من ثقافتهم ومدلول غناهم (بالمُسدار)(3)
عبيد الطيب "ودالمقدم"
10 January, 2023
10 January, 2023
(جَنيبْة الخيل) و(تقّالة البادية)
الشاعر جمعة ودعاقل الكباشي النورابي عاش في التركية وحضر المهدية وشمله جردة التعايشي وجهديته:
(أني الدّنيا أم قِديد ماضُق تلاتلها
غرارة العبوس مابِضلِّي خايلْها
كراعي مامشت يوما أبطّلها
كم فرشت تِويلي وكورها فاصلها
وكم علّقت أم رقيش البي كناتلها
مابركب حويشي اللّمُّو ببهِلْها
عيل تيسَن يسن الناقة يندلها
حزَمت الهرتكيك البلّمُو عِتلها
وجَنَبْ بت الحصان الدبسي ب حجلها *(تاء المتكلم في جَنَبْ)
جميع بت البكان الطاحني سِنبلها
ل زملي الغلاد هي طامحي راجلها
كان قولي كضب دقني أسللها
بقيت عيل أطق البادي أزاولها
شيلي فوق رقيت/ن عيل أمايلها
نِعالي من كعبها الكرش بكملها
يارب ياركريم الحال تبدلها
والغلبة العلي تك تنزلها)
*الشاهد هنا من المطولة لعنواننا:
(جَنَبْ بت الحصان الدّبسِي ب حجلها )
أهل البادية كانوا ومازال بعضهم يجنبون الخيل لرعي إبلهم وحراستها
يقول الشاعر ودجودة العوني الكباشي:
(سيد الناقة شد درع السنين لاحوسا
كرتَن مِلْحو جانْب أم الفِلو المخموسة
الليلي أم رزيم فرقت علي الجاموسا
شافت البرقو فوق ودعةوكرانك موسى)
*ودعة دي خزان ودعة قرية الأديب والروائي أستاذنا وشيخنا إبراهيم إسحق
*(كرانك موسى) مدينة الضعين وموسى هو
شيخ العرب وعامر القبائل المفوه ناظر الرزيقات الشهير موسى ودمادبُّو
ومازالت تبلديته للمفتش الإنجليزي شاهدا علي نباهته وفصاحته.
ولقد سمعت المعمّرين من البادية ،يرددون ماقاله والده للشيخ التوم شيخ الكبابيش الحكيم العامر قتيل المهدي ببارا:
(ودالبيه إن كتلوني قَبَّالك...
أعقب التور من ورا...
شوفا نعل ماضَلَعْ)
الشاهد (جانب أم الفِلو المخموسة) اي معه حصان تسرج وتقاد جنبا مع إبله ولكن لاتمتطي(مجنوبة) وتُركب عندما يحتاج إليها في "الفزع" وملاحقة السارقين والحرامية،ويسمونها (جنيبة).
بل بعض الخيل تُصهل إذا لمحت الحرامي ،وأهلها يعرفون ذلك.
ولقد أشتهروا "خشنة" فخذ من كواهلة الغرب الأبّالة ،بالخيل المجنوبة مع الإبل
ومن مأثور البادية الغربية:(يطردنّك خيل خشنة)
وشاعرة غنا الجراري"(بزر خشنة يوم الدم/بتراموا جراد السّم)
وكذا (الغزايا) فخذ من كواهلة الغرب مشهورين بالخيل المجنوبة
وهم مازالوا بادية ظاعنة ويمتازون بالشجاعة والفصاحة وسرعة البديهة ويتنفسون الشعر
ومنهم الشاعر الفارس اللّغبش ودالفكي عاش في السلطنة وحضرالتركية:
(صَبيّا ل رفاقْتُو مو قليل مغسهْ
وماتالب خسيمو وب أم شدوق رفسهْ
والضيفان ماطروه قالوا:القدَح معسَهْ
ولويب الكاشرات ماقبّلُو وكرسَهْ
إت ياعجيلة الخنفري الدهْسَه
كيف يجلس معاك وتشبعي ونَسَهْ)
ومنهم الفارس الدليل بلال الغزّاوي الذي أنهى حياة الهمباتي الشجاع الشهير
أحمدودعقيد الميدوبي .:
(حِس الجيم جاب عيطة
فوق عرقوب باريطة
عمّي بلال مو سميطة
دقشو ودخل الحيطة) والحيطة هنا السجن....
وللعلم الهمبتة لم تك محصورة علي القبائل المصنفة عرب،بل الهنبتة موجودة في أكثر قبائل السودان وضاربة بجذورها في القبائل المصنفة أفريقية ودي موضوع آخر.
وننوّه أنّ(همباتة الترف) ،وكتابة الباحثين الأفندية وأرهاقهم لذائقتنا وإتلافهم لذاكرتنا ،لأنهم كتبوا عن (همباتة الأنداية) و تركواالكتابة (أم صَمرة) ،عن "الهمبتة" كفعل ربما يكون ثوريا وقتئذٍ،وبه أمثال البدويُّ الثوري الهمباتي الذي كان "يَخْرِط" مطامير سلاطين السلطنة الزرقاء ويوزعها للمساكين،هذا الرجل لولا الدسائس،كاد أن يكون جيشا،وربما كان يكون نواة لجيش،يختلف عن "البازنقر" في التركية،وعن حركات النهب المسلحة والمليشيات،التي صارت بقدرت قادر، جيش يعبث بالوطن ويهدد حاضرنا ومستقبلنا،مع العلم أن البازنقر صاروا جنود وقادة جيش للمهدية،ومن المحزن أن المليشيات الآن صارت غول أبتلع الوطن،كما أبتعلته القيمان آخر السلطنة الزرقاء.
(الخيل المجنوبة/الجنيبة)وهذه العادة موجودة قديما عند العرب ويسمون هذه الخيل ب (القَوْدُ).
وهي طائفة من الخيل تُقاد في السفر بجوار الركب ولاتُركب ،وتمتطي لحظة الحوجة في الدفاع عن الركب أو القافلة.
وهنا تحضرني قصة الفارس الكباشي الشهير حمدودشتهان ،مع الفارس الجراري الشهيرموسى ودجلي الجراري.
قيل أن الفارس ودجابر الجراري،من فخذ (عيال حِيلة) وهم فرع الفارس الشهير وقائد بني جرار في السلطنةالزرقاء
(جلي أبوفاطنة) ودجابر زعل من موسى لأنه أخذ منه ناقة حلوب من إبله (اللّوافي) ويسمونها
(ناقة الحافر).
لأنها لوحدها تروي الحصان حليبا ، والناقة كانت تُحلب لفرس موسى وإسمها
"مشْيَة عجايب".
وودجابر وقتئذٍ كان "ربيعا" للكبيشاب فخذ من الكبابيش وتحديدا فريق الفارس حمد ودشتهان.
علم الفارس حمد بالقصة، أمتطى بعيره وأسرج جواده و"قادها" بلبوسها إلي جنبه كناية علي أنه لايريد قتالا.
(القَوْدُ) (مجنوبة).
