التكفير سلاح جديد ضد لجان المقاومة بمشاركة الشرطة
رئيس التحرير: طارق الجزولي
10 January, 2023
10 January, 2023
ميعاد مبارك: الخرطوم ـ «القدس العربي»: فيما تبدو رسالة إلى لجان المقاومة التي تنظم الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري في السودان، تعرّض عضو تنسيقيات هذه اللجان في محلية أبو حجار في ولاية سنار، جنوب شرق السودان، مصعب محمد أدم، لحملة تكفير من قبل جماعات تابعة للنظام السابق، على خلفية دعوته لفصل الدين عن الدولة. وقد شارك في هذه الحملة مدير شرطة، عبر خطبة في أحد المساجد.
وقال أدم لـ «القدس العربي» إن «عناصر تابعة لجهاز الأمن السوداني وحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في عهد الرئيس المعزول عمر البشير)، جمعت منشورات كان قد نشرها قبل نحو 6 أعوام، أشار خلالها إلى أن الدولة «ينبغي ألا تتخذ دينا معينا دستوراً لها، وأن هذا يتنافى مع فكرة أن الدولة للجميع بمختلف أديانهم وثقافاتهم وإثنياتهم، وواجبها أن تقف على مسافة واحدة من الجميع».
توزيع منشورات
وأشار إلى أنهم «قاموا بطبع منشوراته وتوزيعها على أئمة المساجد، في حملة استهداف ممنهجة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انتهت بإصدار الجماعات الإسلامية المتطرفة فتوى بتكفيره وإهدار دمه، والدعوة لذلك عبر مكبرات الصوت وفي خطب المساجد، ونشر مكان سكنه وعنوان منزله، داعيين كل من يعثر عليه لقتله فورا».
ووزعت المجموعات قصاصات تضمنت منشوراته في الأسواق والأماكن العامة، بالإضافة إلى قصاصات أخرى تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث لإثبات أنه «كافر»، ووصفته بـ«الملحد» الذي يحاول التأثير على الشباب بأفكار ضد الدين وضد عادات وتقاليد الشعب السوداني ودينه.
وذكرت المنشورات أن «أدم من المؤثرين أصحاب العقليات الكافرة والملحدة وعملاء الغرب الذين يحاولون صنع ثورة حتى يحكموا ويطبقوا مشروع أسيادهم في الخارج بعلمنة الدولة ومحاربة الإسلام وتصفيته من أرض السودان».
«حرب» على الإسلام
وحسب مقال لعبد الله النعيم، إمام مسجد الإمام مالك في محلية أبو حجار، نشره على وسائل التواصل الاجتماعي: «أدم يشن حربا على الإسلام ويستهزئ بالله والرسول محمد ويبغض بشدة علماء المسلمين»، مشيرا إلى «ضرورة تغيير»، ما وصفه بـ«المنكر باليد أو اللسان أو القلب وهو أضعف الإيمان»، مستشهدا بحديث نبوي في هذا الصدد.
وحسب أدم، تلك الجماعات وزعت خطب جمعة موحدة، تتحدث عن «ضرورة قتله بتهمة الردة وإنه عدو للإسلام»، مشيرا إلى إنه «شرع في تقييد بلاغ حول الحادثة، إلا إن النيابة والشرطة رفضتا ذلك، متهما إياهم بـ«التآمر» مع جماعات الإسلاميين.
واتهم كذلك مدير شرطة محلية أبو حجارالعقيد شرطة بابكر ياسين بالتحريض على قتله، مشيرا إلى أنه قدم خطبة في مسجد أنصار السنة، «أيد خلالها فتوى تكفيره واتهامه بالردة».
وأشار إلى أنه «ظل متخفيا طيلة الأيام الماضية لتفادي ما يمكن أن يحدث له بسبب ما وصفه بـ “التعصب الديني والجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تهدد بقتله».
«تحرير الوطن»
وأكدت لجان مقاومة أبو حجار في ولاية سنار أن «التهديدات بالقتل» التي يتلقاها أدم الشهير بـ«أدروب»، «بعد تكفيره من قبل عناصر النظام السابق والجماعات الإسلامية المتشددة والدواعش، والتي وصلت حتى نطاق أسرته، لن تثني عزيمته لمواصلة ما بدأه الشهداء لتحرير الوطن من الهوس الديني والتطرف الذي لازمه طيلة 30 عاماً من الموت والخراب والإبادات الجماعية، التي أنهتها ثورة الشعب السوداني».
