اضراب معلمي المدارس الحكومية يذكرني بالمثل القائل (عايرة وادوها سوط) !!..

 


 

 

مهلا ايها المعلمون الشرفاء كلنا معكم وبكم ولكم ولكن وياويح قلوبنا من كلمة لكن وبكل صراحة ووضوح اغلاق المدارس في هذه الظروف ضرره أبلغ من الفائدة المرجوة منه وهي الضغط علي المسؤولين لإنصاف المعلمين هؤلاء الجنود المجهولين الذين ينتشرون في البلاد من أقصاها الي أقصاها ويعمل البعض منهم في ظروف طاردة وشروط خدمة مجحفة ولا يجدون غير التنكر والنسيان لمطالبهم المشروعة العادلة !!..
يا اهل ( الطباشيرة) و ( السبورة ) وطابور الصباح والرياضة العقلية والبدنية والقيادة الراشدة لفلذات الاكباد للعبور بهم الي أعالي الآفاق ليلعبوا في مستقبلهم الواعد دور الإنسان الشامل الذي ينفع اينما وقع مثل السحابة المترعة بقطر الندي وبل الصدي!!..
هذا الإضراب الاخير يبدأ بالثلاثاء وينتهي بالاثنين لمدة ستة أيام حسوما يلزم فيها الصغار بيوتهم في بلادنا التي انعدم فيها الترويح البريء للصغار والكبار وأصبح فيها الشارع من الخطورة بمكان خاصة الصغار بنين وبنات مع العناصر المتفلتة التي تكاثرت بسبب ضعف الرقابة وتفرغ الشرطة لخدمة الانقلابيين بتعقبهم للشباب وضربهم بقسوة في كثير من الأحيان يفضي هذا العنف غير المبرر وغير الأخلاقي الي الموت !!..
كنا نتمني لو أن المدارس تفتح أبوابها علي مدار العام لأنها تمثل الملاذ الآمن للصغار من الخطر الداهم في الشوارع المكتظة بالجريمة والنفايات والفوضى العارمة في المواصلات والأسواق وقد لاحظنا في العطلة الصيفية كيف أن بعض الأبناء يبتلعهم النيل في إهمال واضح من الأسر ومن المسؤولين الذين يتركون الشواطيء من غير رقابة وينشطون فقط عند إخراج الجثث وعند شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعاء الجاهلية !!..
قلنا للاحبة المعلمين مرارا وتكرارا أن العسكر عندما يكونون علي رأس السلطة لن يكون هنالك تعليم بل يتعمدون تدميره والقضاء المبرم عليه لأن المتعلم هو العدو الأول لهم لانه بمثابة النور القوي الكاشف لدسايسهم ومؤامراتهم وحبهم السلطة وإنفاق معظم الميزانية علي تأمين أنفسهم وترك الفتات للتربية والتعليم والصحة !!..
انظروا الي حال التعليم منذ أن جاء المخلوع منذ ٣٠ عاما كيف اصابه الهزال وسوء المنقلب الم تلاحظوا هذا التدمير الممنهج له ويكفي عن كل مافعلوه بالتعليم أن نري اي وزراء لهذا التعليم اتي بهم المخلوع ومن بعده الانقلابي ( تو ) البرهان أليس هم من النكرات خاملي الذكر الذين لم نسمع بهم من قبل ولم نراهم يهدرون في قاعة الدراسة يسقون التلاميذ عصائر المعرفة ومطايب التربية والتفاني والإخلاص وحب الوطن والسعي الجاد للنهوض به من غير من أو اذي !!..
كان المعلم جاهزا دائما وعلي أهبة الاستعداد أن يلبي نداء مكتب التعليم إذا طلب منه أن يرحل خارج مديريته ليلتحق بمدرسة في مكانه الجديد ربما تكون في منطقة شدة تنعدم فيها أبسط أنواع الحياة ولكنه كالجندي يطيع ضابطه الاعلي ويقول مرحبا بالشدايد فأنا لها !!..
قلنا ونكرر القول أن الإنقاذ حاربت المدارس الحكومية وباعت المدارس للمحاسيب ليفتحوا مدارس خاصة مثل البوتيكات ومثل سماحة جمل الطين وتفننوا في المغالاة في الرسوم وابتدعوا مايسمي برسوم التسجيل كأنما المراد هو دخول نادي رياضي وليس مدرسة !!..
وحتي جامعة الخرطوم في ظل قيادتها الكيزانية رفعت من رسوم التسجيل الي حد المستحيل مما جعل أولياء الأمور يجارون بالشكوي ومازالت المفاوضات جارية لإزالة هذه البلوي !!..
وعليه نناشد المعلمين المضربين العودة فورا لاستئناف عملهم الوطني بالمدارس وتفويت الفرصة علي هذا الوزير الجاهل ومن ورائه من المتخلفين الذين كلهم لا هم لهم غير دك حصون التعليم الحكومي ليخلوا لهم الجو لمنح مزيد من التصاديق لقيام المدارس الخاصة التي دمرت التعليم لكنها كانت كنزا ثميناً الفلول والمرتزقة والكيزان حيث كانت مصائب الآخرين عندهم فوائد وهكذا كانت دائما حياتهم مثل نبات السلعلع يعيشون عالة علي حياة الشرفاء!!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء