بلاغ جنائي يتهم البرهان باستقدام اسرائيل الي ضفاف النيل في الخرطوم
محمد فضل علي
15 February, 2023
15 February, 2023
قبل هذا وذاك كيف سيستطيع الجنرال البرهان الواجهة التي تستخدمها الحكومة الخفية التي تدير السودان اليوم من وراء الكواليس الجمع بين روسيا واسرائيل علي ضفاف النيل في المقرن الجميل في الخرطوم كما يقول الشاعر رغم اختلاف اجندات الدولتين في الحرب الروسية الاوكرانية بتاثيراتها المخيفة علي الامن والسلم الدوليين .
نقول ذلك علي خلفية انباء تتحدث عن اعتزام مجموعة سودانية فتح بلاغات جنائية ضد الجنرال البرهان بتهمة استغلال منصبه المؤقت في انتهاك قوانين الدولة السودانية والتواصل بدون تفويض مع السلطات الاسرائيلية بطريقة تعيد الي الاذهان المحاكمة الغيابية ضد الرئيس السوداني السابق جعفر نميري وادانة نائبة اللواء عمر محمد الطيب في قضية تهريب اليهود الفلاشا بقرار من القاضي الراحل عبد الرحمن عبدة منتصف الثمانينات .
واذا مايمكن الاستناد الي الحكم المشار اليه كسابقة قانونية في حال سمحت الظروف في المستقبل بمقاضاة الجنرال البرهان واخرين بتهمة التواصل مع جهات رسمية في اسرائيل بدون تفويض والغاء قوانين صادرة بطريقة مشروعة من حكومة سودانية منتخبة ومفوضة من الشعب السوداني والتوقيع علي اتفاقيات غير قانونية مع اسرائيل وجهات اخري في هذا الصدد ..
المفارقة تكمن في الاختلاف الجذري مابين ملابسات ترحيل اليهود الفلاشا اثناء حكم النميري وبين ماجري في هذا الصدد في مرحلة مابعد سقوط النظام بواسطة البرهان ونائبه حميدتي بمشاركة وزير العدل في الحكومة الانتقالية السابقة علي صعيد التعاون الرسمي مع اسرائيل انابة عن الدولة السودانية دون اي تفويض او سند قانوني.
حيث من المعروف ان نظام نميري لم يقيم اي نوع من العلاقات الرسمية بين الخرطوم وتل ابيب كما ظل يردد النميري من منفاه في قاهرة التسعينات في مناسبات مختلفة انه لم يزور اسرائيل وانه التقي الرئيس الاسرائيلي بمحض الصدفة اثناء جنازة تشييع الرئيس المصري انور السادات وصافحة بعد ان بادر الاخر بالتحية وحتي الصورة التي تجمع بين نميري وشارون فقد اتضح بعد ذلك انها محض خيال وفبركة وعملية فوتوشوب واضحة .
كان جهاز الامن المايوي قد قدم لنميري تقريرا مفصلا عن عملية اختراق للمخابرات الاسرائيلية لشرق السودان واقامتها قاعدة لترحيل اليهود الفلاشا من قرية عروسة السياحية ...
ومن المعروف ان نميري وكما جاء في يوميات محكمة تهريب اليهود الفلاشا قد تصرف بصورة مختلفة عن تقرير جهاز الامن المايوي وقرر التعامل مع الموضوع باعتبارة امر واقع ورفض توصية التقرير الامني بالتواصل مع الجامعة العربية والتقدم بشكوي رسمية ضد اسرائيل واوكل الاشراف علي العملية الي نائبة اللواء عمر محمد الطيب الذي قرر مواصلة العملية واحاطته بالسرية التامة حتي اكتمال الرحلات الي اسرائيل التي استثمرت بدورها في العملية سياسيا واعلاميا واعتبرتها انتصار لمشروع دولة اسرائيل الكبري والعودة الي ارض الميعاد ..
وقد استند القاضي الراحل عبد الرحمن عبده الي كل ماسبق ذكرة في حيثيات حكمة بادانة نائب النميري في القضية المشار اليها وكان احد ضباط امن النميري ويدعي الرائد عبد الله عبد القيوم قد تمكن من الهرب من البلاد وبحوزته ملفات القضية بعد رفض القيادة السياسية والرئيس نميري التعامل مع التوصية المرفقة مع تقرير جهاز الامن ووصل الي دولة عربية وحاول بمنتهي حسن النية التواصل من هناك مع الجامعة العربية ولكن مجهوداته انتهت بخيبة امل كبري بعد 24 ساعة من وصوله الي الدولة العربية المشار اليها والتي قامت باعتقالة واعادته الي الخرطوم .
وتمت اقالة ضابط الامن السوداني وفصله من الخدمة ووضعه تحت نوع من الاقامة الجبرية والمراقبة لفترة معينة ويبدو ان الرائد المشار اليه قد تعرض بعد ذلك الي نوع من الضغوط الاسرية من باب الحرص علي حياته من انتقام المخابرات الاسرائيلية ويبدو ان هذا هو السبب الرئيسي في ابتعادة التام عن الحياة العامة والتصريحات الاعلامية حتي بعد سقوط نظام نميري وحتي هذه اللحظة .
لايتوقع احد ان تقوم الاجهزة الشرطية او مؤسسات العدالة الراهنة بالتجاوب مع اي بلاغات ضد البرهان ونائبة حميدتي حول قضية التواصل مع اسرائيل بدون تفويض او سند قانوني يمنحهم الحق في ذلك حتي اذا تم قبول هذه البلاغات فسيكون مكانها سلة المهملات بعد الاطلاع عليها وتقييم مافيها من تفاصيل ولايستبعد ابدا القيام بعملية انتقامية ضد من يتصدون للقيام بهذه العملية.
ولكن لا احد يضمن الي اين ستنتهي تطورات الاوضاع السياسية في السودان وكيف سيكون مستقبل الحكم في البلاد ومستقبل البرهان ونائبه حميدتي بصورة شخصية وموقعهم في مستقبل الحكم في الدولة السودانية ومدي نفوذهم واذا ما كان خصومهم وما اكثرهم سيجدون الفرصة المناسبة لوضعهم موضع الاتهام في القضية المشار اليها بطريقة ستفوق سابقة تورط الرئيس نميري ونائبة في عدم تقدير الموقف والامتناع عن اتخاذ القرار المناسب رغم اطلاعهم رسميا علي تفاصيل ماجري من انتهاك لسيادة الاراضي السودانية ...
ولسوء حظ البرهان ونائبه حميدتي ان موقف الدولة العبرية من القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية في القدس الشريف يتغير سلبا في كل ثانية مما يتسبب في تراكم غضب اتجاهات الرأي العام العربية والاسلامية والسودانية التي لم تتزحزح قيد انملة عن موقفها من هذه القضية علي مدي عقود طويلة من الزمان بطريقة ستدعم في ساعة ما محاكمة المشار اليهم علي ماهو منسوب لهم الان بواسطة احد الجماعات السودانية المناهضة للتطبيع مع اسرائيل .
/////////////////////////
نقول ذلك علي خلفية انباء تتحدث عن اعتزام مجموعة سودانية فتح بلاغات جنائية ضد الجنرال البرهان بتهمة استغلال منصبه المؤقت في انتهاك قوانين الدولة السودانية والتواصل بدون تفويض مع السلطات الاسرائيلية بطريقة تعيد الي الاذهان المحاكمة الغيابية ضد الرئيس السوداني السابق جعفر نميري وادانة نائبة اللواء عمر محمد الطيب في قضية تهريب اليهود الفلاشا بقرار من القاضي الراحل عبد الرحمن عبدة منتصف الثمانينات .
واذا مايمكن الاستناد الي الحكم المشار اليه كسابقة قانونية في حال سمحت الظروف في المستقبل بمقاضاة الجنرال البرهان واخرين بتهمة التواصل مع جهات رسمية في اسرائيل بدون تفويض والغاء قوانين صادرة بطريقة مشروعة من حكومة سودانية منتخبة ومفوضة من الشعب السوداني والتوقيع علي اتفاقيات غير قانونية مع اسرائيل وجهات اخري في هذا الصدد ..
المفارقة تكمن في الاختلاف الجذري مابين ملابسات ترحيل اليهود الفلاشا اثناء حكم النميري وبين ماجري في هذا الصدد في مرحلة مابعد سقوط النظام بواسطة البرهان ونائبه حميدتي بمشاركة وزير العدل في الحكومة الانتقالية السابقة علي صعيد التعاون الرسمي مع اسرائيل انابة عن الدولة السودانية دون اي تفويض او سند قانوني.
حيث من المعروف ان نظام نميري لم يقيم اي نوع من العلاقات الرسمية بين الخرطوم وتل ابيب كما ظل يردد النميري من منفاه في قاهرة التسعينات في مناسبات مختلفة انه لم يزور اسرائيل وانه التقي الرئيس الاسرائيلي بمحض الصدفة اثناء جنازة تشييع الرئيس المصري انور السادات وصافحة بعد ان بادر الاخر بالتحية وحتي الصورة التي تجمع بين نميري وشارون فقد اتضح بعد ذلك انها محض خيال وفبركة وعملية فوتوشوب واضحة .
كان جهاز الامن المايوي قد قدم لنميري تقريرا مفصلا عن عملية اختراق للمخابرات الاسرائيلية لشرق السودان واقامتها قاعدة لترحيل اليهود الفلاشا من قرية عروسة السياحية ...
ومن المعروف ان نميري وكما جاء في يوميات محكمة تهريب اليهود الفلاشا قد تصرف بصورة مختلفة عن تقرير جهاز الامن المايوي وقرر التعامل مع الموضوع باعتبارة امر واقع ورفض توصية التقرير الامني بالتواصل مع الجامعة العربية والتقدم بشكوي رسمية ضد اسرائيل واوكل الاشراف علي العملية الي نائبة اللواء عمر محمد الطيب الذي قرر مواصلة العملية واحاطته بالسرية التامة حتي اكتمال الرحلات الي اسرائيل التي استثمرت بدورها في العملية سياسيا واعلاميا واعتبرتها انتصار لمشروع دولة اسرائيل الكبري والعودة الي ارض الميعاد ..
وقد استند القاضي الراحل عبد الرحمن عبده الي كل ماسبق ذكرة في حيثيات حكمة بادانة نائب النميري في القضية المشار اليها وكان احد ضباط امن النميري ويدعي الرائد عبد الله عبد القيوم قد تمكن من الهرب من البلاد وبحوزته ملفات القضية بعد رفض القيادة السياسية والرئيس نميري التعامل مع التوصية المرفقة مع تقرير جهاز الامن ووصل الي دولة عربية وحاول بمنتهي حسن النية التواصل من هناك مع الجامعة العربية ولكن مجهوداته انتهت بخيبة امل كبري بعد 24 ساعة من وصوله الي الدولة العربية المشار اليها والتي قامت باعتقالة واعادته الي الخرطوم .
وتمت اقالة ضابط الامن السوداني وفصله من الخدمة ووضعه تحت نوع من الاقامة الجبرية والمراقبة لفترة معينة ويبدو ان الرائد المشار اليه قد تعرض بعد ذلك الي نوع من الضغوط الاسرية من باب الحرص علي حياته من انتقام المخابرات الاسرائيلية ويبدو ان هذا هو السبب الرئيسي في ابتعادة التام عن الحياة العامة والتصريحات الاعلامية حتي بعد سقوط نظام نميري وحتي هذه اللحظة .
لايتوقع احد ان تقوم الاجهزة الشرطية او مؤسسات العدالة الراهنة بالتجاوب مع اي بلاغات ضد البرهان ونائبة حميدتي حول قضية التواصل مع اسرائيل بدون تفويض او سند قانوني يمنحهم الحق في ذلك حتي اذا تم قبول هذه البلاغات فسيكون مكانها سلة المهملات بعد الاطلاع عليها وتقييم مافيها من تفاصيل ولايستبعد ابدا القيام بعملية انتقامية ضد من يتصدون للقيام بهذه العملية.
ولكن لا احد يضمن الي اين ستنتهي تطورات الاوضاع السياسية في السودان وكيف سيكون مستقبل الحكم في البلاد ومستقبل البرهان ونائبه حميدتي بصورة شخصية وموقعهم في مستقبل الحكم في الدولة السودانية ومدي نفوذهم واذا ما كان خصومهم وما اكثرهم سيجدون الفرصة المناسبة لوضعهم موضع الاتهام في القضية المشار اليها بطريقة ستفوق سابقة تورط الرئيس نميري ونائبة في عدم تقدير الموقف والامتناع عن اتخاذ القرار المناسب رغم اطلاعهم رسميا علي تفاصيل ماجري من انتهاك لسيادة الاراضي السودانية ...
ولسوء حظ البرهان ونائبه حميدتي ان موقف الدولة العبرية من القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية في القدس الشريف يتغير سلبا في كل ثانية مما يتسبب في تراكم غضب اتجاهات الرأي العام العربية والاسلامية والسودانية التي لم تتزحزح قيد انملة عن موقفها من هذه القضية علي مدي عقود طويلة من الزمان بطريقة ستدعم في ساعة ما محاكمة المشار اليهم علي ماهو منسوب لهم الان بواسطة احد الجماعات السودانية المناهضة للتطبيع مع اسرائيل .
/////////////////////////