وصل إلي فرقان الفارس موسى ،ووجد والده جلي ،وجلي كان داهية ،عرف أن الفارس حمد لايرجع بدون الناقة وأن موسى لا يُرجع الناقة،وموسى كان غائبا، فأعطى جلي ودجابر ثلاث نياق من أصائل إبله ،ردخ ودجابر وقبل الفارس حمد ودشتهان لأنه كان يكن للفارس جلي محبة وتقدير ويحترم مكانته وسنه رغم العقالات بينهم،الشاهد غنوة مطولة للشاعر ودجابر يمدح الفارس حمد ودشتهان ويصوّر المشهد:
(أرباب اللّسيد مابَل فتلّو لحاية
من ضهر الهميم ل الحومل الدوّاية
تور جاموساً بِسُوك قرنو علي سرحاية
أب بتّاً علي نِحل الجدود مشّايا
وأبوفرساً علي فَرت الرّجال وطّايا
دفّاع للخلي لو كان تحتها نتايه)
*الهميم الجمل وحمد وصل وهو يمتطي بعيره
ويقود حصانه(الحومل الدوّايه) أي جانبها/مجنوبة أو"قوْدُ".
أهل البادية لغتهم عجيبة وخاصة لغتهم الشعرية،أحيانا الشرح لها ومرادف ويفهم بصورة طبيعية يتعذركثيرا،وربما تحتاج لمعايشة معهم،لأنها تنبع من عمق حسّهم الشعوري،وكثيرا "مانتهوّل" في جذرها ،لأنها لاتقف في الكلمة بل في مدلولها ولاتعتمد "الصورة" فقط بل ترتكز علي الصوت ودلالاته وتندغم الصورة مع الصوت،لأن ضلع إرتكازها الحركة لا السكون لذا مفردتهم كلمة وصوت،واللغة الشعرية تأتي طربا وتضاريسا .
فكلمة "تقلية" لايطلقونها علي أي حنين وصوت مجموعة إبل ،بل إجتماع الصوت مع المجموعة وأن يكون الصوت من مجموعة "تَقيلة" كثيرة وتشمل السِن جمال "غليدة" وإبل غليدة ،يعني الحنين لمجوعة "رِق" حشّاو وحدها لا يطلقون عليه تقلية.
وكثيرا مانتسائل هل(التقلية) من تقيلة !!؟
لاحظ (التقيل) أهل البادية يطلقونه للكثرة أيضا مع أنهم يطلقونه لكل من وزنه ثقيل حسيا وكذا لكل من وزنه ثقيل معنويا مثلا الذهب والفضة وحتي الرجل الكريم الشجاع يقولون تقيل ويشبهونه بالذهب:
(تقيل يادرهم الفضّة البسوّوا حجول)
لذا (تقلية) ماها علي إطلاقها (صوت الإبل مجتمعة) لكن صوتها مع الكثرة والعَمَار عَمار ألبل (النماء) جمال نيب وإبل غلاد وضرائب و....الخ
نحاول نتونّس....
الإبل كمجموعة مراح والحاروك الحولها يسمي (تَقَلِيَّة)
وأيضا صوتها مجتمعة يسمونها (تقلية)
ومجموعتها كمراح يسمى (تقلية)
ومجموعتها كحاروك يسمونها (تقلية)
ومجموعتها كحاروك أيضا يسمونها أيضا "تُقَّالة" (تقّالة البادية)
أي بتقّل بمعنى بتطمّنهن من الإطمأنان ومن غناهن شاعرة من غنا الجراري:
(عَلي بَنقال بزقَّل
الزول الحِسُّو بتقّل
لقيتو يحوش ويعقّل
عيل في القرنو موقّل)
عَلي دي بإمالة اللام من علي وليس من علِي الإسم أي بمعني
بغنّي فوق بنقال وهو دليل خرّيت كباشي نورابي فحلي و"حسّو" دي راجعة للإبل أي حس حنين وصوت إبله أو بلغة البادية "حس تقلية بنقال" إبله....
والشاعر خراب جرابو الرّاحلي الكباشي:
(بعد مارحلتي شّقِّك خفَّ ياشرّامة
جودِك غير إذن في الملان عزّاما)
وشاعرنا المفخرة وذاكرة البادية الخرّيت ودقدّال السراجابي الكباشي:
(مادة أم شِعْبِي تُقّالة قبايل البادي)
ويقول فضل ودزايد يمدح الدليل أُمحمّد علي ودحمد الدويحي:
(حِس تقليّة المو خميلي في الحاروك
واردة الليلي سهريج ناس حسين مدروك))
ويقول شاعر كباشي:
(حِس تقليتك السارية الرّبط دهرابا
وسماح كيرك عريسا زوّجو الهوّابا)
والدلالات النفسية والشعورية وثقافة (المُسدار) تدخل بقوة في إسلوبية غناهن
الشاعرة شبعنا الحورابية الكباشية،معجبة بأم نفل من بنات فرقانها ودورها:
(البت يابا عبلوجة البَري ام كونيب
قالب الدّارعو حقّار فوق إمِين قاهريب
شفتو ادلّا نازل فوق سدرها وضيب
حبال الشّم متل مادروكت ل مغيب)
الوصف في الربعين الاولين معنوي لاحسّي وله علاقة بالروابط الاجتماعية
عبلوجة الدليل وريّيس وبخاطرها وين ماتمِد دي هنا المعزّة في الدور او الفرقان للفتاة اي عزيزة في دورها وفرقانها وكذا دونها خرط القتاد
ويوضح ذلك في وصفها ( بالممنوع)
قالب الدارعو حقّار فوق إمين قاهريب))
الجزء الايمن من الكور (السرج) ودي تكنيك لتقول ان هذه الحسناء ( ممنوعة)
والعلاقة بين البندقية والحسناء بالبوادي علاقة معزة وهيبة عميقة جدا في المعنوي الشامل ومتجذرة.
فالممنوع سطوة في حراسة الابل من النهب والسرقة
والفتاة بالبادية بعفتها هيبة لبنات دورها وفرقانها .
وفي رأي المتواضع ان فننا الشعبي وخاصة بالبادية خلوده ابداعا وموضوعا لانه
( فن مجموعات).
و(روابط اجتماعية).
لاحظوا لهذه البدوية وعمق الثقافة الجمعية واثرها علي المشاعر ، وبدون مباشرة محاربة للظواهر الوحشية الإجتماعية المنبوذة بالباديةسفيه الفرقان والدكك وجدها في المورد تملأ ريّها وقد كانت تشدو من الريد اللّصم فظن صاحبنا انها صيدا ولكنها اقحمته بفصاحة ونباهة
صورها الشاعر المفارق في إسلوبيته
المطعون الكباشي السليماني:
(سفيه الدكّة قمبر شالو سمح الغاني
عاد مرقتلو عيل .....العرضاني
هو ناغمها منّو اتبلمت زهجاني
وطرتلو النارو تلّت في العلو الفوقاني)
أيضا وردت"العلو الفوقاني"
العرضة هنا عرضة عرض وقيم
لذا لاحظ الفكرة كلها في الربع الاخير
( طردتلو النار تلّت في العلو الغرباني)
اي انت :(سواحي فريق و دكّاك )
فمثلها من عذراى البادية نفلها مسادر الشاب الفالح وشهم الولد البعز بنات دورو بفعل جمعي بدون مباشرة وشوفوني ومعزته لهن بأفعال ومحاربة ظواهر مجتمعية تنعكس عليهن بدون مباشرة ووعظ منه وتوجيه ولقد صورت هذا شاعرتهم ومن غنا الجراري:
(لابتب ولابدعّي
ولاقال ليّ اتوعّي
المدخور ليوم الكعّي
صعيد ناس بنّه برعّي)
لاحظوا النباهة والفصاحة في مدحها له :
( لابتب ولابدعّي)
ثم اشارتها لنفسها بدون نرجسية:
( ولاقال ليّ اتوعّي)
ومع روعة هذا لكن الاروع حسن تخلصها ومدحها له من ثقافة البادية في الطقّتين الاخيرتين لاحظوا النسق الخفي وعمق مدلول الجملة:
المدخور ليوم الكعّي
صعيد ناس بنّه برعّي)
والربعين ديلا:
(هو ناغمها منّو اتبلمّت زهجاني
وطردلتو النار تلّت في العلو الفوقاني))
هنا تكمن ريدة بنات الدور والفرقان للشاب المفارق في وعيه الاجتماعي لذا نجد المحبة الجمعية( المعزة).)
متجذرة في حبهم الجمعي وهنا يدخل الملمح الصوفي بقوة لان عبقريتهم تكمن هنا:
( الكُل اهلك)
ولله درّ هذه الشاعرة :
(بسمع حِس كلابهن
قُت الجووا غيّابهن
الناس التّموا حسابهن
نعل طيبين في رقابهن)
ريدة (بنات الدَّور) للشاب المفارق في وعيه الإجتماعي
أهل دورها وفريقها ،كأنني أراهم في المخارف والنشوغ،لذا
هنا لاحظ شرهة وفرح الفريق كلّة الشايب والعجوز والكواعب والشباب
فكل محبته وشرهته تختلف، الأخوات وبنات العم وبنات الدور....الخ.
عذارى البادية غناهن عميق ووعيهن الجمالي متفرد ،شوف غنوة البدوية :
(بسمع حِس كلابهن) عاليه
مع غنوة المطعون عاليه:
((سفيه الدِّكّي قمبر شالو سِمع الغاني
وعاد مرقتلو عيل تتزلّق العرضاني
هو ناغمها منو إتبلّمت زهجاني
وطرتلو النار تلّت في العلو الغربابي)
إذا ربطناها مع غنوة فضل ودزايد:
(الرّيد ياالبنيّة نوافل
وفكري معاكي في سنين المحل ديل قافل
مابتتطارد الجائح عليها السافل
بلا نعلات شبط وعزبا مكلّق وحافِل)
وثقافة البادية وفنها الشعبي
نجد هذه الشاعرة مشتاقة لهؤلاء "الغُيّاب"،لكن حبها لم يكن حب فرد
وإنما نجد عمق المحبة بالبادية في حبهم الجمعي،وهنا يدخل الحب الصوفي العميق
(حب جماعي) مثله وحب أهل التصوف،يمكني أن أطلق عليها (محبة جمعية)
لأن عبقريتهم تكْمُن هنا :((الكل أهلك)) و((الربعة الزينة))
ولأن العاطفة أنثى فنجد محبة بنات الدور لعامر الفرقان والدكك إن علي سبيل خشم البيت او الدور كله وكذا للشاب ( الكتير) بلغة العمدة حمد محمد حامد
مثل الرجل الذي نجد بيته ( مورد وحوض) للكل:
(بيتك فيهو الرّدّي
ساهل خريف هِدّي
مو الوكّاي ب القدّي
وعليه ياالشام ماتحدّي)
وحتي أمثالنا من الأفندية يتندر منهم ايّام الرشايم والرشاش حين لايجدن بالفرقان الا المدرسين وتلاميذهم:
(اليوت عايطين بزّورهن
قلب الجِن مابدورهن
حطب السرح بخورهن
والسّاردين فطورهن)
ولايسلم الفكي الهبّاش الدخيل علي ثقافتهم من
:" لسانهنّ لأنه يتناطا لي "المو معلّق لو
(اللّفندي والفكي
كلّو القليب مابي
سيد البزوم ب تني
عاقر البهتف مي)
( حبّال الشّم مِتِل مادوركت ل مغيب)
دي مع جمال اللوحة سرّها في الدلالات النفسية للشاعرة
الزمان خريف والوقت (مغيرب هالك).
في (المُسدار) نجد الفضاء الممتد وحرية الحركة،لذا الخيال يكون نابها والعاطفة متقدة ومتجدد’ووعي الذاكرة يكون حاضرا،وحتى مدامرهم ،أحيانا يعافون حياة الركون بها،وعند بعضهم أقرب لحياة (الحلال والدّيم والدناكيج)، قبل أيّام، ولكنها بحساب (فهقة القلب)
مكالمة مطولة من بدوية شاعرة كأنها (فرح البوش العامر) علي قول شاعرة البطانةأستوقفني جدا ماختمت به هذه الشاعرة المحادثة معي:
(الأفندي في أبويا.....!!
قلبك بقى عيفة..
قلب حلّال وديم)
هذه الجملة "الفنجرية" من هذه البدوية الشاعرة،أحدثت في نفسي حالة،عبر المعنى الإستدلالي ودلالة الإيحاء(الإيحاء النفسي) يجعل القلب "يتناطا" علي حافة معالقه،لأنني عشت تضاريس هذه العبقرية،عبقرية الزمان والمكان والإنسان.
(سماحة النافلة والربعة الزينة) أعرفها من (الربعة الزينة) ويجسدها عندي الشاعر
المفوّه أُمحمد ودفضل الله ودبلل ودالساني الشهير بالقوقاي،ويكنّى بالقوقاي،لبراعته في كل ضروب الغنا(مربوع/جالسة/وتوية وغنا جراري ومطولات) وإن كان بارعا جدا في غنا الجراري،وهذه العبقرية في التعايش،إن "رايمتك" فلا فكاك منها أبدا،ومشايخنا الشناقيط،يسمون الكبابيش(عروق الذهب)،لتفردهم في عبقرية التعايش السلمي، لأنهم أقرب للكفندرالية،الشاعر رابع أهله الربيقات وهم من السماحة بمكان وكذا الفنجرة،وأيّام نشوغ فارقهم في المخارف،وذات صباح خريفي، نيله مد البصر،صاح هاتفا في أسرته:
(أهدموا البيت ودانوا الجمال للشّيل)
الليلة خبارك...!! وراحلين وين؟
ليرد وبسرعة وبفرحة من القلب ومن غنا الجراري:
(البارِح شوف عينِي
لاقيت أهل زيني
حُدب مافيهن فينِي
ولضاض ل الكلمة الشّيني)
غنوة ملانة إبداع ومن مدح البوادي حد الوكاء
أيضا هذه العبقرية ،عبقرية (الربعة الزينة)والتراث والتضاريس والنفل السمح،جسدها عندي الرجل الأمّة والشاعر الكوني شيخنا أحمد عبدالله الفرجوني:
(حنان الكِترة ل السّريحة ل الزول البعارفو
حناني علي أب عبيرا في الدعاشات كارفو
حنين الفاقِد الودّر جناها مشارفو
وكت ماتلِم وتتكرّف جناها تعارفو)
تأملوا جيدا هذه الغنوة والإسلوب وعمق المعنى في :
(معانقة شجر السُّرّيح لشجر الكتِر) وهو شوكي ووعي الذاكرة في توظيف المثل الشهير
ولاحظوا مدلول معانقة(الكتر الشوكي) والإنسان والكلام الجارح ،وحنين التي فقدت فصيلها بمكان سروحها(مُسدارها)"مشارفو" .
حقيقة البدّاوة في الطبع....
يعجبني جدا الوفاء في الحياة.
وتجدني شغوفا بوفاء أهل الجناب سادتنا المتصوفة حتى في طبعهم
تأخذني بعيدا تجليات الشاعر الوفي لإسلوبه ولتضاريسه وبيئته ونمط حياته(وحقله الدلالي) ....الخ.
ولايعجبني الشاعر المتصنع،الذي يعبث بلغة أهله.
بدوية تزوجها إبن عمها ،وحملتها هوادج العيس ،من مضارب ونجوع أهلها بالبادية الغربية، إلي قرية الشّوال(ريفي بارا)
ووجدت أهل زوجها أهل زراعة،فحنّت للنشوغ والمخارف ،وكبدوية (النشوغ) يمثّل لها الحرية لابمعناها (السياسي) ولكن حرية الإنعتاق من ركون (الحلال والقري والريف)فقالت:
(ناس طوريتي نِصَلَت
قِبيل جِيزتهن غَلَت
العالت بيهن جَلَت
ميعادنا معاهن دَرَت)
(قالو لي حِشّي بلاد
قُت ليهن :بي الجَراد
طَعَن الرقيقة إنقاد
ب الوادي أبو عَقّاد)
تلقائية وعفوية وبلاتكلف وجزالة اللغة بلاتصنع،"سهلنا الممتنع"والعاطفة المتقدة
والإعتزاز بالحياة،ليت الباحثين الأفندية يدركون أن البداوة،نمط عيش يعتز به أهله جدا،هذه البدوية،أبعدها الزواج من دورها وفرقانها ونجوع أهلها،وصديقة الصبا، أنظروا لتفاعلها مع "الزمان" الفصول والإتجاه،هنا وفي دارها الجديدة وقت حش الزرع، وهناك في حياتها الحقيقية،وقت النشوغ والمخارف،والحرية والإنعتاق من رهق المدامر وقيدها "المكاكي"
دائما تجدني مهما تكون الصورة الجمالية مدهشة،تعجبني في فننا الشعبي،الدلالات الصوتية والشعورية،والنفسية والأنساق الخفية
مثالا للإنساق الخفية:(طعن الرِّقيقة أنقاد)
تعجبني مثل هذه التعابير ومثل هذا الإسلوب ،كلمتان وبإيجاز يجتمع فيهن كل الإبداع والجمال ،والحياة المتجددة والمعزة والعاطفة المتقدة والفرح بالحياة مع البطر الرزين،واللغة الشاعرية التي أفتقدناها جدا:
شوف التناغم"قالوالي:حِشِّي بلاد)
(ضعن الرّقيقة انقاد)
في الأولي عافت الركون أوالأستقرار والحش والرتابة والنمط المكرر
والثانية تحنُّ للحركة والترحال والنشوغ،وهذه المفردة العجيبة"إنقاد"
لم تقل هساع في مكان واحد،ولكنهم كل يوم"مجددين فيك عفو"
كل يوم في دار وكل يوم في عفو وكل يوم في عضاوة جميلة جدا
ولكن "إنقاد" شاعرية جدا وبها حركة البادية وحسها الشعوري أقوى
من"مجددّين عفو جديد" هذه مباشرةو"إنقاد" غير مباشرة
وأنقاد نرى صورة الظعن ومواهقة العيس،ونعرف أن الرحيل "إتحالا ليهن"،وهنا نتذوق طرب الشاعرة عند وعَي الذاكرة.
وإتنايووا ب (الوادي أبوعقّاد)
الشاعر النور شيخ إدريس العوني الكباشي:
(الوادي المنيّل وفرعو سايق روبو
أهل البادية رحلوا وقالوا:بتنايوبو
الصاوَل رَفيقُو وهاج مِنسِّم دوبُو
الهِدب أم شلايل كاشه فوق عَرفُوبو)
والغوث ودالشلهمة:
(ولّا أتنايوا ب الوادي المجازية خُضرتو)
لم تعيب زوجها ولا أهله عندما قالت:(ناس طوريتي إنْصَلَتْ)
راحة وإستقرار ومعزتهم لها، ولكنها تحن لحياة أخرى تجد نفسها فيها
وهذا ما عنته مقطوعة الطاري التي هاتفتني قائلة:
(قلبك بقى قلب حلّال وديم)
بمناسبة "قلبك بقى قلب حلّال وديم"، قبل شهورشاهدت دكتور مقدم برنامج مستضيف، شاعرين رائعين من بطانة العز والنفل السمح، وفي منتصف الحلقة
قال:(عارف البطانة دي في الخريف مثل دكان الريحة الإنكسرت فتايلو)
أزعجني جدا مثل هذا الإسلوب ،ورددت في سري:
( ليتك تركتنا لغنا مطمّة إبداعنا وفرح ذائقتنا)
*هوامش
السِّنبل هي الروائح اليابسة(محلب/قرنفل/صندل....الخ)
وبعد عجنها وخلطها واضافة الروائح السائلة لها تسمي(مهباب)
أوكما يقول أستاذنا وشيخنا ودالمر:
(كنت آ حلالي فوق سرجو البِظِر ركّاب
وكنت بهجمبو ناس عجّانة المهباب)
طامِح من طُماح أي ترفض المرأة زوجها ،وقديما ميسون الكلابية "طمحت" سيدنا معاوية رضى الله عنه وتركت قصوره وذهبت إلي مضارب قومها بالبادية:
(لبيت تخفق الأرواح فيه/أحب إليّ من قصر منيف
وبكريتبع الأظعان صعب أحب إليّ من بغل زفوف)
ومثلها الكباشية المفوهة:
(من فوقي ما إتعوّس
شعابي ماسوّس)
(أم رزيم) هي الإبل والجاموس يقصد البقر، وهنا المعنى خارج الجملة الشعرية، ويقصد أن الإبل إذا لمحت البرق تشاشي وترزم و تشوم البروق وتناطرها ،وتستيطع أن تصل مناهل القطر مهما بَعُد.
أما (البقر) فعوضه الجاعر مع رفع الضيل والبول!!!
والإبل والبقر بالبادية الغربية مثل النساء الضرّات،وماأروع الشاعر المفوه
أُمحمدودفضل الله ودبلل ودالساني الشهير بالقوقاي يخاطب أبقاره:
(يا أم بوح إتّي سِعرتي
شفت البراق غِيْرتي!!!
داك الزرقن حِرتي
مابتمشيلو إن طرتي)
*(أم شدوق) الحربة
لويب الكاشرات هي الخيل الأولى في الغارة.
