القلق يحيط بالقيادة!!
صباح محمد الحسن
17 February, 2023
17 February, 2023
أطياف -
يلجأ الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي هذه المرة لسداد فواتير خلافاته العسكرية عبر الضريبة السياسية لإستغلال الظروف الوطنية الراهنة بالغة التعقيد، لتمرير اجندته الخاصة ويحاول جرد الحساب مع نائبه الفريق محمد حمدان دقلو بطريقة غير مباشرة
وقال البرهان في أهم نقطة خلال خطابه أمس بمنطقة الزاكياب ، و(مادونها تكرار ممل) قال : (إن همنا في القوات المسلحة هو دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش واي حديث غير ذلك لن يكون مقبولا) والبرهان يعلم أن دمج قوات الدعم السريع في الجيش هو واحد من بنود الإتفاق الإطاري ، الذي أبدى حميدتي استعداده ودفاعه عنه ورفض مراوغة البرهان ، وقال ذلك صراحه في اخر خطاب له (اننا مع الإطاري ولا نملك غير كلمتنا الواحدة) لكن يبدو ان الجنرال يخشى من أن يرد حميدتي على مراوغته في توقيع الإتفاق ، بالمرواغة بعدم الدمج حتى لو تم الإتفاق .
ثانيا ان دقلو اصبح يشكل مصدر قلق كبير للمؤسسة العسكرية ، ودخل دائرة التمرد عليها ، تشاطرها القلق والتخوف عناصر النظام المخلوع ، الأمر الذي اصبح يُفسر ازعاجا كبيرا وخطرا يحيط بالقيادة العامة ، هذا القلق الذي كلما شعر به البرهان أفرغه هجوما على القوى السياسية والمدنية .
فهو لا يستطيع كسر شوكة دقلو والتحكم فيه إلا بدمج قواته ، ومن فرط حظه وحظهم السيء ، أن هذا لن يتحقق إلا بالإتفاق الإطاري لذلك قال البرهان نصاً ( إننا ندعم الإطاري لأهمية بند دمج الدعم السريع في الجيش ) .
ويبقى تنصل البرهان عن الإطاري هو اكثر القراءات (الركيكة ) لخطابه أمس فهو الآن وغير أي وقت ، في اشد الحاجه للمضى في الإتفاق ، حتى يكبح به جماح دقلو الذي اصبح نفوذه يتمدد هذه الأيام ، الأمر الذي جعله لايقل عن رئيس دولة فالرجل كل تحركاته الآن خارجيا وداخليا تؤكد مما لاشك فيه أنه يكبر ، فالبرهان يعلم ، اما الإتفاق او الأسوأ منه.
ولكن رغم ذلك يبقى انهيار الإطاري هو أمنيته التي يدعو ربه ان تتحقق حتى ولو لم يعمل لأجل ذلك ، وهذا ما يجعله يضرب هدفين بحجر واحد ، فإن لم يوافق دقلو على الدمج فإن الاتفاق في رأيه لن يكتمل ، وان واقف حميدتي على الشرط فإن خطر الدعم السريع سيتلاشى وفي الحالتين يكسب الجنرال.
لكن ما يحدث بين الطرفين إن كان في الخفاء او العلن ، هو نذر خطر يدق ناقوسه بقوة ، فالبلاد لا تحتمل بوادر معركة المواجهة ولو كانت حرب تصريحات ، وهذا قطعا لا يهم البرهان ولا حتى نائبه ، فكلاهما يتأبط سلاحه بيساره ، ويضم طموحه الخاطئ بيمينه ، وكلما اشتدت القبضة على واحد من الاثنين يختنق الوطن .
طيف أخير:
اعتذر للقارئ لعدم المواصلة اليوم في قضية فساد بنك الثروة الحيوانية على ان يتم ذلك غدا ان شاء الله.
الجريدة
يلجأ الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي هذه المرة لسداد فواتير خلافاته العسكرية عبر الضريبة السياسية لإستغلال الظروف الوطنية الراهنة بالغة التعقيد، لتمرير اجندته الخاصة ويحاول جرد الحساب مع نائبه الفريق محمد حمدان دقلو بطريقة غير مباشرة
وقال البرهان في أهم نقطة خلال خطابه أمس بمنطقة الزاكياب ، و(مادونها تكرار ممل) قال : (إن همنا في القوات المسلحة هو دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش واي حديث غير ذلك لن يكون مقبولا) والبرهان يعلم أن دمج قوات الدعم السريع في الجيش هو واحد من بنود الإتفاق الإطاري ، الذي أبدى حميدتي استعداده ودفاعه عنه ورفض مراوغة البرهان ، وقال ذلك صراحه في اخر خطاب له (اننا مع الإطاري ولا نملك غير كلمتنا الواحدة) لكن يبدو ان الجنرال يخشى من أن يرد حميدتي على مراوغته في توقيع الإتفاق ، بالمرواغة بعدم الدمج حتى لو تم الإتفاق .
ثانيا ان دقلو اصبح يشكل مصدر قلق كبير للمؤسسة العسكرية ، ودخل دائرة التمرد عليها ، تشاطرها القلق والتخوف عناصر النظام المخلوع ، الأمر الذي اصبح يُفسر ازعاجا كبيرا وخطرا يحيط بالقيادة العامة ، هذا القلق الذي كلما شعر به البرهان أفرغه هجوما على القوى السياسية والمدنية .
فهو لا يستطيع كسر شوكة دقلو والتحكم فيه إلا بدمج قواته ، ومن فرط حظه وحظهم السيء ، أن هذا لن يتحقق إلا بالإتفاق الإطاري لذلك قال البرهان نصاً ( إننا ندعم الإطاري لأهمية بند دمج الدعم السريع في الجيش ) .
ويبقى تنصل البرهان عن الإطاري هو اكثر القراءات (الركيكة ) لخطابه أمس فهو الآن وغير أي وقت ، في اشد الحاجه للمضى في الإتفاق ، حتى يكبح به جماح دقلو الذي اصبح نفوذه يتمدد هذه الأيام ، الأمر الذي جعله لايقل عن رئيس دولة فالرجل كل تحركاته الآن خارجيا وداخليا تؤكد مما لاشك فيه أنه يكبر ، فالبرهان يعلم ، اما الإتفاق او الأسوأ منه.
ولكن رغم ذلك يبقى انهيار الإطاري هو أمنيته التي يدعو ربه ان تتحقق حتى ولو لم يعمل لأجل ذلك ، وهذا ما يجعله يضرب هدفين بحجر واحد ، فإن لم يوافق دقلو على الدمج فإن الاتفاق في رأيه لن يكتمل ، وان واقف حميدتي على الشرط فإن خطر الدعم السريع سيتلاشى وفي الحالتين يكسب الجنرال.
لكن ما يحدث بين الطرفين إن كان في الخفاء او العلن ، هو نذر خطر يدق ناقوسه بقوة ، فالبلاد لا تحتمل بوادر معركة المواجهة ولو كانت حرب تصريحات ، وهذا قطعا لا يهم البرهان ولا حتى نائبه ، فكلاهما يتأبط سلاحه بيساره ، ويضم طموحه الخاطئ بيمينه ، وكلما اشتدت القبضة على واحد من الاثنين يختنق الوطن .
طيف أخير:
اعتذر للقارئ لعدم المواصلة اليوم في قضية فساد بنك الثروة الحيوانية على ان يتم ذلك غدا ان شاء الله.
الجريدة