مداهمات المنازل والاعتقالات.. قانونيون يتخوفون من تمدد رقعتها

 


 

 

مداهمة قوات أمنية لمنزل ثائر بالحاج يوسف بـ(7) تاتشرات، وضرب المنزل بعبوات البمبان
مداهمات المنازل والاعتقالات.. قانونيون يتخوفون من تمدد رقعتها
* عضو محامو الطوارئ: الدخول للمنازل ليس بالأمر السهل وماحدث مخالف للقانون
* تجمع المهنيين: ليس بالأمر الغريب أن تقوم سلطة الإنقلاب بالمداهمة
* الطيب العباسي: ليس هنالك مسوغ قانوني للقيام بعمليات المداهمة لاسيما وأن هناك محاولات لتهيئة الأجواء لحل الأزمة السياسية
* المعز حضرة: الإنقلاب العسكري غيب المبادئ والأعراف القانونية


الخرطوم: الجريدة
في خطوة أثارت جدلا واسعا وسط النشطاء والمدافعون عن حقوق الأنسان كشفت لجان مقاومة الحاج يوسف أمس الأول، عن مداهمات قامت بها قوات أمنية لمنزل أحد الثوار بمنطقة الحاج يوسف بعدد 7 تاتشرات، وأشارت في بيان تحصلت (الجريدة) عليه إلى انه قد تم ضرب المنزل بعبوات البمبان، دون مراعاة للأطفال والكبار في المنزل في عمل يؤكد للجميع عدم مهنية هذه القوات والتي أصبحت مصدراً للتهديد بدلاً عن قيامها بتوفير الأمن للمواطنين بحسب ما ذكرته، وأعلنت لجان أحياء الحاج يوسف رفضها هذا السلوك الذي وصفته بالهمجي رفضاً تاماً، وحملت مدير شرطة محلية شرق النيل مسؤولية هذه الأفعال مسؤوليةً تامة، وجددت رفضها أي محاولة لإعتقال أحد من الثوار لتلفيق التهم إليه زوراً وبهتاناً كما اعتاد أمن الانقلاب، وأكدت أن ردها سيكون في الميدان، وبالمقابل أبدى عدد من القانونيين والنشطاء مخاوفهم وقلقهم الشديد من تكرار الحادثة لاسيما في ظل الأوضاع التي أقل ما توصف بانها ضبابية، وأستنكروا ما جرى في ظل المحاولات الرامية لتهيئة المناخ السياسي من الأجواء التي يعيشها.
سلوك همجي
واستنكرت هيئة محامو الطوارئ تنفيذ سلطات انقلاب السودان حملة مداهمات واعتقالات في أحياء العاصمة الخرطوم، وقالت الهيئة في بيان صحفي تحصلت (الجريدة) على نسخة منه، إن الجهات الأمنية نفذت مساء أمس، مداهمات لعدد من المنازل بأحياء الخرطوم المختلفة أبرزها الحاج يوسف التي شهدت عدة مداهمات وبعدد كبير من التاتشرات «حيث تم استخدام البمبان داخل المنازل وترويع الأطفال بحسب بيان تجمع لجان الحاج يوسف»،ونوهت إلى أن المداهمات شملت كذلك، منطقة الكلاكلة والتي شهدت اعتقال ثائر واقتياده لجهة غير معلومة حتى كتابة التصريح، وقال البيان: «إننا في (محامو الطوارئ) ندرك تماماً أن هذا السلوك يتسق مع نهج الانقلابيين وسلوكهم الهمجي المجافي تماماً للمهنية أو حتى الأخلاق السودانية وهو يصب في محاولتهم اليائسة لقمع الحراك السلمي المتصاعد يوماً بعد يوم، وأضاف: «سنتابع الإجراءات حتى خروج الثوار أحرار كما ينبغي لهم وإلى حين محاسبة المنتهكين وزوال دولة الظلم».
إجراء غير سليم
وللمزيد من التفاصيل سارعت (الجريدة) باستنطاق عضو هيئة محامو الطوارئ منتصر عبد الله الذي أنتقد الخطوة ووصفها بغير السليمة والقانونية، وشدد على ضرورة ان تكون تلك الإجراءات التي تمت وفق القوانين واللوائح المعمول بها، وأشار عبد الله في حديثه ل(الجريدة) إلى ان الدخول للمنازل ليس بالأمر السهل حتي تقوم القوات الأمنية بعملية المداهمة، وكشف عن ان هنالك إجراءات يجب اتباعها أولا من قبل النيابة العامة قبل كل شئ والحصول على أمر تفتيش، داعيا الشرطة ان توضح لماذا قامت بتلك الإجراءات هل هنالك حالة اشتباه أم ماذا ؟، ونوه إلى ان نص المادة 95 بالقانون الجنائي لا يوجد به نص يحق استخدام عبوات الغاز المسيل للدموع، وأكد ان الإجراء المتبع عند دخول المنازل يتمثل في تحديد المنزل ومن ثم تقوم قوات الشرطة عبر الزي الرسمي بعملية التفتيش وأعتبر ما حدث بمنطقة الحاج يوسف يعد مخالفا للإجراءات والقوانين، وقال عبد الله: على الشرطة ان توضح لنا ماهي الإجراءات المتبعة وتفسر ما حدث عبر بيان رسمي، مشيرا إلى ان ما حدث يعد غير قانوني ومخالف لقوانين ونظم حقوق الأنسان حتى اذا كان أولئك الشباب يمارسون العمل السياسي، موضحا أنه من حق أي شخص ان يعبر عن رأيه بالقبول أو الرفض لجهة ان ثورة ديسمبر جاءت من أجل تحقيق الحريات من حرية الرأي والتعبير وغيره.
الغبن والكراهية
ومن جهته وصف المحامي والقانوني الطيب العباسي اعتقالات الثوار بغير القانونية خاصة وان ثورة ديسمبر كانت سلمية منذا انطلاقها، وقطع بانه لايوجد أي مسوغ قانوني لتلك الاعتقالات، وانتقد العباسي في حديثه ل(الجريدة) عودة الاعتقالات مجددا من خلال العمل على القاء القبض على الثوار والمتظاهرين في ظل المحاولات من أجل تهيئة المناخ بهدف ايجاد حلا للأزمة السياسية الراهنة، فضلا عن المحاولات من أجل ابعاد المكون العسكري من السياسة، واعتبر عودة الاعتقالات بانها بمثابة " صب الزيت على النار"، وحذر من مغبة المضي قدما في هذا الطريق بسبب انه سيعمل على إزدياد وتيرة العنف والغبن مع تزايد واتساع رقعة التفلتات الأمنية بالعاصمة الخرطوم، وعده بانه مخالف لقيم الثورة ومبادئ الأجهزة الأمنية، وطالب القوات النظامية بالتعامل بصورة جيدة مع الثوار والمتظاهرين، وجزم بأن الأمر ليس من مصلحة البلاد بسبب انه سيعمل على انتشار الغبن والكراهية، مشيرا إلى ان القتل والتعذيب والترهيب للثوار سيزيد من تفاقم الأوضاع فضلا عن انه مخالف لقيم الثورة وشعاراتها .