ياخ عيفة من يقف في الألفاظ، ولا يدرس ويتادرس ويتعمق في ثقافة(فننا الشعبي) ومدلول اللفظ وأنساقه المضمّرة (الخفية)
ثم يملأ علينا الوسائط تعاسة وبؤس.
aubaidmagadam@hotmail.com
الشاعر جمعة ودعاقل الكباشي النورابي عاش في التركية وحضر المهدية وشمله جردة التعايشي وجهديته:
(أني الدّنيا أم قِديد ماضُق تلاتلها
غرارة العبوس مابِضلِّي خايلْها
كراعي مامشت يوما أبطّلها
كم فرشت تِويلي وكورها فاصلها
وكم علّقت أم رقيش البي كناتلها
مابركب حويشي اللّمُّو ببهِلْها
عيل تيسَن يسن الناقة يندلها
حزَمت الهرتكيك البلّمُو عِتلها
وجَنَبْ بت الحصان الدبسي ب حجلها *(تاء المتكلم في جَنَبْ)
جميع بت البكان الطاحني سِنبلها
ل زملي الغلاد هي طامحي راجلها
كان قولي كضب دقني أسللها
بقيت عيل أطق البادي أزاولها
شيلي فوق رقيت/ن عيل أمايلها
نِعالي من كعبها الكرش بكملها
يارب ياركريم الحال تبدلها
والغلبة العلي تك تنزلها)
*الشاهد هنا من المطولة لعنواننا:
(جَنَبْ بت الحصان الدّبسِي ب حجلها )
أهل البادية كانوا ومازال بعضهم يجنبون الخيل لرعي إبلهم وحراستها
يقول الشاعر ودجودة العوني الكباشي:
(سيد الناقة شد درع السنين لاحوسا
كرتَن مِلْحو جانْب أم الفِلو المخموسة
الليلي أم رزيم فرقت علي الجاموسا
شافت البرقو فوق ودعةوكرانك موسى)
*ودعة دي خزان ودعة قرية الأديب والروائي أستاذنا وشيخنا إبراهيم إسحق
*(كرانك موسى) مدينة الضعين وموسى هو
شيخ العرب وعامر القبائل المفوه ناظر الرزيقات الشهير موسى ودمادبُّو
ومازالت تبلديته للمفتش الإنجليزي شاهدا علي نباهته وفصاحته.
ولقد سمعت المعمّرين من البادية ،يرددون ماقاله والده للشيخ التوم شيخ الكبابيش الحكيم العامر قتيل المهدي ببارا:
(ودالبيه إن كتلوني قَبَّالك...
أعقب التور من ورا...
شوفا نعل ماضَلَعْ)
الشاهد (جانب أم الفِلو المخموسة) اي معه حصان تسرج وتقاد جنبا مع إبله ولكن لاتمتطي(مجنوبة) وتُركب عندما يحتاج إليها في "الفزع" وملاحقة السارقين والحرامية،ويسمونها (جنيبة).
بل بعض الخيل تُصهل إذا لمحت الحرامي ،وأهلها يعرفون ذلك.
ولقد أشتهروا "خشنة" فخذ من كواهلة الغرب الأبّالة ،بالخيل المجنوبة مع الإبل
ومن مأثور البادية الغربية:(يطردنّك خيل خشنة)
وشاعرة غنا الجراري"(بزر خشنة يوم الدم/بتراموا جراد السّم)
وكذا (الغزايا) فخذ من كواهلة الغرب مشهورين بالخيل المجنوبة
وهم مازالوا بادية ظاعنة ويمتازون بالشجاعة والفصاحة وسرعة البديهة ويتنفسون الشعر
ومنهم الشاعر الفارس اللّغبش ودالفكي عاش في السلطنة وحضرالتركية:
(صَبيّا ل رفاقْتُو مو قليل مغسهْ
وماتالب خسيمو وب أم شدوق رفسهْ
والضيفان ماطروه قالوا:القدَح معسَهْ
ولويب الكاشرات ماقبّلُو وكرسَهْ
إت ياعجيلة الخنفري الدهْسَه
كيف يجلس معاك وتشبعي ونَسَهْ)
ومنهم الفارس الدليل بلال الغزّاوي الذي أنهى حياة الهمباتي الشجاع الشهير
أحمدودعقيد الميدوبي .:
(حِس الجيم جاب عيطة
فوق عرقوب باريطة
عمّي بلال مو سميطة
دقشو ودخل الحيطة) والحيطة هنا السجن....
وللعلم الهمبتة لم تك محصورة علي القبائل المصنفة عرب،بل الهنبتة موجودة في أكثر قبائل السودان وضاربة بجذورها في القبائل المصنفة أفريقية ودي موضوع آخر.
وننوّه أنّ(همباتة الترف) ،وكتابة الباحثين الأفندية وأرهاقهم لذائقتنا وإتلافهم لذاكرتنا ،لأنهم كتبوا عن (همباتة الأنداية) و تركواالكتابة (أم صَمرة) ،عن "الهمبتة" كفعل ربما يكون ثوريا وقتئذٍ،وبه أمثال البدويُّ الثوري الهمباتي الذي كان "يَخْرِط" مطامير سلاطين السلطنة الزرقاء ويوزعها للمساكين،هذا الرجل لولا الدسائس،كاد أن يكون جيشا،وربما كان يكون نواة لجيش،يختلف عن "البازنقر" في التركية،وعن حركات النهب المسلحة والمليشيات،التي صارت بقدرت قادر، جيش يعبث بالوطن ويهدد حاضرنا ومستقبلنا،مع العلم أن البازنقر صاروا جنود وقادة جيش للمهدية،ومن المحزن أن المليشيات الآن صارت غول أبتلع الوطن،كما أبتعلته القيمان آخر السلطنة الزرقاء.
(الخيل المجنوبة/الجنيبة)وهذه العادة موجودة قديما عند العرب ويسمون هذه الخيل ب (القَوْدُ).
وهي طائفة من الخيل تُقاد في السفر بجوار الركب ولاتُركب ،وتمتطي لحظة الحوجة في الدفاع عن الركب أو القافلة.
وهنا تحضرني قصة الفارس الكباشي الشهير حمدودشتهان ،مع الفارس الجراري الشهيرموسى ودجلي الجراري.
قيل أن الفارس ودجابر الجراري،من فخذ (عيال حِيلة) وهم فرع الفارس الشهير وقائد بني جرار في السلطنةالزرقاء
(جلي أبوفاطنة) ودجابر زعل من موسى لأنه أخذ منه ناقة حلوب من إبله (اللّوافي) ويسمونها
(ناقة الحافر).
لأنها لوحدها تروي الحصان حليبا ، والناقة كانت تُحلب لفرس موسى وإسمها
"مشْيَة عجايب".
وودجابر وقتئذٍ كان "ربيعا" للكبيشاب فخذ من الكبابيش وتحديدا فريق الفارس حمد ودشتهان.
علم الفارس حمد بالقصة، أمتطى بعيره وأسرج جواده و"قادها" بلبوسها إلي جنبه كناية علي أنه لايريد قتالا.
(القَوْدُ) (مجنوبة).