أحد أعضائها تعرّض لحملة بعد دعوته لفصل الدين عن الدولة
وقالت في بيان إن «ما حدث في الفترة الماضية في بعض المساجد من تكفير لعضو لجان المقاومة وإهدار دمه عبر مكبرات الصوت الكبيرة التي وصل صداها حتى أطراف محلية أبو حجار، هو سلوك بربري وفكر متطرف مرفوض ومردود إلى أهله».
وشددت على أنه لا يحق لأي جهة كانت تكفير أحد وإهدار دمه واذاعة اسمه في العلن عبر مكبرات الصوت، مؤكدة أن ما حدث فتنة ممنهجة يقف خلفها عناصر النظام السابق وجهاز الأمن والدواعش.
«امتداد لعهود مظلمة»
وأضافت أن «ما حدث هو امتداد لعهود الإسلاميين المُظلمة التي أضاءت ثورة ديسمبر عتمتها وحررت الدين الحنيف من قبضة أمثال هؤلاء الكهنة ليكون دين الله بدلاً من دين الظلاميين الذين يستخدمونه لخدمة مصالحهم ومكاسبهم السياسية».
وتابعت أن «الشعب السوداني أسقط بالدم والنار عهد الكيزان (كلمة تطلق على الإسلاميين) وكهنته لبناء دولة الحرية والعدل والمساواة التي يتساوى فيها الجميع بمختلف منابتهم العرقية واختلاف طوائفهم الدينية ولن يسمح ابداً بالعودة الى عصور التطرف والإرهاب».
وحملت «عناصر الإسلاميين» مسؤولية سلامة أدم، مشيرة إلى أنها «ستعمل على تحريك القضية عبر الدوائر القانونية على الرغم من التحديات الماثلة، وصولا لمحاسبة كل من أطلق دعوات هدر دم آدم ودعا لقتله».
خطبة مدير الشرطة
ونددت بإلقاء مدير الشرطة في محلية أبو حجار بابكر ياسين، خطبة في مسجد أنصار السنة، دافع خلالها عن رأي التكفيريين واتهامهم لأدم بالكفر والزندقة والإلحاد والإساءة للدين، مشيرة إلى أن «خمسة من أئمة المساجد الآخرين قدموا الخطبة نفسها «، مؤكدة أنها «وُزعت عليهم من جهات لا تريد بهذه البلاد وأهلها خيراً».
وأشارت إلى أن الأئمة دعوا إلى (استتابته وأن يقتل فورا بعد أن يسلِم)، مشددة على أن ما يحدث من استهداف لعضو لجان المقاومة عمل ممنهج يقف وراءه جهاز الأمن التابع للنظام السابق، وأنه يريد جر منطقة أبو حجار لفتنة بعد أن فشلت كل محاولاته السابقة لذلك.
ونددت بما وصفتها بمحاولات هتك النسيج الاجتماعي في المنطقة وتأجيج الصراع في محلية أبو حجار بولاية سنار، كما حدث في إقليم النيل الأزرق المتاخم لها، والذي شهد سقوط المئات من القتلى خلال الأشهر الماضية في صراعات ذات طابع قبلي.
واعتبرت هذه الحملة استهدافا واضحا للجان المقاومة والثوار بعد أن فشل أنصار النظام السابق وأجهزة الانقلاب في كسرهم عبر الاستهداف بالقتل والاعتقال، مشيرة إلى أنهم عادوا لاستخدام الخطاب الديني المتطرف واستخدام آخر سلاح لديهم؛ سلاح التكفير والتهديد والإرهاب.
«سنحطم دولة القمع»
وأكدت أن «الشعب السوداني سيقابل ذلك بوعي الثورة السودانية، وسيواصل المسير من أجل دولة الحرية والسلام والعدالة مهما كانت كلفة الطريق».
وقالت: «لقد سرنا في هذه الثورة جماعاتٍ وفُرادى بمختلف الانتماءات والإثنيات، وتباين أفكارنا من أجل تخليص الوطن من الإسلام السياسي ولبناء السودان الذي يسع الجميع، لن يرهبنا في سبيل ذلك الرصاص والاعتقالات وفتاوى القتلِ، سنحطم دولة القمع والشر والتكفير ونبني الدولة التي نريد».