مخالفة القانون
ومن جانبه لم يذهب بعيدا عن ذلك الخبير القانوني المعز حضرة، حيث اكد ان الاعتقالات التي تجرى من قبل الأجهزة النظامية للثوار والمتظاهرين تعد غير قانونية ومشروعة، وأستنكر عمليات المداهمات التي جرت بعدد من المنازل في منطقة الحاج يوسف لكن حضرة عاد وقال في حديثه ل(الجريدة):" أن السلطات منذ إعلان حالة الطوارئ التي كانت قد اتخذتها ذريعة من اجل القيام بحملة الاعتقالات والمداهمات من خلال مهاجمة المنازل والقيام بحملات التفتيش"، وأشار إلى انه عقب الانقلاب الذي شهدته البلاد فأن الأعراف والمبادئ القانونية قد غابت معه، لافتا إلى ان الانقلاب ذهبت معه كل ما تحقق من مكتسبات التي تدعوا لارساء دعائم حقوق الأنسان وتحقيق العدالة والقانون.

مؤشر خطير
وعلى ذات المنحني أستنكر عضو القطاع القانوني بحزب المؤتمر السوداني فائز بده ماجرى من مداهمات، وقطع بانه يهدف لكسر شوكة الثوار وكسر إرادتهم ، وأشار إلى ان السلطات التي وصفها بالانقلابية لاتزال تقوم بعمليات القمع والترهيب، وحذر بده في حديثه ل(الجريدة) من ان تمدد رقعة المداهمات لجهة ان ذلك سيكون مؤشر خطير، وطالب الشارع بالعمل على مقاومة ذلك السلوك الذي اعتبره مرفوض، داعيا رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البر هان ان يعمل على ترجمة خطاباته على أرض الواقع اولا قبل الحديث عن حوار وغيره، لافتا إلى ان الثوار ارادتهم أقوى وسيمضون في تحقيق شعارات الثورة" حرية وسلام وعدالة"، وأكد ان خروج الثوار بالمواكب ليس ضد الانقلاب وحده بل ضد الظلم والشمولية لاسيما وان الجميع يطمح لتحقيق دولة الديمقراطية.

ليس بالغريب
وفي ذات السياق يقول القيادي بتجمع المهنيين عمار الباقر ان ما حدث من قبل القوات الأمنية من خلال القيام بعمليات المداهمة والإعتقالات بانه ليس بالأمر الغريب على سلطة جاءات عبر إنقلاب عسكري،وأشار في حديثه ل(الجريدة) إلى انه أمر متوقع وليس بالجديد على السلطة الحاكمة، لافتا إلى أنها كل ما استحكمت بها حلقات المقاومة الشعبية ورفضها سارعت باللجوء لتلك الخطوات لكبت حريات الجماهير ومحاولة إيقاف المد الجماهيري.
الجريدة

 

آراء