وصل إلي فرقان الفارس موسى ،ووجد والده جلي ،وجلي كان داهية ،عرف أن الفارس حمد لايرجع بدون الناقة وأن موسى لا يُرجع الناقة،وموسى كان غائبا، فأعطى جلي ودجابر ثلاث نياق من أصائل إبله ،ردخ ودجابر وقبل الفارس حمد ودشتهان لأنه كان يكن للفارس جلي محبة وتقدير ويحترم مكانته وسنه رغم العقالات بينهم،الشاهد غنوة مطولة للشاعر ودجابر يمدح الفارس حمد ودشتهان ويصوّر المشهد:
(أرباب اللّسيد مابَل فتلّو لحاية
من ضهر الهميم ل الحومل الدوّاية
تور جاموساً بِسُوك قرنو علي سرحاية
أب بتّاً علي نِحل الجدود مشّايا
وأبوفرساً علي فَرت الرّجال وطّايا
دفّاع للخلي لو كان تحتها نتايه)
*الهميم الجمل وحمد وصل وهو يمتطي بعيره
ويقود حصانه(الحومل الدوّايه) أي جانبها/مجنوبة أو"قوْدُ".
أهل البادية لغتهم عجيبة وخاصة لغتهم الشعرية،أحيانا الشرح لها ومرادف ويفهم بصورة طبيعية يتعذركثيرا،وربما تحتاج لمعايشة معهم،لأنها تنبع من عمق حسّهم الشعوري،وكثيرا "مانتهوّل" في جذرها ،لأنها لاتقف في الكلمة بل في مدلولها ولاتعتمد "الصورة" فقط بل ترتكز علي الصوت ودلالاته وتندغم الصورة مع الصوت،لأن ضلع إرتكازها الحركة لا السكون لذا مفردتهم كلمة وصوت،واللغة الشعرية تأتي طربا وتضاريسا .
فكلمة "تقلية" لايطلقونها علي أي حنين وصوت مجموعة إبل ،بل إجتماع الصوت مع المجموعة وأن يكون الصوت من مجموعة "تَقيلة" كثيرة وتشمل السِن جمال "غليدة" وإبل غليدة ،يعني الحنين لمجوعة "رِق" حشّاو وحدها لا يطلقون عليه تقلية.
وكثيرا مانتسائل هل(التقلية) من تقيلة !!؟
لاحظ (التقيل) أهل البادية يطلقونه للكثرة أيضا مع أنهم يطلقونه لكل من وزنه ثقيل حسيا وكذا لكل من وزنه ثقيل معنويا مثلا الذهب والفضة وحتي الرجل الكريم الشجاع يقولون تقيل ويشبهونه بالذهب:
(تقيل يادرهم الفضّة البسوّوا حجول)
لذا (تقلية) ماها علي إطلاقها (صوت الإبل مجتمعة) لكن صوتها مع الكثرة والعَمَار عَمار ألبل (النماء) جمال نيب وإبل غلاد وضرائب و....الخ
نحاول نتونّس....
الإبل كمجموعة مراح والحاروك الحولها يسمي (تَقَلِيَّة)
وأيضا صوتها مجتمعة يسمونها (تقلية)
ومجموعتها كمراح يسمى (تقلية)
ومجموعتها كحاروك يسمونها (تقلية)
ومجموعتها كحاروك أيضا يسمونها أيضا "تُقَّالة" (تقّالة البادية)
أي بتقّل بمعنى بتطمّنهن من الإطمأنان ومن غناهن شاعرة من غنا الجراري:
(عَلي بَنقال بزقَّل
الزول الحِسُّو بتقّل
لقيتو يحوش ويعقّل
عيل في القرنو موقّل)
عَلي دي بإمالة اللام من علي وليس من علِي الإسم أي بمعني
بغنّي فوق بنقال وهو دليل خرّيت كباشي نورابي فحلي و"حسّو" دي راجعة للإبل أي حس حنين وصوت إبله أو بلغة البادية "حس تقلية بنقال" إبله....
والشاعر خراب جرابو الرّاحلي الكباشي:
(بعد مارحلتي شّقِّك خفَّ ياشرّامة
جودِك غير إذن في الملان عزّاما)
وشاعرنا المفخرة وذاكرة البادية الخرّيت ودقدّال السراجابي الكباشي:
(مادة أم شِعْبِي تُقّالة قبايل البادي)
ويقول فضل ودزايد يمدح الدليل أُمحمّد علي ودحمد الدويحي:
(حِس تقليّة المو خميلي في الحاروك
واردة الليلي سهريج ناس حسين مدروك))
ويقول شاعر كباشي:
(حِس تقليتك السارية الرّبط دهرابا
وسماح كيرك عريسا زوّجو الهوّابا)
والدلالات النفسية والشعورية وثقافة (المُسدار) تدخل بقوة في إسلوبية غناهن
الشاعرة شبعنا الحورابية الكباشية،معجبة بأم نفل من بنات فرقانها ودورها:
(البت يابا عبلوجة البَري ام كونيب
قالب الدّارعو حقّار فوق إمِين قاهريب
شفتو ادلّا نازل فوق سدرها وضيب
حبال الشّم متل مادروكت ل مغيب)
الوصف في الربعين الاولين معنوي لاحسّي وله علاقة بالروابط الاجتماعية
عبلوجة الدليل وريّيس وبخاطرها وين ماتمِد دي هنا المعزّة في الدور او الفرقان للفتاة اي عزيزة في دورها وفرقانها وكذا دونها خرط القتاد
ويوضح ذلك في وصفها ( بالممنوع)
قالب الدارعو حقّار فوق إمين قاهريب))
الجزء الايمن من الكور (السرج) ودي تكنيك لتقول ان هذه الحسناء ( ممنوعة)
والعلاقة بين البندقية والحسناء بالبوادي علاقة معزة وهيبة عميقة جدا في المعنوي الشامل ومتجذرة.
فالممنوع سطوة في حراسة الابل من النهب والسرقة
والفتاة بالبادية بعفتها هيبة لبنات دورها وفرقانها .
وفي رأي المتواضع ان فننا الشعبي وخاصة بالبادية خلوده ابداعا وموضوعا لانه
( فن مجموعات).
و(روابط اجتماعية).
لاحظوا لهذه البدوية وعمق الثقافة الجمعية واثرها علي المشاعر ، وبدون مباشرة محاربة للظواهر الوحشية الإجتماعية المنبوذة بالباديةسفيه الفرقان والدكك وجدها في المورد تملأ ريّها وقد كانت تشدو من الريد اللّصم فظن صاحبنا انها صيدا ولكنها اقحمته بفصاحة ونباهة
صورها الشاعر المفارق في إسلوبيته
المطعون الكباشي السليماني:
(سفيه الدكّة قمبر شالو سمح الغاني
عاد مرقتلو عيل .....العرضاني
هو ناغمها منّو اتبلمت زهجاني
وطرتلو النارو تلّت في العلو الفوقاني)
أيضا وردت"العلو الفوقاني"
العرضة هنا عرضة عرض وقيم
لذا لاحظ الفكرة كلها في الربع الاخير
( طردتلو النار تلّت في العلو الغرباني)
اي انت :(سواحي فريق و دكّاك )
فمثلها من عذراى البادية نفلها مسادر الشاب الفالح وشهم الولد البعز بنات دورو بفعل جمعي بدون مباشرة وشوفوني ومعزته لهن بأفعال ومحاربة ظواهر مجتمعية تنعكس عليهن بدون مباشرة ووعظ منه وتوجيه ولقد صورت هذا شاعرتهم ومن غنا الجراري:
(لابتب ولابدعّي
ولاقال ليّ اتوعّي
المدخور ليوم الكعّي
صعيد ناس بنّه برعّي)
لاحظوا النباهة والفصاحة في مدحها له :
( لابتب ولابدعّي)
ثم اشارتها لنفسها بدون نرجسية:
( ولاقال ليّ اتوعّي)
ومع روعة هذا لكن الاروع حسن تخلصها ومدحها له من ثقافة البادية في الطقّتين الاخيرتين لاحظوا النسق الخفي وعمق مدلول الجملة:
المدخور ليوم الكعّي
صعيد ناس بنّه برعّي)
والربعين ديلا:
(هو ناغمها منّو اتبلمّت زهجاني
وطردلتو النار تلّت في العلو الفوقاني))
هنا تكمن ريدة بنات الدور والفرقان للشاب المفارق في وعيه الاجتماعي لذا نجد المحبة الجمعية( المعزة).)
