مليونية اليوم 19 ديسمبر -وتوثيقيات للثورة الديسمبرية (3 – 5) .. بقلم / عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
19 December, 2022

 

سأتتبع خريطة جداول لجان المقاومة في مليونياتهم لشهر ديسمبر وعددها (5) مليونيات مركزية ، وسأكون بينهم في كل منها ، أشاركهم من على البعد فيها ، بعدد من الومضات التوثيقية التي سجلتها على مدى أربع سنوات من عمر الثورة المستمرة والردة المستحيلة .

***

1-الشهيدة (ست) الكل (ست)النفور الفل
جاءتها الطلقة الغادرة .
تلاقت الرصاصة الوجهاً-لوجه
ذاك الصبوح المتوج بالحياء الموشح بالإباء
لم تخفي نفسها وهل يخفى
القمر نايراته في الخفاء
بإعلانها عن نورها الضواي في
لوحتها بعد أن أضاءت بنورها..
حروفها المزخرفة كالقصيدة العصماء :
( أنا جميلة ) (أنا حرة )
( أنا كاملة) ( أنا ملهمة )
( أنا الصهباء)
تحولت الرصاصة الغادرة ..
حين لامست قمرها المقصود
عصفورة من الجنة حسناء
ركت ثم حطت مصوبة عمداً
ثم ساكنة جوار خدها الباسم الوضاء
ثم ناحت ثم زاحت جسد تلك الضامرة الهيفاء .
إحتضنت ثم إختطفت عصفورة الجنة
من وسط فرحها يوم كانت
إبتسامتها الملائكية تضئ
جنتها الفيحاء .
طارت بها إلى الحياة النعيم
التي ذابت فيها عشقاً زماناً
فسيحاً بجماليات منظومات زخارفها وتشكيلاتها
القزحية خضراء وحمراء وزرقاء
ملونة ناصعة سطعاء
شاهدتهم زاملتهم زملتهم بابتساماتها رفاقها الشهداء
مصطفين في إستقبال
القادمة الأسطورة السمراء
عروستهم المخضبة
بدماء ثورة سلمية ممهورة بخالص الصفاء
تمازجت دروع جيلها تاج رأسها
وكان يوم عرسها حين طل
نورها وزغرد الفضاء بالنداء
حين حيتهم بعلامة النصر المطرجة دماء
كانت رسوم حنتها ..
أقواس نصر .. ثم نصر ..ثم نصر .
ثم كان يوم المهرجان هتاف وفداء ودعاء .

***

2- (إلى الشهيدين عيسى وقاسم)
منذ الرصاصة القاصدة عمداً صدر الأول
منذ الدعسة العامدة إصراراً ..جسد الثاني
سكت النبضان
لكن الروح
سرعان ما طارت
لحقت..ولحقت
بالأشجار التي لا تموت إلا واقفة ديدبان
وحلقت .. وحلقت
ولازال .. والروحان في الفضاء الرحب تسبحان
وفي الأفق النعيم .. تماهياً ممتد
وبينهما .. قبضات اليد ونبضات القلب والروح تتعانقان
وهتاف الحناجر
وورد الخناجر
وسيل الوعي في حبر المحابر
تردد ..
إلى الثكنات
والجنجويد ينحل ..
ينسحق .. يندك

***
3- ( إستشهاد مؤذن)
نهض لصلاتها حاضراُ.في أول خيوط فجرها
بتشوقاته الإيمانية . كانت البادئة .
إنطلقت من حنجرته (البِلالية ) .. ( لا إلاه ......)
وقبل أن تلامس القلب العامر بالإيمان كي يكملها بالإثبات .
سبقتها الرصاصة المارقة
عن دينها الى ذات القلب العامر بالأمن والأمان .
فأكتفت الرصاصة المارقة عن دينها ..بالنفي .
وأنطلقت الحنجرة البِلالية إلى ..بارئها .
دون أن تفسح لها -الرصاصة -
المارقة عن دينها ..
أن تكمل الإثبات .. (إلا الله ...)

***
4- القناص
في زمان مضى: تقابلا تلاسنا تعاركا تشابكا بالأيدي .. سال دم
في زمان أتى: والقناص يفترس،
و بالجوار وسط جموع الإعتصام معاً كانا ..
في زمان جديد: يرتمي عليه..
أرضاً سلاح تعارفا ..تحاضنا أحياء .. وما سال دم

***
5-شهيد الأسفلت يتحدث
اصابتني رصاصته
من الوهلة الأولى
في مقتل
وعلى الأسفلت إرتميت
ركلني .. بقدمه اليمنى
ليتأكد من انجاز رصاصته لعملها
لكني لم تستشهد روحي بسبب
رصاصته تلك الحمقاء
إنما إستشهدت إنسانيتي بسبب
المعنى المقصود من وراء ركلته البتراء

6- الترس (مهيد فيصل)
كان جاهزاً لتلقي الرصاصة
القاتلة في القلب .. الثبات
لكنه أعطى للرصاصة العمياء
بطيب .. البسالة .. والنبالة
ساقه اليسرى .. وكانت اليمنى فداء - لأوفى وأحلى الذكريات
ومثل القلب البهاء - سَلِمت يداه
- دمعت عيناه
- حين الأول كان - من وقَّعت يمناه
-على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب - مع الرفاق الأصلاء .
***
7- الشهيد الروسي
رفاقه ..التفوا حول قبره جلوساً خاشعين .. يوماً مضى
أتاهم (الروسي) معطراً موشحاً بعَلمِه وعِلمِه وهتافه قادهم بموكبه الجديد إلى القصر ..حتى النصر .
ثم عاد بهم إلى مرقده شهيداً في قبره من جديد .

***
8-(الشهيد بيبو)
جيتارك يبكي وينوح ......وداعاً
مجدولك شعر يتبعثر ... وداعاً
بسيماتك سنيناتك تبرق ..وداعاً
هتافك يانغم يصدح ..... وداعاً

omeralhiwaig441@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء