الإدارة الأهلية.. والتنمّر على قوى الثورة
رئيس التحرير: طارق الجزولي
16 January, 2023
16 January, 2023
” الجريدة “ هذا الصباح… تجد الإدارة الاهلية نفسها للمرة الأولى في تأريخها بعيدة كل البعد عن جهاز الدولة الذي ترتبت في حجره، وهي لا تستطيع أن تقاومه كما لا تستطيع أن تتدبر أمرها بعيداً عنه، بعد أن استخدمتها جهات بعينها في المعادلة السياسية لتحسين وضعها التفاوضي ثم قلبت لها ظهر المجن
الإدارة الأهلية.. والتنمّر على قوى الثورة
شهاب الطيب: بعض قيادات الإدارة الاهلية ترتبط بالدولة العميقة والنظام البائد
طارق عبد المجيد: المليشيات، المخدرات وبعض رموز الإدارة الاهلية من أدوات القوى المعادية للثورة
صديق فاروق: ممارسات العديد من رموز الإدارة الاهلية ارتبطت بموالاة الاستعمار والمصالح المرتبطة به
الخرطوم - قرشي عوض
تنشطُ بعض قيادات الإدارة الاهلية في المركز والأطراف في حملات ابتزاز للقوى السياسية بالإعلان عن القيام بأعمال تمس السيادة الوطنية، وتهدّد السلم الاجتماعي والاستقرار، مثل دعوتهم لرؤساء دول أخرى للتدخل في الشأن السوداني والتهديد بقطع شرايين الحياة، مثل قفل موانئ التصدير وحجز مياه النيل عند محطة الخرطوم، ومنع انسيابها لتصب بشكل طبيعي في النهر العظيم كما جرت العادة. ومع أن كثير من المراقبين ينظرون لمثل هذه التصريحات من باب خفة العقل، إلا أن اطلاقها في هذا الوقت بالذات يطرح تساؤلات بعيداً عن النتائج التي يمكن أن تترتب على هكذا أفعال. فالملاحظ أن صوت الإدارة الاهلية يتصاعد كلما وقعت أحداث تهدّد مصالح فلول النظام السابق وتضرب سيطرتهم على جهاز الدولة، كما أنهم يصبون جام غضبهم على قوى الثورة المدنية ويحاولون استمالة العساكر ويحرضونهم لاتخاذ مواقف ضد الثورة وشعاراتها خاصة في تفكيك تمكين نظام البشير، مما يجعل المراقبون يربطون بين هذه القيادات والنظام السابق والذي يحمل بعضهم بطاقة الحزب الحاكم فيه.
(١) شهاب الطيب الناطق الرسمي باسم تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في افادته لـ(الجريدة) يرى أن بعض الإدارات الاهلية وليس كلها، لها ارتباط بالنظام السابق ولها مصالح في عودته مرة أخرى. ولذلك هم يرون الآن أنه قد يحدث تغيير عن طريق العملية السياسية أو حتى اشكال الرفض الجماهيري والحركة الجماهيرية التي تخصم منهم، لأن الجماهير التي تشارك في التحركات الشعبية يفترضون فيها أن تكون جزء من جماهيرهم. وبالتالي تتحرك هذه القيادات الآن لتقطع الطريق أمام حراك الحركة الجماهيرية وأمام العملية السياسية باعتبار أن القوى التي تنشط في العمليتين هي التي ستصنع التغيير الذي سيخصم من مصالحهم.
وذلك في أطار تهديد ثورة ديسمبر المجيدة لمصالح الرأسمالية التقليدية والحديثة كوكلاء للمجتمع الدولي والاقليمي بحسب طارق عبد المجيد عضو اللجنة المركزي للحزب الشيوعي. ويضيف طارق في حديثه مع (الجريدة) بأن القوى الدولية والإقليمية تتكالب في كبح جماح الثورة الجانحة نحو التغيير الجذري وادواتهم في ذلك المليشيات، المخدرات، الفلول والإدارة الاهلية، فالقوى المعادية للثورة في سبيل معركتها - والحديث لازال لطارق - مستعدة أن تبعث من الموت التاريخي الإدارة الاهلية، ومن جانب آخر تحتاج القوى الانقلابية للإدارة الاهلية كرصيد للانتخابات، ومن أجل ذلك سيتم بعث كل الأدوات التقليدية من طرق دينية الى جانب الأدوات الحديثة ممثلة في القتل ونشر المليشيات وتطبيع التسليح.
(٢) هذا إلى جانب أن الإدارة الاهلية بحسب صديق فاروق القيادي بتحالف قوى التغيير الجذري سنت وامتدت كأحد ظلال جهاز الدولة في المناطق التي يغيب فيها الجهاز الإداري. إلا أن ممارسات العديد من رموزها اتسمت بموالاة الاستعمار والمصالح التي ارتبطت به، ونادراً ما أطّرت رموزها نفسها في عمليات التغيير والتطور . وارتبطت العديد من تجاربها بالتخلف وغياب مؤسسات الدولة. لكن فاروق يستدرك بأن ذلك لا يمكن تعميمه على مجمل الحياة الاجتماعية والسياسية للسودانيين، لكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل الرجعية والتمسك بالسودان القديم. لذلك فأن السبب الرئيسي المستفز والمحفز لعداوة وتنمّر بعض رموز الإدارة الاهلية هو مشروع التغيير السوداني في مجمله وتطلع السودانيون لكسر الحلقة الشريرة، وما ارتبط بها من آليات حكم لصالح مشروع الثورة والتطور والتغيير.
(٣) وفي حين برزت قوى جديدة للثورة، يحاول بعض الرموز استبقاء مكاسبهم التاريخية بافتراض أن مشروع التغيير سيكون خصماً على مكاسبهم ومناطق نفوذهم التاريخية. وهذه النوايا المستترة تفضح كثير من الادعاءات في الوقوف ضد التدخل الدولي وانتهاك السيادة الوطنية، لأن الدافع الحقيقي لتحركات بعض الرموز هو تجاوز العملية السياسية لهم، كما أنهم وبطبيعة مصالحهم لن يلتحقوا بقطار التغيير الجذري الذي يستهدف مجمل الدولة العميقة والمصالح الطفيلية المرتبطة بها. ويحاولون من خلال تحركاتهم الحالية الالتحاق بسفينة التسوية لكنهم يشعرون بأن القوى الدولية الداعمة للعملية السياسية لا تتحمس لهم. وقد أوضح أحد رموز هذا الحراك وهو عمدة الخرطوم بأنهم يساندون المبادرة المصرية لأنها لا تقصي أحد بعد أن هدد فولكر بمصير غريدون، وقال أنهم سوف يخاطبون الأمين العام للأمم المتحدة برفضهم لما تقوم به بعثتها في الخرطوم، لكن مصر أعلنت بأنها تراجعت عن محاولتها جمع الأطراف السودانية كلها على صعيد واحد، كما ذكرت مصادر في الحرية والتغيير المجلس المركزي عدم وجود مبادرة مصرية. ولم تتبق غير المبادرة الحالية التي ترعاها الآلية الرباعية والتي قطعت اشواطاً بعيدة، بل وشارفت على الوصول الى محطة التوقيع النهائي ولا تبدى الأطراف المشاركة فيها أي رغبة في إضافة جهات أخرى إليها خاصة تلك التي تحسبها على فول النظام السابق من بعض الرموز الناشطين الآن في الإدارة الاهلية وقوى الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية باستثناء حركتي جبريل ومناوي. وبهذا تجد الإدارة الاهلية نفسها للمرة الأولى في تأريخها بعيدة كل البعد عن جهاز الدولة الذي ترتبت في حجره، وهي لا تستطيع أن تقاومه كما لا تستطيع أن تتدبر أمرها بعيداً عنه، بعد أن استخدمتها جهات بعينها في المعادلة السياسية لتحسين وضعها التفاوضي ثم قلبت لها ظهر المجن
الجريدة
الإدارة الأهلية.. والتنمّر على قوى الثورة
شهاب الطيب: بعض قيادات الإدارة الاهلية ترتبط بالدولة العميقة والنظام البائد
طارق عبد المجيد: المليشيات، المخدرات وبعض رموز الإدارة الاهلية من أدوات القوى المعادية للثورة
صديق فاروق: ممارسات العديد من رموز الإدارة الاهلية ارتبطت بموالاة الاستعمار والمصالح المرتبطة به
الخرطوم - قرشي عوض
تنشطُ بعض قيادات الإدارة الاهلية في المركز والأطراف في حملات ابتزاز للقوى السياسية بالإعلان عن القيام بأعمال تمس السيادة الوطنية، وتهدّد السلم الاجتماعي والاستقرار، مثل دعوتهم لرؤساء دول أخرى للتدخل في الشأن السوداني والتهديد بقطع شرايين الحياة، مثل قفل موانئ التصدير وحجز مياه النيل عند محطة الخرطوم، ومنع انسيابها لتصب بشكل طبيعي في النهر العظيم كما جرت العادة. ومع أن كثير من المراقبين ينظرون لمثل هذه التصريحات من باب خفة العقل، إلا أن اطلاقها في هذا الوقت بالذات يطرح تساؤلات بعيداً عن النتائج التي يمكن أن تترتب على هكذا أفعال. فالملاحظ أن صوت الإدارة الاهلية يتصاعد كلما وقعت أحداث تهدّد مصالح فلول النظام السابق وتضرب سيطرتهم على جهاز الدولة، كما أنهم يصبون جام غضبهم على قوى الثورة المدنية ويحاولون استمالة العساكر ويحرضونهم لاتخاذ مواقف ضد الثورة وشعاراتها خاصة في تفكيك تمكين نظام البشير، مما يجعل المراقبون يربطون بين هذه القيادات والنظام السابق والذي يحمل بعضهم بطاقة الحزب الحاكم فيه.