ولجان المقاومة بدأت تتشكل من مواطني الأحياء في المدن والقرى منذ تظاهرات سبتمبر/ أيلول 2013 واتسع نشاطها لاحقا بعد إندلاع ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018. وهي تنظم في مئات الأحياء في أنحاء السودان المختلفة الاحتجاجات الرافضة للحكم العسكري منذ انقلاب القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، رافعة شعار اللاءات الثلاث الرافض للحوار والشراكة ومنح الشرعية لقادة الانقلاب.
وقال أدم لـ «القدس العربي» إن «عناصر تابعة لجهاز الأمن السوداني وحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في عهد الرئيس المعزول عمر البشير)، جمعت منشورات كان قد نشرها قبل نحو 6 أعوام، أشار خلالها إلى أن الدولة «ينبغي ألا تتخذ دينا معينا دستوراً لها، وأن هذا يتنافى مع فكرة أن الدولة للجميع بمختلف أديانهم وثقافاتهم وإثنياتهم، وواجبها أن تقف على مسافة واحدة من الجميع».
توزيع منشورات
وأشار إلى أنهم «قاموا بطبع منشوراته وتوزيعها على أئمة المساجد، في حملة استهداف ممنهجة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انتهت بإصدار الجماعات الإسلامية المتطرفة فتوى بتكفيره وإهدار دمه، والدعوة لذلك عبر مكبرات الصوت وفي خطب المساجد، ونشر مكان سكنه وعنوان منزله، داعيين كل من يعثر عليه لقتله فورا».
ووزعت المجموعات قصاصات تضمنت منشوراته في الأسواق والأماكن العامة، بالإضافة إلى قصاصات أخرى تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث لإثبات أنه «كافر»، ووصفته بـ«الملحد» الذي يحاول التأثير على الشباب بأفكار ضد الدين وضد عادات وتقاليد الشعب السوداني ودينه.
وذكرت المنشورات أن «أدم من المؤثرين أصحاب العقليات الكافرة والملحدة وعملاء الغرب الذين يحاولون صنع ثورة حتى يحكموا ويطبقوا مشروع أسيادهم في الخارج بعلمنة الدولة ومحاربة الإسلام وتصفيته من أرض السودان».
«حرب» على الإسلام
وحسب مقال لعبد الله النعيم، إمام مسجد الإمام مالك في محلية أبو حجار، نشره على وسائل التواصل الاجتماعي: «أدم يشن حربا على الإسلام ويستهزئ بالله والرسول محمد ويبغض بشدة علماء المسلمين»، مشيرا إلى «ضرورة تغيير»، ما وصفه بـ«المنكر باليد أو اللسان أو القلب وهو أضعف الإيمان»، مستشهدا بحديث نبوي في هذا الصدد.
وحسب أدم، تلك الجماعات وزعت خطب جمعة موحدة، تتحدث عن «ضرورة قتله بتهمة الردة وإنه عدو للإسلام»، مشيرا إلى إنه «شرع في تقييد بلاغ حول الحادثة، إلا إن النيابة والشرطة رفضتا ذلك، متهما إياهم بـ«التآمر» مع جماعات الإسلاميين.
واتهم كذلك مدير شرطة محلية أبو حجارالعقيد شرطة بابكر ياسين بالتحريض على قتله، مشيرا إلى أنه قدم خطبة في مسجد أنصار السنة، «أيد خلالها فتوى تكفيره واتهامه بالردة».
وأشار إلى أنه «ظل متخفيا طيلة الأيام الماضية لتفادي ما يمكن أن يحدث له بسبب ما وصفه بـ “التعصب الديني والجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تهدد بقتله».
«تحرير الوطن»
وأكدت لجان مقاومة أبو حجار في ولاية سنار أن «التهديدات بالقتل» التي يتلقاها أدم الشهير بـ«أدروب»، «بعد تكفيره من قبل عناصر النظام السابق والجماعات الإسلامية المتشددة والدواعش، والتي وصلت حتى نطاق أسرته، لن تثني عزيمته لمواصلة ما بدأه الشهداء لتحرير الوطن من الهوس الديني والتطرف الذي لازمه طيلة 30 عاماً من الموت والخراب والإبادات الجماعية، التي أنهتها ثورة الشعب السوداني».
أحد أعضائها تعرّض لحملة بعد دعوته لفصل الدين عن الدولة
وقالت في بيان إن «ما حدث في الفترة الماضية في بعض المساجد من تكفير لعضو لجان المقاومة وإهدار دمه عبر مكبرات الصوت الكبيرة التي وصل صداها حتى أطراف محلية أبو حجار، هو سلوك بربري وفكر متطرف مرفوض ومردود إلى أهله».
