يا برهان…يا حميدتي…يا مناوي… لقد عثرت البغلة بدارفور؟؟!!

 


 

 

الأحزان تترى بالأقليم المنكوب، لا تنطفيء نار الفتنة العرقية في الجنينة حتى تندلع أخرى في نيالا، والحاكم يغط في سبات عميق، لا يكترث لمقتل إنسان في الاقليم الذي حاز عليه في قرعة يا نصيب جوبا، تلك الكارثة التي حطت على رؤوس أهل دارفور شؤماً وبؤساً وسوء طالع لا حدود لخيباته، أين الجيوش المجيّشة لهذا المدعو الحاكم؟ وأين قوة (دقو جوة) التي تباهى بها وهو يُشْرف على تخريجها بفاشر السلطان؟، بل أين القوات الصديقة من الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن؟، ما الفائدة المرجوة من وجود الكم الهائل لهذه الجيوش، وهي عاجزة عن حماية دجاجة في أقاصي تراب الوطن الحبيب؟، لماذا لا تقم الأمم المتحدة بتجريد هذه الجيوش وتسريحها؟، ليتولى أصحاب القبعات الزرق الأمميون حماية المدنيين، طالما أن حال هذه الجيوش قد جسّده بيت الشعر:(أسد علي وفي الحروب نعامة تفر من صفير الصافر)، أبو رماد وحلايب وشلاتين تحت قبضة المحتل الغاصب، بينما جيوشنا الرسمية والشعبية والملائشية لا تلوي على كبح جماح التسع الطويلة داخل المدن، وتفشل في محاربة إرهاب عصابات النهب والسلب في الأدغال، هل آن أوان تغليب إصدار البند الأممي السابع، ليضع حداً لمهزلة العسكر وملائشهم؟، من الأولى لهذه الشعوب المسكينة المهيضة الجناح أن تلوذ بالفرار إلى من يضمن لها أمنها، أياً كان.
بلا شك نحن في ظل دويلة فاشلة وهشة هشاشة خيط العنكبوت، لا رجاء من قادتها الذين يجأرون بالشكوى لمحمد أحمد المسكين، فما بالكم ترجون فزعة من مثل هذه الحكومات المتتالية غير ذات الجدوى، منذ ذلك الزمان الذي أعقب البريطانيين؟، هل يوجد في بلدان الدنيا رأس للدولة ونائب لها وحاكم لأقليمها يقف موقف المتفرج ومواطنوه يذبحون؟، هذا إذا لم يكن هو الذابح والفاعل الرئيس في المأساة الإنسانية، إنّ القصور في أدوار أجهزة أمن واستخبارات الجيش والدعم السريع والمليشيات المسلحة التي أتت بها اتفاقية الشؤم، يجعل كل ذي بصيرة يشك ويزداد شكاً في أن هندسة الموت والدمار هذه، لابد وأن تكون بيد مهندس بارع له باع في الشأن الاستخباراي والأمني المضاد، ودونكم الصراع حول الكرسي الذي عصف بكل المعايير الأخلاقية السودانية، والذي ألقى بظلال سالبة على العيش الكريم للمواطن، فمع طمع الطامعين وارتزاق المرتزقين لا مستحيل تحت شمس السودان، التي أصبح تحتها حامي الحمى هو المنتهك للحمى، فالساكت عن الحق ليس فقط شيطاناً أخرساً، وإنّما هو شريكاً أصيلاً في الجناية، ومن انعكاسات وارتدادات الأحداث المميتة جنوب النيل الأرزق وجنوب كردفان وجنوب دارفور، وجب الذهاب للبند الداعي لإحضار القوات الأممية لوقف هذا النزيف وللجم هذه الجيوش التي لا تهش ولا تنش.
الاتفاق الاطاري مهدد بالذهاب أدراج الرياح بسبب هذه الأحداث السوداوية، التي بدأ يخالج الإنسان البسيط فيها ظن أنها رتبت بفعل رجال فاعلين يقودون دفة الحكم، هروباً من مسؤولية استحاقاق الاتفاق النهائي الذي حتماً سيخرج أصحاب امتيازات انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر، من المولد بدون حمّص، وكما يعلم العالمون ببواطن أمور هؤلاء المستثمرين في تغذية أرض السودان بالعنف وانعدام الاستقرار، فإنّهم لا يتورعون في سفك دماء الأبرياء طالما أنهم سيحتفظون بمقاعدهم المنهوبة من حقوق المواطنين الطيبين، هذا هو الاستنتاج المنطقي لظاهرة استمرار نزيف الدم، ومن على رأسه بطحة فليتحسسها، لقد ولى زمان التعاطي الدبلوماسي مع القتلة والمجرمين، وآن أوان الحل الجذري المستأصل للسرطان المميت القادم من جميع جهات السودان الأربع، الواصل لعمق قلب البلاد الذي كان نابضاً بالخير والحب والسلام والوئام، هذه الشخصيات السرطانية لا دين ولا قبيل جهوي أو عرقي يجمعها، أتت من الشرق والغرب والشمال والجنوب حاملة العطب والسم الزعاف في خياشيمها وأنيابها، لتفتيت عضد البلاد غير آبهة بعويل النساء ولا بتوسلات الأيتام الذين مزقت أجاسد آبائهم آلة السلطة الفاسدة، فلا يجدي مع هذا الداء العضال إلّا البتر ثم كي موطن العطب بالنار، كما لا تفيد جرعات العسل.

اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
25 ديسمبر 2022
/////////////////////////

 

آراء