متجذرة في حبهم الجمعي وهنا يدخل الملمح الصوفي بقوة لان عبقريتهم تكمن هنا:
( الكُل اهلك)
ولله درّ هذه الشاعرة :
(بسمع حِس كلابهن
قُت الجووا غيّابهن
الناس التّموا حسابهن
نعل طيبين في رقابهن)
ريدة (بنات الدَّور) للشاب المفارق في وعيه الإجتماعي
أهل دورها وفريقها ،كأنني أراهم في المخارف والنشوغ،لذا
هنا لاحظ شرهة وفرح الفريق كلّة الشايب والعجوز والكواعب والشباب
فكل محبته وشرهته تختلف، الأخوات وبنات العم وبنات الدور....الخ.
عذارى البادية غناهن عميق ووعيهن الجمالي متفرد ،شوف غنوة البدوية :
(بسمع حِس كلابهن) عاليه
مع غنوة المطعون عاليه:
((سفيه الدِّكّي قمبر شالو سِمع الغاني
وعاد مرقتلو عيل تتزلّق العرضاني
هو ناغمها منو إتبلّمت زهجاني
وطرتلو النار تلّت في العلو الغربابي)
إذا ربطناها مع غنوة فضل ودزايد:
(الرّيد ياالبنيّة نوافل
وفكري معاكي في سنين المحل ديل قافل
مابتتطارد الجائح عليها السافل
بلا نعلات شبط وعزبا مكلّق وحافِل)
وثقافة البادية وفنها الشعبي
نجد هذه الشاعرة مشتاقة لهؤلاء "الغُيّاب"،لكن حبها لم يكن حب فرد
وإنما نجد عمق المحبة بالبادية في حبهم الجمعي،وهنا يدخل الحب الصوفي العميق
(حب جماعي) مثله وحب أهل التصوف،يمكني أن أطلق عليها (محبة جمعية)
لأن عبقريتهم تكْمُن هنا :((الكل أهلك)) و((الربعة الزينة))
ولأن العاطفة أنثى فنجد محبة بنات الدور لعامر الفرقان والدكك إن علي سبيل خشم البيت او الدور كله وكذا للشاب ( الكتير) بلغة العمدة حمد محمد حامد
مثل الرجل الذي نجد بيته ( مورد وحوض) للكل:
(بيتك فيهو الرّدّي
ساهل خريف هِدّي
مو الوكّاي ب القدّي
وعليه ياالشام ماتحدّي)
وحتي أمثالنا من الأفندية يتندر منهم ايّام الرشايم والرشاش حين لايجدن بالفرقان الا المدرسين وتلاميذهم:
(اليوت عايطين بزّورهن
قلب الجِن مابدورهن
حطب السرح بخورهن
والسّاردين فطورهن)
ولايسلم الفكي الهبّاش الدخيل علي ثقافتهم من
:" لسانهنّ لأنه يتناطا لي "المو معلّق لو
(اللّفندي والفكي
كلّو القليب مابي
سيد البزوم ب تني
عاقر البهتف مي)
( حبّال الشّم مِتِل مادوركت ل مغيب)
دي مع جمال اللوحة سرّها في الدلالات النفسية للشاعرة
الزمان خريف والوقت (مغيرب هالك).
في (المُسدار) نجد الفضاء الممتد وحرية الحركة،لذا الخيال يكون نابها والعاطفة متقدة ومتجدد’ووعي الذاكرة يكون حاضرا،وحتى مدامرهم ،أحيانا يعافون حياة الركون بها،وعند بعضهم أقرب لحياة (الحلال والدّيم والدناكيج)، قبل أيّام، ولكنها بحساب (فهقة القلب)
مكالمة مطولة من بدوية شاعرة كأنها (فرح البوش العامر) علي قول شاعرة البطانةأستوقفني جدا ماختمت به هذه الشاعرة المحادثة معي:
(الأفندي في أبويا.....!!
قلبك بقى عيفة..
قلب حلّال وديم)
هذه الجملة "الفنجرية" من هذه البدوية الشاعرة،أحدثت في نفسي حالة،عبر المعنى الإستدلالي ودلالة الإيحاء(الإيحاء النفسي) يجعل القلب "يتناطا" علي حافة معالقه،لأنني عشت تضاريس هذه العبقرية،عبقرية الزمان والمكان والإنسان.
(سماحة النافلة والربعة الزينة) أعرفها من (الربعة الزينة) ويجسدها عندي الشاعر
المفوّه أُمحمد ودفضل الله ودبلل ودالساني الشهير بالقوقاي،ويكنّى بالقوقاي،لبراعته في كل ضروب الغنا(مربوع/جالسة/وتوية وغنا جراري ومطولات) وإن كان بارعا جدا في غنا الجراري،وهذه العبقرية في التعايش،إن "رايمتك" فلا فكاك منها أبدا،ومشايخنا الشناقيط،يسمون الكبابيش(عروق الذهب)،لتفردهم في عبقرية التعايش السلمي، لأنهم أقرب للكفندرالية،الشاعر رابع أهله الربيقات وهم من السماحة بمكان وكذا الفنجرة،وأيّام نشوغ فارقهم في المخارف،وذات صباح خريفي، نيله مد البصر،صاح هاتفا في أسرته:
(أهدموا البيت ودانوا الجمال للشّيل)
الليلة خبارك...!! وراحلين وين؟
ليرد وبسرعة وبفرحة من القلب ومن غنا الجراري:
(البارِح شوف عينِي
لاقيت أهل زيني
حُدب مافيهن فينِي
ولضاض ل الكلمة الشّيني)
غنوة ملانة إبداع ومن مدح البوادي حد الوكاء
أيضا هذه العبقرية ،عبقرية (الربعة الزينة)والتراث والتضاريس والنفل السمح،جسدها عندي الرجل الأمّة والشاعر الكوني شيخنا أحمد عبدالله الفرجوني:
(حنان الكِترة ل السّريحة ل الزول البعارفو
حناني علي أب عبيرا في الدعاشات كارفو
حنين الفاقِد الودّر جناها مشارفو
وكت ماتلِم وتتكرّف جناها تعارفو)
تأملوا جيدا هذه الغنوة والإسلوب وعمق المعنى في :
(معانقة شجر السُّرّيح لشجر الكتِر) وهو شوكي ووعي الذاكرة في توظيف المثل الشهير
ولاحظوا مدلول معانقة(الكتر الشوكي) والإنسان والكلام الجارح ،وحنين التي فقدت فصيلها بمكان سروحها(مُسدارها)"مشارفو" .