وشددت على أنه لا يحق لأي جهة كانت تكفير أحد وإهدار دمه واذاعة اسمه في العلن عبر مكبرات الصوت، مؤكدة أن ما حدث فتنة ممنهجة يقف خلفها عناصر النظام السابق وجهاز الأمن والدواعش.
«امتداد لعهود مظلمة»
وأضافت أن «ما حدث هو امتداد لعهود الإسلاميين المُظلمة التي أضاءت ثورة ديسمبر عتمتها وحررت الدين الحنيف من قبضة أمثال هؤلاء الكهنة ليكون دين الله بدلاً من دين الظلاميين الذين يستخدمونه لخدمة مصالحهم ومكاسبهم السياسية».
وتابعت أن «الشعب السوداني أسقط بالدم والنار عهد الكيزان (كلمة تطلق على الإسلاميين) وكهنته لبناء دولة الحرية والعدل والمساواة التي يتساوى فيها الجميع بمختلف منابتهم العرقية واختلاف طوائفهم الدينية ولن يسمح ابداً بالعودة الى عصور التطرف والإرهاب».
وحملت «عناصر الإسلاميين» مسؤولية سلامة أدم، مشيرة إلى أنها «ستعمل على تحريك القضية عبر الدوائر القانونية على الرغم من التحديات الماثلة، وصولا لمحاسبة كل من أطلق دعوات هدر دم آدم ودعا لقتله».
خطبة مدير الشرطة
ونددت بإلقاء مدير الشرطة في محلية أبو حجار بابكر ياسين، خطبة في مسجد أنصار السنة، دافع خلالها عن رأي التكفيريين واتهامهم لأدم بالكفر والزندقة والإلحاد والإساءة للدين، مشيرة إلى أن «خمسة من أئمة المساجد الآخرين قدموا الخطبة نفسها «، مؤكدة أنها «وُزعت عليهم من جهات لا تريد بهذه البلاد وأهلها خيراً».
وأشارت إلى أن الأئمة دعوا إلى (استتابته وأن يقتل فورا بعد أن يسلِم)، مشددة على أن ما يحدث من استهداف لعضو لجان المقاومة عمل ممنهج يقف وراءه جهاز الأمن التابع للنظام السابق، وأنه يريد جر منطقة أبو حجار لفتنة بعد أن فشلت كل محاولاته السابقة لذلك.
ونددت بما وصفتها بمحاولات هتك النسيج الاجتماعي في المنطقة وتأجيج الصراع في محلية أبو حجار بولاية سنار، كما حدث في إقليم النيل الأزرق المتاخم لها، والذي شهد سقوط المئات من القتلى خلال الأشهر الماضية في صراعات ذات طابع قبلي.
واعتبرت هذه الحملة استهدافا واضحا للجان المقاومة والثوار بعد أن فشل أنصار النظام السابق وأجهزة الانقلاب في كسرهم عبر الاستهداف بالقتل والاعتقال، مشيرة إلى أنهم عادوا لاستخدام الخطاب الديني المتطرف واستخدام آخر سلاح لديهم؛ سلاح التكفير والتهديد والإرهاب.
«سنحطم دولة القمع»
وأكدت أن «الشعب السوداني سيقابل ذلك بوعي الثورة السودانية، وسيواصل المسير من أجل دولة الحرية والسلام والعدالة مهما كانت كلفة الطريق».
وقالت: «لقد سرنا في هذه الثورة جماعاتٍ وفُرادى بمختلف الانتماءات والإثنيات، وتباين أفكارنا من أجل تخليص الوطن من الإسلام السياسي ولبناء السودان الذي يسع الجميع، لن يرهبنا في سبيل ذلك الرصاص والاعتقالات وفتاوى القتلِ، سنحطم دولة القمع والشر والتكفير ونبني الدولة التي نريد».
ولجان المقاومة بدأت تتشكل من مواطني الأحياء في المدن والقرى منذ تظاهرات سبتمبر/ أيلول 2013 واتسع نشاطها لاحقا بعد إندلاع ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018. وهي تنظم في مئات الأحياء في أنحاء السودان المختلفة الاحتجاجات الرافضة للحكم العسكري منذ انقلاب القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، رافعة شعار اللاءات الثلاث الرافض للحوار والشراكة ومنح الشرعية لقادة الانقلاب.