(١) شهاب الطيب الناطق الرسمي باسم تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في افادته لـ(الجريدة) يرى أن بعض الإدارات الاهلية وليس كلها، لها ارتباط بالنظام السابق ولها مصالح في عودته مرة أخرى. ولذلك هم يرون الآن أنه قد يحدث تغيير عن طريق العملية السياسية أو حتى اشكال الرفض الجماهيري والحركة الجماهيرية التي تخصم منهم، لأن الجماهير التي تشارك في التحركات الشعبية يفترضون فيها أن تكون جزء من جماهيرهم. وبالتالي تتحرك هذه القيادات الآن لتقطع الطريق أمام حراك الحركة الجماهيرية وأمام العملية السياسية باعتبار أن القوى التي تنشط في العمليتين هي التي ستصنع التغيير الذي سيخصم من مصالحهم.
وذلك في أطار تهديد ثورة ديسمبر المجيدة لمصالح الرأسمالية التقليدية والحديثة كوكلاء للمجتمع الدولي والاقليمي بحسب طارق عبد المجيد عضو اللجنة المركزي للحزب الشيوعي. ويضيف طارق في حديثه مع (الجريدة) بأن القوى الدولية والإقليمية تتكالب في كبح جماح الثورة الجانحة نحو التغيير الجذري وادواتهم في ذلك المليشيات، المخدرات، الفلول والإدارة الاهلية، فالقوى المعادية للثورة في سبيل معركتها - والحديث لازال لطارق - مستعدة أن تبعث من الموت التاريخي الإدارة الاهلية، ومن جانب آخر تحتاج القوى الانقلابية للإدارة الاهلية كرصيد للانتخابات، ومن أجل ذلك سيتم بعث كل الأدوات التقليدية من طرق دينية الى جانب الأدوات الحديثة ممثلة في القتل ونشر المليشيات وتطبيع التسليح.
(٢) هذا إلى جانب أن الإدارة الاهلية بحسب صديق فاروق القيادي بتحالف قوى التغيير الجذري سنت وامتدت كأحد ظلال جهاز الدولة في المناطق التي يغيب فيها الجهاز الإداري. إلا أن ممارسات العديد من رموزها اتسمت بموالاة الاستعمار والمصالح التي ارتبطت به، ونادراً ما أطّرت رموزها نفسها في عمليات التغيير والتطور . وارتبطت العديد من تجاربها بالتخلف وغياب مؤسسات الدولة. لكن فاروق يستدرك بأن ذلك لا يمكن تعميمه على مجمل الحياة الاجتماعية والسياسية للسودانيين، لكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل الرجعية والتمسك بالسودان القديم. لذلك فأن السبب الرئيسي المستفز والمحفز لعداوة وتنمّر بعض رموز الإدارة الاهلية هو مشروع التغيير السوداني في مجمله وتطلع السودانيون لكسر الحلقة الشريرة، وما ارتبط بها من آليات حكم لصالح مشروع الثورة والتطور والتغيير.
(٣) وفي حين برزت قوى جديدة للثورة، يحاول بعض الرموز استبقاء مكاسبهم التاريخية بافتراض أن مشروع التغيير سيكون خصماً على مكاسبهم ومناطق نفوذهم التاريخية. وهذه النوايا المستترة تفضح كثير من الادعاءات في الوقوف ضد التدخل الدولي وانتهاك السيادة الوطنية، لأن الدافع الحقيقي لتحركات بعض الرموز هو تجاوز العملية السياسية لهم، كما أنهم وبطبيعة مصالحهم لن يلتحقوا بقطار التغيير الجذري الذي يستهدف مجمل الدولة العميقة والمصالح الطفيلية المرتبطة بها. ويحاولون من خلال تحركاتهم الحالية الالتحاق بسفينة التسوية لكنهم يشعرون بأن القوى الدولية الداعمة للعملية السياسية لا تتحمس لهم. وقد أوضح أحد رموز هذا الحراك وهو عمدة الخرطوم بأنهم يساندون المبادرة المصرية لأنها لا تقصي أحد بعد أن هدد فولكر بمصير غريدون، وقال أنهم سوف يخاطبون الأمين العام للأمم المتحدة برفضهم لما تقوم به بعثتها في الخرطوم، لكن مصر أعلنت بأنها تراجعت عن محاولتها جمع الأطراف السودانية كلها على صعيد واحد، كما ذكرت مصادر في الحرية والتغيير المجلس المركزي عدم وجود مبادرة مصرية. ولم تتبق غير المبادرة الحالية التي ترعاها الآلية الرباعية والتي قطعت اشواطاً بعيدة، بل وشارفت على الوصول الى محطة التوقيع النهائي ولا تبدى الأطراف المشاركة فيها أي رغبة في إضافة جهات أخرى إليها خاصة تلك التي تحسبها على فول النظام السابق من بعض الرموز الناشطين الآن في الإدارة الاهلية وقوى الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية باستثناء حركتي جبريل ومناوي. وبهذا تجد الإدارة الاهلية نفسها للمرة الأولى في تأريخها بعيدة كل البعد عن جهاز الدولة الذي ترتبت في حجره، وهي لا تستطيع أن تقاومه كما لا تستطيع أن تتدبر أمرها بعيداً عنه، بعد أن استخدمتها جهات بعينها في المعادلة السياسية لتحسين وضعها التفاوضي ثم قلبت لها ظهر المجن
الجريدة