لو أن قنبلة هيروشيما ونجازاكي وقعت علي مطار الخرطوم والقصر الجمهوري لما اغاظتني

 


 

 

لو أن قنبلة هيروشيما ونجازاكي وقعت علي مطار الخرطوم والقصر الجمهوري لما اغاظتني مثلما فعلت هذه الاقدام الصهيونية التي وطئت بوابة الوطن مطارنا ومقر سيادتنا وعزنا وكرامتنا قصرنا الجمهوري !!..

اليوم الخميس الموافق الثاني من فبراير ٢٠٢٣ كان ينبغي أن ننكس الإعلام وان نقيم سرادق للعزاء في طول البلاد وعرضها وان نتوشح بالسواد ونعلن الحداد وان نندب حظنا العاثر ونحن نشاهد طائرة إيلي كوهين تحط على مدرج مطار الخرطوم جهاراً نهارا وكانت مثل هذه الزيارات المشبوهة الآثمة المجرمة تتم في سرية تامة حتي تكشف فيما بعد بواسطة الصهاينة ويظل جماعتنا في صمت رهيب وبراءة الاطفال في عينيهم !!..
الان عرفنا حجم المؤامرة والجريمة في حق بلادنا الحبيبة الطيبة وهذه العراقيل الجهنمية التي وضعت في طريق الثورة منذ اندلاعها وتغييب هياكل الحكم عمدا وباصرار وترصد فاق حد الوصف !!..
ومن غير امريكا يستطيع أن يلعب علي كافة الحبال ويدعي وقوفه مع الثورة ويبدي إعجابه بابطالها الاشاوس ويرسل للشعب معسول الكلام ومن تحت الطاولة يحرك العملاء من دول المنطقة وهؤلاء بمخابراتهم لايملون من زياراتهم الماكوكية التي تتم في جنح الظلام يسلمون رسائل أسيادهم لحكامنا الذين باعوا البلاد با ( الرخيص ) و ( الرقيص ) وقد ضمنوا وقوف الدولة الماكرة معهم التي وضعتهم من زمان في ارفف بيتها الأبيض وادخرتهم ليوم تطبيع مع الفاتنة المدللة البنت العبرية خضراء الدمن !!..
افتكر اليوم الصورة صارت أكثر وضوحا وقلنا لكم مرارا وتكرارا أن وصول السيسي الخرطوم دائما وراءه مصيبة كبيرة وشر مستطير !!..
وقد حدث ماتوقعناه فبمجرد أن غادر السيسي نزل بساحة مطارنا كوهين قائد دبلوماسية بني صهيون وفي ساعات قلائل والبرهان بمفرده وفي غياب تام لهياكل الحكم التي اصلا ليس لها وجود توصل معهم لاتفاقيات بمقتضاها سيصلحون من حالنا الزراعي والصحي والامني والبرهان منحهم ابتسامات عريضة واستقبال حار وكان في قمة الفرح والسرور وهو يري أن امريكا مبسوطة منه وقد تكللت مساعيها التي استغرقت سنتين بهذا اللقاء والذي له مابعده من تطبيع سيسر نتنياهو ويجعل موقفه مقبولا ووجهه ابيضا ناصعا أمام العالم رغم أنه ينكل بالفلسطينيين ويهدم بيوتهم علي رؤوسهم ويزج بهم في السجون لأعوام واعوام ويكبلهم بالحواجز الأمنية التي تعد ولا تحصى ويقتلع اشجارهم المثمرة ويجرف أراضيهم ولا يسلم من اذاهم حتي الأطفال وكبار السن والنساء !!..
كنا سنصاب بالدهشة لو أن هنالك زول غير البرهان رمي لهم بطوق التطبيع هذا الذي فيه شهادة براءة للصهاينة يتبجحون بها علي أساس أنهم من عشاق السلام ومن محبيه لهم ولغيرهم ولكن أن يقدم علي هذه الخطوة البرهان الذي نعرفه هذا العسكري الذي لايختلف عن استاذه المخلوع وكل هذه الفئة تريد الكرسي وتضحي بالبلاد والعباد ويعملون بأوامر الكفلاء الكبار في ماوراء البحار وكفلاء المنطقة يشدون من ازرهم فتتضخم عندهم الأنا وتبلغ بهم الجرأة في تحدي الشعب باستقبال كوهين في وضح النهار بمطارنا وأخذه عبر عتبات قصرنا الجمهوري هذه العتبات التي ذبح فيها غردون رمز الصلف والغطرسة واليوم زولنا يبتسم بحرارة ويسلم بشوق علي كوهين والسيسي مهمته انتهت بنجاح وأبناء زايد وسلمان يبكون من الفرح والبيت الأبيض مفتوح علي مصاريعه لحفل التوقيع للتطبيع والبرهان كما بشرناكم من قبل هو رئيسكم للفترة القادمة !!..
أما الاطاري والمبادرات والوثيقة الدستورية وسلام جوبا والفترة الانتقالية والعدالة والانتخابات الحرة النزيهة فهذه كلها مخدرات اكل منها الشعب وهو الآن في خدر لذيذ واحلام يقظة والحكاية مستفة من زمان ياحليلكم الفؤاد مالكنو غيركم !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء