زياره لرواندا الجميلة

 


 

 

(١)

زرت رواندا وحقيقه ادهشتنى روندا فهى قد اصبحت من الدول المتقدمه وشعرت بالفرحه لهذا التقدم وبالآلم لحالة الوطن ونحن يعوزنا الكثير لنصبح مثلها ولا بدأ بعدم التواضع وعدم التواضع هو من سماتنا وهو احد اسباب فشل الدوله السودانيه لانه زرع فى الشعب السودانى ان الوظيفه هى علو فى المقام وترفع وتحقيق لاكبر مكاسب للذات وليس للوطن والوظيفة لخدمة الذات والاهل وليس لخدمة الآخرين فالمسؤول اول مايفكر فيه عندما يحوذ على منصبه واقول يحوذ لان من يمسك بمنصب لا يريد ان يغادره ويعتبره مكسب لا يجب ان يفرط فيه ويبدأ بإنجاز العربه الفارهه له وعربه لام الاولاد وعربه للوليدات والمنزل الحكومى الفخم وبناء منزل من كذا طابق لنفسه والمزرعه فهو يرفع ذاته اولاً ولا يرفع وطنه فالذات اهم من الوطن ونؤمن ان الذات اولى من الوطن وهذه منقصه وليست مزيه واذكر ان احد اقربائى كان محافظ ( تعادل والى ) فى احدى الولايات والرجل كان نزيهاً وجميع من فى الاسره كان ينظر اليه بانه اضاع فرصه لا تعوض فى بناء ذاته بدل ان يحمدوا له نزاهته !!
ولنترك دول العالم الاول ففى دول العالم الثالث هناك دول مثل روندا مشت فى الخط السليم ونجحت
ففى روندا يوم السبت من كل اسبوع يوم اجازه ولكنه يوم النظافه يخرج فيه رئيس الدوله كاجامى نفسه الى الشارع ويؤم الجميع وينظف مع الاخرين والجميع يشارك ونحن بدل ننظف الوطن نوسخ الوطن والجميع يشارك فى ذلك برمى الاوساخ فى الشارع لذلك بلدنا متسخه وروندا تلمع من النظافه ونحن عندنا من العيب والنقصان ان ينظف مع الآخرين وزير او مدير او ضابط فى القوات المسلحه لانهم تكسوهم حاله من الترفع والزهو حتى على وطنهم . نحن نحتاج لبذر مفاهيم جديده وقيم واخلاق جديده لننهض بالسودان ولنبى وطننا بدلاً من ذاتنا . نحن فى حاجه للتواضع وحب الوطن بدلاً من الذات . نحن فى حاجه لننظر للوطن اولاً وكلنا محتاجين لتربيه وطنيه جديده . وسالت احد اهل روندا عن سبب هذا التقدم والازدهار والوحده الوطنيه فى روندا فقال لى بعد المذبحه التى قتل فيها مايقرب من مليون روندى لم نقم بالانتقام ولكن قمنا بحملة توعيه للتسامح بين التوتسى والهوتو وان نقدم الوطن على كل شيء حتى على الانتماء للقبيله وعلى انفسنا وتسامحنا جميعاً وتلاشى الانتماء لاى شيء آخر وبقى فقط الانتماء للوطن وحده ونهضنا ولااريد ان يفسر كلامى هذا بان نسامح الكيزان مثلاً فليس هناك مقارنه ولكن اريد ان ننهض بوطننا وحتى لو اضطررنا لان نترك قياداتنا السياسيه الفاشله ونبدأ ننهض بوطننا فمثل النظافه لا تحتاج لجهد حكومى او قيادات سياسيه لتقود حملات نظافه مثلاً فالنترك قياداتنا السياسيه فى توهانها وولعها بالكراسى .
وفى بداية الاستقلال كان كل واحد فى وطننا ملزم بنظافة منزله وامام المنزل ويمر على المنازل والاحياء ضابط الصحه ليتأكد من الالتزام بالنظافة وكان الوطن نظيفاً فلماذا لا نبدأ بالنظافة اولاً ياشباب المقاومه ومع نضالكم لماذا لا تقودون حمله لنظافة الوطن فى كل يوم سبت وبعد نجاحها نخطو خطوه اخرى وياحزنى على وطنى

محمد الحسن محمد عثمان

screename77@gmail.com
///////////////////////////

 

آراء