الاخوان والبرهان سيكونوا في مقدمة المشيعيين للامن والاستقرار واكثر الناس شماته في المصريين

 


 

محمد فضل علي
14 January, 2023

 

في الوقت الذي تقوم فيه مصر بتكثيف مجهوداتها الامنية والسياسية للتعامل مع الازمات السودانية العميقة والمعقدة بجذورها المعروفة ذات الصلة بثلاثة عقود واكثر من الفساد والارهاب والاستبداد وهمينة الاسلاميين علي كل مفاصل الدولة السودانية تجري تطورات درامية داخل مصر علي خلفية الازمة الاقتصادية الخانقة التي ضربت ذلك البلد الشقيق الذي تؤثر عملية الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي فيه من عدمها سلبا وايجابا علي اجزاء واسعة من المنطقة العربية والقارة الافريقية .
الرئيس المصري بادر الاثنين الماضي بالاعلان عن التاثيرات السلبية المرتقبة والمتوقعة علي المواطنين بسبب الاوضاع الاقتصادية في بلاده وطالبهم بالصبر والثقة في ادارته بعد ان ارجع اسباب تلك الازمة الي ازمات دولية مختلفة وتاثير الحرب الجارية بين روسيا واوكرانيا والصدمات الاقتصادية والاستراتيجية التي تسببت فيها ولكن خصوم الحكومة المصرية واغلبهم من عضوية جماعة الاخوان المسلمين وبعض المتعاطفين معها يذهبون في اتجاه اخر ويحملون السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن تدهور الاوضاع الاقتصادية ..
لم تتوقف ردود فعل الجماعة الاخوانية علي التطورات الجارية في مصر علي الانتقاد وانما قامت باعلان حالة من الاستنفار عن طريق عضويتها الملتزمة المنتشرة علي نطاق واسع في تركيا ودول امريكا الشمالية في كندا وامريكا وفرنسا وبريطانيا وبلاد اخري في محاولة الي تطوير معارضتها للحكومة المصرية الي موقف سياسي ودبلوماسي ومحاولة الحصول علي دعم غربي رسمي واخر منظماتي في اطار مخطط محسوب ودقيق لتحقيق اختراق للعملية السياسية في مصر .
تقول اتجاهات الرأي العام الاخوانية المشار اليها ان حل الازمة الاقتصادية الحالية في مصر لايمكن ان يتم بدون عملية اصلاح سياسي شامل واصلاحات حقيقية علي مستوي الدستور والخريطة السياسية والانتخابات والبرلمان ودعم الحريات واطلاق سراح المعتقلين واشياء من هذا القبيل .
الخطوط العريضة لكل ماورد ذكرة تكشف عن الطموح الاخواني الرهيب لفرض انفسهم من جديد علي العملية السياسية في مصر وهو امر صعب وعسير علي جماعة سقط نظامها وحكومة مرشحها الرئاسي والرئيس السابق محمد مرسي بانتفاضة شعبية غير مسبوقة ليس لها مثيل منذ ان ظهرت الدولة المصرية الي حيز الوجود في عملية سقوط مدوي امام العالم كله في وقائع حية وموثقة بطريقة يستحيل التشكيك فيها بالحديث عن انقلاب عسكري في الاشارة الي التحرك والتدخل المشروع للجيش واجهزة الشرطة والامن بتفويض كامل من حركة الشارع والشعب المصري لفض الاشتباك ونزع اسلحة الميلشيات الاخوانية المسلحة التي انتشرت في شوارع القاهرة وبقية المدن المصرية تمارس القتل والحرق والتنكيل بالناس وحتي الاطفال الذين القوا بهم من المباني العالية ..
لكل ذلك ومع حرصنا الشديد علي عدم التدخل في الازمات والقضايا الداخلية للدول الشقيقة ومن بينها مصر لكننا علي ثقة تامة في اجماع الشارع والامة المصرية والنخب الفكرية والسياسية والاجتماعية في مصر وحسن اختيارهم لمن يحكم بلادهم في كل الاحوال والاوقات .
اغلبية السودانيين انحازوا لخيار الشارع المصري وانتفاضته الشعبية التي اسقطت حكم الاخوان المصريين في العام 2013 ماعدا اخوان السودان بالطبع الذين سارعو الي استقبال ودعم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في الخرطوم وسمحوا له بمخاطبة الشعب السوداني من داخل احد المساجد المعروفة في الخرطوم وتحدثة بصورة مباشرة عن طموحاته الكبيرة مع اخوان السودان و التنسيق معه الي درجة الاستعداد الي فتح الاراضي السودانية امام مشروع الخلافة الجديد في وادي النيل .
لقد كانت مصر هي المحطة الاولي التي احتضنت النخبة السودانية والمعارضين السودانيين الذين هاجروا هجرة جماعية من بلادهم لاول مرة في تاريخ السودان في فترة التسعينات بعد العملية المسلحة للاسلاميين وتصفية وتفكيك الجيش السوداني وكل مؤسسات الدولة القومية السودانية ووجدنا من مصر الشعبية والرسمية ترحيب ودعم غير محدود حتي كانت الهجرة الثانية الي اقاصي الدنيا وظللنا وسنظل نحتفظ لمصر وشعبها بكل الحب والوفاء والتقدير في اطار الثوابت القومية وضرورات الامن القومي العربي بنسخته الاصلية التي تعرضت الي انتكاسات وتعديات مخيفة بسقوط دول عربية باكملها في براثن الفوضي والانهيار والاحتلال الاجنبي والداخلي والحروب الدينية والطائفية .
لكن وللاسف الشديد هناك مواقف ضبابية غير مفهومة من احتضان مصر لقيادات اخوانية سودانية ومطلوبين للعدالة السودانية في قضايا لاتسقط بالتقادم والتواصل معهم بطريقة غير مبررة مع اكيد الفهم والتقدير لضرورات واولويات تعامل الدولة المصرية مع حكومة الامر الواقع الراهنة في الخرطوم من عسكر البشير والاسلاميين .
اذا حدث ولاقدر الله اي تطور غير حميد علي صعيد الاوضاع الداخلية في مصر فستكون طيور الظلام الاخوانية السودانية في مقدمة المشيعيين للامن والاستقرار في مصر واكثر الناس شماته في المصريين لقد فعلوها من قبل مع صديقهم الحميم القذافي وسارعو يباركون سقوط الدولة الليبية في الفوضي وقبضة اخوانهم المتاسلمين وتحولوا بين عشية وضحاها الي اكثر اللاعنين للقذافي الذي كانوا يتملقونة الي درجة اقامة ساحة خضراء من باب الاحتفاء بكتابة الاخضر الذي اورد الليبيين موارد التهلكة والانهيار .
///////////////////////

 

آراء