عرمان يعترف: حكومة الثورة انعزلت عن الشارع..!!
اسماعيل عبدالله
21 November, 2022
21 November, 2022
قالها القيادي بمركزية الحرية والتغيير ياسر عرمان، أن حكومة الثورة أخطأت عندما انعزلت عن الشارع، في مؤتمره الصحفي يوم أمس، وأقر بعدم وجود حوار جاد بينها وبين الشارع. هذا الاعتراف الصريح من رجل يمثل ركن أساسي من أركان تحالف قحت، جاء معضداً لانتقادنا لهذا التحالف الضعيف الذي أهمل رعاية ثمرة الثورة الديسمبرية المجيدة، فوقعت هذه الثمرة اليانعة لقمة سائغة بين فكي أسد العسكر، وهذا البوح الصادق من عرمان يؤيد مذهبنا الأساسي في نقد تجربة المركزية، وضرورة عدم التسامح مع أخطاءها حتى لا ترتكب أخطاء جديدة، وما من حسرة شملت قلوب أسر الشهداء والجرحى غير التراخي واللامبالاة وعدم المسؤولية الذي تعاملت به حكومة الثورة – حكومة قحت – مع الأمانة الثورية الملزمة لكل طاقم المنظومة الحاكمة بعد اسقاط الدكتاتور، ومثل هذا الاعتراف الذي هو سيد الأدلة والمنطوق من فيه قامة من قامات التحالف القحتاوي، يجب أن لا يمر مرور الكرام، بل الواجب محاسبة كل من تقلد حقيبة وزارية أم سيادية في العهد الانتقالي الأول، وأن لا يسمح بإعادة تدوير الفاشلين من الوزراء والسياديين الذين انعزلوا عن الشارع بعد أن أغرتهم السلطة وبهرهم الجاه على حساب الأهداف العليا للثورة المجيدة، ولا كبير على صون منجزات الشهداء والجرحى والمفقودين.
انعزال حكومة الثورة عن الشارع كان واضحاً في حركات وسكنات كل رموز الانتقال الممتطين لحصان ديسمبر وصولاً لقصر غردون والقصور الصديقة، فكم منهم من أغلق هاتقه الجوال في وجوه الغبش الذين تغبرت أقدامهم بأرض (الميعاد) – ميدان القيادة، وكم من رمز سيادي عطّل تطبيق التواصل الاجتماعي الذي يربطه برفاق الأمس، وأكبر عار وصم جبين رموز الحقبة الأولى من الانتقال هو انشغالهم بسفاسف الأمور وغض طرفهم عن القضية الجوهرية والمحورية – التحقيق في جريمة فض اعتصام ميدان القيادة العامة، تلك الخطيئة الكبرى الملازمة لكل من شغل وظيفة في تلك الحقبة، ولا مجاملة في قضايا الدم التي ستكون الصخرة الكاسرة والمحطمة لسفينة الحكومة القادمة بعد التسوية، ولأن البلاد قد شهدت صفقات تحت الطاولات أغلقت بموجبها ملفات قضايا جرائم حرب دولية، وأمنت وضمنت لعتاة المجرمين الإفلات من العقاب، لابد لكل صاحب ضمير حي أن لا يصمت حيال التسويات المهدرة لحق القصاص من قتلة المعتصمين، وإذا لم يتكاتف الناشطون والقانونيون والمقاومون سيذهب بريق ولمعان هذه القضية العادلة والمثبتة بالأدلة الدامغة، ولا أمان لساسة اليوم – الذين يلعقون حذاء الجند أملاً في العودة للكرسي الوثير مرة أخرى – إلّا من رحم ربي.
الاتفاق الإطاري بين مركزية الحرية والتغيير والعسكر، والذي تحدث عنه عرمان بتفاؤل بائن، وعدد محاسنه المنصبة في حجز نسبة مقدرة من مقاعد البرلمان للجان المقاومة (كرشوى)، لن ينال رضا المقاومين إلّا بعد أن تتمخض عنه هياكل سلطة انتقالية يكون للقضاء فيها الاستقلالية الكاملة، الشيء الذي لا يمكن أن يسمح به الإنقلابيون لولوغهم في أواني الدم الحرام، ونذكر السيد عرمان بهذا المآل المؤكد بعد أن تتم التسوية ويدخل هو ورفاقه في شراكة خاسئة مخزية أخرى، فما تتم طباخته في الغرف الظلماء لا يمكن أن يأتي بطعام طيب، لأن الخبث مقرون بالظلمة والإظلام، والفيصل في التصريحات النارية والأحاديث المرسلة عبر شاشة تلفزيون الحدث، سيكون لها ما بعدها من مراقبة ومطابقة للقول بالعمل لمن يعتلون الموقع الدستوري التسووي، وكما يقول المثل (حبل الكذب قصير)، ونحن واياكم لمن المنتظرين لولادة الفأر الضئيل من رحم فيل التسوية الذي ملأ الدنيا نهيماً، وعلى ذكر الأمثال يعود بنا قطارها للمثل السوداني (الخريف الليّن من شواقيرو بيّن)، وحالة الهشاشة والركاكة السياسية الملازمة لسباقات السماسرة والمرابين والمرتزقة الموزيين تنبيء عن أمر واحد، هو مقدم منظومة حكم هلامية لا تهش ولا تنش، ستكون ختاماً لمهزلة الانتهازيين والوصوليين.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
انعزال حكومة الثورة عن الشارع كان واضحاً في حركات وسكنات كل رموز الانتقال الممتطين لحصان ديسمبر وصولاً لقصر غردون والقصور الصديقة، فكم منهم من أغلق هاتقه الجوال في وجوه الغبش الذين تغبرت أقدامهم بأرض (الميعاد) – ميدان القيادة، وكم من رمز سيادي عطّل تطبيق التواصل الاجتماعي الذي يربطه برفاق الأمس، وأكبر عار وصم جبين رموز الحقبة الأولى من الانتقال هو انشغالهم بسفاسف الأمور وغض طرفهم عن القضية الجوهرية والمحورية – التحقيق في جريمة فض اعتصام ميدان القيادة العامة، تلك الخطيئة الكبرى الملازمة لكل من شغل وظيفة في تلك الحقبة، ولا مجاملة في قضايا الدم التي ستكون الصخرة الكاسرة والمحطمة لسفينة الحكومة القادمة بعد التسوية، ولأن البلاد قد شهدت صفقات تحت الطاولات أغلقت بموجبها ملفات قضايا جرائم حرب دولية، وأمنت وضمنت لعتاة المجرمين الإفلات من العقاب، لابد لكل صاحب ضمير حي أن لا يصمت حيال التسويات المهدرة لحق القصاص من قتلة المعتصمين، وإذا لم يتكاتف الناشطون والقانونيون والمقاومون سيذهب بريق ولمعان هذه القضية العادلة والمثبتة بالأدلة الدامغة، ولا أمان لساسة اليوم – الذين يلعقون حذاء الجند أملاً في العودة للكرسي الوثير مرة أخرى – إلّا من رحم ربي.
الاتفاق الإطاري بين مركزية الحرية والتغيير والعسكر، والذي تحدث عنه عرمان بتفاؤل بائن، وعدد محاسنه المنصبة في حجز نسبة مقدرة من مقاعد البرلمان للجان المقاومة (كرشوى)، لن ينال رضا المقاومين إلّا بعد أن تتمخض عنه هياكل سلطة انتقالية يكون للقضاء فيها الاستقلالية الكاملة، الشيء الذي لا يمكن أن يسمح به الإنقلابيون لولوغهم في أواني الدم الحرام، ونذكر السيد عرمان بهذا المآل المؤكد بعد أن تتم التسوية ويدخل هو ورفاقه في شراكة خاسئة مخزية أخرى، فما تتم طباخته في الغرف الظلماء لا يمكن أن يأتي بطعام طيب، لأن الخبث مقرون بالظلمة والإظلام، والفيصل في التصريحات النارية والأحاديث المرسلة عبر شاشة تلفزيون الحدث، سيكون لها ما بعدها من مراقبة ومطابقة للقول بالعمل لمن يعتلون الموقع الدستوري التسووي، وكما يقول المثل (حبل الكذب قصير)، ونحن واياكم لمن المنتظرين لولادة الفأر الضئيل من رحم فيل التسوية الذي ملأ الدنيا نهيماً، وعلى ذكر الأمثال يعود بنا قطارها للمثل السوداني (الخريف الليّن من شواقيرو بيّن)، وحالة الهشاشة والركاكة السياسية الملازمة لسباقات السماسرة والمرابين والمرتزقة الموزيين تنبيء عن أمر واحد، هو مقدم منظومة حكم هلامية لا تهش ولا تنش، ستكون ختاماً لمهزلة الانتهازيين والوصوليين.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com