لتعزيز التعايش ونبذ خطاب الكراهية

 


 

 

كلام الناس

في بادرة إيجابية تؤكد إزدياد الوعي القومي السوداني نظم منبر بلاك تاون الثقافي بالتعاون مع منبر سوداناب الثقافي بسدني ندوة إسفيرية تحت عنوان" إدارة التنوع .. هل نحن عنصريون" أدارها الاستاذ الطيب حسين وتحدث فيها الأستاذان بكري جابر واحمد شميلا.
أبدأ بالمتحدث الأول الأستاذ بكري جابر الذي استعرض بعض مظاهر الاستعلاء الديني والإثني
في السودان وقال أن هذه الظاهرة موجودة في كل المجتمعات البشرية لكنها تفاقمت بصورة واضحة في أواخر العهد المايوي بعد تطبيق قوانين سبتمبر المعيبة وطوال عهد الإنقاذ الذي فشل في الحفاظ على وحدة السودان ودفع السودانيين في الجنوب للانحياز لخيار الانفصال وأجج الفتن المجتمعية تحت مظلة الصراع بين "العرب والزرقة".
قال الأستاذ بكري جابر إن ظاهرة الاستعلاء والتمييز العرقي موجودة سواء على المستوى المجتمعي أم وسط الأفراد فيما بينهم حتى داخل الإثنية الواحدة وقد ازداد الإدعاء بأصول السودانيين العروبية الذي وإن صح فإنه لايعني أنهم الأفضل وسط المكونات المجتمعية الأخرى.
أضاف بكري جابر قائلاً : هذه التمايزات موجودة ومن حق أي مواطن أن يفتخر بأصوله لكن المرفوض هو محاولة فرضها على الاخر، وأشار إلى ظاهرة الهجرات المختلفة للسودان التي تساكن أهلها مع المكونات المجتمعية الأخرى وشكلوا الفسيفساء السودانية المتنوعة من الهجين لكن للأسف إستمرت ظاهرة الإستعلاء موجودة وان بدرجات أقل.
أكد الأستاذ بكري ضرورة الاعتراف بخلل الإستعلاء والتمييز الديني والعرقي والسعي سوياً لمحاصرة انتشارها مؤكداً أهمية تعزيز حقوق المواطنة في الدستور والقوانين وفي الحياة العامة وقال انه م انصار الدولة العلمانية، ودعا لأهمية معالجة جذور الاستعلاء في مناهج التعليم وتعزيز ثقافة السلام واحترام تقافة الاخر ونبذ خطاب الكراهية كما أكد أهمية الإعلام في عكس كل انماط الثقافات السودانية وإعطاء مساحات مستحقة لكل ألوان الطيف السوداني في أجهزة الاعلام المختلفة،إضافة لتشجيع الزواج بين كل مكونات النسيج السوداني.
بعد ذلك تحدث الأستاذ احمد شميلا وقال إن التنوع يعني الاختلاف وانه إختلاف ديمغرافي ثقافي اجتماعي واقتصادي، فقط كيف نحسن إدارة هذا التنوع، وأكد أيضاً ضرورة الاعتراف بهذا الاختلاف عملياً خاصة بعد ان اتخذ الاختلاف منحى عنيفاً في الاونة الأخيرة الأمر الذي دفع السودانيين في الجنوب للانحياز لخيار الانفصال ليأتي بعدها الرئيس المخلوع ليتفاخر بانتهاء عهد "دغمسة الشريعة"، وقال شميلا من المؤسف انه لم تحدث أي محاولة للاعتراف بالثقافات المتنوعة حتى عاد السودادنيون لحضن القبيلة بدلاً من إحضان الوطن الأمر الذي بات يهدد الهوية السودانية وانتقد شميلا السياسات التي حكمت السودان وفشلت في إدارة التنوع الثر الأمر الذي أضعف الشعور الوجداني بالولاء للسودان.
لابد من الاشادة بهذا التعاون الإيجابي بين منبر بلاك تاون ومنبر سوداناب بسدني على هذه المبادرة التي فتحت المجال للنقاش المفتوح والاعتراف بالخلل المعيب في عدم نجاحنا في إدارة التنوع الذي نتحمل فيه مسؤوولة جماعية وفردية لمحاصرة تنامي حالات الاستعلاء والتمييز مستلهمين الدرس القومي من الجماهير الثائرة التي تنادت من كل أنحاء السودان بمختلف مكوناتهم العقدية والثقافية والإثنية وتوجهاتهم واتجاهاتهم لاسترداد الديمقراطية وتحقيق السلام العادل الشامل وبسط العدل وسيادة حكم القانون ومحاكمة المجرمين والفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة والانتقال للحكم المدني الديمقراطي الذي يعزز ثقافة السلام ونبذ العنف وخطاب الكراهية وينمي الشعور القومي وسط السودانيين عامة بلا هيمنة أو وصاية أو إدعاء حق مطلق دون الاخرين.

 

 

آراء