أزمتنا أمنية بجلاجل!! .. بقلم صباح محمد الحسن
صباح محمد الحسن
3 January, 2023
3 January, 2023
أطياف -
لم ينجح الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ومؤسسته العسكرية ، في حسم الفوضى الأمنية بالبلاد بصفة عامة وفي اقليم دارفور على وجه الخصوص ، وقتل مايقارب الألف وإصابة المئات في الأقليم يؤكد أننا نعاني من أزمة عسكرية وأمنية ، لا سياسية كما يحاول ان يصورها البرهان في خطاباته ، فقائد الجيش الذي خاطب الشعب بعيد استقلال الوطن لم يجد زعماء وحكام يستحقوا التحية إلا الذين رفعوا علم الاستقلال ، فهو يعلم ان ما بعدهم لا تاريخ لهم سوى الخراب والدمار ، الا القليل ، وهو ليس واحد من القليل .
فبدلاً من أن يقر ويعترف بفشل مؤسسته في حماية الشعب والمواطنين يشيد بدور الشرطة والدعم السريع وجهاز الأمن فهؤلاء منهم المتهم في القتل والمتواطئ والمُقصر في دوره ، هؤلاء كان عليه أن ينبههم عن هذا التقصير إن عجز عن محاسبتهم.
ويخطب القائد في الناس ويحدثهم عن ضرورة التوافق الوطني حتى لا تضيع البلاد وكأن المجازر التي حدثت بدارفور مجازر سياسية ، رفع فيها شهداء دارفور لافتات لرفض الإقصاء السياسي الذي جعله البرهان محور حديثه وهو الذي لا يفوت عليه أن أزمتنا الحالية ازمة أمنية بجلاجل تحتاج التحرك الفوري .
والإقصاء لم يشكو منه أبناء الاقليم فالإتفاق الإطاري يحرص على اتفاقية سلام جوبا ، بالرغم من أنهم فشلوا في تحقيق السلام في دارفور ، ومع ذلك قادة الحركات ( تتدلل ) والقائد الانقلابي يعلم ذلك ولكن لأن همه وهواه سياسي لن ينظر للقضايا الامنية بعين القلق ، يشغله بريق السلطة والحكم ، حتى لو اعلن انسحابه من المشهد السياسي ، فالمواطن الذي يموت الآن لا يهمه ان نجح الاتفاق الإطاري او انهار هو الآن يريد ان يعيش ومناوي الذي يحكم إقليم دارفور (غيابياً ) ، لا يعرف عن ما يدور فيها فهو إما أنه خارج البلاد واما خارج الأقليم.
والغريب أن نائبه الدكتور محمد عيسى عليو إتهم جهات قال إن تسميتها يهدد أمن السودان كله، اتهمها بالوقوف وراء أحداث العنف المتكررة في دارفور، مبيّنًا أنها ليست لديها مصلحة في أمن دارفور واستقرارها، وقال عليو في حوار مع موقع "الترا سودان" ، هذه الجهات تعرفنا ونعرفها، ومن الصعوبة تسميتها وتحديدها لأن الانعكاسات الأمنية لهذا الأمر ستكون أكبر من الذي حدث وردًا على سؤال عن واجبهم تجاه الكشف عن هذه الجهات وعدم التستر عليها، يقول عليو إنهم لم يسكتوا، بل تحدثوا مع "الجهات العليا" في البلد، وقال إن القوات النظامية تقع عليها مسؤولية كبيرة وأنها مسؤولة عما يحدث في دارفور وإتهم عليو القوات النظامية بالبطء في التحرك لاحتواء أحداث العنف في دارفور، مشيرًا إلى ما ذكره حاكم الإقليم في وقت سابق بأن القوات الأمنية إما متواطئة أو متباطئة في قضية دارفور.
وعليو الذي لا يريد ذكر الجهات التي تقف وراء قتل المواطنين يرى أنه غير مسئول عما حدث ويكفيه انه بلٌغ بها الجهات العليا ، ولطالما أن الجهات العليا تعلم من الذي قام بقتل المواطنين ، إذن اين المشكلة ، لماذا لم تعلن عنها الدولة وتقدمها للمحاسبة ، ولماذا يتحدث حميدتي عن تشكيل لجان لمعرفة من الذي يقف خلف هذه الجرائم فالقاتل ان كان من قواته أو غيرها يجب أن يقدم للمحاكمة لطالما انه معلوم لأعلى سلطة في دارفور ، نائب الحاكم !!
طيف أخير:
اعلم ان هذا الوطن يقاوم شعورا قاسياً لكنه حتما سينتصر.
الجريدة
لم ينجح الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ومؤسسته العسكرية ، في حسم الفوضى الأمنية بالبلاد بصفة عامة وفي اقليم دارفور على وجه الخصوص ، وقتل مايقارب الألف وإصابة المئات في الأقليم يؤكد أننا نعاني من أزمة عسكرية وأمنية ، لا سياسية كما يحاول ان يصورها البرهان في خطاباته ، فقائد الجيش الذي خاطب الشعب بعيد استقلال الوطن لم يجد زعماء وحكام يستحقوا التحية إلا الذين رفعوا علم الاستقلال ، فهو يعلم ان ما بعدهم لا تاريخ لهم سوى الخراب والدمار ، الا القليل ، وهو ليس واحد من القليل .
فبدلاً من أن يقر ويعترف بفشل مؤسسته في حماية الشعب والمواطنين يشيد بدور الشرطة والدعم السريع وجهاز الأمن فهؤلاء منهم المتهم في القتل والمتواطئ والمُقصر في دوره ، هؤلاء كان عليه أن ينبههم عن هذا التقصير إن عجز عن محاسبتهم.
ويخطب القائد في الناس ويحدثهم عن ضرورة التوافق الوطني حتى لا تضيع البلاد وكأن المجازر التي حدثت بدارفور مجازر سياسية ، رفع فيها شهداء دارفور لافتات لرفض الإقصاء السياسي الذي جعله البرهان محور حديثه وهو الذي لا يفوت عليه أن أزمتنا الحالية ازمة أمنية بجلاجل تحتاج التحرك الفوري .
والإقصاء لم يشكو منه أبناء الاقليم فالإتفاق الإطاري يحرص على اتفاقية سلام جوبا ، بالرغم من أنهم فشلوا في تحقيق السلام في دارفور ، ومع ذلك قادة الحركات ( تتدلل ) والقائد الانقلابي يعلم ذلك ولكن لأن همه وهواه سياسي لن ينظر للقضايا الامنية بعين القلق ، يشغله بريق السلطة والحكم ، حتى لو اعلن انسحابه من المشهد السياسي ، فالمواطن الذي يموت الآن لا يهمه ان نجح الاتفاق الإطاري او انهار هو الآن يريد ان يعيش ومناوي الذي يحكم إقليم دارفور (غيابياً ) ، لا يعرف عن ما يدور فيها فهو إما أنه خارج البلاد واما خارج الأقليم.
والغريب أن نائبه الدكتور محمد عيسى عليو إتهم جهات قال إن تسميتها يهدد أمن السودان كله، اتهمها بالوقوف وراء أحداث العنف المتكررة في دارفور، مبيّنًا أنها ليست لديها مصلحة في أمن دارفور واستقرارها، وقال عليو في حوار مع موقع "الترا سودان" ، هذه الجهات تعرفنا ونعرفها، ومن الصعوبة تسميتها وتحديدها لأن الانعكاسات الأمنية لهذا الأمر ستكون أكبر من الذي حدث وردًا على سؤال عن واجبهم تجاه الكشف عن هذه الجهات وعدم التستر عليها، يقول عليو إنهم لم يسكتوا، بل تحدثوا مع "الجهات العليا" في البلد، وقال إن القوات النظامية تقع عليها مسؤولية كبيرة وأنها مسؤولة عما يحدث في دارفور وإتهم عليو القوات النظامية بالبطء في التحرك لاحتواء أحداث العنف في دارفور، مشيرًا إلى ما ذكره حاكم الإقليم في وقت سابق بأن القوات الأمنية إما متواطئة أو متباطئة في قضية دارفور.
وعليو الذي لا يريد ذكر الجهات التي تقف وراء قتل المواطنين يرى أنه غير مسئول عما حدث ويكفيه انه بلٌغ بها الجهات العليا ، ولطالما أن الجهات العليا تعلم من الذي قام بقتل المواطنين ، إذن اين المشكلة ، لماذا لم تعلن عنها الدولة وتقدمها للمحاسبة ، ولماذا يتحدث حميدتي عن تشكيل لجان لمعرفة من الذي يقف خلف هذه الجرائم فالقاتل ان كان من قواته أو غيرها يجب أن يقدم للمحاكمة لطالما انه معلوم لأعلى سلطة في دارفور ، نائب الحاكم !!
طيف أخير:
اعلم ان هذا الوطن يقاوم شعورا قاسياً لكنه حتما سينتصر.
الجريدة