام لثلاثون عام .
ومازلت ابكي وانا اكتب ويفيض الدمع مني وانا اتحسر علي حال بلادي وأنا أرى مشهد هذا الطفل وهو بين المتظاهرين يحمل كيساً من ساندوتشات كان اولي بها هو وإخوانه في المنزل حتي يستطيعون سد جوعهم بالرغم من شح الخبز إلا إنة آثر علي نفسه وإخوته وشارك هؤلاء الابطال الشجعان الذين خرجوا من بيوتهم مطالبين بإسقاط هذا النظام البغيض الذي جسم علي صدورهم والذي ولدوا في عهده فلم ولن يروا النور ولا الحياة الكريمة إلا بسقوطه وذهابه عن هذا الشعب العظيم الذي انجب مثل هذا البطل الصغير الذي اجبرني علي البكاء وحرك فيني روح الثورة وذكرني حينما كنا صغاراً ونحن نخرج للتظاهر علي نفس القوم الذين لم يستطيعوا حتي توفير الخبز لمثل هذا الصغير الذي لم استطيع معة تمالك نفسي وانا اكتب ومازلت ابكي حتي الان.
ترس..
وطن الجدود نفديك بألارواح نجود وطني
ترس تاني ..
#مدن_السودان_تنتفض
#الثورة_خيار_الشعب
#الثورة_مستمرة
#الأضراب السياسي
#العصيان_المدني