روسيا كل الخطوط مشغولة
صباح محمد الحسن
9 February, 2023
9 February, 2023
أطياف -
ليس هناك نتائج متوقعة ترجح كفة الربح سياسيا لروسيا بزيارة وزير خارجيتها سيرجي لافروف الى السودان في هذا التوقيت، والتي تأتي في إطار جولة في عدد من الدول الأفريقية والعربية لبحث علاقات روسيا مع تلك الدول ، إضافة إلى مناقشة القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك
وجولة لافروف الأفريقية تأتي للحد من تمدد السياسات الأميركية في القارة، والعمل قدر الاستطاعة على إضعاف الهيمنة الأميركية على اقتصادات أفريقيا ، وكسب دعم الدول الأفريقية لروسيا في حربها على أوكرانيا .
لكن في السودان، فخطوة التوقيع على الإطاري من قبل العسكريين أضعفت حظوظ روسيا في الظفر بكسب السودان كواحد من اهم الدول الافريقية ، في ظل سباقها المحموم مع الولايات المتحدة الأمريكية التي سبقتها بخطوات منذ ان قررت امريكا التعامل بجدية أكثر منها في الملف السوداني ، مستغلة انشغال روسيا بالحرب، وذلك برفع امريكا تمثيلها الدبلوماسي مع السودان من قائم بأعمال إلى سفير بتعيين جون جودفري، سفيرا للولايات المتحدة في الخرطوم .
فالزيارة بزِنة الكم والنوع سياسياً ، لن تحدث فرقا نسبة لإختيار روسيا اسوأ توقيت لها، فالوزير يظهر على الخط، في الوقت الذي يجد فيه كل الخطوط مشغولة، فمجموعة من ممثلي ومبعوثي الدول في كل من فرنسا، والنرويج، وألمانيا، والمملكة المتحدة، الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وصلوا الي الخرطوم قبله ليقدموا دعمهم للإتفاق السياسي الذي اعتبرته هذه الدول ، الأساس الأمثل لتكوين الحكومة المدنية القادمة في السودان، و لتأسيس الترتيبات الدستورية التي ستفضي إلى فترة انتقالية تنتهي بإنتخابات .
هذه الخطوة تساهم فعليا في تحويل زيارة لافروف الي زيارة بلا جدوى ولا تأثير على تغيير ملامح المشهد السياسي السوداني الحالي، بيد أنها تُؤمن فقط على تاريخ العلاقات بين البلدين، بعيدا عن جغرافية الرسم لخارطة جديدة لمستقبل سياسي مختلف .
لكن اكثر ما يجعل وزير الخارجية الروسي ( يخطف رجله ) لزيارة السودان هو استشعار روسيا وقلقها من ان ثمة ما يهدد مصالحها الاقتصادية مع العسكريين سيما علاقتها بقائد الدعم السريع ، الذي تراه ( زاهدا) هذه الأيام في مصالحه، يتقدم خطوط الدفاع لحماية التحول الديمقراطي والاتفاق الإطاري ، هذا الحماس يجعل روسيا تفكر ملياً في أن دقلو اصبح اكثر ودا وقربا لامريكا منها .
امريكا الغاضبة من تعاون قوات الدعم السريع مع قوات فاغنر الروسية، التعاون المثمر في مشروعات استثمارية مشتركة في التعدين عن الذهب ، فهل يواصل دقلو في نيل المكاسب السياسية على حساب مصالحه الاقتصادية !!
هذا ما يريد أن يعرفه الوزير الروسي في زيارته للخرطوم !!
طيف أخير:
ولأن العبرة دائما بالنتائج، فإن نتائج ومخرجات ورشة القاهرة كشفت عن ضعف وهشاشة و فقر الطرح السياسي للكتلة، هذه مخرجات ام مُحرِجات !!
الجريدة
ليس هناك نتائج متوقعة ترجح كفة الربح سياسيا لروسيا بزيارة وزير خارجيتها سيرجي لافروف الى السودان في هذا التوقيت، والتي تأتي في إطار جولة في عدد من الدول الأفريقية والعربية لبحث علاقات روسيا مع تلك الدول ، إضافة إلى مناقشة القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك
وجولة لافروف الأفريقية تأتي للحد من تمدد السياسات الأميركية في القارة، والعمل قدر الاستطاعة على إضعاف الهيمنة الأميركية على اقتصادات أفريقيا ، وكسب دعم الدول الأفريقية لروسيا في حربها على أوكرانيا .
لكن في السودان، فخطوة التوقيع على الإطاري من قبل العسكريين أضعفت حظوظ روسيا في الظفر بكسب السودان كواحد من اهم الدول الافريقية ، في ظل سباقها المحموم مع الولايات المتحدة الأمريكية التي سبقتها بخطوات منذ ان قررت امريكا التعامل بجدية أكثر منها في الملف السوداني ، مستغلة انشغال روسيا بالحرب، وذلك برفع امريكا تمثيلها الدبلوماسي مع السودان من قائم بأعمال إلى سفير بتعيين جون جودفري، سفيرا للولايات المتحدة في الخرطوم .
فالزيارة بزِنة الكم والنوع سياسياً ، لن تحدث فرقا نسبة لإختيار روسيا اسوأ توقيت لها، فالوزير يظهر على الخط، في الوقت الذي يجد فيه كل الخطوط مشغولة، فمجموعة من ممثلي ومبعوثي الدول في كل من فرنسا، والنرويج، وألمانيا، والمملكة المتحدة، الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وصلوا الي الخرطوم قبله ليقدموا دعمهم للإتفاق السياسي الذي اعتبرته هذه الدول ، الأساس الأمثل لتكوين الحكومة المدنية القادمة في السودان، و لتأسيس الترتيبات الدستورية التي ستفضي إلى فترة انتقالية تنتهي بإنتخابات .
هذه الخطوة تساهم فعليا في تحويل زيارة لافروف الي زيارة بلا جدوى ولا تأثير على تغيير ملامح المشهد السياسي السوداني الحالي، بيد أنها تُؤمن فقط على تاريخ العلاقات بين البلدين، بعيدا عن جغرافية الرسم لخارطة جديدة لمستقبل سياسي مختلف .
لكن اكثر ما يجعل وزير الخارجية الروسي ( يخطف رجله ) لزيارة السودان هو استشعار روسيا وقلقها من ان ثمة ما يهدد مصالحها الاقتصادية مع العسكريين سيما علاقتها بقائد الدعم السريع ، الذي تراه ( زاهدا) هذه الأيام في مصالحه، يتقدم خطوط الدفاع لحماية التحول الديمقراطي والاتفاق الإطاري ، هذا الحماس يجعل روسيا تفكر ملياً في أن دقلو اصبح اكثر ودا وقربا لامريكا منها .
امريكا الغاضبة من تعاون قوات الدعم السريع مع قوات فاغنر الروسية، التعاون المثمر في مشروعات استثمارية مشتركة في التعدين عن الذهب ، فهل يواصل دقلو في نيل المكاسب السياسية على حساب مصالحه الاقتصادية !!
هذا ما يريد أن يعرفه الوزير الروسي في زيارته للخرطوم !!
طيف أخير:
ولأن العبرة دائما بالنتائج، فإن نتائج ومخرجات ورشة القاهرة كشفت عن ضعف وهشاشة و فقر الطرح السياسي للكتلة، هذه مخرجات ام مُحرِجات !!
الجريدة