البرهان لا يعني ما يقول ومع ذلك قاطعوا خطابة بعاصفة من التصفيق

 


 

محمد فضل علي
9 January, 2023

 

مراسم الاحتفال التي شهدتها العاصمة السودانية ببداية الجزء الثاني من مايعرف بالاتفاق الاطاري تعيد الي الاذهان ماجري في فترة التسعينات في قمة العمل المعارض وتصاعد العمل الثوري داخل وخارج البلاد ضد النظام عندما كان للمعارضة السودانية مؤسسات حقوقية وحضور فاعل في مناسبات دولية مختلفة ووجود سياسي قوي كانت قاهرة التسعينات بمثابة القيادة المركزية له عندما تمخضت بعض المجهودات والمبادرات الوطنية في ذلك الوقت عن صدور صحف سودانية يومية لاول مرة من خارج البلاد في صحف " الخرطوم " " والاتحادي الدولية " التي كانت تعكس حقيقة الموقف ومجريات الامور داخل السودان من قمع وفساد وارهاب وتوزع علي نطاق واسع في دول المهجر السوداني في الخليج العربي والولايات المتحدة وغرب اوربا وبصورة سرية داخل البلاد قبل زمن الانترنت بطريقة ازعجت النظام اضافة الي توالي الادانات الدولية وتزايد عزلة النظام الاخواني علي الاصعدة الاقليمية والدولية بفضل مجهودات وتحركات المعارضة السودانية في ذلك الوقت .
قام النظام الاخواني بعد ان اشتد عليه الخناق بالتواصل مع الولايات المتحدة وعرض خدماته علي اجهزة الاستخبارات الامريكية في المشاركة في الحرب علي الارهاب وقاموا بتسليم كارلوس الي المخابرات الفرنسية وعرضوا علي المجتمع الدولي وبعض الدوائر الكنسية تصورهم لسلام الجنوب ووقف الحرب وحدث ما حدث وللاسف الشديد خضعت المعارضة السودانية للضغوط الغربية وقامت بعملية تفكيك طوعية للمعارضة السودانية والقبول بالعودة الي الخرطوم في اجواء احتفالية مصحوبة بالرقص والطمبرة والشعارات العريضة عن السودان الجديد والوفرة والامن وجنة الديمقراطية الموعودة ومعروف ما حدث بعد ذلك التاريخ.
اليوم يعيد التاريخ نفسه ولانشكك في نوايا الموقعين علي ذلك الاتفاق ولانعمل علي تخذيلهم وليس للناس مصلحة في ذلك ولكن نحذرهم من نفس المصير الذي انتهت اليه البلاد بعد اتفاقية نيفاتشا وانهيار الشمال والجنوب معا علي مراحل وضياع الامن والاستقرار منذ ذلك التاريخ وحتي اليوم .
البرهان لايعني مايقول عندما يتحدث عن ابتعاد الجيش عن السياسة ولايملك قرارة باعتبارة مجرد رقم في عمل منظم يهدف الي كسب الوقت وعودة الفلول والمفسدين الي سابق عهدهم من الابواب الخلفية بعد اجهاض الانتفاضة والثورة الشعبية وتجريمها باعتبارها حركة فوضوية وعبثية مرتبطة بالجريمة المنظمة وتجارة المخدرات.
للاسف الشديد قوطعت كلمة الجنرال البرهان بعاصفة من التصفيق من الحضور وجمهرة المتفائلين ببلوغ الغايات في تحقيق العدالة وبسط الحريات الديمقراطية.
وسادت موجة من التفاؤل الدعائي بهذا الاتفاق اوساط خليجية علي نفس الطريقة التي يحتفون بها بالتطبيع الوهمي مع اسرائيل ومحاولات تجميل المقبرة العراقية عن طريق اقامة الاولمبياد الرياضية الفاخرة في مدينة البصرة العراقية الاسيرة الي جانب تفاؤل قوي الحرية والتغيير وبعض المجموعات التي تدعم مايعرف بالاتفاق الاطاري من الذين اطربهم خطاب ووعود الجنرال البرهان بعودة الحريات الديمقراطية في التظاهرة الاحتفالية التي انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم في هذا الصدد.
سننتظر مع المنتظرين النتائج وتاثير الاتفاق المزعوم علي حياة الناس في السودان وقضايا العدالة والامن والاستقرار .
ان هذا الاحتفال يعيد الي الاذهان مراسم توقيع اتفاقية نيفاتشا المقبورة باشراف نفس القوي الدولية والاقليمية التي تدعم الاتفاق السياسي الراهن وعملية الاختراق الاخواني المنظم والدقيق الذي انتهي انذاك بتفكيك المعارضة السودانية السابقة وضياع مجهودات جبارة بذلت من اجل اسقاط النظام في ذلك الوقت وانفصال جنوب البلاد وتكريس قبضة الاسلاميين علي البلاد لفترة طويلة من الوقت.
وكالة السودان للانباء في عهد السلطة الانقلابية الراهنة واجهزة الاعلام السعودي والخليجي وصحف سودانية محسوبة علي ماتعرف بالحركة الاسلامية تكفلت بتغطية الاحتفال ببداية المرحلة الثانية من الاتفاق الذي وقعته مجموعات مدنية مع السلطة الانقلابية وعسكر اللجنة الامنية والترويج له بصورة واسعة ..
تمت تسمية احد الناشطين السياسيين ناطقا رسميا باسم العملية السياسية التي تم الاعلان عنها والاتفاق علي عناوين رئيسية ومناقشة عدد من القضايا علي مدي ثلاثة اسابيع تشمل
العدالة واصلاح الجيش والاجهزة الامنية .

 

آراء