تحت زخات المطر وتساقط الثلوج الكبار قبل الصغار في دول الغرب يقفون طوابير لدخول المتاحف

 


 

 

تحت زخات المطر وتساقط الثلوج الكبار قبل الصغار في دول الغرب يقفون طوابير لدخول المتاحف وهذه الثقافة ربما تبدأ عندنا بافتتاح ثلاثة متاحف بعد إعادة تأهيلها !!..

دعوات مخلصة وجهتها إدارة متحف بيت الخليفة عبدالله ود تورشين للجمهور الكريم لحضور افتتاح هذا المتحف العريق الذي تم ترميمه وإصلاح بنيته التحتية بعد أن عاني وقتا ليس بالقصير من الإهمال!!..
يتوجه غدا الأربعاء ٢٠٢٣/١/١٨ عند الساعة الحادية عشرة صباحا سكان البقعة المباركة وبقية أهل السودان الي حفل افتتاح متحف بيت الخليفة وهو يرفل في ثوبه الجديد وقد استعاد شبابه في جو عصري مواكب لأحدث التقنيات في تقديم ارقي الخدمات لرواد التراث والفن الأصيل وعبق التاريخ خاصة وقد تمت تهيئة المكان بالجديد والمبتكر لجعل الزوار يطوفون في أروقة المكان ليروا المعروضات أمامهم ويستطيعون لمسها وتقديم أي أسئلة للمختصين حولها لتاتيهم الإجابة في سرعة البرق ويمكن أيضا لذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم الذين حرموا من نعمة البصر أن ينعموا بلغة بريل ليكونوا في الصورة ويدخلوا نعمة التمتع بالتاريخ المجسد أمامهم مع اخوتهم المبصرين!!..
هذه المتاحف التي اكتمل تجهيزها لاستقبال الجمهور تم تمويل تجديدها بهذه الصورة المشرفة بواسطة المجلس الثقافي البريطاني الذي ساهم بمليون جنيه استرليني لهذه الصروح المجتمعية الثقافية ومنها غير متحف بيت الخليفة نجد زميلا له في شيكان في شمال كردفان وثالث في نيالا جنوب دارفور !!..
ومن سويسرا جاء دعم سخي من منظمة هناك تعني بالحفاظ على التراث وحث المواطنين علي ترك الفرقة والشتات ونبذ الاحتراب وبذل الجهد في بعث الثقافات المحلية وجمعها في صعيد المتحف لتكون جاذبة للسياح من الداخل والخارج وتجعل ارض السودان قبلة يري فيها الآخرون هذا التنوع الفريد الذي يزين الحياة ويجعل لها القا وطعما ودافعا قويا للتشبث بالحياة والحفاظ عليها في الفة ومحبة وسلام !!..
ولضمان استمرارية هذه المتاحف وحتي لايطالها أي عجز مالي يجعلها تتوقف عن أداء خدماتها فقد تفتقت ذهنية القائمين على أمرها بإقامة ورش مهنية فيها للصناعات المختلفة تستوعب الطلاب ويتم تدريبهم بإمكانيات عالية ومن ريع هذه السلع المصنعة التي تباع للجمهور يمكن للمتاحف أن تمول نفسها بنفسها ولا تحتاج للحكومة !!..
نتمني أن يتعلق الجمهور وخاصة الطلاب بهذه المتاحف المجتمعية وتكون لهم ثقافة ثابتة وسياحة وترفيه حتي يكون لتاريخ بلادنا طعم الشهد مما يجعلنا أكثر تعلقا بهذا التاريخ الذي نأمل أن نكون به أكثر التصاقا ومحبة وتحضر ومواكبة لدنيا التطور !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء