التغيير الجذري متي وكيف ؟
امجد هرفي بولس
28 December, 2022
28 December, 2022
من أكثر الأعمال رعونة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ما فعلته في العراق من حل الجيش العراقي وتسريح افراده ، فوجد مئات الالاف أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا عمل وبلا مرتب ، فتحولوا مباشرة للاعمال الإرهابية المناهضة للوجود الأمريكي، بل شكلوا نواة الدولة الإسلامية او ما يعرف بتنظيم داعش، وما اعقب هذه الأحداث من حالة اضطراب سياسي وطاءفي نعايشه حتي يومنا هذا في العراق .
اوردت هذة المقدمة لاسقاطها علي الواقع السياسي السوداني الراهن ، وما نطالعه يوميا من مساندي فكرة التغيير الجذري في السودان وشعاراته الرنانة من ان العسكر للثكنات والجنجويد ينحل !
والناظر الي بنية وعي الشعب السوداني يجد انه تدهور من وعي ديني طائفي الي وعي قبلي عشائري ومناطقي . ناهيك عن الانقسام في المدن ما بين دعاة الحداثة و دعاة التقليد . إن تدهور بنية الوعي الشعبي السوداني هذه ، إنما تنذر بشرر مستطير ، وكوارث وخيمة في حال حاول أحدهم عمليا إنزال هذه الشعارات الي ارض الواقع بدون ترو او تدرج .
فالوعي القبلي والعشاءري الذي أصبح واقعا سودانيا ملموسا سيجد اما ان هذه الشعارات في حال تطبيقها موجهة الي قبيلته وأما انه سيجد فيها فرصة مواتية للفكاك من سلطة الدولة المركزية والنكوص الي قبيلته ومنطقته كما هو الحال في شرق السودان .
ان الخطا الجسيم الذي وقعت فيه قوي الثورة الديمقراطية في السودان والذي يكاد يكون مقاربا لما فعلته أمريكا في العراق من حل جيشه وحزب بعثه . ان هذه القوي قامت بشيطنة الاسلاميين بكافة توجهاتهم واشكالهم واختلافاتهم التي لم تحاول أن تستثمر فيها ، وكأن هؤلاء الاسلاميين لا يشكلوا نصيبا مهما اما علي صعيد بنية وعي العقل السوداني وأما علي صعيد وجودهم العملي والفيزياءي في المجتمع السوداني .
ترتب علي هذا الفشل في استيعاب قوي إسلامية غير متورطة في جرائم الإنقاذ ولو بصورة واضحة ، ترتب عليه تكوين لجنة إزالة التمكين بشكل اكثر ثورية ولكنه اقل عملية وتماشيا مع الواقع السوداني المسيطر عليه من قبل الاسلاميين تقريبا في خدمتيه المدنية والعسكرية .
فالمنطق يقول ان دولة تم تمكينها في خلال ثلاثين عاما ، لا يمكن إزالة تمكينها هذا في أيام او أشهر معدودات ، وإنما يتطلب امر إزالة هذا التمكين من الحكمة والصبر والزمن الكثير .
عامل الزمن هذا هو ما لا يستطيع استيعابه وفهمه شباب الثورة ، فالشباب يرنو الي تغيير سريع يثب علي الزمن فيغير الواقع المكاني ، فعدم الصبر ومحبة التغيير السريع سمة اساسية من سمات الشباب .
ولكن طبايع الأمور تقول ان تغييرا من هذا القبيل قد يحدث نتاءجا عكسية تقود البلاد الي ثقب اسود لا يعرف كيف ومتي سيتم الخروج منه ، وسيجد السودان نفسه في خضم عواصف داخلية وتدخلات خارجية تحاول جاهدة الاستفادة من هذا الواقع العاصف في السودان وهذا ما نحذر منه .
امجد هرفي بولس
wadharfee76@gmail.com
/////////////////////////
اوردت هذة المقدمة لاسقاطها علي الواقع السياسي السوداني الراهن ، وما نطالعه يوميا من مساندي فكرة التغيير الجذري في السودان وشعاراته الرنانة من ان العسكر للثكنات والجنجويد ينحل !
والناظر الي بنية وعي الشعب السوداني يجد انه تدهور من وعي ديني طائفي الي وعي قبلي عشائري ومناطقي . ناهيك عن الانقسام في المدن ما بين دعاة الحداثة و دعاة التقليد . إن تدهور بنية الوعي الشعبي السوداني هذه ، إنما تنذر بشرر مستطير ، وكوارث وخيمة في حال حاول أحدهم عمليا إنزال هذه الشعارات الي ارض الواقع بدون ترو او تدرج .
فالوعي القبلي والعشاءري الذي أصبح واقعا سودانيا ملموسا سيجد اما ان هذه الشعارات في حال تطبيقها موجهة الي قبيلته وأما انه سيجد فيها فرصة مواتية للفكاك من سلطة الدولة المركزية والنكوص الي قبيلته ومنطقته كما هو الحال في شرق السودان .
ان الخطا الجسيم الذي وقعت فيه قوي الثورة الديمقراطية في السودان والذي يكاد يكون مقاربا لما فعلته أمريكا في العراق من حل جيشه وحزب بعثه . ان هذه القوي قامت بشيطنة الاسلاميين بكافة توجهاتهم واشكالهم واختلافاتهم التي لم تحاول أن تستثمر فيها ، وكأن هؤلاء الاسلاميين لا يشكلوا نصيبا مهما اما علي صعيد بنية وعي العقل السوداني وأما علي صعيد وجودهم العملي والفيزياءي في المجتمع السوداني .
ترتب علي هذا الفشل في استيعاب قوي إسلامية غير متورطة في جرائم الإنقاذ ولو بصورة واضحة ، ترتب عليه تكوين لجنة إزالة التمكين بشكل اكثر ثورية ولكنه اقل عملية وتماشيا مع الواقع السوداني المسيطر عليه من قبل الاسلاميين تقريبا في خدمتيه المدنية والعسكرية .
فالمنطق يقول ان دولة تم تمكينها في خلال ثلاثين عاما ، لا يمكن إزالة تمكينها هذا في أيام او أشهر معدودات ، وإنما يتطلب امر إزالة هذا التمكين من الحكمة والصبر والزمن الكثير .
عامل الزمن هذا هو ما لا يستطيع استيعابه وفهمه شباب الثورة ، فالشباب يرنو الي تغيير سريع يثب علي الزمن فيغير الواقع المكاني ، فعدم الصبر ومحبة التغيير السريع سمة اساسية من سمات الشباب .
ولكن طبايع الأمور تقول ان تغييرا من هذا القبيل قد يحدث نتاءجا عكسية تقود البلاد الي ثقب اسود لا يعرف كيف ومتي سيتم الخروج منه ، وسيجد السودان نفسه في خضم عواصف داخلية وتدخلات خارجية تحاول جاهدة الاستفادة من هذا الواقع العاصف في السودان وهذا ما نحذر منه .
امجد هرفي بولس
wadharfee76@gmail.com
/////////////////////////