ما الهدف من وراء زيارة كوهين للسودان؟

 


 

الطيب الزين
6 February, 2023

 

زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين فاجأت السودانيين، الذين كانوا ينتظرون أن يروا حكومة مدنية بعد أن تم التوقيع على الإتفاق الإطاري بين قوى الحرية والتغيير والإنقلابيين.
توقيت الزيارة شغل أذهان الكثير من المراقبين، وقاد إلى طرح جملة من الأسئلة الملحة..
منها ماذا يجري في السودان الذي تخلص لتوه من نظام عسكري دكتاتوري جثم على صدور السودانيين ثلاث عقود مظلمة، عبر حراك جماهيري تاريخي شاركت فيه كل قطاعات الشعب، أدى إلى تشكيل حكومة مدنية إنتقالية بقيادة د. عبدالله حمدوك الخبير الأممي الذي شغل وظائف بارزة في المنظمة الدولية منها الأمين العام للجنة الإقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وخبيراً في مجال إصلاح القطاع العام، والحوكمة والإندماج وإدارة الموارد وترسيخ الديمقراطية، وقد حقق نجاحات كبيرة خلال فترة توليه رئاسة مجلس وزراء التي لم تتجاوز العامين حتى إنقلب عليها البرهان الذي إستقبل إيلي كوهين يوم الخميس الماضي الموافق2023/2/2، هذا الحدث يعود بالذاكرة إلى الوراء، إلى فترة الحكومة الإنتقالية بقيادة حمدوك الذي كان رأيه أن موضوع التطبيع مع اسرائيل ليس من مهام الفترة الإنتقالية، وأنما من مهام حكومة ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب، وإسرائيل تدرك أن الشعب الذي شهدت عاصمته اللاءات الثلاث: لا صلح ولا إعتراف ولا تفاوض.
لن يقبل بذلك قبل قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، لذلك صدرت الأوامر من جانب أعداء الديمقراطية في المحيط الإقليمي والدولي، للبرهان ومن معه الإسراع بتنفيذ الإنقلاب على حكومة الفترة الإنتقالية، كما حدث مع كل التجارب الديمقراطية التي شهدتها المنطقة العربية، وهذا يوضح مدى العداء للديمقراطية لاسيما من جانب إسرائيل التي لا ترغب في رؤية نظام ديمقراطي حقيقي في المنطقة يعبر عن إرادة شعوبها، بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها على رأسها التحكم في مصادر المياه لذلك نسقت مع البرهان وعولت عليه كحصان طروادة.
كما أن زيارة وزير خارجيتها جاءت كإستفزاز لإرادة الشعب السوداني، الرافضة للإنقلاب ومضاعفاته.
بينما قابلها البرهان بحفاوة بالغة نتيجة لوعيه الزائف وأحلامه المريضة التي بناها على حساب المصلحة الوطنية العليا، عبر تخطيطه للبقاء في سدة الحكم لأطول فترة ممكنة عبر توظيفه لمثل هكذا أحداث لخلط الأوراق وتعقيد المشهد أكثر مما هو معقد، أمام منافسيه.

فالزيارة في هذا التوقيت كشفت نوايا إسرائيل وأهدافها وإصرارها على دعم كل الطغاة والفاسدين في المنطقة من أجل التطبيع لضمان أمنها وتحقيق مصالحها حتى ولو جاءت على حساب حقوق الآخرين في الحياة!

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
///////////////////////

 

آراء