قبل فوات الآوان!!

 


 

 

الصباح الجديد –
من المنتظر أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخرطوم في الثامن من الشهر الجاري، في إطار جولة أفريقية، تشمل كل من: (موريتانيا، مالي، وتونس)... ومن المؤكد أن جولة لابروف الأفريقية، تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين موسكو ودول القارة الأفريقية ، وكان الرجل قد زار أسمرا والتقى بالرئيس الأريتري أسياسي أفورقي لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلي قضايا الأمن والتنمية الإقليمية ذات الإهتمام المشترك.
السبت الماضي سقط قتلى في معارك دامية بين قوات تعمل في حراسة مناجم شركة ميروقولد “فاغنر”، مع يحي ادريس، حيث قتل اكثر من سبعة من قوات فاغنر، واستولت قوات إدريس”قوات السيلكا من أفريقيا الوسطى، على ٣ دبابات واسحلة ومخدرات، وأكدت ذات المصادر دخول قوات السيلكا المناوئة لنظام بانقي لعمق افريقيا الوسطى من تشاد مدعومين من النظام التشادي .
وفي سياق ذي صلة يعمل القادة العسكريون والأطراف السياسية والمدنية الفاعلة في السودان على وضع خارطة طريق لتنفيذ الاتفاق الإطاري، الذي تدعمه أمريكا وتسعى لكسب السودان حليفاً دائماً وإبعاده عن النفوذين الصيني والروسي، فهل تنجح في ذلك؟
من الواضح أن الحوار الجاري لإستكمال الإتفاق الإطاري ، فرصة للولايات المتحدة وشركائها لتقييم كيفية تنفيذ مختلف الجهات الفاعلة السودانية للاتفاق الإطاري، ويجب على الولايات المتحدة أيضاً استخدام المفاوضات الجارية بين الموقعين على الإتفاق الاطاري من قبل الولايات المتحدة كفرصة لتقييم دور هذه الجهات الفاعلة السودانية في بناء الدعم للاتفاق ، وضمان وجود مشاركة ودعم مستمرين للأطراف السودانية يمكن واشنطن من تعزيز السياسات الموالية للغرب ومنع توسع النفوذ الروسي والصيني في البلاد.
في المقابل أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بأن طائرة إسرائيلية هبطت أمس في العاصمة الخرطوم وسط توقعات باقتراب توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بين الجانبين. وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “طائرة إسرائيلية تحمل الاسم ( 4 إيكس- سي يو زد) أقلعت من مطار بن غوريون شرق تل أبيب وتوجهت إلى السودان، قد هبطت في العاصمة الخرطوم”. وأشارت هيئة البث إلى أن “هذه الزيارة تأتي على خلفية الأنباء عن استعداد السودان للتوقيع على (اتفاقيات أبراهام) للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية”.
بالنسبة للولايات المتحدة في السودان فهي ترغب في زيادة التعاون المتبادل المنفعة مع السودان في مكافحة الإرهاب، واعتراف الخرطوم بإسرائيل خاصة بعد توقيعها على اتفاقيات ابراهام، وبالتالي الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات السودانية الإسرائيلية وراء زيارة وزير الخارجية لحكومة تل أبيب إلى الخرطوم .
الشاهد من كل ما تقدم هو أن الولايات المتحدة تحتاج للتحالف مع الخرطوم لمواجهة النفوذ الصيني والروسي في السودان وأفريقيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنشآت البحرية والموانئ السودانية على طول البحر الأحمر ، والطريق إلى ذلك الهدف يستلزم تعاون واشنطن مع القادة السودانيين الذين دعموا الاتفاق الإطاري من أجل إنشاء هيكل تحفيزي للنخب السودانية لتنفيذ الاتفاق واتباع مسار موال للولايات المتحدة للبلاد ، فهل تدرك القاهرة المعادلة الجديدة في المنطقة قبل فوات الآوان؟
الجريدة

 

آراء