حقيقة البدّاوة في الطبع....
يعجبني جدا الوفاء في الحياة.
وتجدني شغوفا بوفاء أهل الجناب سادتنا المتصوفة حتى في طبعهم
تأخذني بعيدا تجليات الشاعر الوفي لإسلوبه ولتضاريسه وبيئته ونمط حياته(وحقله الدلالي) ....الخ.
ولايعجبني الشاعر المتصنع،الذي يعبث بلغة أهله.
بدوية تزوجها إبن عمها ،وحملتها هوادج العيس ،من مضارب ونجوع أهلها بالبادية الغربية، إلي قرية الشّوال(ريفي بارا)
ووجدت أهل زوجها أهل زراعة،فحنّت للنشوغ والمخارف ،وكبدوية (النشوغ) يمثّل لها الحرية لابمعناها (السياسي) ولكن حرية الإنعتاق من ركون (الحلال والقري والريف)فقالت:
(ناس طوريتي نِصَلَت
قِبيل جِيزتهن غَلَت
العالت بيهن جَلَت
ميعادنا معاهن دَرَت)
(قالو لي حِشّي بلاد
قُت ليهن :بي الجَراد
طَعَن الرقيقة إنقاد
ب الوادي أبو عَقّاد)
تلقائية وعفوية وبلاتكلف وجزالة اللغة بلاتصنع،"سهلنا الممتنع"والعاطفة المتقدة
والإعتزاز بالحياة،ليت الباحثين الأفندية يدركون أن البداوة،نمط عيش يعتز به أهله جدا،هذه البدوية،أبعدها الزواج من دورها وفرقانها ونجوع أهلها،وصديقة الصبا، أنظروا لتفاعلها مع "الزمان" الفصول والإتجاه،هنا وفي دارها الجديدة وقت حش الزرع، وهناك في حياتها الحقيقية،وقت النشوغ والمخارف،والحرية والإنعتاق من رهق المدامر وقيدها "المكاكي"
دائما تجدني مهما تكون الصورة الجمالية مدهشة،تعجبني في فننا الشعبي،الدلالات الصوتية والشعورية،والنفسية والأنساق الخفية
مثالا للإنساق الخفية:(طعن الرِّقيقة أنقاد)
تعجبني مثل هذه التعابير ومثل هذا الإسلوب ،كلمتان وبإيجاز يجتمع فيهن كل الإبداع والجمال ،والحياة المتجددة والمعزة والعاطفة المتقدة والفرح بالحياة مع البطر الرزين،واللغة الشاعرية التي أفتقدناها جدا:
شوف التناغم"قالوالي:حِشِّي بلاد)
(ضعن الرّقيقة انقاد)
في الأولي عافت الركون أوالأستقرار والحش والرتابة والنمط المكرر
والثانية تحنُّ للحركة والترحال والنشوغ،وهذه المفردة العجيبة"إنقاد"
لم تقل هساع في مكان واحد،ولكنهم كل يوم"مجددين فيك عفو"
كل يوم في دار وكل يوم في عفو وكل يوم في عضاوة جميلة جدا
ولكن "إنقاد" شاعرية جدا وبها حركة البادية وحسها الشعوري أقوى
من"مجددّين عفو جديد" هذه مباشرةو"إنقاد" غير مباشرة
وأنقاد نرى صورة الظعن ومواهقة العيس،ونعرف أن الرحيل "إتحالا ليهن"،وهنا نتذوق طرب الشاعرة عند وعَي الذاكرة.
وإتنايووا ب (الوادي أبوعقّاد)
الشاعر النور شيخ إدريس العوني الكباشي:
(الوادي المنيّل وفرعو سايق روبو
أهل البادية رحلوا وقالوا:بتنايوبو
الصاوَل رَفيقُو وهاج مِنسِّم دوبُو
الهِدب أم شلايل كاشه فوق عَرفُوبو)
والغوث ودالشلهمة:
(ولّا أتنايوا ب الوادي المجازية خُضرتو)
لم تعيب زوجها ولا أهله عندما قالت:(ناس طوريتي إنْصَلَتْ)
راحة وإستقرار ومعزتهم لها، ولكنها تحن لحياة أخرى تجد نفسها فيها
وهذا ما عنته مقطوعة الطاري التي هاتفتني قائلة:
(قلبك بقى قلب حلّال وديم)
بمناسبة "قلبك بقى قلب حلّال وديم"، قبل شهورشاهدت دكتور مقدم برنامج مستضيف، شاعرين رائعين من بطانة العز والنفل السمح، وفي منتصف الحلقة
قال:(عارف البطانة دي في الخريف مثل دكان الريحة الإنكسرت فتايلو)
أزعجني جدا مثل هذا الإسلوب ،ورددت في سري:
( ليتك تركتنا لغنا مطمّة إبداعنا وفرح ذائقتنا)
*هوامش
السِّنبل هي الروائح اليابسة(محلب/قرنفل/صندل....الخ)
وبعد عجنها وخلطها واضافة الروائح السائلة لها تسمي(مهباب)
أوكما يقول أستاذنا وشيخنا ودالمر:
(كنت آ حلالي فوق سرجو البِظِر ركّاب
وكنت بهجمبو ناس عجّانة المهباب)
طامِح من طُماح أي ترفض المرأة زوجها ،وقديما ميسون الكلابية "طمحت" سيدنا معاوية رضى الله عنه وتركت قصوره وذهبت إلي مضارب قومها بالبادية:
(لبيت تخفق الأرواح فيه/أحب إليّ من قصر منيف
وبكريتبع الأظعان صعب أحب إليّ من بغل زفوف)
ومثلها الكباشية المفوهة:
(من فوقي ما إتعوّس
شعابي ماسوّس)
(أم رزيم) هي الإبل والجاموس يقصد البقر، وهنا المعنى خارج الجملة الشعرية، ويقصد أن الإبل إذا لمحت البرق تشاشي وترزم و تشوم البروق وتناطرها ،وتستيطع أن تصل مناهل القطر مهما بَعُد.
أما (البقر) فعوضه الجاعر مع رفع الضيل والبول!!!
والإبل والبقر بالبادية الغربية مثل النساء الضرّات،وماأروع الشاعر المفوه
أُمحمدودفضل الله ودبلل ودالساني الشهير بالقوقاي يخاطب أبقاره:
(يا أم بوح إتّي سِعرتي
شفت البراق غِيْرتي!!!
داك الزرقن حِرتي
مابتمشيلو إن طرتي)
*(أم شدوق) الحربة
لويب الكاشرات هي الخيل الأولى في الغارة.
ياخ عيفة من يقف في الألفاظ، ولا يدرس ويتادرس ويتعمق في ثقافة(فننا الشعبي) ومدلول اللفظ وأنساقه المضمّرة (الخفية)
ثم يملأ علينا الوسائط تعاسة وبؤس.
aubaidmagadam@hotmail.com